اقتربت أيام العشر من ذي الحجة على الانتهاء، وربما تظن المرأة الحامل أن الوقت قد فات، وأنها لن تنعم بما تبقى من الأيام العشرة من ذي الحجة فضلها وخصائصها، وهذا ما جئنا اليوم لنفصله بدقة ونؤكد لكِ أنه ومهما كان وضعك الصحي أو صعوبة حملك، فبإمكانكِ اغتنام فضل كل يوم تبقى من عشر ذي الحجة !
وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ قالَ : ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ" (1)
ما الذي يمكن للحامل أن تفعله للفوز بـ فضل كل يوم تبقى من عشر ذي الحجة ؟
حسنًا للإجابة عن هذا السؤال نحتاج للتعرف على أفضل العبادات التي يمكنكِ القيام بها في العشر من ذي الحجة .. ولنبدأ معًا بأول المشكلات التي تمر بها كل حامل وكيف يمكن حلها من خلال الالتزام بعبادة معينة، ألا وهي التقلبات المزاجية، والمشاعر السلبية التي وفي كثير من الأحيان، تجعل المرأة غير مقدرة بما تتمتع به من النعم، ومن أهمها الحمل !
تغير الهرمونات في جسم الحامل يعني أنه من المحتمل أن يكون لديكِ عواطف متضاربة، سواء كانت إيجابية أو سلبية.. ومن المحتمل أن تتأرجح بين هذه المشاعر وربما تغلب أحدها على الآخر.
بينما قد تكوني سعيدة جدًا بشأن حملك، قد تشعري أيضًا بالقلق بشأن ما إذا كان:
- سيؤثر طفلك على علاقتك مع زوجك
- ستتمكني من التأقلم ماليًا
- ستتمكني من التوفيق بين العمل وتربية الأطفال
- ستكوني أمًا جيدة
- سيكون الطفل بصحة جيدة
- سيقبل ويحب الأطفال الآخرين الطفل الجديد.
قد تشعري أيضًا بعدم الارتياح بسبب تغيرات جسمك، قد تشعري بالقلق بشأن زيادة الوزن الزائد أو عدم كفاية الوزن، أو عدم القدرة على ممارسة النشاط البدني الذي تعودتي عليه، أو عدم الجاذبية في نظر زوجك.
وبالإضافة إلى التعب والنسيان وتقلبات المزاج الناجمة عن الهرمونات، قد تشعري بعدم السيطرة تمامًا على حياتك؛ لذا سنتحدث اليوم عن أفضل عبادة في العشر من ذي الحجة !
وحين نتحدث عن الذكر، فإن ذلك لعظيم فضله رغم يسره !
وقد قد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير)).(2)
فما أيسر أن تذكري الله وأنتِ مرتاحة، غير مضطرة لبذل أي مجهود، كما قال الله عز وجل : "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"(3)
وفي الحقيقة ملكتي لا أخفيكِ سرًا، لطالما وجدت نفسي مقصرة في مسألة الذكر حين اتذكر أن كل ما في الكون يعبدون الله ويسبحونه ولكننا لا نفقه تسبيحهم، فمالي وقد وهبني ربي وأسبغ علي من نعمه وفضله اغفل عن تحريك لساني بذكره، وعن التفكر في خلقه والاستغراق في تأمل بديع صنعه !
وما يذهلني حقًا أن هذه العبادة لا تحقق لي ثواب الآخرة فقط، بل أثبت العلم الكثير والكثير من الفوائد للكلمات الايجابية التي ينطقها لساننا، ولعبادة التأمل والتفكر، ودعينا نتطرق لبعض ما أثبته العلم في السطور القادمة ..
هل تعلمي أن طريقة بناء أدمغتنا التي تهتم بالتهديدات وحماية بقائنا لها تأثير على تفكيرنا السلبي في كثير من الأحيان، حيث تكون أجزاء دماغنا نشطة حتى عندما تكون التهديدات الجسدية ضئيلة، فالتهديدات التي نتعامل معها اليوم تتعلق بالمال وبالمخاطر الاجتماعية وليست الجسدية كالدفاع عن الحياة ضد حيوان مفترس، وفي الواقع تطرأ الكثير من الأفكار السلبية في فترة الحمل بذهن الحوامل، ماذا سيحدث لطفلي؟ ماذا لو لم يكتمل الحمل؟ ماذا لو حدثت مضاعفات !
ذلك التفكير الحذر أو السلبي أو القلق بشعرنا بالحزن تجاه العالم، وتجاه نفسك، وتجاه المستقبل، يساهم في خفض قيمة الذات، يشعرك بأنكِ غير فعالة في العالم؛ لذا يربط الأطباء النفسيون التفكير السلبي بالاكتئاب والقلق والقلق المزمن واضطراب الوسواس القهري (OCD) ولكن تقريبًا جميع البشر يتعاملون معه - حتى أولئك الذين ولدوا بنظرة إيجابية على الحياة.
