من الآثار الجانبية غير المريحة والمفاجئة أحيانًا للولادة القيصرية هو أن جرح الولادة القيصرية قد يظل يؤلمكِ بعد أشهر أو حتى سنوات من التئام الجرح؛ فهناك بعض السيدات اللاتي أبلغن عن الشعور بألم مكان العملية القيصرية بعد أربع سنوات!

في حين يُتوقع حدوث ألم في جرح الولادة القيصرية في غضون 6-8 أسابيع بعد تاريخ الولادة القيصرية، إلا أنه قد يكون من الغريب بالنسبة للبعض أن يستمر الألم بعد أشهر أو سنوات؛ يحدث ألم جرح الولادة القيصرية المزمن، والذي يُعرَّف بأنه الألم المستمر بعد 3 أشهر من الولادة، في ما يصل إلى 25٪ من السيدات، لكن لحسن الحظ، بمجرد تحديد سبب استمرار ألم جرح الولادة القيصرية، يمكننا تحديد العلاج المناسب للمساعدة في تقليل الألم والحساسية.

الأعراض المصاحبة لألم جرح الولادة القيصرية؟

يحدث التئام الأنسجة طوال العام الأول بعد الولادة القيصرية، ويحتاج الأمر إلى قدر كبير من وقت التعافي لأن الشقوق تُجرى عبر جميع طبقات البطن، بما في ذلك الجلد والعضلات البطنية واللفافة والأنسجة الدهنية والصفاق والرحم، لإخراج الطفل.

عادةً ما يتحسن الألم والأعراض الأخرى في جرح الولادة القيصرية خلال الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة، ولكن هذا ليس هو الحال دائمًا، حيث تستمر ما يصل إلى 1 من كل 4 سيدات في الشعور بألم جرح الولادة القيصرية بعد 3 أشهر من الولادة، وإذا تُركت دون علاج فقد تعاني من الألم لسنوات! وتتضمن بعض الأعراض الأكثر شيوعًا المرتبطة بألم جرح العملية القيصرية ما يلي:

• الحساسية وعدم الراحة عند الجرح، أو أعلى أو أسفل الجرح
• إحساس بالحرقان حول الجرح وأسفل البطن
• احمرار أو تغير في اللون عند الجرح والمنطقة المحيطة به
• تورم عند الجرح أو في المنطقة المحيطة به
• ألم عند الضغط على الجرح أو المنطقة المحيطة به
• ألم شديد يزداد سوءًا عند اتخاذ أوضاع معينة أو عند القيام بتمارين تستهدف منطقة البطن
• صعوبة تحريك المنطقة المصابة بسبب الشد
• انخفاض الإحساس عند الجرح أو الأنسجة المحيطة بها

إذا كنت تعانين من ألم مستمر بسبب جرح العملية القيصرية بعد 6 أسابيع من الولادة، فمن المهم استشارة الطبيبة للتأكد من شفاء أنسجتك بشكل مناسب وعدم وجود علامة على وجود عدوى.

ألم بعد الجراحة بفترة وجيزة

خلال الأسابيع الستة إلى الثمانية بعد الولادة القيصرية، من الشائع الشعور بالألم والوجع والحكة حول موقع الشق، كما تقول "آشلي رولينز"، أخصائية العلاج الطبيعي في دالاس والمتخصصة في صحة الحوض والتوليد.

يمكن أن تنشأ الحكة أيضًا لأن الجسم ينتج مواد كيميائية تسبب الحكة تسمى الهيستامين، والتي تزيد من تدفق الدم إلى الجرح وتسهل عملية الشفاء، كما يمكن أن تصاب بعض السيدات بردود فعل تحسسية تجاه المطهرات أو المواد اللاصقة المستخدمة أثناء الجراحة، كما قالت الدكتورة "أنجيلا لامب"، طبيبة الأمراض الجلدية في مستشفى ماونت سيناي للأمراض الجلدية في مدينة نيويورك، لذلك إذا كانت الحكة شديدة أو كان جلدك أحمر وبه بثور فاستشيري طبيبتك.

قالت الدكتورة "لامب" إنه إذا كانت رائحة الجرح كريهة خلال الأسابيع الستة إلى الثمانية الأولى بعد الجراحة، فمن المحتمل أن تكون المرأة مصابة بعدوى؛ إما عدوى بكتيرية للجرح نفسه، أو عدوى خميرة للأنسجة المحيطة به؛ وأوصت بالاتصال بطبيبتك للتأكد من أن كل شيء يلتئم بشكل صحيح.

واقترحت الدكتورة "رولينز" لتقليل فرصة الإصابة بالعدوى، الحفاظ على المنطقة المحيطة بالجرح نظيفة وجافة، وأن تقومي بمسح المنطقة بقطعة قماش نظيفة وجافة لإزالة أي رطوبة بضع مرات في اليوم.

ألم مكان العملية القيصرية بعد أربع سنوات

في بعض الأحيان، يكون النسيج الندبي مشدودًا لدرجة أنه يسحب الجلد أو العضلات المحيطة، مما يؤدي إلى عدم الراحة، حتى أن بعض النساء قد يواجهن صعوبة في الانحناء للخلف أو مد أرجلهن خلفهن، أو يشعرن بإحساس شد في الجرح.

