غالبًا ما نصنف العواطف بأنها "جيدة" أو "سيئة" أو "إيجابية" أو "سلبية"، لكن في الحقيقة ملكتي كل المشاعر تخدم غرضًا تطوريًا ولها مكانها الخاص الذي يجب الشعور به، فالغضب مثلًا يدفعنا إلى التحرك عندما نشعر بالتهديد، بينما ينبهنا القلق إلى خطر محتمل، ويساعدنا الشعور بالذنب على التوافق مع بوصلتنا الأخلاقية، ويدعونا الحزن إلى التباطؤ والتأمل والتعافي في النهاية، والوحدة تدفعنا إلى التواصل مع الآخرين! لذلك لا توجد مشاعر جيدة أو سيئة تمامًا.
كأمهات وآباء، نريد بطبيعة الحال أن يكون أطفالنا سعداء، ولكن هذه الرغبة يمكن أن تعيقهم أحيانًا عن تجربة مشاعرهم والتعبير عنها وفهمها، فمثلًا عندما يحدث شيء محزن في حياة طفلنا، فإن الاستجابة الطبيعية والمناسبة تكون الحزن، لذلك إذا حاولتِ تشتيت انتباهه أو استعجاله للعودة إلى الشعور بالسعادة مجددًا فهذا لن يساعده، وعندما نجنب الأطفال التعبير عن مشاعرهم مثل الغضب، فإن ذلك قد يجعلهم يشعرون بأن هناك شيئًا ما خاطئًا بسبب وجود هذه المشاعر، لكن إذا سمحنا لأطفالنا بتجربة كل مشاعرهم، فإننا هكذا نزودهم بالأدوات التي يحتاجونها للتعامل مع مشاعرهم في مرحلة البلوغ ومراحل حياتهم كلها بفعالية.
وأهم هذه الأدوات هي التحكم في مشاعرهم خاصةً عندما تبدو هذه المشاعر شديدة للغاية، لذلك ملكتي سنستكشف اليوم كيف يمكنك مساعدة طفلك على بناء مجموعة أدوات عاطفية والعمل على هذه العواطف بعد مرور اللحظة وطرق التكيف التي يمكن للآباء والأمهات المتوترين اعتمادها أيضًا!
يشعر الأطفال بمجموعة واسعة من المشاعر تمامًا مثل البالغين، لكنهم قد يفتقرون إلى المفردات والفهم للتعبير عن هذه المشاعر أو التحكم فيها، ويمكنكِ دعمهم من خلال بناء مجموعة أدوات عاطفية غنية، الخطوة الأولى هي تشجيع أطفالنا على تقبل مشاعرهم ومنحهم الإذن بالشعور دون تدخل منا أو تصرف فوري، وهذا لا يعزز الوعي العاطفي فحسب، بل يسمح لهم أيضًا بتجربة مشاعرهم بشكل كامل دون خوف من الحكم عليهم.
الخطوة الثانية هي تسمية المشاعر، حيث تظهر الأبحاث أن القدرة على تصنيف العواطف تعزز قدرتنا على التحكم فيها، فمثلًا من الصعب التعامل مع الشعور بالسوء أكثر من التعامل مع الشعور بالإحباط أو الاستياء، لذا، فإن تشجيع أطفالنا على تسمية مشاعرهم بدقة يمكن أن يكون أمرًا مفيدًا بشكل لا يصدق، ويساعدهم على التعامل معها.
أخيرًا ملكتي، من الضروري تزويد أطفالنا بمجموعة متنوعة من التقنيات العملية لمساعدتهم على التعامل مع هذه المشاعر، قد تشمل هذه التقنيات الحركة أو التنفس أو المنافذ الإبداعية مثل الرسم أو الكتابة، لذلك شجعي طفلك على تجربة استراتيجيات مختلفة والعثور على ما يناسبه بشكل أفضل.
خلال اللحظات العاطفية الشديدة أو نوبات الغضب يكون من الصعب للغاية التفكير أو التحكم في المشاعر بشكل فعال، سواءًا بالنسبة للطفل أو الوالدين، انتظري حتى تهدأ حرارة اللحظة قبل محاولة العمل على طرق الاستجابة بشكل مختلف، من المفيد التحدث عن الأمر بعد أن يهدأ الوضع ويصبح طفلك أكثر تقبلًا، قد تتفاجأي أيضًا بالاقتراحات التي يقدمها أطفالكِ!
يجب أن نسعى جاهدين لنكون بجانب أطفالنا خلال هذه الأوقات الصعبة، مما يسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم بحرية، هذا لا يعني أننا بحاجة إلى إصلاح الوضع على الفور، بل في بعض الأحيان قد يكون مجرد التواجد معهم وبجانبهم هو الحل.
باعتبارك أحد الوالدين، فإن التحكم في مشاعرك لا يقل أهمية عن مساعدة طفلك على التحكم في مشاعره، فيما يلي بعض النصائح التي قد تساعدكِ على ذلك:
تذكري ملكتي أن الأمر لا يتعلق فقط بالتحكم في العواطف خلال المواقف الكبيرة، ولكن أيضًا بالانخراط في ممارسات الاسترخاء المنتظمة طوال اليوم، حيث يمكن للممارسة المستمرة لهذه التقنيات البسيطة أن تعزز بشكل كبير صحتك العاطفية وصحة طفلك.
أهم ١٠٠٠ يوم في حياة طفلك، وكيف تشكل مستقبله؟
الألف يوم بين حمل المرأة وبلوغ الرضيع عامين توفر فرصة فريدة لبناء مستقبل أكثر صحة وازدهارًا للطفل الرضيع
كيف تتحدثي مع المراهق: 3 طرق لجعل ابنك المراهق يستمع إليك
النصيحة هنا للآباء والأمهات هي عدم الانخراط في معارك كما هو الحال مع أي صراع على السلطة
النظام الغذائي وطول الاطفال؛ ما مدى ارتباطهما؟
يقال إن الاطفال ينموون حوالي 6 إلى 7 سم كل عام. تلعب التمارين الرياضية المنتظمة والنظام الغذائي الصحي دورًا بالغ الأهمية.