التربية الإيجابية هي طريقة تربية الاطفال التي تقوم على الاحترام والتواصل، ففي تربية الاطفال الإيجابية -على عكس التربية المستبدة- لا يتعرض الاطفال للتهديد أو العقاب، وبدلاً من ذلك يتم سماعهم وتوجيههم.

عندما يكون هناك احترام يتعلم الاطفال بشكل طبيعي احترام الوالدين ونتيجة لذلك يكون هناك سلوك أفضل.

يمكن لأي شخص يتبع أساليب تربية الاطفال التقليدية القائمة على الخوف والعقاب الجسدي أن يثبت صحة حقيقة أن هذه الأساليب ليست فعالة على المدى الطويل، فبعد فترة يتعلم الاطفال طرق للتهرب من العقوبات أو قد يبدأون في الاستياء من الوالدين وهو ما لا يريده أي من الوالدين على الإطلاق.

لذلك إذا كنت تريدين بناء علاقة رائعة مع طفلك حيث يكون السلوك الأفضل هو الحب والاحترام بدلاً من الخوف، فإن التربية الإيجابية هي السبيل لذلك، وأريد اليوم مناقشة مختلف تقنيات تربية الاطفال الإيجابية التي يمكنك تعلمها لإتقان التربية الإيجابية.

من مهارات تربية الاطفال الإيجابية التي يجب أن يعرفها كل ولي أمر

   8. اللغة الإيجابية

الطريقة التي نتحدث بها مع الاطفال تصبح حديثهم الداخلي لفترة طويلة، فالكلمات التي نستخدمها للتحدث معهم لها تأثير كبير على كيفية رؤيتهم لأنفسهم ومدى ثقتهم في الحياة.

يمكن إرجاع معظم المعتقدات المقيدة التي لدينا ككبار إلى طفولتنا حيث شكلنا معتقدات عن أنفسنا بناءً على الكلمات التي تحدث إلينا بها الكبار.

في بعض الأحيان نقول أشياء للأطفال لا نعنيها حقًا، ولكن كلما أسرعنا في حذف مثل هذه العبارات من مفرداتنا كان ذلك أفضل للتطور العاطفي عند الاطفال.

عبارات مثل:

"أنت فتاة سيئة"، "أنت أناني جدًا، أنت غبي، أنت لئيم، إلخ"
يمكن أن تغير معتقدات الاطفال عن أنفسهم إلى معتقدات سلبية.

تذكري أيضًا أن تراقبي دائمًا لغتك حول الاطفال، حيث يستوعب الاطفال الكثير من سلوكيات الوالدين، فإذا كنا نشكو دائمًا أو نتحدث بشكل سيء عن الآخرين فإن الاطفال يمتصون مثل هذه السلوكيات.

حتى عندما نتحدث مع الاطفال فمن الأفضل استخدام لغة إيجابية، فعذا تأثير على سلوك الاطفال أكثر من التحدث بشكل سلبي.

فمثلا:
بدلاً من قول: "أنت لا ترتب غرفتك في الوقت المحدد أبدًا" ، يمكنك قول: "أرى غرفتك تحتاج إلى ترتيب، فما هي خطتك لترتيبها؟ "

سيؤدي هذا إلى استجابة أفضل من الاطفال بدلاً من إلقاء اللوم عليهم.

وأيضًا فإن قول الكثير من: "لا" له تأثير معاكس لما نريده.

فبدلا من القول:

- لا تقفز على الأريكة، قولي: "الأريكة للجلوس"

- لا تضرب أخاك، قولي: "الضرب يؤلمنا نحن نتعامل بلطف مع الناس"

- لا تصرخ في وجهي، قولي: "هل يمكنك التحدث بمزيد من الاحترام؟"

باختصار ركزي على السلوك الذي تريديه بدلاً من ما لا تريده.

لا مفر من أننا بحاجة إلى توجيه الاطفال كثيرًا لتعليمهم السلوك المناسب.

بعد فترة من الوقت عندما تكرري هذه الأوامر، تبدأين في الشعور وكأنها تهديدات فارغة وتبدو وكأنك سجل مكسور، ونحن لا نريد ذلك أبدًا، بل نريد أن تُؤخذ كلماتنا على محمل الجد.

عندما تستخدمي لغة إيجابية على النحو الوارد أعلاه، فأنت تعلمين الاطفال أيضًا ما يجب عليهم فعله بدلاً من السلوك السلبي، وهذا مهم جدا.

عندما نقول: "لا تقفز على الأريكة"، قد لا يفهم الطفل الخطأ في القفز على الأريكة، ولكن إذا قلت بدلاً من ذلك: "الأريكة للجلوس، يمكنك القفز على الأرض"، فهنا يفهمون لماذا لا يجب عليهم القفز على الأريكة وما يمكنهم فعله بدلاً من ذلك.

اللغة الإيجابية هي أداة مهمة يمكنك استخدامها في رحلة التربية الإيجابية، وقد يكون الأمر صعبًا في البداية، ولكن مع التكرار المستمر يمكنك إعادة برمجة عقلك للتحدث بشكل إيجابي.

وللغة الإيجالية أثر جانبي جيد آخر؟ حيث يتعلم الأطفال التحدث بشكل إيجابي أيضًا.