كثيرًا ما نتسائل .. لماذا يزداد الشعور بالألم ند المرأة أكثر من الرجل؟ هل لأن الرجل ذا قوة بدنية أكبر؟ أم لأن المرأة لها تكوين مختلف عن الرجل؟! هل الإمر له علاقة بمشاكل الصحة؟! تتوسع الأبحاث الحديثة في كيفية اختلاف تجربة الألم بشكل عام بين النساء مقارنةً بالرجال.
يوضح "Richard W. Rosenquist"، رئيس قسم إدارة الألم في Cleveland Clinic، أن العوامل المتعددة تلعب دورًا في كيفية الشعور بالألم، وهذا يشمل الوراثة والوضع الاجتماعي والتمارين الرياضية والصحة العامة ومعالجة المعلومات في الدماغ. 
وبالنسبة للنساء فإن الهرمونات والبلوغ والحالة الإنجابية والدورة الشهرية تؤثر أيضًا على الشعور بالألم والإدراك، وهذا ما يخبرنا به البحث عن تجربة الإناث مع أربعة مجالات مشتركة للألم:

لماذا يكون الشعور بالألم عند النساء أكثر من الرجال؟ 

1. آلام الجهاز العضلي الهيكلي

تستشهد المعاهد الوطنية للصحة (NIH) بالعديد من الدراسات التي بحثت في مدى انتشار آلام العضلات والعظام لدى الرجال والنساء، في إحدى الدراسات التي شملت 17 دولة في ست قارات مع أكثر من 85000 مشارك. 
أظهرت النتائج أن حدوث الألم المزمن أعلى بين الإناث منه لدى الذكور، وقد أشارت دراسات أخرى من أوروبا وأستراليا أيضًا إلى أن آلام العضلات والعظام المزمنة أكثر شيوعًا عند الإناث من الذكور.
كانت قيد الدراسة عدة أنواع محددة من آلام العضلات والعظام بما في ذلك آلام الظهر وآلام الجسم بالكامل والألم العضلي الليفي والتهاب المفاصل، مع تقدم النساء في العمر يتعرضن لكسور انضغاطية وتغيرات في العمود الفقري مثل الجنف وفقدان كتلة العظام وهشاشة العظام أكثر من الرجال، وأي حالة من هذه الحالات تجعل النساء أكثر عرضة لكسر العظام أثناء السقوط مما قد يزيد من آلامهن.

2. آلام البطن

وجد عدد من الدراسات انتشارًا أعلى لآلام البطن لدى النساء، أفادت المعاهد الوطنية للصحة أن هناك ما يقرب من 3 إلى 1 نسبة الإناث إلى الذكور في تشخيص متلازمة القولون العصبي، وتتميز هذه الحالة بأعراض متكررة لآلام البطن ومشاكل في حركة الأمعاء.

3. الصداع

الصداع هو أحد أكثر حالات الألم شيوعًا، وقد خلصت مراجعة واحدة للنتائج من أكثر من 60 دراسة إلى أن انتشار الصداع والصداع النصفي أعلى لدى النساء منه بين الرجال، وفي دراسة للصداع النصفي والتي شملت أكثر من 29000 بالغ، قدر أن معدل انتشار الصداع النصفي لمدة عام واحد هو 18٪ عند النساء و7٪ عند الرجال.
وفقًا لمكتب صحة المرأة التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية فإن الصداع النصفي أكثر شيوعًا بين النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 20 و 45 عامًا، وتبلغ النساء أكثر من الرجال عن صداع مؤلم وطويل الأمد مع أعراض أكثر ارتباطًا بما في ذلك الغثيان والقيء.

4. آلام الحوض

تشير أخصائية علم نفس الآلام في كليفلاند كلينك "جيل كونومي" إلى ما يلي خاصةً بالنساء والألم: "بالنسبة للنساء يمكن أن تكون قضايا الإجهاد الأسري وزيادة الوزن والعلاقة الزوجية في الصدارة عندما يتعلق الأمر بظهور الألم في الحوض، عند لقائي بالمرضى أشارك قائمة طويلة من القضايا البيولوجية والنفسية والاجتماعية التي يجب مراعاتها لبدء المحادثة".
تشمل المشكلات كل شيء من التعرض لصدمة جسدية إلى الشعور بالاكتئاب، بمجرد تحديد المجالات المثيرة للقلق غالبًا ما يستخدم أخصائي علم نفس الألم العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لمساعدة المرضى على إعادة التفكير في آلامهم وإيجاد طرق مختلفة لإدارتها والتعايش معها والحفاظ على الصحة العامة لهم لأطول وقت ممكن.

أسباب محتملة لاختلاف الشعور بالألم بين الجنسين

• الاختلافات الهرمونية: تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في تنظيم الشعور بالألم؛ فهرمونات مثل الاستروجين والبروجسترون قد تؤثر على تحمل الألم لدى النساء.
• البنية العصبية: هناك اختلافات في بنية الجهاز العصبي بين الرجال والنساء، مما قد يؤثر على طريقة معالجة إشارات الألم في الدماغ.
• العوامل الوراثية: تلعب الجينات دورًا مهمًا في تحديد الشعور بالألم، فقد تكون هناك اختلافات وراثية بين الجنسين تؤثر على كيفية استجابتهم للألم.
• التوقعات الثقافية: قد تتأثر توقعات النساء حول الشعور بالألم والتعبير عنه بالتأثيرات الثقافية والاجتماعية.
• الضغوط النفسية: قد تتعرض النساء لضغوط نفسية أكبر من الرجال، مما يؤثر على كيفية شعورهن بالألم.
• التجارب السابقة: التجارب السابقة مع الألم، سواء كانت إيجابية أو سلبية، قد تشكل كيفية استجابة الفرد للألم في المستقبل.
• الاختلافات في الجهاز المناعي: أظهرت بعض الدراسات أن الجهاز المناعي للنساء يستجيب بشكل مختلف للألم مقارنةً بالرجال، مما قد يؤدي إلى زيادة الشعور بالألم.
• العمر: يتغير الشعور بالألم مع تقدم العمر لدى كلا الجنسين.
• الأدوية: قد تؤثر بعض الأدوية على كيفية استجابة الجسم للألم.
• الأمراض المزمنة: قد تؤدي بعض الأمراض المزمنة إلى زيادة الشعور بالألم.

ومع ذلك ملكتي، لا تعني هذه الأسباب أن جميع النساء يشعرن بالألم أكثر من جميع الرجال، فهناك اختلافات فردية كبيرة بين الأفراد حتى من نفس الجنس.
لذلك لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم كامل للأسباب الكامنة وراء الاختلافات في الشعور بالألم بين الجنسين، ولذلك من المهم التعامل مع كل فرد على حدة وعدم تعميم هذه النتائج على الجميع.