عند بداية الحمل، من الطبيعي أن تتوقعي تغييرات جسدية، لكن قد لا يخطر ببالك أن من أولى العلامات التي قد تلاحظينها هي تغيّر الإفرازات المهبلية.
نعم، حتى قبل أن تظهر نتائج الحمل الإيجابية، تبدأ الهرمونات في إحداث تأثيرات فورية على طبيعة هذه الإفرازات من حيث اللون والقوام والرائحة.
في هذا المقال، نأخذك في جولة علمية لفهم ما هو طبيعي من افرازات الحمل في الاسبوع الاول، ومتى يجب أن تتواصلي مع طبيبتك؛ لذا لنلقي معًا نظرة دقيقة على ألوان الإفرازات ومعانيها، وأهم ما عليكِ مراقبته.
الإفرازات الطبيعية أثناء الحمل تكون شفافة، وغالبًا ما تبدأ في الظهور في الثلث الأول من الحمل، وتزداد كميتها تدريجيًا مع تقدم الحمل، وتكون في ذروتها مع اقتراب موعد الولادة.
وتُعرف هذه الإفرازات بـ"اللوكوريا" (Leukorrhea)، وهي تلعب دورًا حيويًا في حماية الرحم من العدوى عن طريق منع انتقال البكتيريا من المهبل إلى الداخل، كما أن ارتفاع هرموني الإستروجين والبروجستيرون مسؤول بشكل مباشر عن زيادة هذه الإفرازات وكثافتها.
التغيرات الهرمونية هي السبب الرئيسي في اختلاف شكل وكثافة الإفرازات أثناء الحمل، فمثلًا، يعمل هرمون الإستروجين على ترقيق الإفرازات، في حين يجعلها البروجستيرون أكثر سماكة.
مع بلوغ الحمل الثلث الثالث من الحمل، يرتفع هرمون البروجستيرون إلى أعلى مستوياته، مما يفسّر ملاحظة إفرازات سميكة مخاطية، وأحيانًا تشبه الهلام.
هذه الإفرازات قد تكون بداية فقدان ما يُعرف بـ"السدادة المخاطية"، وهي كتلة مخاطية تغلق عنق الرحم وتمنع العدوى، جدير بالذكر أن فقدان هذه السدادة قد يشير إلى قرب الولادة، لكن لا يعتبر دليلًا قطعيًا.
افرازات الحمل في الاسبوع الاول، تكون غالبًا شفافة، وهي طبيعية تمامًا، لكن من الممكن أيضًا أن تلاحظ بعض النساء بقع دم خفيفة تُعرف باسم "نزيف الانغراس"، وتحدث عندما تنغرس البويضة المخصبة في جدار الرحم، ورغم أن القليل من التبقيع لا يُعد خطيرًا، إلا أنه يُفضل إبلاغ الطبيبة به.
إليكِ تحليلًا للألوان المختلفة التي قد تظهر على الإفرازات المهبلية خلال الحمل، وماذا تعني كل منها:
قد تشعر العديد من النساء بالقلق حيال كمية ولون إفرازاتهن المهبلية أثناء الحمل، ومع ذلك من الطبيعي جدًا أن تزداد الإفرازات خلال هذه الفترة؛ لذا فإن فهم دلالات الألوان المختلفة لهذه الإفرازات يمكن أن يساعدكِ على تمييز ما هو طبيعي عما قد يشير إلى مشكلة صحية تتطلب اهتمامًا طبيًا.
إذا كانت افرازات الحمل في الاسبوع الاول أو ما يليه بيضاء أو بيضاء مائلة للصفرة، وذات قوام متكتل يشبه الجبن القريش (cottage cheese)، فهذا قد يكون علامة على عدوى الخميرة المهبلية.
تعد عدوى الخميرة شائعة جدًا، ويكون الجسم أكثر عرضة للإصابة بها خلال فترة الحمل بسبب التغيرات الهرمونية، وتشمل الأعراض الأخرى التي قد تصاحب عدوى الخميرة الحكة، الحرقان، والألم عند التبول أو الجماع.
من الضروري مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة والحصول على العلاج المناسب.
إن ظهور إفرازات مهبلية خضراء أو صفراء اللون في افرازات الحمل في الاسبوع الاول أو ما يليه، ليس صحيًا ويشير غالبًا إلى وجود عدوى منقولة جنسيًا (STI)، مثل الكلاميديا أو داء المشعرات.
