ما الذي يسبب الإجهاض؟

الإجهاض هو فقدان تلقائي للحمل قبل الأسبوع العشرين، تحدث العديد من حالات الإجهاض بسبب عدم نمو الجنين بشكل طبيعي، حيث تتسبب مشاكل كروموسومات الطفل في حوالي 50% من فقدان الحمل المبكر.

تحدث معظم مشاكل الكروموسومات هذه عن طريق الصدفة بينما ينقسم الجنين وينمو، على الرغم من أنه يصبح أكثر شيوعًا مع تقدم النساء في العمر.

في بعض الأحيان قد تؤدي حالة صحية، مثل ضعف السيطرة على مرض السكري أو مشاكل في الرحم، إلى الإجهاض، لكن غالبًا ما يكون سبب الإجهاض غير معروف، حوالي 8% إلى 20% من حالات الحمل تنتهي بالإجهاض.

من المحتمل أن يكون العدد الإجمالي لحالات الإجهاض الفعلية أعلى لأن العديد من النساء يتعرضن للإجهاض قبل أن يعرفن أنهن حوامل. 

ما هي احتمالات حدوث إجهاض آخر؟

عادةً ما يحدث الإجهاض لمرة واحدة، وتستمر معظم النساء اللاتي يتعرضن للإجهاض في الحمل الصحي بعد الإجهاض، لكن عدد قليل من النساء - حوالي 1 في المائة - يتعرضن لـ الإجهاض المتكرر.

متى يجب أن أحاول مرة أخرى للحمل بعد الإجهاض؟

يجب أن تعلمي ملكتي أن الأمر أولًا وأخيرًا هو قرارك! لكن يجب أن تفكري في صحتكِ النفسية، حيث يشعر بعض الأزواج أنهم بحاجة إلى بعض الوقت لإعداد أنفسهم عاطفيًا وجسديًا لحمل جديد.

قد تحتاجين إلى منح نفسك بعض الوقت للحزن على طفلك الضائع قبل التفكير في طفلك المستقبلي، بينما قد يشعر بعض الأزواج أن المحاولة مرة أخرى ستساعدهم على التكيف مع ما حدث.

هناك بعض الأدلة على أن الحمل في الأشهر الستة الأولى بعد الإجهاض يقلل من خطر الإجهاض في الحمل القادم، وأظهرت الدراسة أن النساء اللاتي يحملن في غضون 6 أشهر من الإجهاض بدلًا من الانتظار لمدة تصل إلى عام يقللن من خطر حدوث إجهاض آخر بمقدار الثلث، كما أنهن يزيدن من فرصهن في الحمل الصحي والناجح.

لا تخبرنا النتائج عن سبب حدوث ذلك ولا تعني أنه يجب عليك التسرع في الحمل بعد الإجهاض، لكنها تشير إلى أن النساء اللاتي يشعرن بالاستعداد للمحاولة مرة أخرى بعد الإجهاض مباشرةً يجب عليهن القيام بذلك دون قلق، وقد يكون من المفيد أيضًا أن تسألي طبيبك عما إذا كانت هناك أي أسباب طبية تجعلك تنتظرين قليلًا قبل محاولة الحمل مرة أخرى.

متى سأكون مستعدة جسديًا للمحاولة مرة أخرى؟

عندما يتعلق الأمر بـ ممارسة العلاقة فمن الأفضل الانتظار حتى تختفي جميع أعراض الإجهاض، مثل الألم أو النزيف لأن هناك خطرًا من الإصابة بعدوى.

قد ينصحك أطبائك بانتظار دورة واحدة على الأقل قبل البدء في محاولة إنجاب طفل آخر، وهذا لأن الدورة الشهرية الأولى بعد الإجهاض غالبًا ما تكون أطول أو أقصر من المعتاد، وإذا حملت خلال تلك الدورة فقد يكون من الصعب معرفة موعد الحمل.

إذا كانت دورتك الشهرية منتظمة فعادةً ما تحدث الدورة التالية في حوالي 4-6 أسابيع بعد الإجهاض، لكن سوف يحدث التبويض قبل ذلك، لذلك قد تكونين في فترة الخصوبة في الشهر الأول بعد الإجهاض.

لكن لا تقلقي إذا حملتِ قبل الدورة الشهرية فهذا لا يزيد من خطورة الحمل، وطالما أن طبيبك لم ينصحك بالانتظار فيمكنك محاولة إنجاب طفل آخر بمجرد أن تكونين جاهزة، وإذا كنت مصابة بمرض أو عدوى أو تحاولين التحكم في أعراض حالة طبية طويلة الأمد، فقد يُنصح بالانتظار لفترة.

