قد يكون من الصعب عليكِ أن تظلي إيجابية عند محاولة الحمل، خاصةً إذا كنت تحاولين منذ فترة طويلة بدون حدوث الحمل، وإذا قمت بتنفيذ جميع النصائح والحيل التي يمكنك الحصول عليها دون نتيجة، فهذا يعني بالطبع أن مشكلتك أكبر! 

من المفترض أن تكون عملية إنجاب طفل واحتمال تكوين أسرة هي تجربة جميلة ومثيرة، أو كانت في البداية ثم تحول أول شهر من المحاولة إلى عدة أشهر، وتحولت هذه الأشهر إلى سنة، والسنة واحدة تحولت إلى سنتين، وهكذا!

وخلال تلك الفترة المؤلمة تصبح تلك العملية الجميلة محبطة بشكل لا يصدق، ومليئة بالألم ووجع القلب، ثم فجأة يصبح احتمال تكوين أسرة صعبًا!

تأثير الحالة النفسية السيئة على حدوث الحمل

تعاني النساء اللاتي يتعرضن إلى مستويات عالية من التوتر والإجهاد النفسي إلى خطر انخفاض الخصوبة لديهن، وبالتالي يؤثر التوتر سلبًا على فرص الحمل، مقارنةً بالنساء اللاتي لا يتعرضن للتوتر والضغوط العصبية.

قد لا توجد تأثيرات طويلة المدى على خصوبة المرأة نتيجة التوتر، لكنه يؤثر بصورة قصيرة المدى على فرص الإنجاب، والتي تزول بزوال مسببات التوتر هذه؛ فعندما تكوني متوترة يفرز جسمك هرمون الكورتيزول بوفرة، وهذا الهرمون يعطل الإشارات الصادرة من منطقة تحت المهاد إلى الغدة النخامية المتحكمة في إفراز هرمونات المبايض، مما يعطل عملية التبويض أو يوقفها تمامًا!

وهنا يجب أن تتوقفي عن كل هذا التوتر والسلبية وتسألي نفسك هذا السؤال: 

كيف أظل إيجابية عند محاولة الحمل

يعد الحفاظ على حالة ذهنية إيجابية جزءًا مهمًا من حدوث الحمل، سواء بشكل طبيعي أو بمساعدة طرق الخصوبة، وفيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها الحفاظ على إيجابيتكِ أثناء محاولة الحمل:

• اجعلي الأمر رومانسيًا

يواجه العديد من الأزواج الذين يحاولون الحمل مشكلة أن الجنس يصبح عملًا روتينيًا أكثر من كونه جزءًا طبيعيًا من علاقتهم، غإذا كانت حياتك الجنسية تركز فقط على جدول الإباضة ونافذة الخصوبة، فقد يكون الوقت قد حان للتوقف وإعادة تقييم الأمور.

لا يقتصر الأمر على أن هذا لا يساعدك على الحمل فقط، ولكنه لا يفيد علاقتك أيضًا! ويمكن أن يسبب هذا الأسلوب الشعور بالتوتر والإحباط وحتى انخفاض الرغبة الجنسية! فقد ذهب الشغف وكل ما بقي هو الروتين! وهذا يمكن أن ينتقل إلى جوانب أخرى من علاقتك بزوجك! 

فكري قليلًا ملكتي .. إذا تم التعامل معك كوسيلة للحمل وكانت المرة الوحيدة التي أراد فيها زوجك ممارسة العلاقة الحميمة معك هي الوقت "المناسب" من الشهر (وليس في أي وقت لأنه اشتاق إليكِ فقط) فقد لا يكون لديك الكثير من الاهتمام أو المشاركة في العلاقة بشكل كبير، وقد تتضاءل رغبتكِ في العلاقة بمرور الوقت.

تحدثي مع زوجك حول كيفية تأثير محاولة الحمل على علاقتكما الحميمة وبهذه الطريقة يمكنكما أن تفكرا معًا في حل جيد لهذه المشكلة ويبذل كلًا منكما المجهود الذي تحتاجونه للحفاظ على الرومانسية والتواصل.

