#الملكة:-

ملكتي الحبيبة.. من منا لا تواجه تحديات واختبارات وربما ابتلاءات شديدة، تساهم في تغيير شكل مستقبلها بل وتشكيل ملامح شخصيتها لتبرز نقاط قوتها التي ربما لم نكن لنعرف بوجودها لولا الابتلاء.. فالحمد لله على كل حال؛ سأحكي لك قصة امرأة لم تستسلم لابتلاء شديد وقعت به وقاومت حتى لا تخسر حياتها بل وسعت لمساعدة الآخرين ممن مروا بنفس ظروفها.

"لاكشمي أغاروال" هي فتاة هندية مرت بتجربة تركت علامة مميزة بكل من جسدها وشخصيتها فلم تعد ذات الشخص بعد هذه الحادثة،  ترجع قصتها إلى عام 2015 حين تعرضت لهجوم "بالآسيد" أي بمواد حمضية من شخص طلب منها الزواج وحين رفضت أراد الإنتقام منها بتشويه جسدها وربما قتلها!

المؤسف أن هذه ليست الحالة الوحيدة التي تعرضت لمثل هذا الإعتداء الهمجي ولكن تم تسجيل 18 حالة ومأساة من الرش بالحمض، وهذا الرقم لا يرسم الصورة الصحيحة للمأساة لأن ما يسجل بهذه الحوادث الحالات التي تبلغ وتقدم تقارير ضد الجناة.

تقول "لاكشمي" عن لحظة الهجوم:-

 "شعرت وكأن شخصًا ما أضرم النار في كل جسدي، وشعرت وكأن جلدي يسقط عن وجهي ويدي."

غير أنها لم تستسلم ، وطلبت الدعم من عديد من ضحايا مثل هذه الحوادث، ولم تتوقف عند مآساتها بل بحثت كيف يمكن أن تنقذ آخرين من التعرض لمثل هذه الحادثة فقامت بتقديم التماس للحد من مبيعات الأحماض في المحكمة العليا في الهند؛ وبالفعل وضعت المحكمة سياسة أكثر تنظيمًا لبيع الأسيد في الهند، إلا أن الدولة لا تزال لا تمتلك قانونًا محددًا لملاحقة المعتدين..

كما أسست "لاكشمي" مؤسسة Chhanv - وهي منظمة غير حكومية أصبحت تمثل أمل وصوت لضحايا الهجوم الحمضي في جميع أنحاء العالم.أ

وبسبب عملها الجدير بالثناء في مساعدة ضحايا الهجوم الحمضي ، حصلت "لاكشمي" على جائزة المرأة الدولية الشجاعة من السيدة الأولى ميشيل أوباما - فترة رئاسة أوباما- في الولايات المتحدة الأمريكية.

كما اختارتها ماركة "فينا أن ديفا"، الرائدة في مجال تصنيع وتوزيع الساري الهندي، لتكون عارضة لأزيائها،  وتظهر "لاكشمي" في فيديو الحملة تبتسم بملابس ملونة بالوردي والبرتقالي، وتأخذ لنفسها صور "سيلفي" في أثواب مميزة، وكان سبب اختيار الشركة لها أنهم أرادوا الاحتفال بالجمال متجاوزين الصفات الجسدية.

ملكتي أريد أن اذكرك بين الحين والآخر أننا دومًا نأخذ من كل مثال أفضل ما فيه؛ فالحكمة ضالة المؤمن لذلك ستجدين #الملكة دائمًا تحضر لك أفضل القصص والنماذج التي يمكن أن نستفيد من تجاربهن أثناء مرورهن بالمحن بغض النظر عن خلفياتهن الثقافية أو الدينية أو عاداتهم.. لكن نتشارك معهم المساحة الإنسانية التي لا يختلف عليها اثنان ثم لكل مذهبه ومعتقده.