الجو حار، والرطوبة عالية، وأنتِ حامل؟
صحيح أن هذه الخلطة قد تكون وصفة للمعاناة، فالحرارة والرطوبة، مزعجتان لمعظم الناس، إلا أن تأثيرهما يكون أشد على النساء أثناء الحمل، لكن هناك دائمًأ طرقًا للتأقلم.
إن درجة حرارة جسم المرأة الحامل تكون بالفعل أعلى من الطبيعي، وبالتالي فإن أي حرارة إضافية من الجو الخارجي تزيد من الشعور بعدم الراحة.
لذا فمن الخطأ للمرأة الحامل، التي تعاني بالفعل من درجة معينة من عدم تحمّل الحرارة، الأ تنتبه للنصائح والتحذيرات خاصة بفصل الصيف، أو أن تستخف بها، فعلى سبيل المثال إذا كانت درجة حرارة الطقس أعلى من 30 درجة مئوية، فمن الأفضل البقاء في الداخل قدر الإمكان مع تشغيل المكيف، وإليكِ مزيد من النصائح.
الماء مفيد، كما أن عصير البرتقال والحليب يمكن أن يعوّضا الإلكتروليتات المفقودة بسبب التعرّق، وهي تعتبر خيارات جيدة أيضًا.
لكن لا تفرطي في شرب الماء؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى حالة تُسمى تسمم الماء، حيث يتم تخفيف تركيز الإلكتروليتات في الجسم بشكل مفرط مما يسبب:
وانتبهي ملكتي فإذا شعرتِ بالعطش، فهذا يعني أنكِ بالفعل تعانين من الجفاف، لذا احرصي على شرب الماء باستمرار طوال اليوم.
مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يجب على النساء الحوامل أن يتوخين الحذر بشكل خاص لتجنّب المشكلات الصحية المرتبطة بالحر، ففي أثناء الحمل، يعمل جسمكِ بجهد مضاعف للحفاظ على البرودة؛ لأنكِ لا تُبردين نفسك فقط، بل تُبردين جنينك أيضًا.
الآليات الطبيعية التي يستخدمها الجسم لتبريد نفسه تكون في حالة نشاط مفرط خلال الحمل، مما يجعل من الصعب تنظيم حرارة الجسم؛ ولهذا السبب، تُصبح الحوامل أكثر عرضة للإصابة بـ الإرهاق الحراري أو ضربة الشمس مقارنةً بغيرهن، وهما حالتان خطيرتان لكلٍّ من الأم والجنين.
يُعتبر الترطيب أحد أهم الأمور التي يجب أن توليها الحامل اهتمامًا خاصًا أثناء الحر، والماء هو الخيار الأفضل دائمًا لترطيب الجسم، كما يُنصح بتناول السوائل الغنية بالإلكتروليتات مثل الصوديوم والبوتاسيوم، والتي يفقدها الجسم عن طريق العرق، خصوصًا في الأيام شديدة الحرارة.
لكن ليس كل المشروبات مفيدة للترطيب.
الماء النقي يظلّ الخيار الأمثل والأكثر فائدة، واحتياجك اليومي من الماء خلال الحمل لا يقل عن لترين تقريبًا، لكن هذا المقدار يجب أن يزيد في الأجواء الحارة أو عند التعرض للشمس لفترات طويلة.
قاعدة ذهبية: لا تنتظري الشعور بالعطش، فالشعور بالعطش يعني أن جسمك بدأ يعاني من نقص في السوائل.
أعراض الإرهاق الحراري:
فإذا شعرتِ بهذه الأعراض:
ويُفترض أن تتحسّن حالتكِ خلال 30 دقيقة تقريبًا.
أعراض ضربة الشمس (الأخطر):
هذه الأعراض تتطلّب رعاية طبية فورية، لأن ضربة الشمس قد تكون مهددة للحياة لكلٍّ من الأم وجنينها.
اختاري الملابس الفضفاضة والمصنوعة من الأقمشة القطنية أو التي تسمح بمرور الهواء.
