الصيام المتقطع له العديد من الفوائد بالطبع لكن هذه الفوائد ليست جميعها في مصلحة صحة المرأة! وذلك لأن تكوين جسم المرأة يختلف عن الرجل، لذلك إذا قامت المرأة باتباع الصيام المتقطع بطريقة خاطئة فيمكن أن يسبب ضررًا أكثر من النفع! 

لماذا؟

لأن أجسام النساء مبنية بيولوجيًا من أجل الخصوبة والتكاثر، لذلك فإن مرور الفترات الطويلة بدون تناول الطعام يعطي الجسم إشارة أن الوقت ليس مناسبًا للتكاثر!

قد تقولي: "ولماذا أهتم، فأنا لا أريد الحمل الآن!"، حسنًا عزيزتي، الخصوبة ليست هي المشكلة الوحيدة! يجب عليكِ معرفة أن الإستروجين والبروجسترون لهما أهمية في الجسم غير الحمل؛ فمثلًا يساعدنا الإستروجين في عملية التمثيل الغذائي وفقدان الوزن وتحسين الحالة المزاجية والقلق والضغط وتعزيزالطاقة وتحسين كثافة العظام، وهذا كله على سبيل المثال لا الحصر.

إن الصيام المتقطع يمكن أن يؤذي صحة المرأة لأنه قد يعطل توازن الإستروجين ويعرقل كل هذه العمليات الفسيولوجية السابقة، ولكن إذا عرفتِ كيفية اتباع الصيام المتقطع بطريقة آمنة للكيمياء الحيوية الأنثوية ستتمكني حينها من جني الفوائد المذهلة له!

ما هو الصيام المتقطع بالظبط؟

هو الامتناع لفترات قصيرة أو متوسطة عن تناول الطعام، يمكن أن تكون هذه الفترة قصيرة لمدة 12 ساعة وتشمل وقت النوم -يمكنكِ التوقف عن تناول الطعام في الساعة 8:00 مساءً في إحدى الليالي وعدم تناول الطعام مرة أخرى حتى الساعة 8:00 صباحًا في اليوم التالي- أو لمدة 16 أو 20 أو حتى 24 ساعة!

الهرمونات الأنثوية والصيام المتقطع

ارتبط الصيام المتقطع بالعديد من الفوائد الصحية ولكنه مرتبط أيضًا باختلال الهرمونات لدى النساء، إليكِ نظرة عن قرب على سلسلة من الاختلالات الهرمونية التي يمكن أن يسببها الصيام المتقطع لـصحة المرأة.

أولًا، الصيام المتقطع يمكن أن يعطل توازن هرمون الإستروجين، وقد يظهر اختلال هرمون الإستروجين على النحو التالي:

● انخفاض الطاقة.

● عدم السيطرة على مستوى الجلوكوز.

● زيادة الوزن.

● ضعف الوظيفة المعرفية.

● انخفاض كثافة العظام.

● ضعف العضلات.

● ضعف صحة الجلد والشعر.

● ضعف صحة القلب والأوعية الدموية.

● العقم.

يمكن أن يؤدي اختلال نظام هرموني واحد في الجسم إلى اختلالات هرمونية أخرى؛ والاختلالات الهرمونية الرئيسية الأخرى المتعلقة بصحة المرأة عندما تتبعي الصيام المتقطع هي الخلل في هرمون الكورتيزول -هرمون التوتر- وهرمون الغدة الدرقية؛ فعندما يكون الكورتيزول غير متوازن تحدث هذه الأعراض: 

● القلق.

● انخفاض الطاقة.

● الأرق.

● الشعور بالتعب.

● الرغبة الشديدة في تناول السكر.

عندما تكون هرمونات الغدة الدرقية غير متوازنة تحدث الأعراض التالية:

● زيادة الوزن.

● ضباب الدماغ.

● القلق.

● الاكتئاب.

● جفاف الجلد.

● جفاف الشعر.

● عدم انتظام الدورة الشهرية.

● عدم ثبات درجة حرارة الجسم.

لذلك، بالرغم من أن الصيام المتقطع قد يكون له بعض الفوائد إلا أن سلسلة الآثار الجانبية هذه قد تفوق أي فائدة.

اقرأي أيضًا: اكتشفي كيف تؤثر هذه العادة على دورتك الشهرية 

لماذا أصبح الصيام المتقطع مشهورًا جدًا الآن؟!

أظهرت الدراسات أن الصيام المتقطع قد يساعد في تحسين بعض الحالات الصحية، مثل:- 

● يساعد في حالة حساسية الأنسولين.

