الملكة

ساعدي طفلك ليتحكم في مشاعره بهذه الطرق

نورهان محمود كاتب المحتوى: نورهان محمود

16/11/2023

ساعدي طفلك ليتحكم في مشاعره بهذه الطرق

غالبًا ما نصنف العواطف بأنها "جيدة" أو "سيئة" أو "إيجابية" أو "سلبية"، لكن في الحقيقة ملكتي كل المشاعر تخدم غرضًا تطوريًا ولها مكانها الخاص الذي يجب الشعور به، فالغضب مثلًا يدفعنا إلى التحرك عندما نشعر بالتهديد، بينما ينبهنا القلق إلى خطر محتمل، ويساعدنا الشعور بالذنب على التوافق مع بوصلتنا الأخلاقية، ويدعونا الحزن إلى التباطؤ والتأمل والتعافي في النهاية، والوحدة تدفعنا إلى التواصل مع الآخرين! لذلك لا توجد مشاعر جيدة أو سيئة تمامًا.

لماذا يجب أن نشجع أطفالنا على الإعتراف بمشاعرهم؟

كأمهات وآباء، نريد بطبيعة الحال أن يكون أطفالنا سعداء، ولكن هذه الرغبة يمكن أن تعيقهم أحيانًا عن تجربة مشاعرهم والتعبير عنها وفهمها، فمثلًا عندما يحدث شيء محزن في حياة طفلنا، فإن الاستجابة الطبيعية والمناسبة تكون الحزن، لذلك إذا حاولتِ تشتيت انتباهه أو استعجاله للعودة إلى الشعور بالسعادة مجددًا فهذا لن يساعده، وعندما نجنب الأطفال التعبير عن مشاعرهم مثل الغضب، فإن ذلك قد يجعلهم يشعرون بأن هناك شيئًا ما خاطئًا بسبب وجود هذه المشاعر، لكن إذا سمحنا لأطفالنا بتجربة كل مشاعرهم، فإننا هكذا نزودهم بالأدوات التي يحتاجونها للتعامل مع مشاعرهم في مرحلة البلوغ ومراحل حياتهم كلها بفعالية.
وأهم هذه الأدوات هي التحكم في مشاعرهم خاصةً عندما تبدو هذه المشاعر شديدة للغاية، لذلك ملكتي سنستكشف اليوم كيف يمكنك مساعدة طفلك على بناء مجموعة أدوات عاطفية والعمل على هذه العواطف بعد مرور اللحظة وطرق التكيف التي يمكن للآباء والأمهات المتوترين اعتمادها أيضًا!

بناء مجموعة أدوات عاطفية لطفلك

طفلة غاضبة

يشعر الأطفال بمجموعة واسعة من المشاعر تمامًا مثل البالغين، لكنهم قد يفتقرون إلى المفردات والفهم للتعبير عن هذه المشاعر أو التحكم فيها، ويمكنكِ دعمهم من خلال بناء مجموعة أدوات عاطفية غنية، الخطوة الأولى هي تشجيع أطفالنا على تقبل مشاعرهم ومنحهم الإذن بالشعور دون تدخل منا أو تصرف فوري، وهذا لا يعزز الوعي العاطفي فحسب، بل يسمح لهم أيضًا بتجربة مشاعرهم بشكل كامل دون خوف من الحكم عليهم.
الخطوة الثانية هي تسمية المشاعر، حيث تظهر الأبحاث أن القدرة على تصنيف العواطف تعزز قدرتنا على التحكم فيها، فمثلًا من الصعب التعامل مع الشعور بالسوء أكثر من التعامل مع الشعور بالإحباط أو الاستياء، لذا، فإن تشجيع أطفالنا على تسمية مشاعرهم بدقة يمكن أن يكون أمرًا مفيدًا بشكل لا يصدق، ويساعدهم على التعامل معها.
أخيرًا ملكتي، من الضروري تزويد أطفالنا بمجموعة متنوعة من التقنيات العملية لمساعدتهم على التعامل مع هذه المشاعر، قد تشمل هذه التقنيات الحركة أو التنفس أو المنافذ الإبداعية مثل الرسم أو الكتابة، لذلك شجعي طفلك على تجربة استراتيجيات مختلفة والعثور على ما يناسبه بشكل أفضل.

الانتظار حتى يتلاشى الغضب

خلال اللحظات العاطفية الشديدة أو نوبات الغضب يكون من الصعب للغاية التفكير أو التحكم في المشاعر بشكل فعال، سواءًا بالنسبة للطفل أو الوالدين، انتظري حتى تهدأ حرارة اللحظة قبل محاولة العمل على طرق الاستجابة بشكل مختلف، من المفيد التحدث عن الأمر بعد أن يهدأ الوضع ويصبح طفلك أكثر تقبلًا، قد تتفاجأي أيضًا بالاقتراحات التي يقدمها أطفالكِ!
يجب أن نسعى جاهدين لنكون بجانب أطفالنا خلال هذه الأوقات الصعبة، مما يسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم بحرية، هذا لا يعني أننا بحاجة إلى إصلاح الوضع على الفور، بل في بعض الأحيان قد يكون مجرد التواجد معهم وبجانبهم هو الحل.

