تعرفي عزيزتي أنه أثناء الحمل يتعرض جسدكِ للعديد من التغييرات المستمرة؛ لذلك إذا كنتِ علي دراية كافية بالفعل بهذه التغييرات فيجب أن تكوني على دراية بأنها ستكون أكثر بروزًا وتأثيرًا عليكِ كلما اقتربتِ من ميعاد الولادة.

بالنسبة للبعض قد تكون هذه التغييرات مقلقة بعض الشيء، ولكن إذا كنتِ قلقة من زيادة وزنكِ كثيرًا قبل الولادة فمن المهم أن تعرفي أن هناك مجموعة كبيرة من الأشياء التي تعتبر صحية للتعامل مع هذا الأمر.

هل يجب علي الصيام؟

في الحقيقة ملكتي أتاحت الشريعة الإسلامية للنساء الحوامل والمرضعات التخلي عن الصيام إذا كانت تخشى أنه سيؤذي صحتها أو صحة جنينها لكن بعض النساء المسلمات الحوامل يقررن الصيام خلال رمضان والصيام خلال العشر من ذي الحجة المباركة، وهو قرار شخصي جدًا وسيعتمد على ظروفكِ الخاصة مثل مرحلة الحمل وكيفية شعوركِ وما إذا كنتِ قد واجهتِ أي مشاكل حتى الآن في حملكِ لذا يجب مناقشة مسأله الصيام مع القابلة أو الطبيب حتى تتمكني من إجراء فحص صحي، واكتشاف أي مضاعفات محتملة قد تتعرضين لها عند الصيام والحصول على نصيحتهم بشأن ما إذا كان الصيام من المحتمل أن يؤذي صحتكِ أو صحة جنينكِ، كما قد يؤثر أيضًا توقيت الصيام (على سبيل المثال، خلال أيام صيفية حارة طويلة) والتزامات العمل على قراركِ.

هل الصيام خلال الحمل آمن؟

لا تزال الأبحاث جارية في هذا المجال، وعلى الرغم من عدم وضوح الأدلة، يعتقد كثير من الخبراء أنه ليس من الجيد صيام الحوامل.

فهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن النساء الحوامل الصائمات قد تكون لديهن مشيمة أصغر و/أو أطفال بأوزان أقل قليلاً مقارنةً بالنساء اللاتي لم يصمن، كما قد يزيد الصيام أيضًا من خطر الجفاف أثناء الحمل، خاصة إذا كان خلال فصل الصيف، وقد يؤثر ذلك على وظيفة الكلى وكمية السائل المحيطة بجنينكِ، ومع ذلك هناك دراسات أخرى لم تعثر على أي اختلافات بين الأطفال الذين وُلدوا لأمهات صمن والذين لم يصمن؛ لذا قد يعتمد تأثير الصيام خلال الحمل على الصحة العامة للأم ومرحلة الحمل ووقت الصيام. 

إذا قررتِ الصيام، هل هناك أي شيء يمكنني فعله لتسهيل الأمر بالنسبة لي ولجنيني؟

الحمل هو فترة تحتاج الكثير من الطاقة والمواد الغذائية لجسمكِ؛ لذا إذا كنتِ تفكرين في الصيام خلال الحمل، تأكدي من إبلاغ القابلة و/أو الطبيب العام بذلك حتى يتمكنوا من تقديم بعض النصائح وإجراء أي فحوصات صحية ضرورية.

1. إذا كنتِ تصومين، يجب أن تكوني حذرة من الجفاف، فالشعور بالعطش أو وجود البول ذو اللون الداكن يمكن أن يكونا علامات مبكرة على الجفاف، قد تشمل الأعراض الأخرى الدوخة والصداع والتعب والفم الجاف وتبول كميات قليلة بشكل متكرر (أقل من ثلاث أو أربع مرات في اليوم).
2. إذا شعرتِ بالدوار أو الإغماء أو الضعف أو الارتباك أو التعب أثناء الصيام، حتى بعد الراحة، فيجب عليكِ أن تُفطري بشراب حلو لاستبدال السكر والسوائل المفقودة ووجبة خفيفة مالحة لاستبدال الأملاح المفقودة، أو محلول لإعادة الترطيب عن طريق الفم، والاتصال بطبيبكِ.
3. لتقليل خطر الجفاف، حاولي البقاء في الظل وعدم إرهاق نفسكِ، وحاولي شرب الكثير من السوائل بمجرد أن تُفطري وفي وجبة "السحور".
4. تذكري أنه خلال الحمل قد تحتاجين إلى كمية إضافية من السوائل بمقدار كوبين إضافيين في اليوم.
5. قد يساعد تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل الفواكه والخضروات والشوربات والمرق والشوفان في وجبات "السحور" والإفطار على البقاء مرطبة.
6. تجنبي تناول الأطعمة المالحة بكميات كبيرة، خاصة في الصباح الباكر، حيث قد تزيد من العطش.

