ربما يكون أول سؤال يتبادر إلى الذهن : هل هو طبيعي نزول دم بعد العلاقة الزوجية ؟! وهل كمية الدم واختلافها يمكن أن تعبر عن شئ ما ؟! وهل يمكن أن تكون بشرى بحدوث الحمل ؟! دعينا نتعرف معًا على إجابة هذه الأسئلة وأكثر في ثنايا هذا المقال الهام !

ماذا يعني نزول دم بعد العلاقة الزوجية ؟

يمكن أن يحدث نزول دم بعد العلاقة الزوجية في غضون 24 ساعة بعد الجماع.

في العادة، يجب أن يكون لديكِ نزيف مهبلي فقط عندما تكوني في فترة دورتك الشهرية، ولكن إذا كانت لديكِ دورات شهرية غير منتظمة، فقد لا تكوني متأكدة مما إذا كان النزيف طبيعيًا أم لا، أو إذا ما كان جزءًا من الدورة الشهرية التي أخطأتي موعدها؛ لذا يجب مراجعة الطبيبة لمناقشة هذا الأمر.

من أين يحدث نزول دم بعد العلاقة الزوجية ؟

يمكن تقسيم الجهاز التناسلي للمرأة إلى أجزاء علوية وسفلية:

1. يشمل الجزء العلوي : الرحم وقناتي فالوب والمبيضين، يحدث النزيف أثناء الدورة الشهرية عندما تتمزق بطانة الرحم كجزء من الدورة الشهرية العادية.
2. الجزء السفلي من الجهاز التناسلي للمرأة هو : عنق الرحم والمهبل والفرج والشفرين الموجودين خارج الجسم.

وعادة ما تكون الأجزاء السفلية التي يحدث منها نزول دم بعد العلاقة الزوجية.

هل من الطبيعي نزول دم بعد العلاقة الزوجية ؟

لقد مارست الجنس مؤخرًا وشهدت قدرًا ضئيلًا من بقع الدماء بعد ذلك، على الرغم من أنها لم تكن المرة الأولى لي ولزوجي، فأنا متزوجة منذ شهور، وليس موعد في دورتي الشهرية.. هل يمكن أن يحدث هذا أم أنه شيء يجب أن أشعر بالقلق بسببه ؟!

يمكن أن تسبب بعض الأشياء المختلفة نزيفًا خفيفًا (بقعًا) بعد ممارسة الجنس، في بعض الأحيان يمكن أن يتسبب الجنس في تهيج الجلد وحتى النزيف في المهبل إذا تمدد كثيرًا منذ فترة من التوقف عن الجماع، أو إذا كان المهبل غير مرطب (مبلل) بدرجة كافية، أو إذا كان متهيجًا بسبب الحساسية أو أنه بسبب عدوى الخميرة؛ لذا من الجيد التحدث مع طبيبتك لمعرفة ما يحدث وذلك لأن القاعدة الأساسية الجيدة هي أن أي نزيف غير طبيعي، سواء كان مجرد قطرات قليلة أو كمية كبيرة يحتاج إلى التقييم الطبي، لكن لا نريد أن نقلقك فإذا كنتِ تعاني من شيء غير طبيعي، فهذا ليس سيئًا بالضرورة، ولكن إذا كان يحدث باستمرار أو كنتِ قلقة فقط، فقومي بفحصه.

ماذا يُتوقع أن يفعل الطبيب؟!

أثناء زيارتك سيراجع طبيبك تاريخك الطبي ويسألك عما يلي:

• إذا كان هناك نزيف آخر غير منتظم.
• إذا ما كانت دوراتك غزيرة أو غير منتظمة.
• إذا كان هناك ألم غير عادي سواءًا كان مرتبطًا بالنزيف أم لا.
• إذا ما كان هناك تغير في الإفرازات المهبلية.
• إذا قمتي بإجراء اختبار مسحة عنق الرحم.

كما سيتحقق الفحص البدني من علامات العدوى، حيث يمكن لطبيبتك إجراء اختبار فحص عنق الرحم لتحديد الحاجة إلى أي اختبارات أو إجراءات أخرى، وإذا لم يُظهر الاختبار أي مشاكل، ولكن النزيف استمر - ولا يحدث إلا بعد ممارسة الجنس - فمن المحتمل أن ترغب طبيبتك في فحص عنق الرحم وإجراء خزعة حيث قد يُظهر هذا أي حالة طبية لم يكتشفها الفحص البدني ومسحة عنق الرحم، لكن الشيء المهم الذي يجب تذكره هو أنه في معظم الأوقات، لا يكون الأمر خطيرًا !