وقالت الدكتورة "رولينز" أنه إذا حدث هذا، يمكن لمعالج فيزيائي أن يساعدك على الاسترخاء وتمديد الأنسجة، وأضافت أنه يمكنك أيضًا محاولة تدليك الجرح بنفسك، بالضغط عليه برفق، أو تدليك المنطقة بحركة دائرية.

وقالت الدكتورة "رولينز": "يمكن أن تكون الشعيرات الصغيرة من ملابسك الداخلية أو الضغط من خط الوسط في بنطالك أيضًا مصدرًا كبيرًا للألم والحكة"، وأوصت بأن ترتدي السيدات اللائي يعانين من ندوب حساسة أقمشة أكثر نعومة، أو ملابس داخلية بدون درزات أو ملابس عالية الخصر لا تلامس الأنسجة بشكل مباشر.

وقالت إنه من الممكن أيضًا أن تشعر العضلات القريبة من منتصف الجسم، مثل عضلات البطن أو الفخذ الداخلي، بألم لفترة من الوقت، وبمجرد شفاء الجرح حاولي الجلوس بوضعية أكثر استقامة، وقومي بتمديدات البطن والفخذين اللطيفة مثل تمارين اليوجا.

وقالت الدكتورة "رولينز" إن بعض الأعصاب يمكن أن تنقطع أيضًا أثناء الجراحة، مما يؤدي أولاً إلى الشعور بالتخدير، ثم إلى الآلام عندما تبدأ الأعصاب في التجدد، كما أن النسيج الندبي يمكن أن يحاصر الأعصاب في بعض الأحيان أثناء تكوينه، مما يسبب إحساسًا بالحرقان في أسفل البطن والفخذين، لكن عادةً ما يخف ألم الأعصاب بمرور الوقت، ولكن إذا استمر، يجب استشارة الطبيبة.

يمكن أن تستمر الندبات أيضًا في النمو خارج موقع الشق الأصلي وتتحول إلى ندبات جدرية، وهي سميكة ومرتفعة، ويمكن أن تسبب هذه الندبات الألم والحكة أيضًا، لكن لحسن الحظ يمكن علاجها بحقن الستيرويد أو كريمات السيليكون أو الأشرطة اللاصقة.

من الممكن أيضًا حدوث عدوى، حتى بعد أشهر أو سنوات من التئام الجرح؛ فمثلًا هناك عدوى شائعة تسمى التهاب الجلد الدهني، والتي تتطور عندما يُفرك الجلد وتتراكم الرطوبة في الطية حول الجرح، مما يسمح للخميرة أو الميكروبات الأخرى بالتكاثر، يمكن أن يسبب الأمر حكة شديدة، ويمكن أن يكون مؤلمًا ويمكن أن ينتج رائحة، ولهذا يتم علاج التهاب الجلد الدهني عادةً بالأدوية المضادة للفطريات الموضعية أو الفموية أو المضادات الحيوية.

علاج آلام مكان العملية القيصرية بعد أربع سنوات

هناك عدد من العلاجات والتقنيات التي يمكن أن تقلل من الألم وعدم الراحة الناجم عن جرح العملية القيصرية؛ يمكن أن يأتي ألم جرح العملية القيصرية من تفاقم العضلات أو اللفافة أو الأعصاب المتهيجة والحساسة، ولهذا هناك عدد من الخيارات لعلاج آلام جرح العملية القيصري، وبعض أكثر الخيارات شيوعًا التي قد يستخدمها أخصائيي العلاج الطبيعي لقاع الحوض تشمل:

• استخدام الملابس الداخلية الضاغطة أو الماسكات أو ألواح چيل السيليكون
• تدليك الجرح في المنزل أو بواسطة معالجة طبيعية مدربة جيدًا
• الوخز بالإبر 
• الحجامة على الجرح والأنسجة المحيطة به
• تمديد وتقوية العضلات المحيطة بالجرح
• إرخاء اللفافة العضلية
• تدريب الجهاز العصبي

الأسئلة الشائعة

لماذا تؤلمني جرح العملية القيصرية في جانب واحد؟

في بعض الحالات، قد يحدث ألم الجرح نتيجة للتوتر أو الضغط في منطقة البطن بسبب تكوين نسيج جرح العملية القيصرية، وفي حالات أخرى، قد يكون جرح العملية القيصرية مؤلمًا بسبب تراكم نسيج الجرح، لكن الشعور بألم من جانب واحد ليس أمرًا غريبًا ولا يعد علامة على وجود مشكلة أكبر ما لم يصاحبه احمرار أو حرارة أو تورم أو إفرازات من الجرح، وإذا كان هذا الألم جديدًا، فنوصي دائمًا بمناقشة ذلك مع طبيبتك.

كم من الوقت يستغرق جرح العملية القيصرية للشفاء داخليًا؟

يستغرق جرح العملية القيصرية ما بين 4 إلى 6 أسابيع تقريبًا للشفاء على مستوى الجلد، وهذا يمنح الرحم وجدار البطن وقتًا كافيًا للتعافي أيضًا، لكن قد يستمر ألم الجرح لمدة تصل إلى عامين بعد الجراحة.