في العلاقة الزوجية هناك مفاتيح خفية تُسهم في ترسيخ الحب والاستقرار، وقد لا يخطر في بالك أن من أبرز هذه المفاتيح: العلاقة مع حماتك! نعم، فبناء علاقة إيجابية مع والدة زوجك لا يصب فقط في تحسين أجواء العائلة، بل يعزز علاقتك بزوجك نفسه.
فلنتأمل معًا في قصة "رقية" و"لؤي"، اللذين تزوجا منذ عامين، وكان هدفهما منذ البداية بناء زواج ناجح، لكن التوتر الدائم بين رقية وحماتها صار حاجزًا غير مرئي يعكر صفو علاقتهما الزوجية.
"أشعر أنني مُستنزفة بعد قضاء أي وقت مع والدتك"، هكذا قالت رقية لزوجها، "إنها لا تتوقف عن الحديث، ولا تكلف نفسها أن تسألني عن حياتي، لا أشعر أن لي وجودًا في الحوارات."
ورغم أن لؤي يدرك أن والدته كثيرة الكلام وأقل إصغاءً، إلا أن شكوى زوجته المستمرة بدأت تثقل كاهله وتؤثر على العلاقة الزوجية، فهو ممزق بين امرأتين يحبّهما: زوجته وأمه.
حقيقة علمية مهمة:
تشير الدراسات إلى أن 3 من كل 4 أزواج يواجهون مشكلات حقيقية مع الحموات أو الأصهار، وهذه العلاقة الحساسة قد تكون سببًا خفيًا للضغوط على العلاقة الزوجية دون أن ننتبه.
في العلاقة الزوجية، من الحكمة أن ندرك أن احترامك لأهل زوجك، وخصوصًا أمه، يُعد امتدادًا لاحترامك له، فحينما تتحدثين عنها بإيجابية أو تُظهرين لها التقدير، فإنك في نظر زوجك تُظهرين احترامًا لجذوره، ولأول من منحه الحب والرعاية في حياته.
حين تكونين المبادرة في العلاقة، وليس الطرف الذي يتفاعل فقط عندما تحدث مشكلة، فإنك تمنحين زواجك فرصة للنمو والاستقرار.
تعلّمي أن تُحاوري، أن تُصغي، وأن تُبدي اهتمامًا حقيقيًا، ولكن تذكّري أن الشكوى الدائمة قد تُنهك الزوج وتدفعه إما للغضب أو الانسحاب.
فالأمر لا يتوقف عند التواصل مع الحماة، بل يمتد إلى طريقة تواصلك مع زوجك أيضًا.
كلمة "حماة" أو "أم الزوج/الزوجة" قد لا تحمل وقعًا دافئًا أو محببًا في كثير من الأحيان؛ لذلك، تلجأ بعض النساء لاستخدام ألقاب أكثر حبًا، مثل "أمي " أو "طنط" أو " خالتي ".
نعم، قد نضطر أحيانًا لاستخدام مصطلح "الحماة" من باب التوضيح، لكن لا بأس من استخدام هذه البدائل اللطيفة في الحياة اليومية لتقوية العلاقة بينكما.
مرت حماواتنا بتجارب كثيرة في حياتهن، واكتسبن خبرات ثمينة ومهارات عملية رائعة، وكثير منهنّ يتمنين أن ينقلن هذه الخبرات إلينا بمحبة، لكن للأسف، كثير من الزوجات يشعرن بالانزعاج عند تلقي النصح من الحماة.
لماذا؟
قد يكون السبب حساسيات سابقة أو توقعات مختلفة، لكن الحقيقة؟ يمكننا أن نتعلم الكثير منهنّ!
استمعي لنصائحها بتواضع، بل وبشغف، وإذا شعرتِ أن نصيحة معينة لا تناسبك، ليس عليكِ تطبيقها، لكن مجرد الإصغاء يفتح لكِ أبواب فهم وتجربة جديدة.
فحتى إن لم تكن لديها حاجات الآن، فمن المرجح أنها ستحتاج للمساعدة مع تقدمها في السن، حيث قد تحتاج لمَن يعينها في أمور المنزل، أو يتكفل ببعض احتياجاتها، أو حتى يوصلها إلى مواعيدها الطبية.