وتجنّبي الملابس الضيقة التي تحتجز الحرارة وتسبب الانزعاج.
عند التخطيط لنشاطات خارجية، ابحثي عن أماكن مظللة أو احملي معكِ مظلة.
الجلوس تحت الأشجار أو استخدام نوافير الماء أو حتى غمر القدمين في الماء يساعد على خفض حرارة الجسم.
تعرّق شديد
دوخة
تعب مفاجئ
عطش لا يُروى
تقلصات عضلية
عند ظهور هذه العلامات، استظلي من الشمس فورًا، واشربي الماء، واستخدمي كمادات باردة لخفض حرارة جسمك.
ليست فقط لتبريد الجسم، بل تساعد أيضًا على تخفيف الضغط على العصب الوركي.
تورم الساقين (الوذمة الفسيولوجية) يعتبر شائعًا في النصف الثاني من الحمل، ويزداد سوءًا في شهور الصيف.
ما الذي يمكن فعله؟
افعلي:
لا تفعلي:
إذا لم تتبوّلي لأكثر من 24 ساعة
إذا شعرتِ بتقلّصات رحمية متكررة
في هذه الحالة، اتصلي بطبيبكِ أو الفريق الطبي فورًا.
يُعدّ فصل الصيف تحدّيًا حقيقيًا للنساء الحوامل؛ إذ إنّ ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى الجفاف ويزيد من احتمال الإصابة بمضاعفات صحية؛ لذلك فإنّ الحفاظ على نظام غذائي متوازن ومُرطّب هو أمر أساسي لصحتكِ وصحة جنينكِ خلال هذا الفصل.
وإليكِ أبرز النصائح من خبراء التغذية حول النظام الغذائي الأمثل للحوامل في الصيف.
البيض مصدر غني بالبروتين، وهو عنصر أساسي لنمو أنسجة الجنين، وتقوية جهاز المناعة، وبناء العضلات والعظام، كما يحتوي على الكولين الضروري لتطوّر الدماغ، وفيتامينات B12 وD، وحمض الفوليك، وكلها ضرورية لتقليل خطر التشوهات الخلقية.
نصيحة إضافية: اختاري البيض العضوي أو المسلوق جيدًا لتجنّب مخاطر السالمونيلا أثناء الحمل.
الخضروات الخضراء مثل السبانخ والجرجير والملوخية غنية بفيتامينات C وE وK، وهي تدعم الجهاز المناعي وتقلل الالتهابات، كما تساعد الألياف فيها على مقاومة الإمساك، وهو أمر شائع بين الحوامل.
نصيحة ذهبية: أضيفي قطرات من عصير الليمون لزيادة امتصاص الحديد.
الخبز الأسمر، الشوفان، الأرز البني... كلها مصادر ممتازة للكربوهيدرات المعقّدة التي تمنح طاقة مستدامة وتقلل من تقلبات السكر في الدم، كما أنها غنيّة بفيتامين B والمغنيسيوم والألياف.
معلومة إضافية: تساعد الألياف في الحبوب الكاملة أيضًا على تقليل خطر الإصابة بـ سكري الحمل.
الدهون الصحية مثل أوميغا 3 وأوميغا 6 تدعم تطوّر دماغ الجنين وعيونه، كما تعزز بناء المشيمة، وتتوفر هذه الدهون في الجوز، الكاجو، بذور الكتان، بذور الشيا، وزبدة الفول السوداني الطبيعية.
تنبيه مهم: تناوليها بكميات معتدلة لأن السعرات فيها مرتفعة، ولكن لا تستغني عنها أبدًا.
البرتقال، الليمون، الجريب فروت واليوسفي غنيّة بفيتامين C، الذي يعزز امتصاص الحديد، ويقوّي المناعة، ويمنحكِ انتعاشًا طبيعيًا في أيام الصيف الحارقة.
نصيحة صحية: اجعلي عصير البرتقال الطازج (غير المحلّى) جزءًا من فطوركِ الصيفي.
