اعراض الحمل بتوأم : عندما تسكن الأرواح المزدوجة في رحم واحد

الحمل بتوأم يعني وجود جنينين داخل رحمك في آنٍ واحد، وهو أمر نادر الحدوث مقارنةً بالحمل بجنين واحد، إلا أن أسبابه قد تتنوع ما بين العوامل الوراثية، أو العلاجات الهرمونية، أو حتى بعض الظروف الصحية الخاصة.

ولمعرفة اعراض الحمل بتوأم، يقوم الأطباء عادةً باكتشاف هذا النوع من الحمل في مراحله المبكرة من خلال فحص السونار، الذي يُعتبر الأداة الأدق لتشخيص الحمل بتوأم، لكننا اليوم سنخبرك الكثير عن اعراض الحمل بتوأم التي بإمكانك اكتشافها دون سونار.

لكن الحمل بتوأم لا يمرّ غالبًا مرور الكرام، إذ يرتبط بزيادة خطر حدوث مضاعفات صحية لكلٍّ من الأم والجنينين، ما يستدعي متابعة دقيقة وفحوصات أكثر تكرارًا على مدار شهور الحمل.

ماذا يعني أن تكونين حاملًا بتوأم؟

الحمل بتوأم يحدث عندما يتكوّن جنينان داخل الرحم في الوقت نفسه.، وقد يكون التوأمان ناتجين عن بويضتين مخصبتين بشكل منفصل، أو عن انقسام بويضة مخصبة واحدة إلى جنينين، ولكل من هذين النوعين خصائص طبية واجتماعية مختلفة.

ما مدى احتمالية حدوث الحمل بتوأم؟

إحصائيًّا، فإن الحمل بتوأم الطبيعي يحدث بمعدل حالة واحدة من بين كل 250 حالة حمل.

وتزداد هذه النسبة بشكل ملحوظ عند استخدام وسائل المساعدة على الإنجاب، مثل الإخصاب الصناعي أو العلاجات الهرمونية، ومن اللافت أن التقدم في سنّ الأم -خاصة بعد سن الـ35- يزيد من احتمال إطلاق أكثر من بويضة خلال الدورة الشهرية، مما يزيد من فرص الحمل بتوأم.

اعراض الحمل بتوأم دون سونار

قد تظهر اعراض الحمل بتوأم التي توحي باحتمال وجود أكثر من جنين، ومن أبرز هذه العلامات:

• الحركة المبكرة للجنين: قد تشعر الحامل بحركة الأجنة في مرحلة مبكرة.
• الإحساس بحركة في أكثر من جهة بالبطن: ما يُوحي بوجود جنينين يتحركان في آنٍ واحد.
• زيادة قياس ارتفاع الرحم عن المتوقع: فيبدو بطن الحامل أكبر من عمر الحمل.
• الزيادة السريعة في الوزن: وغالبًا ما تكون هذه الزيادة أكثر من الحمل بجنين واحد.
• ارتفاع مستويات هرمون الحمل (hCG) أو بروتين AFP الذي يُفرزه كبد الجنين.
• سماع دقات قلب أكثر من جنين عبر جهاز الدوبلر.

ومع أن هذه العلامات تثير الشك، إلا أن التأكيد النهائي لا يتم إلا من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية.

اعراض الحمل بتوأم: أكثر حدة من المعتاد

رغم أن اعراض الحمل بتوأم تشبه أعراض الحمل العادي، إلا أنها غالبًا ما تكون أكثر وضوحًا أو شدة، مثل:

• تورم وألم الثديين.
• التعب الشديد والإرهاق.
• كثرة التبول.
• ازدياد الشهية للطعام.
• غثيان الحمل.

كل هذه الأعراض ترتبط بالزيادة في الهرمونات وبالمجهود الإضافي الذي يبذله الجسم لدعم جنينين.

كيف يتم تأكيد الحمل بتوأم؟

لا يوجد أدق من فحص السونار - الموجات فوق الصوتية- لتأكيد وجود جنينين داخل الرحم.

هذا الفحص يُظهر صورًا واضحة للرحم والمحتوى داخله، ويمكنه الكشف عن عدد الأجنة، وعدد المشيمات، وحتى الأكياس الأمنيوسية المحيطة بالأجنة.

كيف يبدو بطن الحامل بتوأم؟

في حالات الحمل بتوأم، يظهر البطن بوضوح في وقت مبكر جدًا من الحمل.