ما هي أسباب نزول دم بعد العلاقة الزوجية ؟!

سنخبركِ أهم سبعة أسباب شائعة للنزيف أثناء ممارسة الجنس أو بعده، وعلى الرغم من أن العديد من الأسباب ليست خطيرة، إلا أنه لا يزال من الجيد إخبار طبيبتك إذا كنتِ تنزفين خارج الدورة الشهرية المعتادة.

1. الأمراض المنقولة جنسيا

ترتبط الأمراض المنقولة جنسياً (STIs) مثل الكلاميديا والسيلان بأعراض مهبلية مثل آلام الحوض، والحكة، والشعور بالحرقان، والإفرازات المهبلية، والتبول المتكرر المؤلم.

وبغض النظر عن نوع المرض الجنسي الذي تعانين منه، فإن كل من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي لها أعراضها الخاصة، ولكن الالتهاب الناتج عن أي عدوى بشكل عام يمكن أن يسبب نزيفًا مهبليًا .

ويعتمد علاج الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي على سببها، على سبيل المثال : قد تحتاجي إلى تناول مضادات حيوية أو أدوية مضادة للفيروسات.

2. الأورام الحميدة

تعتبر الأورام الحميدة في عنق الرحم (سلائل عنق الرحم) أو في الرحم (سلائل الرحم أو بطانة الرحم) من الأسباب الشائعة للنزيف أثناء ممارسة الجنس أو بعده.

تميل الأورام الحميدة في عنق الرحم إلى التطور لدى الأشخاص في الأربعينيات والخمسينيات من العمر والذين تعرضوا لحالات حمل بتوائم، عادة ما تكون الاورام الحميدة حمراء أو بنفسجية وبنية تشبه الأنبوب بها الكثير من الشعيرات الدموية ويمكن أن تنزف بسهولة عند لمسها.

أما السلائل الرحمية فهي عبارة عن كتل صغيرة ناعمة من الأنسجة تبرز من داخل الرحم، وهي عرضة للنزيف بين فترات الحيض وأثناء ممارسة الجنس وبعد انقطاع الطمث، وتميل إلى التطور لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 36 و 55 عامًا.

والخبر المفرح أن معظم السلائل ليست سرطانية (حميدة) ولكن بعضها يمكن أن يتطور إلى سرطان، يمكن لطبيبك تشخيص الاورام الحميدة واختبارها لمعرفة ما إذا كانت سرطانية، تزول هذه الزوائد اللحمية أحيانًا دون علاج لكن الاستئصال الجراحي قد يكون ضروريًا في بعض الحالات.

3. قُرحة عنق الرحم

قُرحة عنق الرحم هي عبارة عن حالة صحية تصيب المرأة، ويحدث فيها تآكل للخلايا الموجودة داخل عنق الرحم، حيث تصبح تلك الخلايا أكثر هشاشة ورقة، وأكثر عرضة للإصابة، والالتهابات أثناء الجماع، وهي حالة غير سرطانية حيث تبرز الخلايا التي تبطن عادة الجزء الداخلي من عنق الرحم من خلال فتحة عنق الرحم .

يمكن أن يتسبب ذلك في تمدد الأوعية الدموية الهشة بالفعل في عنق الرحم والتهابها؛ ونتيجة لذلك يكون النزيف شائعًا عند الجماع، واستخدام السدادات القطنية، وإدخال منظار أثناء فحص الحوض.

يمكن أن تحدث قُرحة عنق الرحم عند النساء اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل والحوامل اللاتي يكون عنق الرحم لديهن أكثر ليونة من المعتاد، يمكن لطبيبك تشخيص قُرحة عنق الرحم عن طريق إجراء فحص، وعادة لا تتطلب الحالة العلاج ما لم يكن هناك إفرازات مهبلية مفرطة أو نزيف.