الكوسا خفيفة وغنية بالماء، وتحتوي على حمض الفوليك الضروري لنمو الجهاز العصبي للجنين، بالإضافة إلى البوتاسيوم وفيتامين C، كما أنها سهلة الهضم، وتقلل من احتباس السوائل في الجسم.
أفكار تحضيرية: جربيها مشوية، أو مع شوربة خفيفة باردة.
الأسماك الدهنية مثل السلمون، التونة (الخفيفة)، والسردين، تحتوي على أوميغا-3 وDHA، وهما عنصران أساسيان لنمو دماغ الجنين وبصره، كما توفر البروتين، والحديد، والزنك، وهي معادن مهمّة للحامل.
تحذير هام: تجنّبي الأسماك عالية الزئبق مثل سمك القرش أو الماكريل الملكي، واختاري الأنواع الآمنة بحد أقصى مرتين أسبوعيًا.
نعم، الحمل في الصيف قد يكون مرهقًا، لكن باتباع نظام غذائي مرطّب ومغذٍ، يمكنكِ الحفاظ على نشاطكِ وراحة جسمكِ ونمو صحي لطفلكِ المنتظر، وتذكّري دائمًا أن التغذية السليمة ليست رفاهية، بل وسيلة وقاية وعناية يومية بكِ وبمن تحمليه تحت قلبكِ.
نعم، السباحة آمنة جدًا خلال الحمل، بل تُعدّ من أفضل التمارين للمرأة الحامل لأنها تخفف الضغط على المفاصل وتقلل من التورم.
فوفقًا للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، تعتبر السباحة تمرينًا آمنًا وفعّالًا طوال فترات الحمل، بشرط أن تكون المياه نظيفة ولا تعاني الحامل من التهابات مهبلية أو مشاكل في عنق الرحم.
نصيحة: تجنبي الشواطئ الملوّثة أو الأمواج القوية، وابتعدي عن الغطس أو الغوص العميق.
المراوح قد تساعد على تخفيف الإحساس بالحر، لكنها ليست كافية وحدها في حالات الحرارة الشديدة أو الرطوبة العالية، لأنّها لا تُبرد درجة حرارة الجسم فعليًا بل تسرّع تبخر العرق فقط.
فبحسب مركز السيطرة على الأمراض (CDC)، في حالات الطقس شديد الحرارة، تكون أجهزة التكييف أكثر فاعلية من المراوح في منع الإرهاق الحراري وضربات الشمس، خاصة للحامل التي تكون أكثر عرضة لذلك.
إذا تجاوزت درجة حرارة الجو 38 درجة مئوية مع تعرض مباشر لأشعة الشمس، قد يبدأ جسم الحامل بفقدان القدرة على التبريد، مما يؤدي إلى ارتفاع الحرارة الأساسية للجسم (core body temperature) وهو ما قد يسبب:
وتوصي منظمة الصحة العالمية (WHO) النساء الحوامل بتجنّب التعرض الطويل لدرجات حرارة تفوق 35-37 درجة، لأنّ الحرارة الزائدة ترتبط بمضاعفات في الحمل ونمو الجنين.
نعم، في الصيف ومع التعرّق الزائد، تحتاج الحامل لشرب ما لا يقل عن 2.5 إلى 3 لترات من الماء يوميًا لتعويض السوائل المفقودة والحفاظ على كمية كافية من السائل الأمنيوسي.
وبحسب الكلية الأميركية للتغذية (American College of Nutrition)، فإن ترطيب الجسم أثناء الحمل ضروري لتجنب الإمساك، الالتهابات البولية، وحتى الولادة المبكرة الناتجة عن نقص الماء.
نعم، بل يُوصى به بشدة! لأن البشرة تصبح أكثر حساسية أثناء الحمل بسبب تغيرات الهرمونات، ما يزيد من خطر الكلف (قناع الحمل).
