مبارك على الزواج ملكتي! نتمنى أن تكوني في قمة سعادتكِ مع زوجكِ وشريك حياتكِ وأن يمن الله عليكما بالذرية الصالحة التي تزيد سعادتكما أضعافًا بإذن الله!
على الرغم من أن هذا هو أكتر وقت مثير في حياتك، إلا أنه من الضروري أن تكوني على دراية بالتغيرات الهرمونية التي يمكن أن تحدث لكِ بعد الزواج؛ تلعب الهرمونات دورًا مهمًا في جسم المرأة، ويمكن أن تؤثر هذه التغييرات عليك جسديًا وعاطفيًا، وفي هذه المقالة ملكتي، سنتعمق في هذا الموضوع ونستكشف الجوانب المختلفة للتغيرات الهرمونية عند المرأة بعد الزواج.

دور الهرمونات في جسم المرأة

الهرمونات هي رسائل كيميائية تنظم العمليات المختلفة في جسمك، وبالنسبة للمرأة فإن الهرمونات الأساسية هي هرمون الاستروجين والبروجسترون والتستوستيرون، تعمل هذه الهرمونات معًا لتنظيم الدورة الشهرية وتعزيز الخصوبة والحفاظ على كتلة العظام والعضلات، كما أنها تؤثر على حالتك المزاجية ومستويات الطاقة والصحة العامة.

• الاستروجين هو الهرمون المسؤول عن تطور الخصائص الجنسية الأنثوية، مثل نمو الثدي واتساع الفخذين، كما أنه يلعب دورًا في تنظيم الدورة الشهرية والحفاظ على صحة العظام، ولذلك يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون الاستروجين إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك هشاشة العظام والعقم.
• أما البروجسترون فهو هرمون مهم آخر لدى النساء والذي يتم إنتاجه عن طريق المبيضين ويساعد على تحضير الرحم للحمل، وترتفع مستويات هرمون البروجسترون خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية وتنخفض إذا لم يحدث الحمل، ويؤدي انخفاض مستويات هرمون البروجسترون إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وصعوبة حدوث الحمل.
• بينما يكون تأثير جزء هرمون التستوستيرون بشكل مباشر على الخلايا، وأما الجزء الآخر فيكون تأثيره غير مباشر عن طريق تحوله إلى هرمون الإستروجين الذي يقوم بوظائف متعددة في جسم المرأة، كما ذكرنا سابقًا، ويصل التستوستيرون إلى قمة مستوياته في جسم المرأة في عمر العشرينات، ثم يبدأ بالنقصان تدريجيًا مع تقدم العمر.

كيف تؤثر التغيرات الهرمونية على المرأة بعد الزواج؟

يمكن أن تحدث التغيرات الهرمونية بسبب عدة عوامل، مثل التوتر والتغير في النظام الغذائي ونمط الحياة واستخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، ويمكن أن تؤدي هذه التغيرات الهرمونية إلى مجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك تقلب الحالة المزاجية والتعب والصداع وعدم انتظام الدورة الشهرية، لذلك من المهم فهم هذه التغييرات واتخاذ الخطوات اللازمة للتحكم فيها.
أحد التغيرات الهرمونية الأكثر شيوعًا التي تعاني منها النساء بعد الزواج هو انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، وهذا يمكن أن يؤدي إلى جفاف المهبل الذي يمكن أن يسبب عدم الراحة أثناء ممارسة الجنس، بالإضافة إلى أن بعض النساء قد تعاني من انخفاض في الرغبة الجنسية أو الدافع الجنسي، لذلك من المهم بالنسبة للمرأة التواصل مع الطبيبة المتابعة لها بشأن أي تغييرات في صحتها الجنسية وطلب العلاج إذا لزم الأمر.

ما هي التغيرات التي تحدث للجسم بعد الزواج

يؤدي الانخراط في العلاقة الحميمة إلى بعض التغيرات في الهرمونات، مما قد يؤثر على جسمك، لكن لن تتأثر دورتك الشهرية كثيرًا إلا إذا أصبحتِ حاملًا، فمثلًا قد تواجهي تأخيرًا طفيفًا لمدة شهر أو شهرين، وهو أمر طبيعي تمامًا أيضًا بسبب الضغط الذي تعرضتِ له بعد الزواج.