قبل أن يصبح زوجك هو شريك حياتك، كان ابنها أولًا.
وهي من ربّته وعلّمته وسهرت عليه، فكم سيكون رائعًا أن تسمع منكِ كلمات تقدير لهذا الجهد!
أخبريها بأنكِ تعتزين بطريقة تربيته، وبأنكِ ممتنة لما قدّمته ليصبح الرجل المحترم الذي هو عليه اليوم.
معظم الحموات يسعدن جدًا بسماع مثل هذا الإطراء ويشعرن بالتقدير الحقيقي.
هناك سببان رئيسيان يجعلاننا نتجنب الشكاوى والنكات عن الحموات.
أولًا، لأن ديننا وضميرنا يعلّمانا احترام الأهل وتجنّب التذمر.
وثانيًا، لأن علم النفس يخبرنا أن الكلمات تؤثر على مشاعرنا، فكلما تحدثنا بالسوء عن الحماة، ازداد شعورنا السلبي تجاهها، لكن إذا بدأنا بالحديث عنها بشكل إيجابي – حتى لو احتجنا إلى بعض الجهد لنفعل ذلك – فستتغير نظرتنا لها تلقائيًا.
اذكري صفاتها الطيبة، وشاركي مواقف لطيفة جمعتكما، وستجدين أنكِ بدأتِ ترينها بصورة مختلفة.
من السهل أن نلاحظ كم تحب الحماة أحفادها وتفرح بقضاء الوقت معهم، وهذا يسعدها كثيرًا.
فإذا كنتِ تعيشين بالقرب منها، فامنحيها الفرصة لتقضي معهم وقتًا منتظمًا، أما إذا كانت المسافة بينكما بعيدة، فكوني مبدعة! أرسلي لها صورًا، احكي لها قصصًا عنهم، قومي بمكالمات فيديو، وخططي لزيارات دورية كلما سنحت الفرصة.
نحن بارعون في إرسال بطاقات المعايدة والهدايا في يوم الأم، لكن ماذا عن باقي أيام السنة؟ هل نعبر عن محبتنا وامتناننا لها في الأوقات العادية؟ الصراحة؟ يمكننا أن نكون أفضل.
الأمر لا يتطلب مجهودًا كبيرًا، اتصلي بها فقط لتسألي عن وصفة، أو أرسلي لها بطاقة جميلة، أو زهورًا، أو خذوها إلى العشاء.
فحتى قولكِ "أنا أدعو لكِ دائمًا" قد يكون له أثر عظيم في قلبها.
وفي النهاية… لو غيّرنا بعض الكلمات في هذا المقال، لأصبح ملائمًا أيضًا في كيفية إكرام الأمهات والآباء والحماة من جهة الزوجة.
الرسالة العامة واضحة: فلنكرم أهلنا جميعًا، ونحسن إليهم بكل الطرق الممكنة.
من الطبيعي أن تشعري بالضيق أحيانًا، لكن طريقة الحديث تُحدث فرقًا كبيرًا؛ لذا كوني صادقة، ولكن دون نبرة شكوى أو تهجم.
تذكري أن هذه المرأة كانت الأم التي ربّت زوجك، وضحّت لأجله؛ لذا كوني واعية لطريقة عرض مشاعرك، واحرصي على أن تشمل كلماتك بعض التقدير والاعتراف بجوانب إيجابية في شخصية حماتك.
نصيحة ذهبية:
تخيلي لو أن أحدهم يتحدث عنك بطريقة قاسية، هل ستقبلين ذلك؟
بالطبع لا؛ فإذا أردتِ التغيير، فابدئي من مكان مليء بالرحمة، لا بالسخرية أو الحكم القاسي.
الأفضل أن يتولى الزوج الحديث مع والدته، خصوصًا في المواضيع الحساسة؛ فالرابطة بين الأم وابنها تكون في العادة أقوى، ما يجعلها أكثر تقبلاً منه من أن تتلقى الانتقاد منكِ.
وهذا لا يعني أن تهمشي دورك، بل فقط أن تتركي زمام القيادة له في هذه الأمور، وبالمقابل، إذا كانت المشكلة مع أهلك، فمن الحكمة أن تتولي أنتِ الحديث معهم.