قد تضطري أيضًا إلى تناول أدوية غير مناسبة للحمل، لذلك تحدثي إلى طبيبك إذا حدث لكِ إجهاض متأخر أو خسائر متكررة، وبشكل عام تتبعي إرشادات طبيبك الذي سيحيلك إلى طبيب متخصص في الإجهاض بعد تعرضك لثلاث حالات إجهاض مبكرة وإجهاض متأخر. 

قد يكون لدى عدد قليل جدًا من النساء حالة تجعلهن أكثر عرضة للإجهاض، مثل مرض السكري أو اضطراب الغدة الدرقية، إذا كانت هذه هي حالتكِ، في هذه الحالة يجب التأكد من علاج حالتك بشكل جيد للمساعدة في تقليل المخاطر، تحدثي إلى طبيبك قبل البدء في محاولة إنجاب طفل آخر. 

هل يوصى بإجراء فحوصات معينة قبل محاولة الحمل بعد الإجهاض؟

إذا تعرضتِ مرتين أو أكثر من حالات الإجهاض المتتالية فقد يوصي طبيبك بإجراء اختبار لتحديد أي أسباب كامنة قبل محاولة الحمل مرة أخرى، مثل:

1. تحاليل الدم

يتم فحص عينة من دمك للمساعدة في اكتشاف مشاكل الهرمونات أو جهاز المناعة.

2. اختبارات الكروموسومات 

قد يتم فحص دمك أنت وزوجك لتحديد ما إذا كانت الكروموسومات لديكما عامل في الإجهاض، يمكن أيضًا اختبار الأنسجة الناتجة عن الإجهاض إذا كانت متوفرة، ويمكن أيضًا القيام بإجراءات للكشف عن مشاكل الرحم، مثل:

• الموجات فوق الصوتية

تستخدم طريقة التصوير هذه موجات صوتية عالية التردد لإنتاج صور دقيقة للهياكل داخل جسمك، تضع الطبيبة جهاز الموجات فوق الصوتية فوق بطنك أو داخل المهبل للحصول على صور لرحمك، قد تحدد الموجات فوق الصوتية مشاكل الرحم مثل الأورام الليفية داخل تجويف الرحم.

• تنظير الرحم

تُدخل الطبيبة أداة رفيعة ومضاءة تسمى منظار الرحم عبر عنق الرحم إلى رحمك لتشخيص وعلاج المشاكل التي تم تحديدها داخل الرحم.

• تصوير الرحم

تمرر الطبيبة أنبوبًا رفيعًا عبر المهبل وعنق الرحم لإطلاق صبغة سائلة في الرحم وقناتي فالوب، تأخذ الصبغة شكل تجويف الرحم وقناتي فالوب وتجعلهما مرئيين في صور الأشعة السينية، يوفر هذا الإجراء معلومات حول الملامح الداخلية للرحم وأي انسداد في قناتي فالوب.

إذا تعذر تحديد سبب الإجهاض فلا تفقدي الأمل، من المرجح أن تحصل معظم النساء اللاتي يعانين من الإجهاض المتكرر على حمل صحي في نهاية المطاف.

هل هناك أي شيء يمكن القيام به لتحسين فرص الحمل الصحي؟

في كثير من الأحيان لا يوجد هناك ما يمكنك فعله لمنع الإجهاض، لكن اتخاذ خيارات نمط حياة صحي هو أمر مهم لك ولطفلك، لذلك تناولي مكمل غذائي مثل فيتامينات ما قبل الولادة أو مكمل حمض الفوليك ويفضل أن تبدأي قبل الحمل ببضعة أشهر، وأثناء الحمل قللي من الكافيين وتجنبي الكحول والتدخين.

وبشكل عام فإننا نقدم النصائح التالية للذين يعانون من الاجهاض المتكرر:-

• إيقاف التدخين للزوجين
• مراعاة توفير حياة صحية عامة بغذاء صحي متكامل
• عدم تناول المشروبات الكحولية
• تناول أقراص حمض الفوليك Folic Acid من قِبل الزوجة
• ممارسة الرياضة اليومية البسيطة -وليست العنيفة- بانتظام
• المحافظة على الوزن المثالي للسيدات
• المحافظة على روح معنوية عالية وتقديم الدعم النفسي المستمر للزوجة

وينصح بإجراء الفحوصات التالية:-

• فحص كروموسومات للزوجين
• فحص كروموسومات الأجنة بعد الاجهاض
• فحص الرحم بجهاز الموجات الفوق صوتية (المهبلي)
• فحص المبايض بجهاز الموجات الفوق صوتية (المهبلي)
• إجراء فحص للرحم عن طريق التنظير الرحمي
• فحص للدم Antiphospholipid Antibodies
• Anticardiolipin antibodies
• Lupus Anticoagulant

ويجب إعادة الفحص بعد ستة أسابيع

وفي بعض الحالات يلزم إجراء فحص Fluorecent Antinuclear antibodies ANA