إن الملكة بلقيس لم تكن امرأة عادية، أو ملكة حكمت في زمن من الأزمان و مر ذكرها مرور الكرام شأن كثير من الملوك و الأمراء، ودليل ذلك ورود ذكرها في القرآن، فقد خلد القرآن الكريم بلقيس ملكة سبأ، و تعرض لها بطريقة جميلة، و يكفيها شرفاً أن ورد ذكرها في كتابٍ منزلٍ من لدن حكيم عليم، وهو كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، ولم ولن يعتريه أي تحريف أو تبديل على مر الزمان، لأن رب العزة –جل و علا- تكفل بحفظه وصونه "إنا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون" فذِكر بلقيس في آخر الكتب السماوية و أعظمها و أخلدها هو تقدير للمرأة في كل زمان ومكان، هذه المرأة التي استضعفتها الشعوب والأجناس البشرية وحرمتها من حقوقها، وأنصفها الإسلام و كرمها أعظم تكريم.
وهذا في مجمله وتفصيله يصب في منبع واحد، ألا وهو أن شأن الملكة بلقيس العظيم كان بسبب قصتها مع النبي سليمان – عليه السلام – والذي جعلها تُذكر في القرآن الكريم .
من بليغ حكمة بلقيس ملكة سبأ، وحسن مشاورتها، فحسن التفكير و حزم التدبير أسعفاها في كثيرٍ من المواقف العصيبة والمحن الشديدة التي تعرضت لها هي ومملكتها؛ ومنها قصتها مع الملك ذي الأذعار الذي كان يضمر الشر لها و لمملكتها، ولكن دهاءها وحنكتها خلصاها من براثن ذي الأذعار و خلص قومها من فساده و طغيانه وجبروته.
كما أنها عرفت بحسن المشاورة إلى جانب البراعة في المناورة، فهي لم تكن كبقية الملوك متسلطة في أحكامها، متزمتة لآرائها، لا تقبل النقاش أو المجادلة، بل كانت كما أجرى الله على لسانها "قالت أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون"، وذلك على الرغم من أنه كان بمقدورها أن تكتفي برأيها و هي الملكة العظيمة صاحبة الملك المهيب، فهي ببصيرتها النيّرة كانت ترى أبعد من مصلحة الفرد، فهّمها كان فيما يحقق مصلحة الجماعة.
كانت بلقيس ملكة سبأ فطنة رزينة، وتتمتع بحاسة تمكنها من التبصر في نتائج الأمور وعواقبها، والشاهد على ذلك أنه كان لبلقيس – كعادة الملوك – عدد كبير من الجواري اللاتي يقمن على خدمتها، فإذا بلغن استدعتهن فرادى، فتحدث كل واحدة عن الرجال فإن رأت أن لونها قد تغير فطنت إلى أن جاريتها راغبة في الزواج، فتُزوجها بلقيس رجلاً من أشراف قومها وتكرم مثواها، أما إذا لم تضطرب جاريتها ولم تتغير تعابير وجهها، فطنت بلقيس إلى أنها عازفة عن الرجال، وراغبة في البقاء عندها ولم تكن بلقيس لتقصر معها.
ومن امارات الفطنة أيضا أنه لما ألقي عليها كتاب سيدنا سليمان -عليه السلام- علمت من ألفاظه أنه ليس ملكاً كسائر الملوك، وأنه لا بد وأن يكون رسول كريم وله شأنٌ عظيم؛ لذلك خالفت وزراءها الرأي عندما أشاروا عليها باللجوء إلى القوة، وارتأت بأن ترسل إلى سليمان بهدية، وكان المراد من وراء هذه الهدية ليس فقط لتغري وتلهي سليمان – عليه السلام – بها، وإنما لتعرف أتغير الهدية رأيه وتخدعه؟ ولتتفقد أحواله وتعرف عن سلطانه وملكه وجنوده.
وفي الختام فمهما أتقنا روعة التعبير، و مهما كُتب عن الملكة بلقيس وأُلف عن سيرتها، فإن قصتها ستكون عبرة لأولي الألباب.
ماذا ستفعلي لو امتلكتي أموالًا طائلة مثل فاطمة الفهرية .. إليكِ قصتها
يعد الثراء الشديد حلمًا لمعظم البشر، فمن منا لا يحلم بامتلاك الأموال الطائلة وفعل ما يحلو له بها من استمتاع، وشراء لما نحتاجه، وسفر لزيارة الأماكن التي لطالما حلمنا باكتشافها
غضبت من زوجها وأنكرت فضله فذكرها بيوم الطين.. ما القصة
اعتماد الرميكية.. هي شاعرة أندلسية، كانت جارية لرميك بن حجاج فنسبت إليه، ثم تزوجت "المعتمد بن عباد" أمير إشبيلية، ورافقته حتى نفيه إلى أغمات
واجبات ودور والدة العروس في يوم حفل زفاف ابنتها
تختلف عادات وتقاليد زفاف في كل العالم وتختلف بالتالي معها أدوار العائلة وأم العروس ولكن إجمالًا دور والدة العروس في يوم زفاف ابنتها يكون كبيرًا ويشمل عدد من الواجبات والتحضيرات والترتيبات الكثيرة التي تبدأ من الخطوبة قبل زفاف وتستمرّ إلى يوم زفاف ويعتبر يوم زفاف بمثابة اليوم الكبير للعروس والأم معًا في حفل الزفاف، تكون أم العروس هي محور الأنظار الثاني بعد العروس مباشرةً، لذلك يسلط الضوء عليها، وانشغال الأم بأدق تفاصيل حفل زفاف ابنتها هذا ما يزيد عليها الضغط والتوتر.