دليل الوالدين لمساعدة أولادهم على التحكم في مشاعرهم

دليل الوالدين لمساعدة أولادهم على التحكم في مشاعرهم

باعتبارك أحد الوالدين، فإن التحكم في مشاعرك لا يقل أهمية عن مساعدة طفلك على التحكم في مشاعره، فيما يلي بعض النصائح التي قد تساعدكِ على ذلك:

  1. الضغط بظهر يدكِ على جبهتك: تعمل هذه التقنية البسيطة على تهدئة الجهاز العصبي، مما يوفر تأثيرًا مهدئًا فوريًا.
  2. هز الكتفين والتنهد: يمكن أن يساعد ذلك في التخلص من التوتر الجسدي ويجلب الشعور بالراحة الجسدية.
  3. التنفس بالشمعة: تقنية تنفس بسيطة حيث يتم الشهيق من خلال الأنف والزفير من خلال الشفاه المqمومة، كما لو كنت تقومين بتبريد كوب من الشاي بلطف.
  4. نفس الأسد: أسلوب تنفس ممتع وجذاب وفعال يمكن استخدامه مع الأطفال، قومي بالشهيق من خلال الأنف ثم الزفير من خلال الفم مع تمديد اللسان إلى الخارج قدر الإمكان، مما يؤدي إلى إطلاق "الزئير"!
  5. الاعتراف بما يشعر به طفلك في الوقت الحالي: تذكري أنك تقومين بالتحقق من صحة الشعور وليس السلوك، يمكنكِ التحقق من أن طفلكِ حزين أو غاضب أو خائف دون التحقق من أنه ضرب أخيه، فمثلًا حاولي أن تقولي له: "أستطيع أن أرى مدى غضبك الآن" أو "يشعر الكثير من الناس بالخوف والقلق الآن، فمن المنطقي أن تشعر بهذه الطريقة".
  6. ضعي خطة لمهارات التأقلم عندما تكون العواطف طاغية: اعملي مع طفلك عندما يكون هادئًا لوضع خطة للتعامل عندما يشعر بمشاعر غاضبة، ساعديه في تحديد أيٍ من مهارات التأقلم التي تناسبه بشكل أفضل.
  7. قومي بإنشاء مجموعة أدوات للتكيف: أثناء قيامك بإنشاء خطة، قد يكون من المفيد لطفلك تحضير الأشياء اللازمة للمشاركة في مهارات التأقلم، مثل النظر إلى صور الجراء اللطيفة، وتناول الحلوى المفضلة لديه، وحل لغز البحث عن الكلمات، اطلبي منه أن يجمع تلك المواد ويضعها في مكان محدد يسهل الوصول إليه عندما يشعر بالحزن أو الغضب.

تذكري ملكتي أن الأمر لا يتعلق فقط بالتحكم في العواطف خلال المواقف الكبيرة، ولكن أيضًا بالانخراط في ممارسات الاسترخاء المنتظمة طوال اليوم، حيث يمكن للممارسة المستمرة لهذه التقنيات البسيطة أن تعزز بشكل كبير صحتك العاطفية وصحة طفلك.

ذات صلة

ما آثار الإكثار من استخدام الإلكترونيات على الأطفال؟

ما آثار الإكثار من استخدام الإلكترونيات على الأطفال؟

على مدار العقد الماضي استمرت التكنولوجيا القائمة على الشاشات في اختراق حياة الاطفال.

823
اكتشفي سبب وعلاج انسداد الأنف عند الأطفال وقت النوم

اكتشفي سبب وعلاج انسداد الأنف عند الأطفال وقت النوم

هناك عدد من الأسباب المحتملة لهذه المشكلة والتي سنذكرها لكِ اليوم ملكتي، وأيضًا سنخبركِ عن طرق علاج انسداد الأنف عند الأطفال وقت النوم

18
وجبات فطور للأطفال صحية وشهية

وجبات فطور للأطفال صحية وشهية

لأم ترغب في تحضير وجبات فطور للأطفال صحية وشهية لتوفير الطاقة المناسبة لهم في كل يوم، وفي نفس الوقت تساعدهم في ارتداء ملابسهم

16

إستشارات الملكة الذهبية

نخبة من الأطباء المختصين في أمراض النسا والولادة مع تطبيق الملكة

الأكثر مشاهدة

أساسيات رعاية الأطفال حديثي الولادة: ما يجب معرفته!

صحة الطفل

أساسيات رعاية الأطفال حديثي الولادة: ما يجب معرفته!

ما يجب الانتباه إليه لرعاية طفل رضيع، وأنواع الجداول الزمنية التي يجب اتباعها، وما لا داعي للقلق بشأنه على الإطلاق.

كيف تعرفين ان طفلك مصاب بديدان البطن وما هي الحلول؟

صحة الطفل

كيف تعرفين ان طفلك مصاب بديدان البطن وما هي الحلول؟

من الممكن منع الاصابة بالدود من خلال شرب المياه المكررة والسباحة في مسابح تحتوي على الكلورين والمحافظة على النظافة باستمرار

كيف أعلم ابنتي عن الدورة الشهرية؟ ومتى أبدأ معها؟

صحة الطفل

كيف أعلم ابنتي عن الدورة الشهرية؟ ومتى أبدأ معها؟

لا يجب ان تكون الدورة الشهرية الأولى مفاجأة بالنسبة للفتاة دون سابق معرفة بها.