تسعى العديد من النساء إلى تأخير الدورة الشهرية خلال شهر رمضان المبارك ليتمكنَّ من الصيام دون انقطاع. وبينما تبدو هذه الفكرة مغرية للكثيرات، إلا أن هناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار قبل اللجوء إلى أي طريقة طبية أو طبيعية. في هذا المقال، سنستعرض أفضل الوسائل المتاحة لتأخير الدورة، مع توضيح الشروط الضرورية لضمان السلامة، بالإضافة إلى الحالات التي يُفضل فيها تجنب هذه الممارسات.

ما الذي يجب عليكِ معرفته قبل تأخير الدورة الشهرية

تأخير الدورة الشهرية قد يكون مفيدًا في بعض الحالات، لكنه قد يؤثر على التوازن الهرموني إذا لم يُستخدم بحذر. من الضروري أن تدرك المرأة كيف تؤثر هذه التغييرات على جسمها، وما إذا كانت هناك مخاطر محتملة، مثل اضطراب مواعيد الدورة المستقبلية أو الآثار الجانبية المرتبطة باستخدام الهرمونات لفترة طويلة.

الطرق الطبية لتأخير الدورة الشهرية

تعتمد الطرق الطبية على التحكم في مستويات الهرمونات من خلال أدوية محددة، ومن أبرز هذه الطرق:

1. حبوب منع الحمل المركبة:

تحتوي على الإستروجين والبروجستيرون، وعند تناولها باستمرار دون فترة التوقف المعتادة، يمكن تأخير نزول الدورة الشهرية. يُنصح بالبدء بتناولها قبل رمضان بفترة كافية لضمان فعاليتها.

2. دواء النوريثيستيرون (Norethisterone):

يُستخدم لتأخير الدورة عند تناوله قبل موعدها المتوقع بثلاثة إلى أربعة أيام، بمعدل حبة واحدة 2-3 مرات يوميًا. تعود الدورة خلال يومين إلى ثلاثة بعد التوقف عن تناوله.

3. لصقات منع الحمل:

تُستخدم أسبوعيًا لمدة ثلاثة أسابيع، ويمكن الاستمرار في استخدامها دون توقف لتأخير الدورة. يُفضل استشارة الطبيب قبل اللجوء إليها، نظرًا لاحتمال زيادة خطر التجلطات الدموية.

4. حلقة منع الحمل:

تُوضع في المهبل لمدة ثلاثة أسابيع، ويمكن استبدالها مباشرةً دون فترة التوقف المعتادة لتأخير الدورة.

الشروط اللازمة لاستخدام هذه الطرق بأمان

1, استشارة الطبيب لتحديد الطريقة الأنسب بناءً على التاريخ الصحي.
2. الالتزام بالجرعات الصحيحة وفقًا لإرشادات الطبيب.
3. مراقبة أي آثار جانبية مثل الصداع أو النزيف غير المنتظم.
4. عدم استخدام هذه الطرق لفترات طويلة دون إشراف طبي لتجنب أي اضطرابات هرمونية.

الآثار الجانبية المحتملة للطرق الطبية

قد تسبب الأدوية المستخدمة في تأخير الدورة الشهرية بعض الآثار الجانبية، مثل:

- الغثيان والصداع.
- اضطراب في المزاج.
- نزيف غير منتظم.
- زيادة الوزن أو احتباس السوائل.
- الشعور بالتعب والإرهاق.

الحالات التي يُفضل فيها تجنب تأخير الدورة الشهرية

• إذا كانت المرأة تعاني من اضطرابات هرمونية أو دورة غير منتظمة.
• في حالات الإصابة بأمراض مثل تكيس المبايض أو مشاكل الغدة الدرقية.
• إذا كان لدى المرأة تاريخ مرضي مع الجلطات أو اضطرابات تخثر الدم.
•  في حالات ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.
• إذا كانت المرأة تخطط للحمل القريب.
• إذا كان لدى المرأة تجارب سابقة مع آثار جانبية قوية عند استخدام أدوية تأخير الدورة الشهرية.

الطرق الطبيعية لتأخير الدورة الشهرية

تلجأ بعض النساء إلى الوسائل الطبيعية لـ تأخير الدورة الشهرية، رغم أن فعاليتها ليست مضمونة، ومنها:

1. تناول العدس بكثرة: يُعتقد أن تناوله يوميًا قد يساعد في تأخير الدورة لبضعة أيام.
2. شرب خل التفاح المخفف: يمكن أن يساهم في تأخير الدورة عند تناوله بانتظام، ومع ذلك، فيجب تجنب الإفراط في تناول خل التفاح حيث يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي وتآكل مينا الأسنان.

3. شاي الميرمية: يساعد في تنظيم الهرمونات وقد يؤثر على توقيت الدورة.
4. زيادة استهلاك فيتامين C: يُعتقد أنه يؤثر على هرمون البروجستيرون، ولكن احذري، جيث يمكن أن تضر الحموضة العالية بصحة الأسنان والجهاز الهضمي.

5. التمارين المكثفة: قد تؤثر التمارين الشديدة على توقيت الدورة، لكن يجب الحذر من الإفراط فيها خلال الصيام.

بشكل عام، لا تدعم الأبحاث العلمية الطرق الطبيعية لـ تأخير الدورة الشهرية بفاعلية علاوة على الآثار الجانبية المحتملة حال الإسراف في استخدامها.

مخاطر تأخير الدورة الشهرية على المدى الطويل

بالرغم من الفوائد المحتملة، فإن تأخير الدورة الشهرية لفترات طويلة قد يؤدي إلى:

1 - اضطراب في نمط الحيض الطبيعي.
2 - زيادة احتمالية التعرض لاحتباس السوائل والانتفاخ.
3 - تقلبات مزاجية بسبب تغير مستويات الهرمونات.
4 - احتمالية زيادة خطر الإصابة بمشاكل التخثر.

نصائح للحفاظ على التوازن الهرموني بعد تأخير الدورة

بعد استخدام أي من طرق تأخير الدورة، يُنصح بما يلي:

- الحرص على تناول غذاء متوازن غني بالفيتامينات والمعادن.
- شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على الترطيب وتجنب احتباس السوائل.
- ممارسة الرياضة بانتظام لدعم التوازن الهرموني.
- الراحة الكافية والنوم الجيد لتقليل أي آثار جانبية محتملة.

نصيحة ذهبية: ينصح العديد من الأطباء والعلماء بعدم التدخل في الدورة الشهرية الطبيعية، مؤكدين أن الحيض عملية طبيعية قدرها الله تعالى. ويقترحون على النساء قبول هذا الحدث الطبيعي وقضاء أيام الصيام لاحقًا، والاستمتاع بالعبادات الأخرى التي شرعها الله تعالى  للنساء خلال هذه الفترة.

تأخير الدورة الشهرية خيار متاح، ولكنه يتطلب وعيًا ومسؤولية في اتخاذ القرار. سواء اخترتِ الطرق الطبية أو الطبيعية، من المهم أن تكوني على دراية بتأثيراتها المحتملة على صحتكِ، واستشارة الطبيب عند الحاجة وقبل تناول أي دواء. إذا كان هدفكِ هو الصيام بشكل مريح دون مشكلات صحية، فإن التخطيط الجيد والمتابعة الطبية هما مفتاح الحفاظ على صحتكِ وسلامتكِ.