إذًا فما الحل ؟! وفقًا لمجلة فوربس إليكِ بعض الخطوات ..
ما هي جذور هذه الأفكار؟ هل تشعري بالخوف من فقدان الحمل؟ هل أنتِ مكتئبة؟ لماذا تتسلل هذه الأفكار إليكِ ولماذا تمنعك من السعادة؟
خصصي بعض الوقت للتفكير في مصدر الأفكار ومواجهتها، فإذا كنتِ تشعري بالخوف، فسٌكني هذه المخاوف، وقولي لنفسك أنها موجودة فقط في رأسك..فكري في جذور هذه الأفكار حتى تتمكني من معالجتها والعمل نحو إسكاتها.
لا تتوقعي الكمال، فلا أحد كامل.. العيوب والفشل جزء من الحياة، وعندما تقبليهم وتستمري في الحركة رغمهم، ستصبحي أكثر سعادة وثقة بالنفس، إذا ارتكبتي أخطاء، فلا بأس، عودي إلى الطريق واستمري في المضي قدمًا.
حدثتني صديقة يومًا عن شعورها بالندم الشديد عن تقصيرها في تناول فيتامينات الحمل، وكيف أنها كانت تجعلها تشعر بالرغبة في التقيؤ بعض الأحيان، مما جعلها تتوقف عن تناولها وبعد أن جاء وليدها اكتشفوا نقص في عنصر الكالسيوم لديه، في هذه اللحظة لم يكن هناك ما اقوله لجعلها تشعر بالتحسن إلا انني اخبرتها بعد أن أنعم الله عليها بالحمل في المرة الثانية أن تركز في تناول طعامها الصحي وفيتامينات الحمل وأن تهون على نفسها، فما لا تتمكن من تناوله كدواء تتناوله كطعام والعكس.. ولا يجب أن تبحث عن الكمال في الأشياء !
أحيطي نفسك بالأشياء التي تمنحكِ طاقة وتحفزك، ومن أهم ما يلهم الانسان ويحفزه أن يستمع لدروس العلم، افتحي اليوتيوب واختاري منه ما تشائين من الدروس، والكلمات الطيبة وإذا أردتي أن تعرفي سر هذا الأمر .. فإليكِ :
لقد خلق الله عز وجل الإنسان ونفخ فيه من روحه، وعندما نفهم عن الله ونستمع لآياته ونتعرف على أسمائه الحسنى، ويكون ذكر الله حاضرًا في لحظاتي، تمر دون غفلة فلن يكون هناك بابًا مفتوحًا يوسوس منه الشيطان بما يسوئني من أفكار !
إذا قمتي بإنشاء روتين، فإن يومك يستغرق وقتًا أقل في التفكير، وبالتالي وقتًا أطول في تنفيذ هذا الروتين؛ لذا فإن أفضل طريقة للتغلب على الأفكار السلبية هي العمل عبرها، ومن الأسهل العمل عبرها إذا كان يومك مخططًا ولا تحتاجي إلى التفكير في كيفية بدء يومك.
فإذا استيقظتي في نفس الوقت كل يوم، وأعددتي الفطور ومارستي التمارين الرياضية ، وخرجت من الباب ووصلتي إلى مكتبك، فلن تفكري في أي شيء زائد ولن تعلقي في الأفكار السلبية بعقلك !
إذا نفذتي الأمور بهذه السهولة مثل الوصول إلى العمل في وقت محدد، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول الوجبات على أنها مواعيد، فسترتقي بنفسك تلقائيًا في كل يوم؛ لأن وجود روتين يساعدك على الاستمرار رغم الأفكار السيئة، لذا قومي بإنشاء روتين يساعدك في بدء يومك ووضع الأفكار السلبية جانبًا.