قد تتضمن الأعراض الأخرى المصاحبة لهذه العدوى احمرارًا أو تهيجًا في الأعضاء التناسلية، وفي بعض الأحيان، قد لا تسبب الأمراض المنقولة جنسيًا أي أعراض واضحة، مما يجعل الكشف عنها أصعب.
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يمكن أن تسبب الأمراض المنقولة جنسيًا مضاعفات خطيرة أثناء الحمل، تؤثر على كل من الأم والطفل.
في بعض الحالات، قد لا تظهر هذه المضاعفات إلا بعد سنوات من الولادة، وقد تؤثر على الجهاز العصبي للطفل ونموه، وقد تسبب العقم لدى الأم.
تجدر الإشارة هنا إلى أن البعض قد يخلط أحيانًا بين الإفرازات الصفراء وتسرب كميات صغيرة من البول، لذا يجب الانتباه للرائحة والقوام للتمييز.
إذا كانت افرازات الحمل في الاسبوع الاول أو ما يليه رمادية، فهي تشير إلى وجود عدوى مهبلية تُعرف بالتهاب المهبل البكتيري (BV)، خاصةً إذا كانت مصحوبة برائحة "سمكية" قوية تزداد بعد الجماع.
يحدث التهاب المهبل البكتيري نتيجة لخلل في توازن البكتيريا الطبيعية في المهبل.
ويُعد الغسل المهبلي (الدش المهبلي) من عوامل الخطر للإصابة بهذا النوع من العدوى، الذي يُعتبر الأكثر شيوعًا بين النساء في سنوات الإنجاب.
عادةً ما يكون اللون البني للإفرازات ناتجًا عن الدم القديم الذي يغادر الجسم، وقد تكون افرازات الحمل في الاسبوع الاول بهذا اللون أحد الأعراض المبكرة للحمل.
بشكل عام، لا تعتبر الإفرازات البنية أثناء الحمل سببًا للقلق، ومع ذلك، إذا كانت الإفرازات بنية داكنة جدًا أو مستمرة، يجب على المرأة الحامل الاتصال بطبيبها للتأكد من عدم وجود أي مشكلة.
إذا كانت افرازات الحمل في الاسبوع الاول أو ما يليه وردية، فغالبًا ما تحدث الإفرازات ذات اللون الوردي في بداية الحمل كجزء من عملية الانغراس، أو في الأسابيع الأخيرة مع استعداد الجسم للمخاض.
انتبهي : يمكن أن تحدث أيضًا قبل الإجهاض أو في حالات الحمل خارج الرحم، وتشمل الأسباب الأخرى للتبقع الخفيف أثناء الحمل الجماع والالتهابات المهبلية.
فإذا كانت الإفرازات الوردية مستمرة أو مصحوبة بأعراض مقلقة، فمن الأفضل دائمًا استشارة الطبيب.
تتطلب الإفرازات المهبلية الحمراء أثناء الحمل اهتمامًا فوريًا من الطبيب، خاصةً إذا كان النزيف غزيرًا، أو يحتوي على جلطات دموية، أو يحدث جنبًا إلى جنب مع تقلصات أو ألم في البطن.
فهذه الأعراض قد تشير إلى إجهاض أو حمل خارج الرحم، حيث يُنهي الإجهاض ما يقرب من 10% إلى 15% من حالات الحمل، ويُعرف أيضًا بفقدان الحمل.
قد تكون أسباب الإفرازات الحمراء الأخرى أقل خطورة، لا سيما خلال الثلث الأول من الحمل، حيث قد تنتج عن انغراس البويضة أو عدوى بسيطة، ومع ذلك، فإن أي نزيف في مراحل متأخرة من الحمل يمكن أن يشير إلى مشاكل خطيرة محتملة أو مخاض مبكر، مما يستلزم عناية طبية فورية.
يُعد علاج التهاب المهبل بطرق طبيعية أثناء الحمل مصدر قلق للأمهات الحوامل، فرغم أن التهاب المهبل أمرًا شائعًا إلا أنه قد يكون مزعجًا للغاية لأنه يحدث بشكل متكرر، وقد يؤثر على الجماع.
تحدث عدوى الخميرة بسبب فطر (وليس بسبب بكتيريا أو فيروس أو طفيل)، ويُقدر أن 75% من النساء سيتعرضن لعدوى الخميرة خلال حياتهن.
