إن تربية الأطفال هي واحدة من أصعب الوظائف وأكثرها إرضاءً في نفس الوقت! وهي الوظيفة التي قد تشعرين أنك غير مستعدة لها!
تركز العديد من الأمهات الاهتمام على درجات أطفالهم الدراسية والأنشطة الأخرى، مثل التأكد من أن الأطفال يدرسون ويقومون بواجباتهم المدرسية ويحضرون تمارين كرة القدم أو دروس الكاراتية في الوقت المحدد، ولكن في كثير من الأحيان، ننسى أن نخصص الوقت والجهد لرعاية عنصر آخر من عناصر نجاح الطفل ونموه، وهو عنصر لا يقل أهمية، بل هو الأكثر أهمية- وهو أن نقوم بتربية شخصًا جيدًا، ولهذا السبب ملكتي سنذكر لكِ أفضل نصائح للأمهات في تربية الأطفال ونتمنى أن تساعدكِ بإذن الله في هذه الرحلة.
يبدأ الأطفال في تطوير إحساسهم بالذات كأطفال عندما يرون أنفسهم من خلال عيون والديه إليه؛ نبرة صوتك، ولغة جسدك، وكل تعبيراتك يستوعبها أطفالك، كما تؤثر كلماتك وأفعالك كأم على تطور تقديرهم لذاتهم أكثر من أي شيء آخر.
إن الثناء على الإنجازات، مهما كانت صغيرة، ستجعلهم يشعرون بالفخر، كما أن السماح للأطفال بفعل الأشياء بشكل مستقل سيجعلهم يشعرون بالقدرة والقوة، وعلى النقيض من ذلك، فإن التعليقات التي تقلل من شأن الطفل أو تقارنه بشكل سلبي مع طفل آخر ستجعل الأطفال يشعرون بأنهم لا قيمة لهم.
لذلك تجنبي الإدلاء بعبارات سلبية أو قول تعليقات مثل "يا له من شيء غبي الذي قمت به!" أو "أنت تتصرف كالطفل أكثر من أخيك الصغير!" هذه الكلمات تسبب الضرر مثلما تفعل الضربات الجسدية، لذلك اختاري كلماتك بعناية وكوني رحيمة، دعي أطفالك يعرفون أن الجميع يرتكبون أخطاء وأنك لا تزالين تحبيهم، حتى عندما لا تحبين سلوكهم.
هل توقفت يومًا عن التفكير في عدد المرات التي تتفاعلين فيها بشكل سلبي مع أطفالك في يوم معين؟ قد تجدي نفسك تنتقدينهم كثيرًا أكثر من الثناء، ما هو شعورك تجاه مديرك الذي يعاملك بهذا القدر من التوجيه السلبي، حتى لو كان ذلك بحسن نية!!
النهج الأكثر فعالية هو الثناء على الأطفال وهم يفعلون شيئًا صحيحًا: "لقد رتبت سريرك دون أن يُطلب منك ذلك! هذا رائع!" أو "كنت أشاهدك وأنت تلعب مع أختك وكنت صبورًا للغاية معها"، ستعمل هذه العبارات على تشجيع السلوك الجيد على المدى الطويل أكثر من التوبيخ المتكرر.
الانضباط ضروري في كل بيت، والهدف من الانضباط هو مساعدة الأطفال على اختيار السلوكيات المقبولة وتعلم ضبط النفس، قد يختبرون الحدود التي تضعيها لهم، لكنهم يحتاجون إلى تلك الحدود ليصبحوا بالغين مسؤولين.
إن وضع قواعد منزلية يساعد الأطفال على فهم توقعاتك وتطوير ضبط النفس، قد تتضمن بعض القواعد: عدم مشاهدة التلفاز حتى الانتهاء من الواجب المنزلي، وعدم السماح بالضرب أو الشتائم أو المضايقة والتنمر.
قد ترغبين في وضع نظام مثل تحذير واحد، متبوعًا بعواقب مثل المهلة أو فقدان بعض الامتيازات، ومن الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء هي عدم تنفيذ العقاب!
يعد الذكاء العاطفي والتعاطف، أو القدرة على وضع نفسه مكان شخص آخر والنظر في مشاعره وأفكاره، أحد أهم السمات الأساسية للأشخاص الطيبين، فقد أظهرت الدراسات أن امتلاك حس عاطفي مرتفع، والقدرة على فهم مشاعر الفرد ومشاعر الآخرين، يعد عنصرًا مهمًا للنجاح في الحياة.
