تعد مدينة القدس من أكثر مدن فلسطين أهمية دينيًا واقتصاديًا، وتُعرف القدس بأسماء متعددة مثل "بيت المقدس" وإيلياء، وتعتبر مركزًا للديانات الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية، أما بالنسبة للدين الإسلامي، ففيها يقع فيها المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، والمكون من عدة معالم مقدسة أهمها المسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة الذي عرج منه نبي الإسلام سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى السماء، وتحوي المدينة القديمة معالم دينية أخرى ذات أهمية كبرى، مثل: كنيسة القيامة، حائط البراق والمسجد الأقصى.
تقع القدس ضمن سلسلة جبال الخليل وتتوسط المنطقة الواقعة بين البحر المتوسط والطرف الشمالي للبحر الميت، وقد تخطى التوسع الحضري في القدس حدودها ليشمل مدينة رام الله في الشمال وبيت لحم في الجنوب، تمتاز بموقعها الاستراتيجي حيث ترتبط بالعديد من مدن فلسطين مثل الناصرة وحيفا ونابلس ويافا والرملة والخليل وبير السبع وغزة وأريحا وبيسان.
القدس بالنسبة للعرب والمسلمين هي عاصمةَ فلسطين، فيما يعتبرها الاحتلال الإسرائيلي عاصمته، حيث ضم الجزء الشرقي من المدينة عام 1980م، والذي احتله بعد حرب سنة 1967، أما الأمم المتحدة وغالبية المجتمع الدولي، فلا يعترف بالقدس عاصمة للاحتلال، ويعتبر القدس الشرقية جزءاً من الأراضي الفلسطينية.
تأسست القدس من قبل اليبوسيين العرب قبل خمسة آلاف عام في هذا الموقع البارز وظلت عاصمةً لفلسطين عبر العصور، فتح المسلمون المدينة في عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب في العام الخامس عشر للهجرة، حيث منح أهلها العهدة العمرية التي تعتبر نموذجًا في العدالة والتسامح الديني والإنسانية، وقد شهدت القدس اهتمامًا كبيرًا من قبل الخلفاء والسلاطين المسلمين، مثل عبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك والخليفة المأمون وصلاح الدين الأيوبي وسليمان القانوني العثماني.
مما يدل على فضل بيت المقدس ومكانته أنه أرض المحشر والمنشر، وعن ميمونة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت قلت: يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس؟ قال: "أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه فإن الصلاة فيه كألف صلاة في غيره"، وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أراد أن ينظر إلى بقعة من الجنة فلينظر إلى بيت المقدس".
وفي مدينة القدس دفن عدد كبير من الصحابة والتابعين، منهم الصحابي الجليل عبادة بن الصامت وشداد بن أوس -رضي الله عنهما- فهو مهد النبوات والشرائع والرسل الذين وجدوا هناك في هذا العصر، ولقد كان المسجد الأقصى قبلة لهم، وهذا كله يمثل البركة الدينية التي أحاطت به، وأما البركة الدنيوية فكثرة الأشجار والأنهار وطيب الأرض، وهذا ما يراد بقوله تعالى "الذي باركنا حوله".
ترتبط قُدسيَّة المسجد الأقصى في العقيدة الإسلاميَّة منذ أن كان القبلة الأولى للمسلمين، فهو أولى القبلتين حيث صلَّى المسلمون متوجهين إليه في بادئ الأمر نحو سبعة عشر شهرًا قبل أن يتحولوا إلى الكعبة ويتخذوها قبلتهم بعد أنزل الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 144].
وتوثقت مكانة المسجد الأقصى في نفوس المسلمين بحادثة الإسراء والمعراج، تلك المعجزة التي اختص بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].
لقد وضعَ الحق - تباركَ وتعالى - بهذه الوثيقة الرَّبَّانيَّة مسؤولية رعاية هذا البيت وحمايته من عبث العابثين، وانحراف المنحرفين، وصارت هذه الوثيقة آية تتلى في اليوم والليلة مُذَكِّرة المسلمين بمسؤوليتهم تجاه الأقصى وما حوله فقد أسري برسول الله - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - ليلاً منَ المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس قبل الهجرة بعام، ومن بيتِ المقدس صَعِدَ النَّبي - عليه السلام - إلى السَّماء فكان المعراج.
وقد ربطتِ الرسالة المحمدية بين مكانة كلٍ من المسجد الحرام بمكة المكرمة ومسجد النبوي بالمدينة المنورة والمسجد الأقصى بالقُدس المشرفة، فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تشدّ الرّحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى))؛ متفق عليه.
كما ورد عن أبي الدَّرداء مرفوعًا: ((الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة, والصلاة بمسجدي بألف صلاة, والصلاة في بيت المقدس بخمس مائة صلاة)).
وهذه الأحاديث وغيرها تُؤَكِّد مكانة المسجد الأقصى في الإسلام، وتؤصل أيضًا مسؤولية المسلمين عنه حماية ورعاية وصيانة، وأنه لا يجوز لهم شرعًا التفريط فيه، أو التَّهاون في حمايته واسترجاعه ممن سلبه منهم.
6 نصائح لرحلات السفر الطويل لكن بدون إجهاد
عادة ما تتسبب رحلات السفر الطويل في الكثير من الإرهاق والإجهاد في صحة المسافر؛ لذا سنخبركِ ببعض النصائح الهامة التي ستعينكِ عليها
هل تخافين من دخول الحمام خارج منزلكِ؟! إليكِ أفكار مفيدة!
أعدت #الملكة لكِ نصائح عامة من شأنها أن تساعدكِ على استخدام الحمامات العامة دون خوف أو قلق، وفي نهاية المقال ستجدين مكافأة مفيدة للغاية!
لإجازة صيفية لا تُنسى.. إليكِ أفضل نصائح السفر
و إذا كنتِ تخططين لإجازة في الفترة المقبلة، فستساعدك نصائح السفر الواردة أدناه في إعدادك لصيف صحي وسعيد وممتع بإذن الله !