عند اختيار شريك الحياة، يميل الكثيرون إلى اختيار شخص يجمع بينهم أوجه التشابه أكثر من أوجه الاختلاف، لكن رغم أن أوجه التشابه تعد أمرًا إيجابيًا وتوفر أساسًا قويًا للعلاقة، فإن الاختلافات هي ما يُثري العلاقة ويساهم في نموّها وتطوّرها وتغيّرها.
فالعلاقة بين الزوجين تُبنى على طباع شخصين مختلفين، وغالبًا ما تكون هذه الاختلافات هي العامل الذي يقوّي العلاقة أو يُضعفها، وطبيعة هذه الاختلافات قد تصنع العلاقة أو تكسرها، فهل تفوق الفوائد المخاطر؟ دعونا نكتشف معًا…
كما أن للتشابهات بينك وبين زوجك فوائد كبيرة، فإن للاختلافات بينكما مزايا عديدة أيضًا.
أولًا، تمنحك هذه الاختلافات فرصة لمشاركة تجاربك واهتماماتك مع زوجك الذي تحبيه، إنها وسيلة للتعرّف عليه في العمق، وما الذي يحرّكه ويدفعه.
قد تكتشفي أنه يستمتع بأنشطة لم تُجربيها من قبل، وربما تشعري بانجذاب أكبر إليه بسبب روحه المغامِرة أو استعداده لتجربة اهتماماتك، فمن خلال هذه التجارب المشتركة، يمكنك أن تتعلّمي الكثير عن زوجك.
ثانيًا، من خلال خوض هذه التجارب معًا، تتعلمي أن تُقدّري الشخص نفسه أكثر من النشاط بحدّ ذاته، قد لا تستمتعي مثلًا بركوب الخيل، لكن رؤية السعادة على وجه زوجك قد تكون كافية لتفهم قيمة هذا النشاط بالنسبة له.
وربما لا يُحب زوجك قضاء الوقت في غسل السيارة يدويًا، لكنه قد يتعلم تقدير حماسك تجاه العناية بممتلكاتك والاستمتاع بالتجربة إلى جانبك.
ثالثًا، الاختلاف يفتح لكما نافذة لرؤية العالم من منظور جديد، قد تخوضي مغامرات لم تكوني تحلمي بها، أو تحضري فعاليات لم تكوني لتختاريها بمفردك.
قد تجدي نفسك تنظري إلى الأمور من زاوية مختلفة لأنكِ تعرّفت على طريقة جديدة في التفكير والشعور.
صحيح أن الاختلاف في طرق التواصل، والتفاعل الاجتماعي، والتعبير عن المشاعر قد يكون صعبًا، لكنه يمنحك أيضًا مستوى من الفهم لم يكن ممكنًا قبل الدخول في العلاقة.
رغم جاذبية الفوائد، إلا أن هناك مخاطر محتملة أيضًا.
أول هذه المخاطر هي الملل، إن لم تتشاركا ما يكفي من الاهتمامات وقضيتم معظم الوقت كلٌ في عالمه، فإن الملل سيتسلّل إلى العلاقة.
تذكّري، ليس الاختلاف هو المشكلة، بل الوقت الذي لا تقضيانه معًا، فعندما لا تستطيعي التواصُل مع زوجك على مستوى عميق، يصعب الحفاظ على شعور الأمان والود داخل العلاقة.
ثانيًا، قد تؤدي الاختلافات إلى حدوث خلافات أو نزاعات، وهو أمر ليس بالضرورة ممتعًا.
الصراع قد يكون صحيًا في بعض الأحيان، إذ يساعد على تطوّر العلاقة، لكنه أيضًا قد يسبب التوتر وعدم القدرة على التواصل الفعّال.
فهل أنتما مستعدان لتقديم التنازلات والتوصل لحلول ترضي الطرفين؟
إن لم يكن الأمر كذلك، فقد يكون من الضروري إعادة النظر في العلاقة وتحديد ما إذا كان البقاء فيها أضرّ من الانفصال.
ثالثًا، كما أشرنا سابقًا، قد تؤدي اختلافات الاهتمامات إلى تقليل الوقت الذي تقضيانه معًا.
من الصعب الحفاظ على علاقة صحية وتواصل إيجابي إذا لم يكن هناك وقت مشترك ونشاطات تُقومان بها سويًا.