لتشجيع التعاطف لدى طفلك، شجعيه على التحدث عن مشاعره وتأكدي من أنه يعرف أنك تهتمين به، عندما يحدث صراع مع صديق له، اطلبي منه أن يتخيل كيف يمكن أن يشعر صديقه وبيني له طرق التحكم في عواطفه والعمل بشكل إيجابي نحو التوصل إلى حل.
في حين أن القصص عن تورط الأطفال في التنمر وغيره من السلوكيات السيئة غالبًا ما تتصدر عناوين الأخبار، إلا أن الحقيقة هي أن العديد من الأطفال يقومون بأعمال جيدة مع أصدقائهم، سواء كان ذلك من خلال جعل صديق يشعر بالتحسن عندما يكون محبطًا أو أي شيء آخر.
عندما تشجعي السلوكيات الإيجابية مثل القيام بشيء ما لجعل يوم شخص ما أفضل (حتى لو كان شيئًا صغيرًا مثل التربيت على كتف صديق عندما يشعر بالحزن)، تأكدي من التحدث عن التأثيرات السلبية التي تسببها سلوكيات مثل النميمة أو التنمر على كلا الجانبين، (سواء أولئك الذين يتعرضون للتنمر أو الذين يقومون بالتنمر)، ولماذا وكيف يؤذي الناس.
سواء كان طفلك يساعد جارًا مسنًا على عبور الطريق أو يساعدك على تعبئة بعض السلع المعلبة في صناديق للتبرع بها إلى الملاجئ العائلية، فإن العمل التطوعي يمكن أن يشكل شخصية طفلك، وعندما يساعد الأطفال الآخرين، فإنهم يتعلمون التفكير في احتياجات الأشخاص الأقل حظًا منهم، ويمكنهم أن يشعروا بالفخر بأنفسهم لأنهم أحدثوا فرقًا في حياة الآخرين.
عندما يكون لدى الأطفال قائمة متوقعة من الأعمال المنزلية المناسبة لعمرهم التي يجب القيام بها في المنزل، مثل المساعدة في إعداد الطاولة أو كنس الأرض، فإنهم يكتسبون إحساسًا بالمسؤولية والإنجاز، إن القيام بعمل جيد والشعور بأنهم يساهمون في الخير يمكن أن يجعل الأطفال يشعرون بالفخر بأنفسهم، ويساعدهم على أن يصبحوا أكثر سعادة.
لا شيء يمكن أن يساعد أطفالك على النمو ليصبحوا بالغين فاضلين مثل أن تكوني قدوة لهم، يتعلم الأطفال المزيد عن كيفية التصرف مما نفعله وليس مما نقوله، وينطبق هذا بشكل خاص في السنوات الأصغر من حياة الطفل، عندما لا يكون ماهرًا لفظيًا ولا يفهم الكلمات أيضًا، وعندما يكون الأطفال صغارًا جدًا، يمكنهم فقط رؤية أفعالك وسماع نبرة صوتك، إذا كنت تريدين أن يكبر أطفالك ليصبحوا أشخاصًا صالحين، فتصرفي بنفسك كشخص جيد.
في الواقع، لا ينبغي عليك أن تتصرفي كشخص جيد فقط ... بل يجب عليك أن تسعى جاهدة لتكوني كذلك، حتى عندما لا يشاهدك أطفالك، حقيقة الأمر هي أن الأطفال يراقبون والديهم دائمًا، خاصةً عندما لا يتوقع الأب والأم ذلك، علاوة على أن تمثيل الدور بشكل مخادع يمكن أن يأتي بنتائج عكسية عندما تسمح لحظة أو موقف بظهور شخصيتك الحقيقية، ولتحقيق هذه الغاية، لا تطلبي من أطفالك فقط احترام الآخرين، أو التحدث بأدب، أو الاهتمام بالآخرين، ولكن اجعلي كل هذه السلوكيات جزءًا من حياتك الخاصة، حتى تتمكني من نقلها إلى أطفالك من خلال الأمثلة بدلًا من الكلمات الفارغة.