ودعيني اقترح روتينًا مناسبًا مع الأيام العشرة من ذي الحجة فضلها وخصائصها، بجانب كل ما سبق عليكِ أن تحصني نفسك دومًا بالأذكار.. لا تتخلي أبدًا عن أذكار الصباح والمساء والتي علمها لنا نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وأكثري من الأذكار بشكل عام والتهليل والتسبيح .. لا اقول أن تلتزمي بعدد ما، ولكن كأي امرأة لديها العديد من الالتزامات لم لا نفكر في تنفيذها مع تحصيل فضل كل يوم من عشر ذي الحجة، فمثلًا حين تستيقظي بعد صلاة الفجر اجعليه وقت التسبيح واجعلي هذا الوقت مليئًا بالتأمل واستشعار كل كلمة تقوليها، استشعري معنى سبحان الله أي تنزيه الله عز وجل عن النقائص، استشعري معنى أن الملائكة ليلًا نهارًا لا يفترون عن التسبيح وكأنكِ تفعلي مثلهم، ثم وقت الظهيرة وأنت عائدة من عملك في طريق مواصلاتك اجعليه وقت الصلاة على النبي فتتيسر لكِ الأمور، وتنفذي أمر المولى عز وجل حين قال : "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"(4) وأكثري من ذلك، ثم وقت طهي الطعام عليكِ بالتهليل وهكذا اجعلي أوقاتك كلها مرتبة.
في البداية، سيكون الأمر صعبًا، ستحاول الأصوات السلبية والأفكار التسلل بالطريقة التي عهدتها دائمًا، وسيكون من المغري السماح لها بالتعبير، ولكن اختاري مواجهتها وإنشاء سرد مضاد يكون في رأسك، فعلى سبيل المثال إذا راودتك فكرة عن احتمال وقوع مكروه لجنينك، اطرديها بقول أنه وماذا لو حدث أي شئ الحمد لله تستطيعي الذهاب للطبيب والحصول على الرعاية اللازمة وتخطي الأمر، ثم انتهي وإن لم يفلح الأمر تذكري أن تتنفسي، وتفكري بإيجابية، وتذكري التقدم الذي حققتيه كل يوم.
بدلاً من تغيير طريقة تفكيرك، نوصي بتغيير علاقتك بأفكارك !
لدينا حوالي 50,000 فكرة وصورة وفكرة تنشأ في عقولنا يوميًا.. سواء كانت إيجابية أو سلبية، فإنها تدخل إلى وعينا، وللأسف من المرجح أن تلتقط انتباهنا تلك الأفكار السلبية أكثر، أو تصبح "لاصقة".
تعلمي مشاهدة أفكارك بدلاً من الاستغراق فيها، على سبيل المثال:
- لاحظي تنفسك أو خطواتك لمدة خمس إلى عشر ثوانٍ.
- لاحظي أي شيء يلفت انتباهك بعيدًا عنهما.
- ثم ادرجي نفسك مرة أخرى إلى تنفسك أو خطواتك.
عندما تشتت تفكيرك بفكرة سلبية، انتبهي إلى شيء يجذب انتباهك في الحاضر، ما الذي اراه، واشمه، واسمعه، واتذوقه، واشعر به؟
الانتباه أيضًا يساعدنا في برمجة الشعور بما هو صحيح في أنفسنا، يمكننا أن نلاحظ ما يحدث بشكل جيد في الحاضر، يمكننا أن نلاحظ شيئًا إيجابيًا عن كل شخص نلتقيه.
يمكنكِ أن تحتفظي بمذكرة للامتنان، وتبحثي عن تلك الأحداث التي تحققت، يكون القيام بذلك قبل أن نذهب للنوم مفيدًا بشكل خاص، وهنا اقترح عليكِ بشكل خاص أن تتذكري تفاصيل حياتك قبل أن يمنٌ الله عليكِ بجنينكِ .. كم سعيتي جاهدة لحدوث هذا الحمل، كم دعوتي، كم تصدقتي.. هل أنتِ شاكرة ؟ لم لا تجعلي هذا وقتًا لحمد الله وشكره على فضله ونعمه، وتذكري : "اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ"(5).
(1)الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 2438 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (2438) واللفظ له، وأخرجه البخاري (969) باختلاف يسير
(2) رواه الإمام أحمد، والطبراني.
(3) الآية 191 سورة آل عمران
(4) الآية 56 سورة الأحزاب
(5) الآية 13 سورة سبأ
طريقة مضمونة 100 لمعرفة نوع الجنين
هي أكثر طريقة مضمونة 100 لمعرفة نوع الجنين، كما أنها أداة أساسية لمراقبة صحة الجنين، لذا فهناك علاقة وثيقة بين السونار والحمل، فكيف تعمل
ما هو لون الافرازات الطبيعية أثناء الحمل ؟
قد تلاحظين القليل من الإفراز الوردي بعد الفحص الداخلي من قبل الطبيبة، أو بعد الجماع، أو استخدام الألعاب الجنسية. وهذا ناتج عن تهيّج بسيط في المهبل
درعكِ الخفي ضد تقلصات الحمل وتسمم الحمل
فتناول الأطعمة الغنية ببعض المعادن يمكن أن يجنبكِ تقلصات الحمل وتسمم الحمل، كما تساعد في دعم نمو الجنين والوقاية من أي مخاطر محتملة