قبل أن نبدأ حديثنا هل أنت مستعدة لاختبار سريع للاطمئنان على بعض الخلايا الصغيرة؟ ألقِ نظرة على الأسئلة الأربعة التالية وأخبرينا ما إذا كان يمكنك معرفة إجاباتها!

(1) إذا كنتِ تتسابقين وتجاوزتِ الشخص في المركز الثاني، فما هو مركزكِ الآن؟!

(2) كان لدى مزارع 15 رأسًا من الأغنام ومات الجميع باستثناء 8، فكم المتبقي؟

(3) والد إميلي لديه ثلاث بنات، تم تسمية الأولى والثانية أبريل ومايو، فما هو اسم الابنة الثالثة؟

(4) ما هو عدد الأقدام المكعبة من التربة الموجودة في الحفرة التي يبلغ طولها 3 أقدام × 3 بوصات × 3 بوصات؟!

تم أخذ هذه الأسئلة من نسخة طومسون وأوبنهايمر المنقحة لما يسمى "اختبار الانعكاس المعرفي".

هذا الاختبار بسيط بشكل مخادع حيث أن به القليل من التحريف، فبالرغم من أن لكل سؤال إجابة واحدة صحيحة فقط إلا أنه قد تم تصميم جميع الأسئلة لاستحضار حل فوري وبديهي والذي يبدو أنه صحيح ولكنه للأسف ليس كذلك!

والسبب وراء تصميم هذا السؤال ليس لخداع الناس ولكن لاستنباط الاختلافات الطبيعية في أساليب تفكيرهم، وبشكل أكثر تحديدًا، يهدف الاختبار إلى تحديد ما إذا كان المُختبر مفكرًا سريعًا وبديهيًا أو مفكرًا بطيئًا ومتأملًا!

يمكننا فحص الاختلافات في أساليب التفكير باستخدام سؤال الاختبار الأول كمثال، يتحداكِ السؤال 1 لاستنتاج مكانك في سباق الجري، وبعد قراءة السؤال من المرجح أن تخطر ببالك إجابة بديهية على الفور، إذا تخطيت الشخص في المركز الثاني، فمن المؤكد أنكِ ستأخذين مركز الصدارة!

هذا التفكير مقنع للغاية لأن هناك مكانًا واحدًا فقط أفضل من المركز الثاني وهذا هو المكان الأول، وبالتالي إذا كنتِ قد تخطيتِ المركز الثاني فمن المؤكد أنك ستكونين في المركز الأول.

من المرجح أن يكون المفكر السريع البديهي راضيًا عن هذا التفكير السريع، لكن قد يدرك المفكر الأبطأ والأكثر انعكاسًا أنه من خلال اجتياز الشخص في المركز الثاني فإنكِ ستأخذين موقعه في السباق، وهذا يعني أن شخصًا واحدًا لا يزال أمامك، مما يجعلكِ في المركز الثاني! وفيما يلي الإجابات ، والتي تشمل الحلول البديهية والفعلية:

● السؤال (1): الإجابة البديهية: المركز الأول .. الإجابة الصحيحة: المركز الثاني

● السؤال (2): الإجابة البديهية: 7 .. الإجابة الصحيحة: 8

● السؤال (3): الإجابة البديهية: يونيو .. الإجابة الصحيحة: إميلي

● السؤال (4): الإجابة البديهية: 27 .. الإجابة الصحيحة: لا شيء

● كيف كان حالكِ في الاختبار؟

هل تم تضليلك من خلال ردودكِ الأولية أو هل رأيت الأمر بشكل صحيح؟ من خلال حساب عدد الأسئلة التي حصلت عليها بشكل صحيح ستحصلين على مؤشر لأسلوب تفكيرك الشخصي، إما سريعًا وبديهيًا أو بطيئًا وعاكسًا.

● التفكير السريع والبطيء هناك إطار نظري للتفكير السريع والبطيء من خلال نموذج العملية المزدوجة الشهير، حيث اقترح الاقتصادي "دانييل كانيمان" الحائز على جائزة نوبل وزميله "عاموس تفرسكي"، أن التفكير ينشط عادةً أحد نظامين معرفيين.

النظام الأول هو نهج سريع وبديهي، وعادة ما تحكمه الاستجابات العاطفية أو العادات أو الغرائز، ولديه ميزة توليد حلول سريعة ولكنها عادةً ما تكون عرضة لتحيزات القرارات الشائعة والأخطاء المنطقية.

أما النظام الثاني فهو عبارة عن نهج بطيئ والذي يتضمن التفكير التحليلي والتفكير الأكثر وعيًا في الخيارات المختلفة، ويتميز بتحقيق نتائج أكثر دقة وهادفة ولكنها مرتبطة أيضًا بتكلفة الجهد المعرفي العالي.

● ما هو أسلوب التفكير الأفضل؟

بعد هدا الاختبار قد تتساءلي عما يكشفه أسلوب تفكيرك عن نفسك وأيهما أفضل: السريع أم البطيء؟ في اللغة العامية، غالبًا ما تأتي صفة "بطيء" بدلالات سلبية وقد نستخدمها حتى لوصف شخص ما بذكاء أقل من المتوسط، لكن من المثير للاهتمام أن تجربتنا الذاتية الصغيرة مع أسئلة الاختبار المضللة يبدو أنها تشير إلى عكس ذلك تمامًا! فمن الواضح أن اتباع نهج النظام الثاني في التفكير أدى إلى نتائج أفضل! فهل يعني ذلك أن المفكرين البطيئين هم الفائزون بشكل عام؟

قد لا يكون الأمر بهذه البساطة في الواقع، حيث تهدف أسئلة الاختبار من البداية إلى قياس التفضيلات لدى الأشخاص المختلفين، لكن في الواقع يستخدم معظم الأشخاص مزيجًا من نهج النظام الأول والنظام الثاني، وتعتبر الأهمية النسبية للمهمة ومقدار الوقت المتاح للاختيار من بين العوامل التي تؤثر على طريقة تفكيرك.

على سبيل المثال، قد ينطوي ارتداء ملابسك في الصباح على مجرد اختيار غريزي من خزانة الملابس خاصةً إذا كنتِ قد إذا تأخرت عن العمل ولم يكن لديك أي اجتماعات مهمة مقررة لذلك اليوم، وعلى النقيض من ذلك قد يبدأ بعض الناس في التفكير في ملابس الزوجية قبل عدة أشهر ويقارنون العديد من الخيارات المختلفة مع التفكير بعناية في إيجابياتهم وسلبياتهم.

يوضح المثال أعلاه التأثير المهم للسياق؛ صديقة لي جربت مجموعة من 106 فستان زفاف ليوم زفافها ولقد بدت بالفعل مذهلة في النهاية! لكن إذا كنتِ ستستثمرين نفس القدر من الوقت والجهد عادةً في اختيار كل ملابسكِ فمن غير المرجح أن تتأخري على كل مواعيدكِ اليومية.

لذلك بدلًا من محاولة تحديد أسلوب التفكير الأفضل سيكون من الأفضل إيجاد التوازن بين الأسلوبين، متى يجب التفكير بسرعة ومتى يجب أن تتأني وتفكري ببطء، هذا هو العامل الحقيقي في تغيير قواعد اللعبة لزيادة الكفاءة والنجاح بشكل عام!