هل سمعتي من قبل عن : اعتماد الرميكية ؟!
تلك الأديبة، والشاعرة، المليحة، حسنة الحديث، حلوة النادرة، كثيرة الفكاهة، تلك الجميلة كالجواهر التي رصعت جيدًا على تاج جميل، بأكاليل الوفاء للمعتمد (ملك اشبيلية).
اعتماد الرميكية.. هي شاعرة أندلسية، كانت جارية لـ رميك بن حجاج فنسبت إليه، ثم تزوجت "المعتمد بن عباد" أمير إشبيلية، ورافقته حتى نفيه إلى أغمات ووفاته هناك.
في يومٍ بينما كان "المعتمد" يتنزَّه مع شاعره ابن عمار في مرج الفضة - أحد متنزهات إشبيلية - قال له: «صنع الريح من ماء الزَّرد» (يقصد أن يكمل رفيقه بيت الشعر)، إلا إنَّ بديهة ابن عمار كانت بطيئة، فسكت طويلاً ولم يكمله، وكانت بقربهما امرأة تغسل الملابس في النهر، فقالت: «أيُّ درعٍ لقتال لو جمد».
وقد تعجَّب المعتمد من موهبتها بالشعر، فسأل عنها، فقيل له أنها جارية "رميك بن حجاج" واسمها اعتماد، فذهب إلى صاحبها واشتراها منه وتزوجها، وعُرِفَت بعد ذلك بلقب اعتماد الرميكية، وكانت أقرب زوجاته إليه.
وقد كان "المعتمد بن عباد"، وهو أحد ملوك الطوائف في الأندلس، قد تولى إشبيلية بعد وفاة أبيه سنة 461هـ، واتسع ملكه وأصبح مقصد الأمراء والعلماء والشعراء، ثم ضعف حكمه وأنهكته الفتن، وانتهى به المآل سنة 488هـ أسيراً عند "يوسف بن تاشفين"، فأرسله إلى بلدة أغمات في المغرب ليعيش فيها مع زوجته وأطفاله في حالة من الفقر والعوز.
كانت "اعتماد" لسمو مكانتها وتمكن نفوذها يطلق عليها "السيدة الكبرى"، وكانت تسرف في دلالها على "المعتمد".. من ذلك أنها طلبت منه أن يريها الثلج، فزرع لها أشجار اللوز على جبل قرطبة حتى إذا نور زهره بدت الأشجار وكأنها محملة بالثلج الأبيض.
ومن أخبارها أيضا القصة المعروفة في قوله "ولا يوم الطين".. وذلك أنها رأت الناس يمشون في الطين فاشتهت المشي في الطين، فأمر "المعتمد"، فسحقت أشياء من الطين، وذرت في ساحة القصر حتى عمته، ثم نصبت القرابيل وصب فيها ماء الورد على أخلاط الطيب، وعجنت بالأيدي حتى كانت كالطين، فخاضتها مع جواريها.. يقول صاحب الإعلام.
ليس الدلال والإسراف في المطالب خصلتان ملازمتان لاعتماد الشاعرة والأديبة، فكثيرًا ما أتت المعتمد وهي تمشي على استحياء يسمو بسمو جمل الاعتذار المستحضرة لندى الرجل.
فقد غاضب المعتمد أم أبوثينة الشاعرة في بعض الأيام، فأقسمت أنها لم تر منه خيرا قط! فقال: ولا يوم الطين؟ فاستحيت واعتذرت.
وهنالك أبيات تقول
ولا يوم طينٍ يا رميكية الهوى وقد كان طيني طينة الفخرِ والجودِ
ومن يأمن الأنثى فيا شر يومه كما فعلت أنثى بطينِ ابن عبودي
ولعل المعتمد أشار في أبياته الرائية إلى هذه القصيدة حيث قال:
يطأن في الطين والأقدام حافية.. كأنها لم تطأ مسكا وكافورا
سمو اعتماد وشموخها، يترجمهما وفاؤها للمعتمد وتحملها للشدائد التي مر منها، فمن نعيم الأندلس سيق ملك اشبيلية إلى ضيق ذات اليد وذل الحاجة بسجن أغمات، فلم يكن له من مؤنس سوى أولاده وأمهم التي ظلت تؤنس وحدته وتلهم قريحته بسؤالها حينا ومواساتها أحيان أخرى.
فقد قالت له وهما بأغمات: يا سيدي لم قدمنا هنا؟
فقال..
قالت لنا هنا هنا..مولاي أين جاهنا؟
قلت لها إلهنا.. صيرنا إلى هنـــــــا
وحكي أنها قالت له وقد مرض: يا سيدي، ما لنا قدرة على مَرضاتك في مَرَضاتك
قضت أيام المحنة في صحبته، ودُفنت في جواره، وتناقل المغاربة أخبار المعتمد وأخبارها عصورًا بعد وفاتهما، وكانت أخبارهما شائعة في المغرب حتى عصر المقري مؤلف نفح الطيب المتوفى سنة ١٠٤١ﻫ.
وكثيرون هم المهووسون بـ زيارة أغمات، مقر إقامة ونفي ملوك الطوائف على عهد "يوسف بن تاشفين"، والوقوف على ضريح "المعتمد بن عباد" الذي يحتضن بالإضافة إلى قبر الملك الشاعر، قبر زوجته "اعتماد الرميكية" وابنه، والذي يتشكل من قبة مصغرة طبق الأصل للقبة المرابطية بمراكش تزينها بعض الأبيات الشعرية التي نظمها الأمير الشاعر "المعتمد بن عباد" في رثاء حاله، وأمر أن تكتب على قبره.. يقول صاحب الإعلام.
قبر الغريب سقاك الرائح الغادي.. حقا ظفرت بأشلاء بني عباد
بالحلم بالعلم بالنعمى إذا اتصلت.. بالخصب أن أجدبوا بالري للصادي
نعم هو الحق فاجأنى على.. قدر من السماء ووافاني بميعاد
ولم أكن قبل ذاك النعش أعلمه.. أن الجبال تهادى فوق أعواد
يقرأ الزوار الأبيات في صمت، احتراما وإجلالا لعظمة الرجل (القائد والشاعر) ويستحضرون ما عاش فيه من عز وما عاناه من محن، وينسى الكثير منهم "اعتماد" ملهمته في أيام عزه، ورفيقة دربه في الشدائد والمحن.
ماذا ستفعلين لو امتلكتي أموالًا طائلة مثل فاطمة الفهرية .. إليكِ قصتها
يعد الثراء الشديد حلمًا لمعظم البشر، فمن منا لا يحلم بامتلاك الأموال الطائلة وفعل ما يحلو له بها من استمتاع، وشراء لما نحتاجه، وسفر لزيارة الأماكن التي لطالما حلمنا باكتشافها
الملكة بلقيس: سيرة ملهمة وحكايات مثيرة لم نعرفها من قبل!
كانت بلقيس فطينة رزينة، وتتمتع بحاسة تمكنها من التبصر في نتائج الأمور وعواقبها، والشاهد على ذلك أنه كان لبلقيس – كعادة الملوك – عدد كبير من الجواري اللاتي يقمن على خدمتها
مخترع الشيبس : اكتشفي أسرار اختراع رقائق البطاطس وقصص المدعّين !
الأ تتسائلي من هو مخترع الشيبس ؟! هذه الأكلة اللذيذة التي يُعتمد عليها كطبق جانبي أو كمقرمشات للتسلية إليكِ تفاصيل القصة المدهشة !