النساء الأكثر عرضة لهذه العدوى هن الحوامل، والنساء المصابات بالسكري، والنساء اللاتي يتناولن المضادات الحيوية، أو أدوية الكورتيكوستيرويد، أو موانع الحمل الفموية (حبوب منع الحمل)، و/أو النساء اللاتي يعانين من نقص الحديد.
بينما قد لا تعاني بعض النساء من أي أعراض، فإن الأعراض الأكثر شيوعًا لعدوى الخميرة تشمل:
كيفية الوقاية من عدوى الخميرة
الطريقة الأكثر طبيعية لعلاج عدوى الخميرة هي الوقاية، حيث تشير الدراسات الطبية إلى أن ارتداء الملابس الداخلية الضيقة قد يزيد من الرطوبة في المناطق المهبلية، مما يخلق بيئة أكثر عرضة لعدوى الخميرة.
وبينما توجد أدلة تشير إلى أن هذه العلاجات الطبيعية قد تساعد في الوقاية من عدوى الخميرة، لا توجد طريقة مضمونة لحماية نفسك تمامًا من العدوى.
ولا يُنصح عادةً بالتشخيص الذاتي لعدوى الخميرة، حيث يمكن أن يؤدي التشخيص الخاطئ المحتمل إلى الإفراط في استخدام أو سوء استخدام الكريمات الموضعية وخيارات العلاج الأخرى المتاحة دون وصفة طبية.
فإذا كنتِ تشكين في أنكِ قد تكونين مصابة بعدوى الخميرة، فمن الأفضل الاتصال بطبيبك لمناقشة خيارات العلاج المتاحة لكِ.
وإذا تم تأكيد تشخيص عدوى الخميرة من قبل أخصائي طبي، فمن المرجح أن يقترحوا إما علاجًا متاحًا دون وصفة طبية، أو قد يصفون دواءً فمويًا، أو كريمات مضادة للفطريات، أو تحاميل.
التهاب المهبل البكتيري (BV) (المعروف أيضًا باسم التهاب المهبل غير النوعي) ناجم عن عدة أنواع مختلفة من البكتيريا، ولا تعاني العديد من النساء من أي أعراض، ولكن قد تصاب بعضهن بإفرازات بيضاء أو رمادية ذات رائحة سمكية، حتى أنه في بعض الحالات، قد تبدو الإفرازات رغوية.
لسوء الحظ، لا يمكن علاج التهاب المهبل البكتيري بشكل طبيعي؛ لذا من المهم اتخاذ إجراء والاتصال بالطبيب لأن التهاب المهبل البكتيري ارتبط بالولادة المبكرة، وانخفاض وزن الأطفال عند الولادة، وتمزق الأغشية المبكر/قبل المخاض، والإجهاض في أواخر الحمل.
كيفية علاج التهاب المهبل البكتيري
تتوفر خيارات علاجية متنوعة لالتهاب المهبل البكتيري، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، الأدوية الفموية، التحاميل، وكريمات السلفا.
قد يوفر العلاج المهبلي بالتحاميل وكريمات السلفا تخفيفًا للأعراض ولكنه يعتبر غير كافٍ لمنع المضاعفات أثناء الحمل.
فإذا كنتِ تعانين من أعراض تدفعكِ للاعتقاد بأنكِ قد تكونين مصابة بالتهاب المهبل البكتيري، فمن الضروري الاتصال بالطبيب لتلقي العلاج المناسب.
للتعامل مع افرازات الحمل في الاسبوع الاول وما بعده، من المهم المحافظة على نظافة المنطقة الحميمة عبر اتباع الآتي:
بعض الإفرازات قد تشير إلى مشكلة صحية تستدعي استشارة الطبيب، مثل:
اتباع هذه النصائح يقي من التهيج والعدوى ويمنحك الراحة طوال الحمل.
إذا لاحظتِ تغيرًا مفاجئًا في لون الإفرازات أو قوامها، أو إذا ظهرت رائحة كريهة أو شعرتِ بحكة أو حرقة، فهذا مؤشر يستدعي التواصل مع الطبيبة.
كذلك، إذا شعرتِ برطوبة مفرطة في الملابس الداخلية في الثلث الأخير من الحمل، فقد يشير ذلك إلى تسرب السائل الأمنيوسي، مما يتطلب فحصًا فوريًا.
