حتى قبل أن تعرفي أنك حامل، قد يكتشف أنفك حدوث الحمل! قد يبدو الأمر غريبًا، لكن من المعروف أن المرأة تصبح لديها حاسة شم قوية عندما يحدث الحمل، وغالبًا ما تكون هذه إحدى أولى علامات الحمل! لذلك، إذا شممتِ فجأة رائحة الثوم بقوة أو اللحم البقري المفروم (أو لا تستطيعين حتى القيام بنزهة بسيطة عبر متجر البقالة)، فربما تكونين حاملًا!

ما هو فرط حاسة الشم؟

فرط حاسة الشم هو مصطلح طبي يشير إلى فرط نشاط حاسة الشم وهو يحدث عندما يصبح أنفك أصبح أكثر حساسية للروائح، ووفقًا للخبراء، فإن كونكِ أكثر حساسية للروائح أثناء الحمل ربما يكون قد وفر بعض المزايا التطورية من حيث الحماية من الأطعمة الفاسدة أو السامة، حيث يمكن لحاسة الشم الدقيقة للغاية أن تنبهك إلى أي شيء قد يكون ضارًا لطفلك قبل تناوله.

هل حاسة الشم القوية من علامات الحمل المبكرة؟

إن حاسة الشم القوية هي بالفعل إحدى علامات الحمل المبكرة، فقد أفاد ما يقرب من ثلثي النساء الحوامل أنهن يعانين من تغير كبير في حاسة الشم، وغالبًا ما يلاحظن روائح أكثر كثافة وتميزًا، ويمكن أن تكون حساسية حاسة الشم المتزايدة حادة جدًا لدرجة أنك قد تكونين قادرة على تمييز روائح معينة، مثل تلك الأطعمة التي تناولها زوجك الإفطار، بشكل أكثر وضوحًا من ذي قبل.

متى تبدأ علامة حاسة الشم؟

في بداية الحمل ومع استمرار الأشهر الثلاثة الأولى، تعاني معظم النساء الحوامل من اختلافات في حاسة الشم، لكن أهمية هذه التغييرات وتأثيرها على الحوامل قد تختلف، على سبيل المثال، يعتقد الخبراء أن هذه الحساسية المتزايدة للرائحة قد تسبب غثيان الصباح لدى بعض النساء، ومن المهم أن تدركي أنه ليست كل حالات الحمل متماثلة، وأن حاسة الشم لديكِ قد تتقلب من حمل إلى آخر، وإذا كنت لا تشعرين بزيادة حاسة الشم أثناء الحمل الأول لكِ، فهذا لا يشير إلى أنك لن تشعري بها في حالات الحمل المستقبلية.

ما الذي يسبب زيادة حاسة الشم أثناء الحمل؟

كما هو الحال مع العديد من علامات الحمل المبكرة، عندما يتعلق الأمر بحاسة الشم لديك، يمكنك إلقاء اللوم مرة أخرى على هرمونات الحمل، حيث يمكن لهرمون الإستروجين أن يجعل كل رائحة صغيرة تنبعث في طريقك تبدو وكأنها اعتداء شامل على أنفك.

ماذا يمكنني أن أفعل حيال زيادة حاسة الشم؟

لا يمكنكِ منع أنفك من الشم ولكن يمكنك محاولة تجنب الروائح التي تثير جنونك (خاصةً تلك التي تزيد من الغثيان وأعراض الحمل الأخرى)، وبعض الطرق التي يمكنك تجربتها هي:

1. تناول الأطعمة التي تحبيها: قومي بطهي وتناول الأطعمة التي يمكنكِ تحمل رائحتها فقط، فمثلًا حتى لو كنتِ تحبين القرنبيط في الأيام العادية، عندما تكونين حاملًا قد لا تحبين رائحة الخضروات الصليبية المطبوخة.
2. التهوية: اتركي النوافذ مفتوحة كلما أمكن ذلك لإبعاد رائحة الطبخ أو الروائح الكريهة.
3. حافظي على النظافة: اغسلي ملابسك أكثر من المعتاد، لأن ألياف الملابس تميل إلى الاحتفاظ بالروائح.
4. التخلص من مزيلات العرق: قومي بالتبديل إلى مستحضرات التجميل ومنتجات التنظيف غير المعطرة أو ذات الرائحة الخفيفة (أو على الأقل تلك التي تحتوي على روائح لا تسبب لك التعب).
5. اطلبي المزيد من الاهتمام: اسألي من زوجك وعائلتك وأصدقائك المقربين عما إذا كانوا يشعرون بنفس حاسة الشم القوية التي لديك، وربما يمكنهم إبعادكِ عن العطر والكولونيا أو تجنب تناول الطعام الذي يتعبك أثناء وجودك.
6. سخني الطعام في الميكروويف: يؤدي تسخين الأطعمة في الميكروويف إلى إنتاج روائح أقل مقارنةً بأشكال الطهي الأخرى.
7. شمي الأشياء الجيدة: حاولي أن تحيطي نفسك بالروائح التي تجعلك تشعرين بالتحسن، من المرجح أن يخفف النعناع والليمون والزنجبيل والقرفة من الغثيان.
8. شتتي انتباه أنفك: امضغي قطعة من العلكة أو قومي بمص قطعة حلوى صلبة، مما قد يساعد في صرف انتباهك عن الروائح.
9. تناولي الأطعمة الباردة: قد يساعدك تناول الأطعمة الباردة لأن حاستي التذوق والشم مرتبطتان ببعضهما البعض، فمثلًا قد تتناسب شطيرة اللحم الباردة أو سلطة السلمون بشكل أفضل مع أنفك الأقوى من شريحة اللحم المشوية أو السلمون الساخن، والتي قد يكون طعمها ورائحتها أقوى عند تقديمها ساخنة.

متى تستشري الطبيب

فرط الحساسية للرائحة يمكن أن يكون عرضًا مزعجًا من أعراض الحمل، لكنه عادةً لا يدعو للقلق، ومع ذلك، مع وجود بعض الدراسات التي تربط النفور من الروائح بالغثيان الصباحي، فيجب عليك طلب المشورة من طبيبك إذا شعرت أن النفور من الروائح يؤثر على صحتك، حيث يمكن أن يتسبب غثيان الصباح الشديد (الذي يسمى التقيؤ الحملي) في حدوث الجفاف وسوء التغذية إذا تُرك دون علاج.