حتى في الأيام الأولى من الحمل وأحيانًا قبل أن تعرفي أنكِ حامل سيكون جسمك مشغولًا بإحداث الكثير من التغييرات للمساعدة في تغذية طفلك النامي، والعديد من هذه التغييرات يمكن أن تؤدي إلى آثار جانبية قد تفاجئك !

وتشمل الآثار الجانبية الأقل شهرة تغيرات في حاسة التذوق أثناء الحمل وحتى رائحة الجسم ! نعم، فخلال فترة الحمل، قد تختلف رائحة جسمك عن طبيعتك، وغالبًا ما تكون رائحة الجسم النفاذة أثناء الحمل أمرًا طبيعيًا، وهناك عدة أسباب لحدوث ذلك.

أسباب شم رائحة كريهة للحامل

هناك الكثير من الأسباب التي تجعل رائحتك أكثر إثارة للاهتمام عندما تكونين حاملاً، حيث يمكن أن تتغير رائحة الجسم أو تتفاقم أثناء الحمل، لكن أنفك الحامل الأكثر حساسية يلتقط أيضًا المزيد من الروائح، لذا لا تقسي على نفسك كثيرًا!

• كمية الدماء

عندما تكونين حاملاً، يزداد إمداد جسمك بالدم بنسبة تصل إلى 50 بالمائة، وذلك لأن هناك حاجة إلى المزيد من الدم لحمل الأكسجين والتغذية لطفلك الذي ينمو ولمنزله الدافئ والمريح في الرحم، لكن كل هذا الدم الزائد يمكن أن يجعلكِ تشعري بدم دافئ أكثر!

خلال فترة الحمل، قد تتعرقين أكثر حيث يحاول جسمك أن يبقيكِ باردة ! هذا يمكن أن يجعلكِ عرضة لمزيد من رائحة الجسم، خاصة في المناطق التي تحتوي على المزيد من الغدد العرقية، مثل الإبطين والفخذ.

• الهرمونات

وقد وجدت دراسة أجريت عام 2016 أن الهرمونات الجنسية تتدخل أثناء الحمل، أيضًا للمساعدة في الحفاظ على برودة جسمك، حيث تساعد الهرمونات كـ هرمون الاستروجين جسمك على التنظيم الحراري (أو موازنة درجة حرارته) عن طريق زيادة التعرق (قد تلاحظين هذا التأثير الهرموني أثناء الدورة الشهرية أيضًا!)

تجد بعض النساء الحوامل أنهن غالباً ما يعانين من التعرق الليلي ويستيقظن على رائحة أجسامهن، قد يكون التعرق الليلي أثناء الحمل بسبب الهرمونات أو التغيرات في عملية التمثيل الغذائي.

ومع ذلك، إذا تغير التعرق الليلي أو الروائح بشكل ملحوظ، اتصلي بطبيبك، حيث يمكنه التأكد من أنه أمر طبيعي وليس علامة على شيء آخر.

قراءات ذات صلة : تعانين من رائحة العرق؟! إذًا تجنبي هذه الأطعمة

• الغدة الدرقية

وفي كثير من الأحيان، يحدث التعرق الليلي بسبب التغيرات الطبيعية في وظيفة الغدة الدرقية أثناء الحمل، حيث تساعد هرمونات الغدة الدرقية على تنظيم درجة الحرارة والهضم ووظائف الجسم الأخرى، فخلال فترة الحمل -واعتمادًا على الأشهر الثلاثة التي تمري بها- قد تنتج الغدة الدرقية هرمونات أكثر من المعتاد، مما يؤدي إلى رفع درجة حرارة الجسم ويجعلكِ تتعرقي أكثر من المعتاد، خاصة أثناء النوم.

تصاب بعض النساء الحوامل بحالة في الغدة الدرقية تسمى مرض جريفز، تسبب هذه الحالة فرط نشاط الغدة الدرقية، وهنا ستحتاج إلى العلاج إذا كان لديكِ هذه الحالة.

وإلى جانب التعرق ورائحة الجسم، ابحثي عن الأعراض الأخرى لمرض جريفز، مثل:

• ضربات القلب السريعة
• فقدان الوزن
• حركات الأمعاء المتكررة
• عضلات ضعيفة
• ترقق الجلد
• شعر ناعم أو هش
• ضغط دم مرتفع
• حساسية العين للضوء
• ارتباك
• قلق

• طيات الجلد

يجلب الحمل العديد من التغييرات الواضحة في جسمك مثل زيادة الوزن، وقد تؤدي الزيادة الكبيرة في الوزن إلى ظهور المزيد من طيات الجلد في أماكن لم تكن موجودة من قبل مثل الإبطين وجوانب الثديين والمعدة والفخذ، ويمكن أن يتجمع العرق في ثنايا الجلد مع تراكم البكتيريا والجراثيم الأخرى، مثل الخميرة.

لذا فمن أسباب شم رائحة كريهة للحامل هو ذلك المزيج من طيات الجلد الدافئة والرطبة والبكتيريا، كما قد يكون لديكِ تهيج في الجلد أو طفح جلدي أو تقرحات بسبب الرطوبة الزائدة ومن الاحتكاك بالملابس.

ولاحظي أن طيات الجلد الرطبة هذه توفر أيضًا بيئات أساسية لـ عدوى الخميرة؛ لذا إذا كنتِ تشكي في احتمال إصابتك بعدوى الخميرة، فراجعي طبيبك لفحصه.