● انخفاض دهون الجسم.

● تحسين المؤشرات الحيوية الصحية المرتبطة بمرض السكري من النوع 2.

● تحسين الوظيفة الإدراكية والتهاب الأعصاب في الدماغ.

● تثبيط إنتاج هرمون التوتر في مواقف معينة.

● تقليل خطر الإصابة بحالات صحية مزمنة.

إذًا، كيف يمكن للصيام المتقطع أن يؤذي صحة المرأة؟!

ترتبط الوظيفة التناسلية للمرأة ارتباطًا وثيقًا بالأيض، والعكس صحيح، لذلك في أي وقت يحصل جسد المرأة على "إشارة جوع" فإنه يذهب إلى وضع الحماية ويتغذى من دهون الجسم للبقاء على قيد الحياة، ثم يزيد من إنتاج هرمونات الجوع -اللبتين والغرلين- حتى تشعري بالجوع والاندفاع للحصول على الطعام في أسرع وقت ممكن، وكذلك يقوم بإبطاء الوظائف غير الأساسية مثل التكاثر، حتى تتمكني من الحفاظ على نفسكِ على قيد الحياة وعدم إهدار الطاقة على الحمل بطفل!

تجربة على الحيوانات:

في إحدى الدراسات، أصبح لدى الفئران الإناث التي شاركت في الصيام المتقطع لمدة 12 أسبوعًا مبيض أصغر وأصيبت بأرق أكثر من الفئران الذكور.

كيف يمكن للمرأة أن تتبع الصيام المتقطع بأمان؟

كل هذه الأشياء لا تعني أن المرأة يجب أن تفوت فوائد الصيام المتقطع، ولكن نوصي بأن تتبع النساء بعض القواعد البسيطة عندما يتعلق الأمر بالصيام المتقطع، حتى تساعدكِ على الاستفادة من الفوائد العديدة المرتبطة به وتجنب المخاطر في نفس الوقت:-

• لا تصومي أيام متتالية، اختاري يومين أو ثلاثة أيام غير متتالية في الأسبوع لاتباع الصيام المتقطع. 
• لا تصومي لأكثر من 12 أو 13 ساعة في اليوم حيث يمكن أن يؤدي الصيام لفترة أطول إلى آثار جانبية سلبية على الهرمونات. 
• لا تمارسي تمارين مكثفة في أيام الصيام.
• أوقفي الصيام إذا كنتِ تنزفين (أيام الدورة أو نزيف آخر).
• أثناء فترة تناول الطعام، اختاري أفضل نظام غذائي لصحتكِ الهرمونية.

إذا اتبعتِ هذا النهج البطيء والثابت للصيام المتقطع لبضعة أشهر وشعرتِ بتحسن، فيمكنكِ التفكير في اتباع فترة أطول 16 ساعة مثلًا، ولكن انتبهي جيدًا لما تشعرين به وأن تقللي ساعات الصيام إذا شعرتِ بالتعب مجددًا أو إذا بدأت تعانين من أعراض اختلال التوازن الهرموني.

إذا شعرتِ بأعراض عدم التوازن الهرموني أثناء الصيام المتقطع أو إذا تفاقمت أعراض عدم التوازن الهرموني التي تعانيها بالفعل، فتوقفي عن الصيام على الفور، وتشمل هذه الأعراض ما يلي: 

● عدم انتظام دورتك الشهرية أو غيابها.

● مشاكل في النوم.

● تغيرات في التمثيل الغذائي والهضم.

● الشعور بأنكِ مزاجية أو أنكِ تعانين من ضباب الدماغ.

● تغيرات سلبية في مظهر شعرك وبشرتك.

● الشعور بأن جسمكِ دائمًا بارد.

لا تتبعي الصيام المتقطع إذا ...

● كان لديكِ تاريخ من اضطرابات الأكل.

● كنتِ حامل أو تحاولين الحمل.

● كانت لديكِ صعوبة في النوم أو البقاء نائمة أو صعوبة في الاستيقاظ في الصباح.

● كنتِ تعانين من آلام في الغدة الكظرية.

● إذا كانت لديكِ أي مشاكل هرمونية، مثل: متلازمة تكيس المبايض أو الأورام الليفية أو المشاكل الهرمونية الأخرى المشخصة.

تذكري دائمًا أنه بمجرد حصولكِ على المعلومات الصحيحة حول كيفية عمل جسمك حقًا، ستتمكني من البدء في اتخاذ خيارات صحية تساعدكِ أخيرًا على تحسين صحتكِ بإذن الله!