الاختلافات قد تصبح عذرًا لعدم قضاء وقت مشترك، مما يؤدي إلى نوع من عدم الاستقرار في العلاقة.
توقّفي قليلًا وتأمّلي في قيمك، ما هي المبادئ التي تؤمنين بها بشدة؟ ما هي أخلاقك؟ كيف تؤثر نظرتك للصواب والخطأ في قراراتك اليومية؟ ثم انظري إلى القيم التي يقدّرها زوجك، من المحتمل أنكما تشتركان في بعض القيم وتختلفان في أخرى.
القيم لا تختفي، قد تتطوّر، لكنها تظل جزءًا ثابتًا من حياتنا؛ لذلك، احرصي على وجود قواسم قيمية مشتركة على الأقل، وإلا ستجدين نفسك في صراعات متكرّرة كلما تقدّم الزمن.
قد يأتي وقت تدركي فيه مدى اختلافك عن زوجك، لا يعني هذا بالضرورة أن تنهي العلاقة، لكن من المهم أن تتوقفي وتعيدي تقييم الفوائد والمخاطر للبقاء معًا.
هل أنتِ مستعدة لتقديم تنازلات في بعض الجوانب؟ هل زوجك مستعد لذلك أيضًا؟ إن لم يكن أحدكما على استعداد لذلك، فقد لا تكون العلاقة صحية، وقد يكون الوقت قد حان للبحث عما قد يقدمه لكِ العلاج الزوجي من حلول.
"زوجي أو زوجتي لا يفهمانني، نحن مختلفان جدًا، ليس بيننا أي شيء مشترك، كيف يُمكننا أن ننجح في هذا ونحن لا نتفق؟" في خضم الخلافات، من السهل علينا أن ننسى السبب الحقيقي وراء انجذاب الأضداد - لأنه مفيد لنا.
فكّري في الأمر، لو تزوجتِ شخصًا مثلكِ تمامًا، لما اضطررتِ للنمو، ولما اضطررتِ للخروج من منطقة راحتك، ولما اضطررتِ للدخول في عالم شخص آخر - ونمو عالمك في هذه العملية.
على المدى الطويل، الاختلافات هي بالضبط ما نحتاجه، حيث يمكنها أن تُضيف ثراءً وعمقًا وتماسكًا إلى زواجك إذا تقبلتها، وبصفتي امرأة تزوجت رجلًا مختلفًا تمامًا عني، اسمحوا لي أن أشارككم ثلاث طرق تعلمناها للتعامل مع اختلافاتنا.
أنتِ تعلمي أنكِ مختلفة عن زوجك، لكن هذا ليس كافيًا، أنا أتحدث عن مزيد من التحديد. في أي جوانب تختلفان؟ على سبيل المثال، هناك زوجين على النقيض تمامًا من حيث الشخصية وفقًا لاختبار مايرز بريغز، هذا يعني:
التعامل مع العالم بشكل مختلف، الزوج يفضل الانطوائية؛ وهي تفضل الانفتاح.
جمع المعلومات بشكل مختلف، الزوج يفضل الحدس؛ وهي تفضل الإحساس.
اتخاذ القرارات بشكل مختلف، الزوج يفضل الشعور؛ وهي تفضل التفكير.
وهذه ليست نهاية الاختلافات، وفقًا لاختبار StrengthsFinder، لديهم نقاط قوة مختلفة تمامًا، أفضل خمسة أشياء بالنسبة للزوج:
أفضل خمسة أشياء بالنسبة للزوجة:
من خلال هذه الاختبارات - والمُتابعة اليومية - يمكنكِ معرفة جوانب اختلافاتكم المُحددة.
لا يكفي تحديد اختلافاتكما ثم حفظ ما لاحظتماه، دعوني أعطيكم مثالًا عمليًا، بصفة الزوجة المذكورة في المثال السابق شخصية منفتحة، فهي تستمد طاقتها من الاختلاط بالناس، أما الزوج كشخص انطوائي، فقد يُرهقه الناس؛ لذا فهو يفضل أن يكون وحده، ولكن لأنهما يحبان بعضهما البعض، فهما يحرصا على مساعدة بعضهما البعض في الحصول على ما يحتاجانه.
ففي إحدى الليالي ذهب الزوجان إلى حفل عشاء، كان الزوج يفضل البقاء في المنزل والقراءة، لكنه يعلم أن زوجته بحاجة إلى التواصل مع الآخرين للحفاظ على صحتها النفسية. (وهو أيضًا يحتاجه؛ لكنه لا أيدرك حاجته إليه دائمًا.)