متى تتوقعي زيادة رائحة الجسم؟

قد تلاحظين أن رائحة جسمك كريهة أكثر من المعتاد في وقت مبكر من الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، أو في أوقات أخرى أثناء الحمل تختلف باختلاف السبب، فقد تكون من أسباب شم رائحة كريهة للحامل في الثلث الثاني والثالث هي زيادة الدم هي السبب.. كما قد تكون من أسباب شم رائحة كريهة للحامل حدوث زيادة الوزن وطيات الجلد في وقت لاحق من الثلث الثالث من الحمل، لكن في الأساس يمكن أن تبدأ رائحة الجسم الناتجة عن الحمل حتى قبل أن تعرفي أنكِ حامل وتستمر حتى بعد ولادة طفلك.

جدير بالذكر أنه من أسباب شم رائحة كريهة للحامل : التغيرات في النظام الغذائي والوزن والهرمونات طوال فترة الحمل وأحيانًا منذ البداية.

حلول لرائحة الجسم أثناء الحمل

ترجع العديد من أسباب شم رائحة كريهة للحامل إلى التغيرات الطبيعية في جسمك مع نمو طفلك وتطوره، إذاً فقد لا تتمكني من إيقاف الأسباب، لكن يمكنكِ المساعدة في الحفاظ على رائحة الجسم وعلاجها.. تشمل الحلول التي قد تساعد ما يلي:

• الاستحمام مرتين على الأقل يوميًا

الاستحمام مرتين على الأقل يوميًا، حاولي استخدام صابون مضاد للبكتيريا لقتل البكتيريا المسببة للرائحة الكريهة، استخدمي المناشف النظيفة لتجفيف نفسك.

• حافظي على نضارة بشرتك

حاولي استخدام العلاجات المنزلية، مثل: عند الاستحمام، احتفظي بوعاء به بعض الماء واعصري بضع قطرات من الليمون، ثم بعد استخدام هذا الخليط، اشطفيه بالماء في وعاء آخر مع قليل من العسل، تجعل هذه التركيبة البشرة ناعمة وتساعد على بقاء البشرة نضرة لفترة طويلة، وإذا أردتي أيضًا عند الاستحمام، أضيفي حفنة من أوراق النعناع لأن الرائحة تجدد الشباب.

• الشامبو بانتظام

اغسلي شعرك بالشامبو ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع، رشي بعض العطر على مشطك أو فرشاتك حتى تضفي الرائحة على شعرك في كل مرة تقومين بتمشيطه فيها، حافظي على مشطك نظيفًا وجافًا في جميع الأوقات.

• حافظي على قص الشعر وتقليمه

يمكن للشعر الموجود في الأعضاء التناسلية وتحت الإبطين أن يراكم العرق ويحتجز البكتيريا على الجلد؛ لذا حافظي على قصه حتى لا ينتج العرق الذي يؤدي إلى رائحة كريهة.

• استخدمي البودرة

ضعي بودرة التلك على الإبطين للحصول على رائحة منعشة، أما إذا كنتِ تتعرقي بغزارة، فاستخدمي مزيل التعرق، لأنه سيكون أكثر فعالية، تأكدي من أنكِ تحمليه معكِ أينما ذهبتي، مزيلات العرق لا تمنعك من التعرق.. إنها ببساطة تساعدك على شم رائحة طيبة.

• ارتداء ملابس فضفاضة تسمح بمرور الهواء

ارتدي أقمشة مثل الكتان والقطن، فهي أكثر مسامية، تجنبي ارتداء نفس الملابس واغسليها بعد الاستخدام مرة واحدة، حاولي إضافة ربع كوب من الخل الأبيض في دورة الشطف إلى الغسيل، كما يمكنكِ أيضًا تجربة غسل ملابسك بشكل منفصل وإضافة منعم للأقمشة لجعل رائحتها منعشة.

إذا كانت رائحة ملابسك الداخلية كريهة، قومي بنقعها في محلول مكون من ربع كوب من الخل الأبيض وكوب من الماء لمدة 15 دقيقة قبل غسلها.

• حافظي على رطوبة جسمك

اشربي السوائل للتحكم في رائحة الجسم، حيث يعمل الماء على طرد جميع السموم من الجسم والحفاظ على نظامك نظيفًا.

• تناولي الطعام الصحيح

تجنبي تناول البصل والثوم واللحوم الحمراء بكميات زائدة، والتزمي بالفواكه والخضروات الخضراء لأنها تقلل من رائحة الجسم وستكون مفيدة أيضًا للجنين.

ختامًا

حتى بعد الحفاظ على مستوى لا تشوبه شائبة من النظافة الشخصية وتناول الطعام بشكل صحيح، قد تواجهي رائحة شديدة في الجسم، وفي مثل هذه الظروف، تأكدي من استشارة طبيبك حيث قد يقترح طبيبك بعض الصابون العلاجي أو يجري بعض التغييرات على الأدوية التي قد تتناوليها.

تذكري أن رائحة جسمك لن تؤذي طفلك أبدًا، وفي أغلب الأحيان، أنتِ وحدك من يستطيع شمها، وتعتبر الطرق المذكورة أعلاه من أكثر الطرق أماناً للتخلص من رائحة الجسم والحفاظ على النظافة الشخصية؛ لذا استمري في تجربتها ولا تقلقي كثيرًا لأنها جزء من التجربة.