تحتاج معظم النساء إلى ارتداء ملابس الحمل في الثلث الأول من الحمل أو بداية الثاني، كما أن زيادة الوزن تكون ملحوظة، إذ تُقدّر بحوالي 22 كيلوغرامًا في المتوسط، مقارنة بـ13 إلى 14 كيلوغرامًا في الحمل الأحادي.

ما أنواع التوائم؟

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من التوائم:

1. التوائم غير المتطابقة (الثنائية)

ينتج هذا النوع عن تخصيب بويضتين منفصلتين بحيوانين منويين مختلفين، ويكون لكل جنين مشيمة خاصة به.

هؤلاء التوائم قد يكونون من الجنس ذاته أو من جنسين مختلفين، ويشبهون الأشقاء العاديين من حيث التكوين الجيني.

2. التوائم المتطابقة

تحدث هذه الحالة عندما تنقسم بويضة مخصبة واحدة إلى جنينين.

وقد يشتركان في مشيمة واحدة أو يكون لكلٍّ منهما مشيمة مستقلة، التوائم المتطابقة يكونون دائمًا من نفس الجنس، ويشبهون بعضهم إلى حدٍّ كبير.

3. التوائم الملتصقة (النادرة جدًا)

تحدث هذه الحالة حينما لا يكتمل انقسام البويضة المخصبة بالكامل، مما يؤدي إلى جنينين ملتصقين بجزء من جسديهما، مثل الصدر أو البطن، وقد يشتركان في أعضاء داخلية مثل الكبد أو حتى القلب.

ما العوامل التي تزيد فرص الحمل بتوأم؟

1. العمر: النساء فوق سن 35 أكثر عرضة لإطلاق أكثر من بويضة.
2. التاريخ العائلي: وجود توائم في عائلة الأم يعزز فرص الحمل بتوأم.
3. العلاجات الهرمونية ومساعدات الخصوبة مثل التلقيح الصناعي.
4. السمنة: النساء ذوات مؤشر كتلة جسم (BMI) أعلى من 30 أكثر عرضة للحمل بتوأم.
5. وجود حمل توأمي سابق يزيد فرص تكرار الحالة.

كيف ترفع علاجات الخصوبة احتمال الحمل بتوأم؟

بعض العلاجات تؤدي إلى تحفيز الإباضة بطريقة تؤدي إلى إطلاق أكثر من بويضة، كما أن عملية الإخصاب الصناعي (IVF) قد تشمل نقل أكثر من جنين إلى الرحم، مما يزيد من فرص الحمل بتوأم أو أكثر.

وأحيانًا، قد ينقسم الجنين الواحد بعد نقله إلى الرحم، مما ينتج توائم متطابقة.

متى يُعد الحمل التوأمي "كاملاً"؟

المدة الكاملة للحمل الطبيعي هي 40 أسبوعًا، لكن في حالة التوائم، يُعتبر الحمل كاملاً عند الأسبوع 37.

ومع ذلك، فإن معظم حالات الحمل بتوأم تنتهي في الفترة ما بين الأسبوعين 35 إلى 36، بسبب خطر الولادة المبكرة.

كيف يؤكد الأطباء الحمل بتوأم؟

قد تشعرين منذ الأسابيع الأولى من الحمل بأن هناك "شيئاً مختلفاً"، وربما تهمسين لنفسك: "هل من الممكن أن أكون حاملاً بتوأم؟"

هذه الحدس الأمومي ليس نادراً، بل كثير من الأمهات يبدأن بالشعور بوجود أكثر من جنين في وقت مبكر، لكن الحقيقة هي أنكِ لن تحصلي على تأكيد رسمي إلا عندما يُجري الطبيب تصويرًا بالموجات فوق الصوتية (السونار) خلال الثلث الأول من الحمل.

متى يُجرى السونار للكشف عن التوأم؟

عادةً ما يُجرى هذا السونار قبل الأسبوع الرابع عشر من الحمل، ولكن قد يطلبه الطبيب في وقت مبكر، بين الأسبوع السادس إلى التاسع، خاصةً في الحالات التالية:

• عندما يحتاج الطبيب إلى تحديد عمر الحمل بدقة (وهو أمر بالغ الأهمية إذا كنتِ قد خضعتِ لعلاج خصوبة).
• للتأكد من أن الحمل سليم وقابل للاستمرار في مراحله المبكرة.
• إذا كنتِ قد خضعتِ لعلاج الخصوبة مثل التلقيح الصناعي أو الإخصاب في المختبر، فغالبًا ما يكون الطبيب أكثر حرصًا في المتابعة المبكرة لتقييم عدد الأجنة وموقعها.

