من أبرز سمات المرأة الجذابة قوة شخصيتها، ونضوج طريقة تفكيرها، وسلوكها الجاد.
هذه هي الصفات التي يجب تمتلكها المرأة قبل الزواج وبعده؛ نتيجة فهمها وإدراكها لرسالتها في الحياة.
تظهر قوة شخصية المرأة عندما تختار الزوج، فلا تفسح المجال لأهواء والدها إذا انحرف عن الطريق الصحيح ويسعى لإجبارها على زواج لا تريده.
كما أنها لا تستسلم للرجل الذي يأتي لطلب يدها للزواج مهما كان ثريًا أو قويًا، إذا لم يكن يتمتع بصفات الزوج الصالح الذي ترضاه.
بعد الزواج تظل شخصية الزوجة قوية رغم تميزها بالطبيعة الهادئة والسلوك المعتدل والطاعة والمحبة لزوجها، وتبرز قوة شخصيتها خاصة عندما يتعين عليها اتخاذ قرارات.
مثل أم سليم بنت ملحان (رضي الله عنها)، التي أصرت على التمسك بالإسلام مع ابنها أنس، رغم أن زوجها مالك بن النظار ظل مشركًا، واعترض عل أن تصبح زوجته مسلمة.
وهناك أيضا أم حبيبة بنت أبي سفيان التي ظلت ثابتة على إسلامها حتى ارتد زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي وانضم إلى دين الأحباش.
وكانت بريرة، عازمة على الانفصال عن زوجها الذي لا تحبه، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم حاول التدخل للصلح.
كما طلبت زوجة ثابت بن قيس بن شماس الطلاق من زوجها الذي لا تحبه وقبل النبي صلى الله عليه وسلم.
كان الدافع الأساسي لهؤلاء النساء في اتخاذ مثل هذه القرارات القوية هو حرصهن على الالتزام والحفاظ على العقيدة وإرضاء الله سبحانه وتعالى.
كانت كل منهما تطلب الحلال في حياتها الزوجية، وتخشى ارتكاب المحرمات، إما لأنها تزوجت من رجل لا يشاركها في العقيدة، أو تقصيرها في واجباتها تجاه الزوج الذي لا تحبه أو لا تستطيع العيش معه.
لولا قوة شخصياتهن ومشاعرهن بالفخر بأنفسهن، لكانوا قد اتبعوا الضلال، ويختنقون ببؤس العيش مع زوج لا يقدرون على تقبله.
وتُظهر شجاعة هؤلاء النساء كيف يجب أن تكون المرأة الحقيقية، بغض النظر عن المكان أو في أي وقت تعيش فيه.
لكن قوة شخصية المرأة لا ينبغي أن تجعلها تنسى أن عليها طاعة زوجها ومعاملته باحترام وتقدير، فقوة شخصيتها يجب أن تجعلها تحقق توازنًا حكيمًا في الطريقة التي تتحدث بها وتتصرف تجاه زوجها، دون تناقض أو إهمال.
حتى في لحظات الغضب التي لا مفر منها في الزواج، عليها أن تتحكم في نفسها وتضبط لسانها لئلا تقول أي شيء من شأنه أن يجرح مشاعر زوجها، هذه هي صفة الشخصية القوية والمتوازنة.
وعائشة رضي الله عنها خير مثال على هذه الصفة،
"ما أهجُرُ إلا اسمك" جملة لامست قلبي في أعماقه، وكلما سمعتها أشعر بنبضات قلبي تدق، فعلى مر الزمان ومع مرور السنوات، تغيرت الكثير من المفاهيم في حياتنا، واندثرت الكثير من المعاني الجميلة ومن أهمها المعنى الحقيقي للأنوثة وكل ما يتعلق بها من أقوال وأفعال، فتلك الأنوثة كانت جزءا لا يتجزأ من كيان النساء في الضراء قبل السراء، وفي قصة أمنا عائشة رضي الله عنها وقت غيرتها
فقد روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنِّي لأعلمُ إذا كنتِ عنِّي راضيةً، وإذا كنتِ عليَّ غَضبى، قالت: فقلتُ: مِن أين تعرِفُ ذلك؟ فقال: أمَّا إذا كنتِ عنِّي راضيةً، فإنَّكِ تقولين: لا وربِّ محمَّدٍ، وإذا كنتِ غَضبى، قلتِ: لا وربِّ إبراهيمَ، قالت: قلتُ: أجَل واللهِ يا رسولَ اللهِ، ما أهجُرُ إلَّا اسمَك»
[صحيح البخاري].
يا لها من أخلاق راقية وحب صادق!