1) اضطرابات الدورة الشهرية بعد الزواج

من أبرز تغير الهرمونات بعد الزواج أن انتظام الدورة الشهرية يتأثر بعد الزواج إما بعودتها خلال فترة قصيرة أو غيابها لفترة أطول من 38 يوم، كما قد تلاحظ المرأة زيادة في حدة بعض الأعراض المرافقة للحيض، مثل الصداع وتقلصات البطن، وإليكِ أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية بعد الزواج:

• التوتر

عند البدء بخوض مرحلة جديدة من حياتك فلا بد من أن التوتر قد يصيبك أحيانًا، وللأسف يؤثر التوتر على مستويات الهرمونات المسؤولة عن انتظام الدورة الشهرية، ممّا يؤدي إلى اضطرابها.

• تغير الوزن 

تزداد احتمالية تغير الوزن بعد الزواج، وفي حالة زيادة الوزن أو التغير المفاجئ فيه فإن ذلك قد يؤدي إلى التأثير على هرمون الإستروجين، وبالتالي التأثير على انتظام الدورة الشهرية.

• تناول حبوب منع الحمل

تؤثر حبوب منع الحمل على انتظام الدورة الشهرية أو توقفها تمامًا وزيادة مشكلة حدوث الاستحاضة أو ما يعرف بالتنقيط المهبلي.

2) تغيرات في الوزن

قد تكتسب النساء الوزن بعد الزواج وليس للجنس علاقة بذلك، حيث أن زيادة الوزن تكون بسبب التغييرات في نمط الحياة وعادات الأكل، بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث، وقلة الوقت المتاح لممارسة الرياضة، ويمكن أن يكون هناك أسباباً أخرى وراء زيادة الوزن بعد الزواج، فعادةً ما يكتسب الأزواج وزنًا بعد ارتباطهم بشكل رسمي بسبب شعورهم بالرضا عن شريك حياتهم، وثقتهم بأن حبه لهم أقوى من بضعة كيلوغرامات مكتسبة!

3) تغيرات في الثدي

عادةً ما يزداد حجم الثدي لدى المرأة بعد الزواج نتيجةً لتغيرات هرمونية تحدث للجسم، بالإضافة إلى تأثير زيادة الوزن بعد الزواج على حجم الثدي أيضًا، ومما لا شك فيه أن حدوث الحمل يؤثر تأثيرًا كبيرًا في حجم الثدي والحلمات عند المرأة، وقد تلاحظين أيضًا بعض التغيرات في ثدييك، حيث قد ينتفخان قليلًا، وقد يصبح جلدك متوردًا، خاصةً قبل الجماع مباشرةً، عادةً ما يهدأ هذا الإحساس ويعود جسمك إلى طبيعته بعد الجماع.

4) تغيرات في المهبل

عندما تشعرين بالإثارة الجنسية خلال هذا الوقت، قد تشعرين بشعور "بالبلل" في المنطقة الحساسة، حيث تتمدد جدران المهبل وتُزلق نفسها للمساعدة في جعل الجماع أسهل، وقد تواجهين بعض الإفرازات المهبلية خلال النهار أيضًا، وهذا أمر طبيعي، حيث تساعد بطانة المهبل على امتصاص الرطوبة وتبقيكِ تشعرين بالانتعاش والنظافة.
وعلى عكس ما تعتقده بعض النساء من أن حجم المهبل يتغير بعد الزواج بسبب كثرة الممارسة الجنسية، إلا أنه قد تبين أنه يعود إلى وضعه مرة أخرى نظرًا إلى أن عضلات المهبل تكون مرنة وقابلة للتمدد والعودة مجددًا لوضعها الطبيعي، لكن هناك بالطبع بعض التغيرات التي تطرأ على المهبل بعد الزواج لأسباب غير الجماع، مثل:
التدخل الجراحي في الولادة الطبيعية وزيادة حجم المهبل لتسهيل خروج الطفل يسبب اتساعه، ولكن غالبًا ما تقوم الطبيبة بخياطة المنطقة مرة أخرى بعد انتهاء الولادة، ومع ذلك فغالبًا ما يتغير حجم المهبل ويصبح متورمًا نتيجة الولادة الطبيعية، ويحتاج إلى حوالي 6 أشهر على الأكثر ليعود لحجمه الأول.
وجود بعض الإفرازات وخاصةً أثناء وبعد الجماع لتساعد في ترطيب المهبل، كما يقوم عنق الرحم بإفراز مواد مخاطية تساعد في وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة لتخصيبها، والتي تتسم بالقوام المطاطي أو الشبيه ببياض البيض.
زيادة فرص الالتهابات المهبلية بعد الزواج نتيجة وجود الفطريات، ولذلك يتوجب على المرأة الاهتمام بنظافة هذه المنطقة، وخاصةً بعد الجماع.