توصي الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية (AAD) باستخدام واقي شمس واسع الطيف (SPF 30 أو أكثر) يوميًا للحامل، ويفضل أن يكون خاليًا من الأوكسي بنزون، اختاري واقيًا يحتوي على مكونات معدنية مثل أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم.
نعم، بسبب زيادة حجم الدم والنشاط الهرموني، يزداد التعرق لدى الحامل، خاصة في الشهور الأخيرة، لكن التعرّق المفرط المصحوب بدوخة أو ضعف قد يكون علامة على إرهاق حراري ويحتاج إلى تدخل سريع.
نعم، بشرط اختيار الأوقات الباردة مثل الصباح الباكر أو المساء، وتجنّب التمارين القوية التي ترفع حرارة الجسم، حيث تقول ACOG إن الرياضة مفيدة للحامل بشرط ألا تؤدي إلى فرط التعرق أو ارتفاع حرارة الجسم فوق 38.5 مئوية.
نعم، باعتدال؛ فالمشروبات الباردة أو المثلجات قد تُساعد في تخفيف الشعور بالحر، لكن احذري من الإفراط فيها خاصةً إن كانت تحتوي على سكريات عالية أو كافيين.
نعم، لأن آليات الجسم لتبريد نفسه تكون أصعب أثناء الحمل، والحامل تبرد جسمها وجسم الجنين معًا، ولهذا ترتفع درجة الحرارة الداخلية أسرع من النساء غير الحوامل.
نعم، بسبب احتباس السوائل، وزيادة الضغط على الدورة الدموية، لكن إن كان التورم في جهة واحدة فقط أو مصحوبًا بألم شديد، فيجب استشارة الطبيب فورًا.
عزيزتي، لا شك أن الحمل في الصيف ليس بالأمر الهيّن؛ فجسمكِ يبذل مجهودًا مضاعفًا، والمناخ الحار لا يرحم، ولكن بين التحدّي والتعب، لا تتركي الحرارة تُطفئ فرحتكِ بالحمل، ولا تسمحي للجفاف أن يسرق من طاقتكِ ما يمكن الحفاظ عليه بشيء من التخطيط والانتباه.
الماء، والغذاء، والراحة، والوقاية، ليست رفاهيات، بل أركان أساسية في رحلة حملك.
ذكّري نفسكِ دومًا أن العناية بجسدكِ في هذا الفصل الحار هي في الحقيقة عناية بمستقبلٍ صغير يتكوّن داخلك، وكل رشفة ماء، وكل طبق مغذٍّ، وكل دقيقة استراحة، هي رسالة حب صامتة منكِ لطفلك.
فلتكن أيامك الصيفية أخفّ، وأقل توتّرًا، وأكثر حنانًا، وإن شعرتِ بالتعب، توقّفي، وخذي نفسًا، وامنحي جسدكِ الراحة التي يستحقها.
فأنتِ لا تمرّين بفصل الصيف فقط، بل تصنعين الحياة داخلك، وهذا أعظم إنجاز.
وضعيات الجلوس للحامل : تجنبي هذه الوضعية تماما
تعتبر وضعيات الجلوس للحامل من العوامل الأساسية للحفاظ على صحة الظهر والحوض خلال فترة الحمل، والوضعية الصحيحة تعني كيفية توزيع الجسم بشكل متوازن
علامات تبشرك بالحمل بتوأم
نأخذكِ في رحلة شاملة ومفصلة نجيب فيها على أكثر الأسئلة شيوعًا حول علامات الحمل بتوأم، ونوضح ما الذي يجب أن تنتبهي له في بداية مشواركِ كأم لتوأمين
شهور الحمل في الصيف .. إليكِ إذًا أفضل تغذية لتظلي منتعشة
لا تقلقي، فكون معظم شهور الحمل في هذا الطقس لا يعني بالضرورة أن تكون تجربتكِ مزعجة أو مرهقة؛ فهناك حيل بسيطة وأطعمة منعشة يمكنها أن تغيّر يومك