اختبري ذلك عبر وضع فوط يومية نظيفة لمدة ساعة، فإذا لاحظتِ بللاً واضحًا بعد مرور الوقت، اتصلي بطبيبتك.
نعم، الجماع أثناء الحمل قد يسبب زيادة مؤقتة في الإفرازات بسبب زيادة تدفق الدم إلى منطقة الحوض، كما أن اختلاط السائل المنوي (القلوي) بالإفرازات المهبلية، مما قد يغير قوامها ورائحتها مؤقتًا.
انتبهي : إذا صاحب الإفرازات بعد الجماع رائحة كريهة أو لون غريب (أصفر، أخضر)، فقد تدل على عدوى.
كما يعد ظهور بقع دم خفيفة بعد الجماع طبيعيًا (بسبب حساسية عنق الرحم أثناء الحمل)، لكن في كل الأحوال يجب استشارة الطبيب.
في بعض الأحيان، نعم: قد تتقلب كمية الإفرازات بسبب التغيرات الهرمونية الطبيعية.
لكن إذا توقفت الإفرازات فجأة مع ظهور أعراض أخرى مثل جفاف مهبلي شديد مع حكة أو ألم، ونزيف أو تقلصات، مع انخفاض ملحوظ في حركة الجنين (في الأشهر المتأخرة).
قد يشير الجفاف المفاجئ إلى مشاكل مثل انخفاض السائل الأمنيوسي (في الثلث الثالث)، لذا يُفضل مراجعة الطبيب.
لا يوجد أي دليل علمي يربط بين كثافة أو لون الإفرازات وجنس الجنين.
فالإفرازات أثناء الحمل تتأثر بالتغيرات الهرمونية (خاصة الإستروجين والبروجستيرون)، وصحة المهبل البكتيرية (التوازن بين البكتيريا النافعة والضارة).
أما جنس الجنين، فيُحدد بالكروموسومات (XY للذكر، XX للأنثى) ولا علاقة له بالإفرازات.
لذا لا تعتمدي على هذه الخرافة لتخمين جنس الجنين، لكن الفحوصات الدقيقة مثل السونار هي الطريق العلمي الوحيد.
على العكس ! فهو يُخلّ بتوازن المهبل الطبيعي: المهبل ذاتي التنظيف، والدوش يقتل البكتيريا النافعة التي تحميه من العدوى.
كما يزيد خطر الالتهابات، حيث تربط الدراسات بين الغسول المهبلي و:
لذا فما عليكِ سوى أن تغسلي المنطقة بالماء الدافئ وصابون لطيف خالٍ من العطور، وتجففي جيدًا وترتدي ملابس داخلية قطنية.
إذا كانت باهتة وبدون رائحة، فقد تكون بسبب اختلاط الإفرازات بالبول، لكن إذا كانت الإفرازات :
لذا استشيري الطبيب فورًا لإجراء مسحة مهبلية ووصف العلاج المناسب (مضادات حيوية أو مضادات فطريات).
افرازات الحمل في الاسبوع الاول هي من أولى علامات الحمل وتدل على أن جسدك بدأ في التكيف مع التغيرات الهرمونية، وعلى الرغم من أن معظم الإفرازات تكون طبيعية، إلا أن مراقبتها تساعدكِ على فهم ما يجري داخل جسدك.
وإذا ساوركِ الشك، فلا تترددي في سؤال طبيبتك؛ فهذه التفاصيل الصغيرة قد تحميكِ وتحمي جنينك من مشاكل صحية أكبر.
هل مشروبات الطاقة للحامل آمنة
عندما تنهال عليكِ مسؤوليات الحمل والبيت وربما الأطفال الآخرين، لكن توقفي لحظة واسألي نفسك: هل مشروبات الطاقة للحامل آمنة فعلاً؟
لإكتمال رئة الجنين قبل الولادة عليكِ بفعل هذا الشئ
متى تكتمل رئة الجنين ؟! يبدأ نمو الرئة في وقت مبكر ، ولكنه لا يكتمل حتى الثلث الثالث، بين الأسبوع 24 إلى 36، تبدأ الرئتان في تطوير الحويصلات الهوائية
متى يكون سكر الحمل مرتفع
متى يكون سكر الحمل مرتفع ؟ سكر الحمل هو حالة مرضية تتمثل في ارتفاع مستويات السكر (الجلوكوز) في الدم، وغالبًا ما تختفي هذه الحالة بعد الولادة