ما العلامات في تحاليل الدم التي قد تُشير إلى وجود توأم؟

في بعض الحالات، يكشف فحص الدم الروتيني عن مؤشرات تدفع الطبيب إلى طلب إجراء السونار مبكرًا، وأبرزها:

1. مستويات مرتفعة من هرمون الحمل (hCG):

هذا الهرمون يُنتجه الجسم بعد انغراس الجنين في الرحم، ولكن في حالات الحمل المتعدد (مثل التوأم)، قد تكون مستوياته أعلى بكثير من المعدلات المتوقعة.

هذا يُعد إشارة للطبيب بأن هناك احتمالًا لوجود أكثر من جنين، ما يستدعي التأكد من ذلك عبر السونار.

2. مستويات عالية من بروتين ألفا فيتوبروتين (AFP):

هذا البروتين يُنتج في كبد الجنين ويدخل إلى مجرى دم الأم.

وفي حالات الحمل بتوأم، يكون هناك جنينان ينتجان هذا البروتين، وبالتالي ترتفع نسبته في دم الأم مقارنةً بالحمل بجنين واحد، هذه الزيادة قد تُلفت انتباه الطبيب إلى احتمال وجود توأم.

نقطة مهمة

السونار في الثلث الأول من الحمل لا يُظهر فقط عدد الأجنة، بل يُحدد أيضًا ما إذا كانوا يتشاركون المشيمة أو لديهم مشيمتان منفصلتان، وهذا يُساعد الأطباء على تقييم درجة الخطورة والمتابعة المطلوبة طوال فترة الحمل.

لذا حدسكِ كأم قد يكون صائبًا، ولكن التأكيد الفعلي للحمل بتوأم لا يتم إلا باستخدام الموجات فوق الصوتية، وفي بعض الأحيان، تكون تحاليل الدم هي أول ما يلفت نظر الطبيب إلى احتمال وجود أكثر من جنين، ويدفعه إلى إجراء الفحوصات التصويرية بشكل مبكر.

وإذا كنتِ قد خضعتِ لعلاجات الخصوبة، فإن فرص اكتشاف الحمل بتوأم مبكرًا تكون أكبر لأن المتابعة الطبية تكون أكثر دقة منذ البداية.

كيف تختلف الرعاية الصحية في الحمل بتوأم؟

تحتاج الحامل بتوأم إلى متابعة دقيقة ومستمرة، تشمل زيارات طبية أكثر تكرارًا، وفحوصات إضافية لمراقبة نمو كل جنين والتأكد من سلامة الحمل، وغالبًا ما يُشرف على هذه الحالات أطباء مختصون في طب الأم والجنين.

ما المضاعفات الشائعة في الحمل التوأمي؟

يشتهر الحمل بتوأم بزيادة خطر حدوث العديد من المضاعفات، منها:

• فقر الدم.
• سكري الحمل.
• ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل.
• تقييد نمو الجنين داخل الرحم (IUGR).
• انخفاض أو زيادة كمية السائل الأمنيوسي.
• انفصال المشيمة.
• متلازمة نقل الدم بين التوأمين (TTTS): حيث يحصل أحد التوأمين على تغذية ودم أكثر من الآخر.

الولادة المبكرة، والتي بدورها تعرض التوأمين لمشاكل مثل:

• صعوبة التنفس نتيجة عدم نضج الرئتين.
• انخفاض الوزن عند الولادة.
• مشكلات في الرؤية.
• صعوبة في الرضاعة أو المحافظة على حرارة الجسم.

كيف تتم ولادة التوأم؟

في كثير من الحالات، تُجرى الولادة بعملية قيصرية، لا سيما إذا وُجدت مضاعفات أو إذا كان وضع الجنينين لا يسمح بولادة طبيعية، لكن في بعض الحالات، يمكن محاولة الولادة الطبيعية، خاصة إذا كان الجنين الأول في وضع رأسي ولم توجد مضاعفات تمنع ذلك.

رسالة تطمينية لكِ

قد تكون معرفة أنكِ حامل بتوأم أمرًا مفرحًا ومثيرًا، لكنه لا يخلو من التحديات والمخاوف؛ لذا، من المهم أن تحصلي على رعاية طبية مناسبة ومتابعة مستمرة طوال فترة الحمل، وأن تفتحي حوارًا مع طبيبتك حول خيارات الولادة، ومراحل تطور الحمل، وأي أعراض قد تلاحظينها.

تذكّري: لستِ وحدكِ في هذه الرحلة، وكل سؤال يراودكِ يستحق إجابة واضحة واهتمامًا خاصًا.