هل يوجد أي أدوية تؤثر على الصيام؟

إذا كنتِ تتناولين أي أدوية، فقد يؤثر بعضها على الصيام لذا ينبغي عليكِ استشارة الطبيب المعالج أو الصيدلي للتأكد مما إذا كان يجب أن تتناولي الدواء أثناء الصيام أم لا، في حالات معينة، قد يوصي الطبيب بضبط جرعة الدواء أو بتغيير الجدول الزمني للجرعات لتتناسب مع ساعات الصيام والأكل.

هل سمعتي عن الصيام المتقطع ؟

هو تناول الجزء الأكبر من سعراتك الحرارية خلال فترة زمنية معينة، وهناك عدة طرق لهذه الطريقة في الأكل، على سبيل المثال: يحدد بعض الناس يوميًا وقت معين وثابت لتناول الطعام، قد تختاري تناول الطعام بين الساعة 8 مساءًا  و حتى الفجر كل يوم - مما يعني أنكِ تأكلين في وقت يصل إلى 8 ساعات يومياً - وتعتبر الـ 16 ساعة الأخرى من اليوم صيامًا.

 قد يختار بعض الأشخاص تناول الطعام بشكل طبيعي في بعض أيام الأسبوع على سبيل المثال 5 أيام  والصيام (أو تناول وجبتين منخفضتي السعرات الحرارية) في اليومين الآخريين، وقد أجريتِ العديد من الأبحاث حول الصيام المتقطع وكيف يضع الجسم في حالة حرق الدهون والتي تسمى فرط كيتون الجسم.

في حين قد يساعد الصيام المنتظم في تقليل نسبة الالتهابات في الجسم وخفض نسبة السكر في الدم ونسبة ضغط الدم وخفض مستويات الكوليسترول، كما تشير أبحاث أخرى إلى أن الصيام بانتظام قد يقلل من الإصابة بأمراض أخري مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان.

لذا ففي هذه الأيام المباركة من العشر من ذي الحجة يمكنكِ اختيار أي نوع من الصيام، سواءًا قمتي بصيام الأيام العشر كاملة أو صمتي بشكل متقطع خلالها، ويُعتقد أن الصيام يساعد في إنقاص الوزن لأنه يوجه الجسم إلى التركيز على التخلص من الدهون، كما أنه قد يساعد أيضًا علي تقليل تناول السعرات الحرارية بشكل عام.

في دراسة صغيرة واحدة عام 2007 فقد المشاركون 8 في المائة من وزن أجسامهم في 8 أسابيع فقط بعد صيام يوم بديل، وهذا يعني أنهم يأكلون بشكل طبيعي كل يومين ويستهلكون 20 في المائة فقط من سعراتهم الحرارية العادية في أيام "الراحة".

هل من الآمن القيام بالصيام المتقطع أثناء الحمل؟

احرصي على التحدث دائمًا إلى طبيبكِ قبل إجراء أي تغييرات مهمة على نظامك الغذائي وعادات ممارسة الرياضة، لكن لا توجد دراسات تم بحثها في الصيام المتقطع خلال فترة الحمل حيث تدور العديد من الدراسات التي وجدناها حول النساء الحوامل والصيام في رمضان والذي يبلغ حوالي 30 يومًا أو صيام العشر الأوائل كما هو الحال هذه الأيام.

أشار تقرير عام 1996 إلى أن أولئك الذين صاموا خلال شهر رمضان قد عانوا من تغيرات كبيرة في مستويات الجلوكوز والأنسولين والدهون الثلاثية وكذلك في المؤشرات الصحية الأخرى، لكن أوضح الباحثون أن الصيام أثناء الحمل قد يكون له آثارً جانبية على الصحة تظهر لاحقًا في الحياة وبالتالي يجب تجنبه.