حينما أمسكتُ بالقلم لأكتب عن سيد الخلق، شعرت بعجز الكلمات أمام عظمة هذا الإنسان الكريم، النبي الأمين -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-. كيف يمكن لحروفٍ أن تفي ببحرٍ من النور والرحمة؟ ومع ذلك، لا بدّ لنا من التعلّم من أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- وسيرته العطرة، فهو النموذج الأسمى لكل تفاصيل حياتنا، وكيف لنا أن نتحدث عن "نمط الحياة" دون أن نستلهم من حياته -صلى الله عليه وسلم-؟
لقد كانت حياته مدرسة متكاملة من الإلهام، لا يمكن تلخيصها في سطور، فمن معجزاته العظيمة إلى أخلاق النبي الرفيعة، منذ أن كان طفلًا يتيمًا وحتى صار نبيًا مرسلًا، مرورًا بحكمته في التعامل مع الناس، وصبره، وحلمه، وكرمه، ولطفه.. إنه -صلى الله عليه وسلم- تجسيدٌ للكمال الإنساني بأسمى صوره.
تخيلّي معي موقفًا تتعرضين فيه للإهانة الجارحة والاعتداء الجسدي وأنتِ لا تحملين في قلبكِ إلا الرحمة لمن حولكِ! هذا تمامًا ما حدث مع النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما ذهب إلى الطائف يدعو أهلها إلى الإسلام، فقابلوا دعوته بالإساءة والطرد، بل دفعوا السفهاء والعبيد إلى رميه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين!
لقد كان ذلك اليوم أشد الأيام قسوةً عليه نفسيًا، حتى إنه قال بعد خروجه من الطائف ولجوئه إلى ظل شجرة:
"اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهّمني؟ أم إلى عدوّ ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي..."
أي قلبٍ هذا الذي لا يحمل إلا الشكوى إلى الله، وأي عظمةٍ هذه التي لا تُقابل الإساءة إلا بالصبر إنها أخلاق النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وسط هذا الحزن العميق، شاء الله أن يمنح نبيه بعض العزاء، فقد شاهد ابنا ربيعة ما حدث، فأرسلا غلامهما "عداس" بطبق من العنب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. وعندما بدأ بأكل العنب قال: "بسم الله"، فتعجّب عداس، إذ لم يكن أهل الطائف يقولون ذلك! وسأله عن أصله، فأجاب: "أنا نصراني من نينوى"، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من قرية الرجل الصالح يونس بن متى".
ذهل عداس كيف لرجلٍ في مكة أن يعرف عن يونس، فقال متأثرًا: "والله ما في الأرض أحد يعلم عن يونس بن متى غيري!"، وحين أدرك أن من أمامه نبيٌّ مرسل، أكبَّ على رأسه ويديه وقدميه يُقبّلها إجلالًا.
لم تنتهِ القصة هنا، فقد جاء جبريل -عليه السلام- إلى النبي وقال له: "يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك، وقد أرسل إليك ملك الجبال، لتأمره بما شئت، إن شئت أن يُطبق عليهم الأخشبين (الجبلين) فعل".
لحظة فاصلة! إنسان تعرّض للأذى الشديد، والفرصة أمامه لينتقم! لكنه -صلى الله عليه وسلم- قال كلماته الخالدة:
"بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا".
ما أروعه! لم يكن يحمل في قلبه حقدًا ولا رغبة في الانتقام، بل كان يملأه الأمل برحمة الله وهداية القوم!
إذا كنتِ تبحثين عن السعادة الحقيقية في حياتكِ، فتأملي هذه المواقف العظيمة.. كيف يمكن أن تتغير حياتنا لو تعلمنا الصبر الجميل، ورددنا الإساءة بالإحسان؟ كيف سيكون أثر ذلك على علاقتنا بمن حولنا؟
إن كنتِ تعانين من سوء معاملة أحدٍ من أقاربكِ أو جيرانكِ، فاصبري وأحسني، وتأكدي أن الأجر عند الله عظيم، وربما يتغير قلب هذا الشخص يومًا بفضل إحسانكِ!
السعادة الحقيقية ليست في الانتصار على الآخرين، بل في الانتصار على النفس بالرحمة والحلم والصفح.
وأخيرًا.. شاركينا رأيكِ!
ما هو أكثر موقفٍ من أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- أثر فيكِ؟ وكيف يمكن أن نطبق أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياتنا اليومية؟ ننتظر مشاركاتكِ في التعليقات، ولا تنسي الصلاة على الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-
إذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعي تطبيق الملكة على Instagram Facebook Twitter لتصلك أحدث المقالات والتحديثات!
قصة أبخل امرأة في العالم
في سن العشرين اشترى والد أبخل امرأة في العالم خزانة ملابس ضمت العديد من الملابس والأزياء الفاخرة حتى تتأنق، لكنها باعتها واستخدمت المال في الاستثمار
مخترع الشيبس : اكتشفي أسرار اختراع رقائق البطاطس وقصص المدعّين !
الأ تتسائلي من هو مخترع الشيبس ؟! هذه الأكلة اللذيذة التي يُعتمد عليها كطبق جانبي أو كمقرمشات للتسلية إليكِ تفاصيل القصة المدهشة !
سحر الكلمات السبعة لجعل الناس يحبونك أكثر !
الأحاديث الصغيرة القصيرة عادة ما تحتوي على عبارات وجمل يمكن أن تفيدكِ، وقد اتضح أنه يمكنكِ تعلم جعلها تأتي في سياق الحديث بشكل طبيعي