أحيانًا، في خضمّ الصراع، نكون جزءًا من المشكلة دون أن نشعر.
اسألي نفسك: هل أسلوبي فيه نوع من التوتر؟ هل كنت قاسية في موقف معين؟ تحلّي بالشجاعة لتقبّل الملاحظات، حتى وإن كانت جارحة.
علميًّا: الأشخاص القادرون على الاعتراف بأخطائهم والتفاعل بإيجابية مع النقد يتمتعون بنسبة أعلى من الرضا العاطفي والنجاح في العلاقات الزوجية.
شاركيها مشاعر الدعم، وأظهري لها بالتصرّف والكلمة أنك تودين نجاح العلاقة بينكما.
ادعيها لمشاركتك وقتًا روحيًا: مثل قراءة كتاب، أو التدبر في آيات الله، أو حتى صلاة الجماعة.
لا تتحدثي عنها بسوء أمام الآخرين، ولا تشتركي في محادثات تقلّل من شأنها، حتى وإن كانت بينك وبين زوجك.
حتى وإن كانت علاقتكما فاترة، لا تنسي أن تبحثي عن شيء جميل لتشيدي به.
ربما طريقتها في الطهي، أو حرصها على العائلة.
نظّمي المواعيد العائلية مسبقًا، خاصة في الأعياد والمناسبات؛ فالاتفاق المسبق يجنّبكما الكثير من سوء التفاهم.
أخبريها بالمستجدات في حياتك، وأطلبي رأيها من وقت إلى آخر.
هذه لمسة بسيطة ولكنها تُشعرها بقيمتها.
حتى لو لم تكن العلاقة مثالية، قدّري ما قامت به من أجلكم، وعبّري لها عن شُكرك.
ربما تشعرين أحيانًا أنها ضدك، ولكن حاولي تفسير تصرفاتها من منطلق حسن النية.
فكثيرًا ما تكون تصرفات الآخرين ناتجة عن ضغوط لا نعرفها.
لم أكن أتخيّل أنني سأكتب يومًا عن أول عيد أضحى لي بعد الزواج، لكنّها تجربة تستحق أن تُروى، ليس لأنها كانت مثالية... بل لأنها كانت مزيجًا من الترقّب، والتوتر، والمفاجآت السارّة التي حسنت العلاقة الزوجية!
منذ إعلان موعد العيد، بدأت التوترات تتسلّل إلى قلبي.
هل سأبدو بالمظهر المناسب؟ هل سأُحسن التصرف مع حماتي؟ ماذا لو نسيت شيئًا مهمًا؟
كنت أُكثر من الأسئلة، وأُقلل من النوم! زوجي حاول تهدئتي بلطف، لكنه لم يكن يفهم تمامًا ما يعنيه أن تكوني "الكنّة" الجديدة، في أول مناسبة دينية رسمية، أمام عائلة لا تعرفينهم إلا من زيارات متقطعة!
بدأتُ بتجهيز الهدايا الرمزية، وشراء العطور والشكولاتة، واخترت بعناية العباية التي سأرتديها في صباح العيد، مع كل قطعة إكسسوار بدقة تشبه تجهيزات العرائس!
ذهبتُ مع زوجي إلى بيت أهله لقضاء أيام العيد، حيث كانت حماتي تستقبلنا بابتسامة رحبة، وفي عينيها نظرة تقييم لم أستطع تفسيرها بسهولة.
دخلت المطبخ لأساعدها في تجهيز اللحم والتوابل، وكانت المفاجأة أنني استمتعت فعلًا.
تحدثنا عن وصفات الكبسة، وطريقة تقطيع اللحم، وأعطتني نصائح عن حفظ اللحوم بعد الذبح.
كان الجو حميميًا، والمطبخ دافئًا بالضحكات، رغم نكهة القلق التي ما زالت تلازمني.
استيقظت باكرًا جدًا على غير عادتي، توضأت، صليت، ثم بدأت معركة المكياج والشعر!
هل أضع مكياجًا خفيفًا أم أزيد قليلًا؟ هل سأبدو متكلّفة؟
قررت اختيار البساطة: كريم أساس خفيف، كحل عربي، وشفاه بلون هادئ.
ارتديت عباءتي الجديدة، ووضعت عطري المُفضل، ثم خرجت إلى الصالة وقلبي يخفق.