4. ضمور المهبل (التهاب المهبل الضموري)

غالبًا ما تنزف النساء بعد سن اليأس أثناء ممارسة الجنس أو بعده لأن انخفاض مستويات هرمون الاستروجين في أجسامهن يؤدي إلى ترقق جدران المهبل وإنتاج مخاط أقل تزييتًا، يشار إلى هذا باسم التهاب المهبل الضموري، وعادة ما يتسبب في حكة وحرقان في المهبل.

يمكن أيضًا أن تُصاب النساء الأصغر سنًا بالتهاب المهبل، غالبًا بسبب عدوى بكتيرية أو خميرة، يمكن للطبيبة عادة تشخيص التهاب المهبل عن طريق إجراء فحص، كما يمكنها أيضًا اختبار عينة من السائل من داخل المهبل (مزرعة) للتحقق من وجود عدوى.

5. بطانة الرحم (الانتباذ البطاني الرحمي)

يحدث الانتباذ البطاني الرحمي عندما تنمو الخلايا المشابهة لتلك التي تشكل بطانة الرحم خارج الرحم، يمكن أن تلتصق أنسجة بطانة الرحم بأسطح الأعضاء الأخرى وتسبب ألمًا شديدًا، ويمكن أن تعاني بعض النساء المصابة بالانتباذ البطاني الرحمي أيضًا من العقم.

هناك مجموعة من أعراض الانتباذ البطاني الرحمي تعتمد على الأعضاء التي تتأثر بها، بالنسبة للعديد من النساء المصابات بهذه الحالة، فإن الجماع المؤلم، والنشوة المؤلمة، ونزول دم بعد العلاقة الزوجية هي أمور شائعة.

إذا كنتِ تعانين من الانتباذ البطاني الرحمي وتعانين من ألم أو نزيف أثناء ممارسة الجنس، فقد يساعد تغيير الوضعيات، فقد تكون الوضعيات من الجانب إلى الجانب أكثر راحة.

6. التضررات الجسدية السابقة

غالبًا ما يرتبط نزول دم بعد العلاقة الزوجية بتعرض المرأة لعدوى أولتشوهات في الرحم أو المهبل أو عنق الرحم، ولكن يمكن أيضًا أن يحدث النزيف عند إصابة هذه الأنسجة الضعيفة.

على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الجنس القوي إلى جروح أو خدوش أو تمزقات في المهبل، يحدث هذا على الأرجح عندما يكون المهبل جافًا ( أثناء انقطاع الطمث، أو الرضاعة الطبيعية، أو من الغسل المفرط).

يمكن أن يحدث النزيف أيضًا بسبب العنف الجنسي على سبيل المثال : يمكن أن يؤدي الإيلاج الشديد أو العنيف إلى تلف شديد في أنسجة المهبل ويؤدي إلى حدوث تشققات، يمكن أن تلتئم الجروح وتفتح بشكل متكرر ما لم يتم علاجها طبيا.

7. السرطان

في حين أن السرطان هو سبب أقل احتمالًا لنزول دم بعد العلاقة الزوجية، فإن هذه الأعراض هي واحدة من العلامات المحتملة لسرطان عنق الرحم والمهبل والرحم.

تشمل الأعراض الأخرى الشائعة مع سرطان الجهاز التناسلي ما يلي:

• النزيف بعد سن اليأس أو بين فترات الحيض
• دورات شهرية ثقيلة أو أطول من المعتاد
• إفرازات مهبلية بها دماء

يمكن لطبيبك إجراء فحص الحوض ومسحة عنق الرحم والفحص البصري المسمى التنظير المهبلي لتشخيص السرطان، قد يأخذون أيضًا عينة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر.

هل نزول دم بعد ممارسة العلاقة الزوجية علامة على حدوث الحمل ؟!

نعم ، ففي حال نزول دم بعد ممارسة العلاقة الزوجية، ينصح بإجراء فحص الحمل، لأن الحمل قد يكون أحد الأسباب.

الخلاصة

قد تكون ملاحظة الدم أثناء ممارسة الجنس أو بعده أمرًا مزعجًا، لكن الأمر ليس خطيرًا دائمًا وإنما هناك احتمالات كثيرة؛ لذا إذا كنتِ تعاني من نزول دم بعد ممارسة العلاقة الزوجية أو بعد ممارسة الجنس، فمن المهم إخبار طبيبك، حيث سيمكنه تشخيص السبب والتوصية بالعلاج المناسب.