وقد برزت قوة شخصية عائشة أكثر في حادثة الإفك، حيث ظهرت قوة شخصيتها وإيمانها العميق بالله سبحانه وتعالى، وكانت ثقتها به وحده لإثبات براءتها واضحًا تمامًا،
كان لديها فهم سليم للتوحيد ، وأظهرت قوة كبيرة في الشخصية والثقة في براءتها. لم تكن تشعر بالفضول أو القلق بشأن النتيجة عندما تحدثت على هذا النحو، حتى نزل القرآن العظيم من ربّ العالمين يثني عليها، ويثبت براءتها، ويثبت عفتها وطهارتها، ويفضح الخائنين المتكلمين في عرضها.
تقول أم المؤمنين عائشة: (وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَرِّئَنِي اللَّهُ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يُنْزِلَ فِي شَأْنِي وَحْيًا، وَلَأَنَا أَحْقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالقُرْآنِ فِي أَمْرِي، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ ... فَكَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا، أَنْ قَالَ لِي: يَا عَائِشَةُ احْمَدِي اللَّهَ، فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ، فنزل قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ* لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَـذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ}.
أظهرت نضجًا وصمودًا ملحوظين عندما ابتعد عنها زوجها الحبيب، الذي لم تستطع تحمل الانفصال عنه لمدة شهر.
ثم لما حسم الأمر وأراد العودة إليها لم تتسرع إليه رغم حبها الكبير له، هذا هو أعلى مستوى من الصمود وقوة الشخصية.
إنه بالفعل أعلى مستوى من النضج وقوة الشخصية، فالزوجة الحقيقية متواضعة وطيبة ومحبة ومطيعة لزوجها، لكنها لا تضعف أمامه حتى لو كان أحب الناس إليها ما دامت على حق.
لا ينبغي للمرأة أن تفسر موقف عائشة على أنه موقف من الاستعلاء أو الغطرسة، يدفع بزوجها بعيدًا.
بل من واجبات الزوجة تجاه زوجها: الطاعة والمحبة، والسعي لإرضائه، وفق تعاليم الشريعة.
ولكن ما نتعلمه من موقف عائشة رضي الله عنها هو التقدير والشرف الذي يكرم به الإسلام المرأة، ما دامت ملتزمة بشرائع الله وتعاليمه، وهذا ما يعطي شخصيتها القوة والفخر والشرف والحكمة.
الإسلام يعطي المرأة حقوقا وتقديرا تحسدها عليه النساء الغربيات، حيث اعترفت ناشطات تحرير المرأة في الدول العربية بذلك بحرية، وتراجعت الكثيرات منهن عن ادعاءاتهن بأن المرأة المسلمة بحاجة إلى التحرر.
وأحد هؤلاء الناشطات هو الدكتورة نوال السعداوي التي أجريت مقابلة مع صحيفة الوطن الكويتية (منتصف أغسطس 1989).
وسئلت الدكتور السعداوي: "هل تعتقدين أن المرأة الأوروبية نموذج يتم تقليده؟" فأجابت:
"لا، على الإطلاق. تقدمت المرأة الأوروبية في بعض المجالات، لكنها متخلفة في مجالات أخرى.
قوانين الزواج في أوروبا تضطهد المرأة، وهذا ما أدى إلى تطور حركات تحرير المرأة في تلك البلدان وفي أمريكا".
ثم قالت:
"لقد منح ديننا الإسلامي للمرأة حقوقًا أكثر من أي دين آخر، وضمن لها شرفها وكرامتها، ولكن ما حدث هو أن الرجال استخدموا أحيانًا جوانب معينة من هذا الدين لإنشاء نظام طبقي أبوي يهيمن فيه الذكور على الإناث."
من الواضح أن هذا القهر الذكوري الذي ذكرته الدكتورة نوال السعداوي، والذي أدى إلى اضطهاد المرأة، نتج عن الجهل بتعاليم الإسلام الصحيحة.
الخلافات الزوجية قد تكلفك صحتك وإليكِ الحل
الأزواج الذين يختلفون غالبًا ما يكونون أقل صحة، وذلك وفقًا لعلماء النفس، فالزواج الذي تكثر فيه الخلافات الزوجية يمكن أن يكون له تأثير خطير على صحتك
امرأة رائعة لكن الرجال لا يحبون هذا النوع من الزوجات
إن التضحية بحد ذاتها أمر مهم. فإذا اتخذنا قرار التضحية معًا، فإن فرص ظهور الاستياء لاحقًا تكون أقل. وبما أن كريس وأنا اتخذنا القرار معًا بالانتقال
فن إدارة الخلافات الزوجية : اختلفي معه دون أن تخسري قلبه
هل من الممكن أن نحب بعضنا البعض على الرغم من الخلافات الزوجية ؟ سنخبركِ اليوم ب 20 نصيحة للتشاجر بإنصاف، مع القدرة على حل الخلافات الزوجية !