بالطبع حاولي التخطيط لمواعيد التبويض لكن كوني عفوية بعض الشيء (لا بأس من تفويت ليلة إذا استدع الأمر) ودعي لياليكِ تأخذكِ إلى حيث تريد! وإذا شعرتِ بالضغط النفسي فخذي استراحة من التتبع، وتذكري ملكتي أنه بعد كل شيء الأمر كله بيد الله -سبحانه وتعالى- وأننا فقط نأخذ بالأسباب.. 

• حافظي على صحتك، وكوني نشيطة

لا يأخذ العديد من الرجال والنساء صحتهم على محمل الجد إلا عندما يكونون في خضم محاولة الحمل، لكن الحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والحصول على كمية النوم المناسبة (ما لا يقل عن سبع إلى ثماني ساعات في الليلة) سيكون بمثابة معززات طبيعية للخصوبة وقد لا تحتاجين إلى تناول الفيتامينات! لكن قلة النوم، واتباع نظام غذائي سيئ، وقلة النشاط البدني هي مسببات طبيعية للتوتر والتعب الجسدي!  لذلك ملكتي يجب أن تتغلبي أنتَ وزوجكِ على هذه المثبطات من خلال الاعتناء بصحتيكما النفسية والجسدية!

• لا تخشي التحدث عن الأمر

إذا كنتِ تواجهين صعوبة في الحمل لأي سبب من الأسباب، فإن التحدث عن الأمر يمكن أن يساعدك حقًا على التفكير بشكل إيجابي، والحقيقة هي أن 1 من كل 6 أشخاص يعاني من العقم على مستوى العالم! لذلك عندما تسمعي الناس يقولون "أنت لست وحدك" ستجدين الراحة في هذه الجملة!

على الرغم من أن هذه الإحصائيات قد لا تحل المشكلة، إلا أنها يمكن أن تكون بمثابة نقطة بداية للحصول على المشورة والدعم الذي قد تحتاجين إليه، بالإضافة إلى أن التحدث مع النساء الأخريات اللاتي يحاولن الحمل يعتبر طريقة لطيفة لتبادل التعليقات والنصائح فيما يتعلق بما يجب وما لا يجب فعله عند محاولة الحمل.

يمكنكِ البدء التحدث في منتدى الملكة ومشاركة النساء من مختلف الدول العربية مشاكلكِ، فقد تجدي هناك من كانت تعاني من نفس مشكلتكِ ووجدت الحل لها! 

• احصلي على مساعدة طبية

من الضروري للغاية إعطاء الأولوية لصحتك العقلية والنفسية في جميع مراحل الحياة، وعندما لا تكونين متأكدة من كيفية البقاء إيجابية عند محاولة الحمل، فابحثي عن متخصص للتحدث معه، حيث أنه يمكن أن تسبب مشاكل الخصوبة القلق والاكتئاب ونوبات الذعر وأكثر من ذلك.

لذلك إذا كنتِ تكافحين من أجل التأقلم بمفردك، فيمكن لمعالج الخصوبة الطبيب النفسي أن يوفر لك أدوات للمساعدة في التأقلم.

• اعتني بنفسك جيدًا

سواء كان ما يسعدكِ هو الحصول على جلسة مانيكير وباديكير، أو تناول القهوة في المقهى المفضل لديك، أو الذهاب إلى السينما بمفردك، فالرعاية الذاتية هي أفضل رعاية وهدفها الوحيد هو أن تشعري بالرضا! وكلما شعرت بالتحسن وكلما اهتممتِ بنفسك أكثر كلما قل الضغط عليك بشكل منتظم بسبب ضغوط الحمل.

كانت هذه فقط بعض النصائح حول كيفية البقاء إيجابية أثناء محاولة الحمل، قد ينجح بعضها معكِ وبعضها الآخر قد لا ينجح، فجميعنا نمر بالأوقات الصعبة بشكل مختلف! لكن كل ما يجب أن تركزي عليه هو فعل الأشياء التي تعلمين أنها ستبقيك إيجابية وسعيدة!