من الممكن حدوث الحمل مع وجود الانتباذ البطاني الرحمي لكنه قد لا يكون سهلًا، في الواقع ما يصل إلى نصف النساء المصابات بهذا الاضطراب سيواجهن صعوبة في الحمل والإنجاب.

وعلى الرغم من أن هناك خيارات طبية لعلاج الانتباذ البطاني الرحمي ومحاولة الحمل إلا أنها غالبًا ما تكون معقدة ومكلفة وبدرجات متفاوتة من النجاح.

لكن العديد من النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي يحملن وتكون فرحتهن بالمولود المنتظر أعظم من كل العقبات العاطفية والجسدية التي كان عليهن المرور بها.

واليوم ملكتي سنتحدث عن أسباب ومخاطر العقم لدى السيدات المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي وما يمكن فعله للمساعدة إذا تم تشخيصك بهذا الاضطراب الشائع والذي غالبًا ما يكون مؤلمًا.

● الأسباب

يحدث الانتباذ البطاني الرحمي عندما تنمو الأنسجة المبطنة للرحم خارج الرحم، وهو يصيب 10٪ إلى 15٪ من الإناث في سن الإنجاب ويمكن أن يسبب أعراضًا مثل آلام الحوض والتشنجات والنزيف الغزير والنزيف بين فترات الحيض والألم أثناء الجماع والألم مع حركات الأمعاء.

وقد أفادت دراسة أجريت عام 2012 من جامعة ييل أن 30٪ إلى 50٪ من النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي غير قادرين على الإنجاب، حتى النساء المصابات بشكل خفيف أقل عرضة للحمل بنسبة 48٪ مقارنة بالنساء غير المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي.

نظرًا لأن الانتباذ البطاني الرحمي لا يسبب أعراضًا في ما يصل إلى 25٪ من الحالات فقد لا تدركين حدوثه إلا عند زيارة الطبيب. ويمكن أن يختلف السبب الدقيق للعقم عند النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي من شخص لآخر، في بعض الحالات تكون هناك أسباب متعددة، وتشمل بعض الأنواع الشائعة ما يلي:

1. تكيسات المبيض: يمكن أن ينتشر الانتباذ البطاني الرحمي إلى المبايض وينتج الخراجات، وعلى عكس أكياس المبيض الأخرى يمكن أن تسبب هذه الأكياس -التي تسمى أورام بطانة الرحم- العقم إما عن طريق منع إطلاق البويضة أو منع مرور البويضة إلى قناة فالوب.
2. الالتصاقات: فرط نمو الأنسجة يمكن أن يسبب التصاقات، والالتصاقات هي ندبات تتشكل بين الأنسجة داخل الجسم وتتسبب في التصاقها ببعضها البعض، ويمكن أن تمنع البويضة من شق طريقها من قناة فالوب إلى الرحم أو تمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة.
3. جودة البويضات: وجدت الدراسات أن الانتباذ البطاني الرحمي يؤثر على جودة البويضات في المبيض.
4. الألم أثناء الجماع: الألم أثناء الجماع هو أحد أكثر أعراض الانتباذ البطاني الرحمي شيوعًا ويمكن أن يقلل من احتمالات الحمل عن طريق الحد من قدرتك على الجِماع، والمشكلة بالطبع هي أن أعراض الانتباذ البطاني الرحمي غالبًا ما يتم علاجها عن طريق تحديد النسل الهرموني مما يمنع الحمل!

● درجة شدة المرض

أثناء تشخيص الانتباذ البطاني الرحمي قد يشير طبيبك إلى شدة حالتك بناءً على موقع ومقدار وعمق نمو الأنسجة الزائد، حيث تبدأ مراحل الانتباذ البطاني الرحمي من المرحلة 1 وهي أخف أشكال المرض إلى المرحلة 4 وهي أشد أشكالها.

كقاعدة عامة من المرجح أن تحمل النساء في المرحلة 1 أو 2 أكثر من النساء في المرحلة 3 أو 4، لكن هذا ليس شيئًا ثابتًا دائمًا؛ ففي بعض الحالات قد تواجه النساء في المرحلة 1 صعوبة أكبر في الحمل من النساء في المرحلة 3 أو 4، ويعتمد الخطر إلى حد كبير على أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي التي تتأثر وكيف.