من ناحية أخرى، هي تعلم أنه لا يستطيع قضاء الوقت مع الناس كل ليلة وإلا سيشعر بالإنهاك؛ لذا ولأنها تُحبه، تختار أحيانًا البقاء في المنزل ليستعيد نشاطه. (هي أيضًا بحاجة إلى هذا؛ لكنها لا تُدركه دائمًا.)
الاختلافات ليست أمرًا يُستاء منه، بل هي شيء يُحتفى به ويُستغل، فكّري في الأمر بهذه الطريقة: لو كان هذين الزوجين متطابقين تمامًا في نتائج مايرز-بريجز، لكان لديهما أربع أدوات فقط، لكن بما أنهما مُختلفان تمامًا، فلديهما ثماني أدوات، يبدو الأمر كما لو أن لديهما ألوانًا أكثر في لوحة ألوان ليرسما بها لوحة حياتهما!
وإليكِ ملكتي بعض الخطوات والأفكار التي ستساعدك في استغلال الاختلافات ..
كخطوة تأسيسية، يجب أن يتفق الطرفان على أن اختلاف الرأي أو السلوك لا يعني أن أحدهما مخطئ والآخر على صواب؛ فالهدف هو التفاهم لا الانتصار.
اجلسي مع زوجك معًا في وقت هادئ ومناسب، ناقشا إحدى نقاط الاختلاف، بحيث يشرح كل طرف وجهة نظره بهدوء ودون مقاطعة، ثم تطرحان سؤالًا: "كيف نستطيع أن نستفيد من اختلافنا هنا؟"
مثال تطبيقي: لو أن الزوج يحب التخطيط الدقيق والزوجة تفضل العفوية، يتفقان على أن الرحلات العائلية مثلًا تخضع للتخطيط، بينما النزهات العفوية تُترك بدون جدول.
بدلًا من التصادم، يمكن استغلال الاختلاف في توزيع المسؤوليات:
القاعدة هنا: كل طرف يتولى ما يتفوق فيه، ويقدّر ما يقدمه الطرف الآخر.
حينما تصلان إلى نقطة اختلاف غير قابلة للتسوية، يمكن اعتماد واحدة من هذه الآليات:
1. التناوب: مرة لك، ومرة لي (مثال: وجهة السفر)
2. التجربة المؤقتة: نجرب قرار أحد الطرفين لفترة، ونراجع النتائج
3. الطرف الثالث: اللجوء لمستشار أسري أو شخص حكيم من العائلة للوساطة
في بعض المواقف، لا بد من التنازل الجزئي، مثلًا: الزوجة تحب السهر، والزوج يحب النوم المبكر.
الحل؟ يتفقان على وقت وسط، كأن تكون السهرة مرتين أسبوعيًا فقط.
كلما نجح الزوجان في إدارة أحد الاختلافات بطريقة ناضجة، يجب أن يحتفلا بذلك (بكلمة شكر، أو بخروجة خفيفة، أو حتى بدعاء)؛ فهذا يعزّز الشعور بأن العلاقة تنضج وتزدهر.
إذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعي تطبيق الملكة على Instagram Facebook Twitter لتصلك أحدث المقالات والتحديثات !
كيف اتعامل مع الزوج العصبي .. إنه يخيفني !
كيف اتعامل مع الزوج العصبي ؟ لذا قررنا اليوم بتطبيق الملكة أن نخبركِ ماذا عليكِ أن تفعلي حتى لا تشعري بالخوف من الزوج، فكم هي مشاعر مؤذية
بدلا من الطلاق تحسن زواجهما خلال شهرين اكتشفي السر
بم تُقاس قوة الزواج ؟ هل بغياب الخلافات الزوجية ؟ وأن يكون الزوجين دائمًا متفقين وسعيدين ؟في الحقيقة أن قوة الزواج تُقاس بمدى قدرة الزوجين على تجاوزها
احصلي على فوائد السفر للزوجين بهذه الطريقة
تتفتح أمامكما أبواب جديدة من الفهم، والحب، والدعم المشترك، إليكِ بعض فوائد السفر للزوجين التي تجعله خطوة رائعة تُقوّي علاقتكما وتُعيد لها الحيوية