الشخص الجيد يحترم الآخرين وليس فقط بالكلام، ولكن لسوء الحظ، يقع الكثير من الناس في نمط عدم احترام من يختلفون عنهم، فمثلًا قد يكون لدينا ميل للحكم على مجموعات أخرى من الناس على أساس الظروف، والأمور المالية، والاختلافات الثقافية، الأطفال بطبيعتهم غير متحيزين لهذه الطريقة، لكن دمجهم مع رؤيتنا المتعثرة للعالم هو للأسف أمر سهل للغاية يمكن أن يحدث بتعليق بسيط أو نظرة، لذلك ساعديهم على البقاء في مساحة عدم إصدار الأحكام على الآخرين من خلال تعزيز إحساسك بالحب تجاه جميع أنواع الأشخاص المختلفة.
وإذا كنت تعيشين في منطقة غير متنوعة نسبيًا، فابذلي قصارى جهدك لمساعدة طفلك على التعرف على التنوع واحترامه، سواء كان ذلك من خلال تعلم لغات مختلفة، أو السفر، أو قراءة الكتب، أو حضور المهرجانات الثقافية، علميه أن إحساس الشخص بقيمته لا ينشأ من لون البشرة أو المظهر الجسدي أو أي شيء آخر خارجي وأن الشخصية والقيمة هي أمر داخلي، وفي الوقت نفسه، إذا رأيت أو سمعت عن أي شخص لا يحترم الآخرين، فاستغلي ذلك كفرصة لتذكير أطفالك بمدى أهمية احترام الآخرين مهما اختلف عنهم أو معهم.
يميل الأشخاص الطيبون إلى امتلاك شعور قوي بالذكاء العاطفي، ويمكنهم الاستجابة للآخرين بشكل مناسب، ومشاركة سعادتهم ودعمهم بالتعاطف عندما يشعرون بالإحباط، لكن الذكاء العاطفي ليس شيئًا طبيعيًا لدى معظم الناس؛ بل عليهم أن يتعلموا ذلك، وهو شيء عادةً ما نتعلمه من الأشخاص الأقرب إلينا، حيث يواجه الأطفال صعوبة في التعبير عن مشاعرهم والتعامل معها بطرق صحية، لذلك ساعدي طفلك من خلال وصف مشاعره كما تلاحظيها: "أنت تشعر بالسعادة" أو "تشعر بالإحباط أو" تشعر بالحزن".
شجعي أطفالك على التحدث عن مشاعرهم ومشاركة ما يدور بداخلهم؛ وهذا سيمنحهم المهارات التي يحتاجونها للتعامل مع التحديات بطريقة صحية، البالغون الفاضلون لا ينشرون مشاعرهم السلبية تجاه الآخرين؛ ولكنهم يعترفون بها ويتعلمون كيفية التعامل معها بشكل إيجابي، والأشخاص الطيبون أيضًا سعداء بنجاح الآخرين من حولهم بدلًا من أن يحسدوا الآخرين لأنهم يمتلكون ما لا يملكونه، إنهم يتعاطفون مع أصدقائهم وعائلاتهم عندما يشعرون بالإحباط ويسعون جاهدين لخدمة أحبائهم في جميع الأوقات.
إن تربية الأطفال عمل شاق، وتربيتهم ليصبحوا بالغين صالحين أصعب من ذلك، ولكن تذكري أنه عندما تكبري ويصبح أطفالك بالغين، ستشعري بإحساس عميق بالرضا عندما تعلمي أنك جعلت العالم مكانًا أفضل! ليس فقط بسبب الطريقة التي عشت بها حياتك، ولكن بسبب السمات التي تتمتعين بها، لقد نقلتها إلى أطفالك الذين سيستمرون في تحسين العالم من حولهم بفضائلهم.
الأم العصبية! احذري فعصبيتك خطر على اطفالك!
قد تشكل الأم العصبية بالفعل خطر على الاطفال وقد تجعل جسم الطفل مشحونًا بالغضب
إبني يضرب رأسه - ماذا أفعل وكيف أعالجه؟
تعتبر فترة نمو الطفل من أهم المراحل في حياته، حيث يكتشف ويتعلم الكثير من المهارات الجديدة، لكن قد يشهد الآباء والأمهات سلوكًا غريبًا بل ومخيفًا
طفلك عصبي؟ إليك نصائح يمكننا المساعدة لتهدئته!
لا يحب الوالدين رؤية الاطفال منزعجين، ولكن في بعض الأحيان يكون من الصعب معرفة كيفية التصرف عندما يكون طفلك متوترًا أو عصبيا