على سبيل المثال قد تحاول المرأة المصابة بالمرحلة الأولى أو الثانية من الانتباذ البطاني الرحمي الحمل بدون علاج في البداية بينما قد تنتقل امرأة في المرحلة الثالثة أو الرابعة مباشرةً إلى علاج الخصوبة مما يسهل عملية الحمل.

● تجربة الحمل الطبيعي

إذا تم تشخيصك بالانتباذ البطاني الرحمي فقد تتساءلين عما إذا كان الأمر يستحق محاولة الحمل بدون علاج أم لا، والجواب بسيط! بالطبع نعم ملكتي! يجب التحدث مع الطبيب أولًا لكن الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي لا تعني أنك لا تستطيعين الحمل، فالكثير من النساء يستطعن ذلك حتى بعض اللاتي تكون حالتهن متقدمة.

في مثل هذه الحالات ينصح معظم الخبراء بمحاولة الحمل بشكل طبيعي لمدة ستة أشهر (بدلًا من 12 شهرًا الموصى بها للنساء الأخريات)، إذا لم تحملي خلال هذا الإطار الزمني فعليك التحدث مع طبيبكِ.

● خيارات العلاج

يعتمد العلاج الأكثر فعالية لصعوبة الحمل المرتبطة بالانتباذ البطاني الرحمي على عمرك ومرحلة المرض وعوامل الخطر وتكاليف العلاج والتفضيلات الشخصية، وتشمل الخيارات ما يلي:

التلقيح داخل الرحم (IUI)

التلقيح داخل الرحم هو إجراء يتم فيه إدخال الحيوانات المنوية إلى الرحم أثناء الإباضة، لا تُستخدم عقاقير الخصوبة وحدها عادةً مع النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي لأنها لا تحسن معدلات الحمل كثيرًا مقارنةً بمن يحاولن الحمل بشكل طبيعي.

لكن بدلًا من ذلك يعتبر التلقيح داخل الرحم جنبًا إلى جنب مع أدوية الخصوبة نقطة البداية النموذجية للنساء المصابات بمرحلة 1 أو 2 من الانتباذ البطاني الرحمي. كلوميد وجونادوتروبين هي أدوية الخصوبة المستخدمة بشكل شائع مع التلقيح داخل الرحم، عادةً ما يستخدم كلوميد أولًا لأنه أقل عرضة للتسبب في ولادة التوائم أو التسبب في حالة خطيرة محتملة تسمى متلازمة فرط تنبيه المبيض (OHSS) التي تتسبب في تضخم المبايض.

وقد أظهرت الدراسات أنه في النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي فإن الجمع بين التلقيح داخل الرحم مع Clomid أو gonadotropin يضاعف ثلاث مرات من احتمالات الحمل مقارنةً بالحمل الطبيعي.

الإخصاب في المختبر (IVF)

إذا لم يعمل التلقيح داخل الرحم (IUI) فإن الخطوة التالية هي الإخصاب في المختبر (IVF)، يتضمن الإخصاب في المختبر إزالة البويضات وتخصيبها خارج الجسم ثم نقلها إلى الرحم، إنه يوفر أفضل فرصة للحمل ولكنه أيضًا مكلف.

يستخدم الإخصاب في المختبر أحيانًا كخط علاج أول إذا كانت المرأة أكبر من 35 عامًا أو إذا كانت في المرحلة 3 أو 4 من المرض أو لديها عوامل خطر إضافية للعقم (مثل انخفاض جودة البويضة أو كميتها).

أظهرت الدراسات أن معدل نجاح التلقيح الاصطناعي لدى النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي يبلغ حوالي 22٪ وهو ما يتماشى إلى حدٍ ما مع النساء المصابات بأشكال أخرى من العقم.

الإخصاب في المختبر ليس خيارًا متاحًا لجميع الأزواج حيث يفضل البعض علاجات أقل كثافة بينما لا يستطيع الآخرون ببساطة تحمل تكلفة الإخصاب في المختبر، وبالنسبة لهؤلاء الأزواج قد يُنصح بجولات متعددة من التلقيح داخل الرحم.