بدأت طقوس الذبح، وكان على الرجال الاعتناء بالخروف، بينما كانت النساء يُحضّرن الطعام ويهتممن بالأطفال.
حماتي طلبت مني تقطيع الخضار، ثم أثنت على سرعتي قائلة: "ما شاء الله، بنت شاطرة، الله يبارك فيكِ."
ابتسمتُ، وشعرت أنني اجتزت أول اختبار.
رغم أنني لم أعتد سابقًا المشاركة في مثل هذه الطقوس، لكني حاولت أن أُظهر الحماس، وفعلاً شعرت بفرحة مختلفة... فرحة الانتماء.
مع دخول الضيوف، وبدء تبادل التهاني، كُنت أتنقل بخفة بين المطبخ والصالة، أقدّم التمر، والقهوة، والعصائر.
قالت لي إحدى خالات زوجي: "أنتِ عروس العيد، الله يديم عليكم الفرح."
ضحكت بخجل، وتنفّست قليلًا من الارتياح، يبدو أنني بدأت أندمج.
حماتي لم تنسَ أن تُقدّم لي عيدية لطيفة، قالت وهي تضحك: "أول عيد معانا، لازم تحسي بطعمه."
وأهدتني مع العيدية طقمًا صغيرًا من العطور الشرقية الفاخرة... لم أتوقع أن تبادر بذلك، لكن قلبي امتلأ امتنانًا.
في نهاية اليوم، كنت مرهقة، لكني سعيدة جدًا.
تعلّمت أن الانطباع الأول لا يتشكل بالمظهر فقط، بل بالتعاون، والاحترام، واللطف.
نظرات حماتي تغيّرت، لم تعُد تنظر لي كمجرد زوجة لابنها، بل كواحدة من العائلة.
1. لا تخافي من أهل زوجك، خاصة في المناسبات الكبيرة، بل اغتنميها كفرصة لتظهري أجمل ما فيكِ.
2. كوني متعاونة، ولا تتهرّبي من المشاركة، حتى لو لم تعتادي على أعمال الذبح أو الطبخ، التجربة تستحق المحاولة.
3. ابتسمي دائمًا، وكوني صادقة وبسيطة، لا تحتاجين للتكلّف لتكسبي محبة الناس.
4. احفظي هذه اللحظات، فهي تصنع ذكريات جميلة لن تُنسى.
العيد الأوّل قد يبدو مرعبًا، لكنّه في الحقيقة بداية حقيقية لبناء علاقة مميزة مع عائلة زوجك.
وإن كنتِ مثلي، فربما تجدين في هذه التجربة درسًا صغيرًا عن الحُب، والصبر، والانتماء.
قد تكون العلاقة مع الحماة من التحديات غير المتوقعة في العلاقة الزوجية، لكنها أيضًا فرصة ذهبية لنضوجك الشخصي والعاطفي والروحي، من خلال التعامل معها بمحبة وحكمة، أنتِ في الواقع تحبين زوجك بشكل أعمق، وتحافظين على نسيج العائلة موصولًا بالاحترام والمودة.
ثقي أن الله يرى جهودك، ويكافئ كل محاولة تبذلينها لحفظ السلام وبناء المحبة داخل العائلة، وأن ذلك سيعود بالنفع بكل تأكيد على العلاقة الزوجية.
متى يشتاق الرجل للعزوبية وتتأثر الحياة الزوجية
الحياة الزوجية ليست مجرد عقد بين شخصين، بل هي رحلة طويلة من التفاهم، المشاركة، والاختبار الحقيقي لمعدن كل طرف، إنها مشروع رباني مقدّس
كيف تعوضين غياب الزوج في العيد بسبب الحج
لا شك أن غياب الزوج في هذه الأيام المباركة يحدث تأثيرًا سلبيًا على كل من الزوجة والأولاد، فلا تكتمل الفرحة إلا بلم الشمل، سنخبركِ كيف تعوضين غيابه
كلمات سحرية يحب أن يسمعها الزوج
ندعوك مع اقتراب العشر من ذي الحجة لتقوية العلاقة مع زوجك، والحل لا يكمن دائمًا في الهدايا أو السفر، بل في كلمات سحرية بسيطة بعضها سيطيب خاطره