ما هو سكر الحمل؟ ومتى يكون سكر الحمل مرتفع ؟

سكر الحمل هو حالة مرضية تتمثل في ارتفاع مستويات السكر (الجلوكوز) في الدم أثناء الحمل، وغالبًا ما تختفي هذه الحالة بعد الولادة، ويمكن أن يظهر سكري الحمل في أي مرحلة من مراحل الحمل، إلا أنه أكثر شيوعًا خلال الثلث الثاني أو الثالث.

يحدث هذا الاضطراب عندما يعجز الجسم عن إنتاج كمية كافية من هرمون الإنسولين – المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم – لتلبية الاحتياجات الإضافية للجسم خلال فترة الحمل، ولكن هل تعلمين أن نمط الحياة غير الصحي قد يكون سببًا في إصابتك به، تابعي القراءة لتعرفي كافة التفاصيل عن هذا الموضوع !

هل يشكل سكري الحمل خطرًا؟

نعم، قد يؤدي سكري الحمل إلى مضاعفات للأم وللجنين، سواء خلال فترة الحمل أو بعد الولادة، لكنّ هذه المخاطر يمكن الحد منها بشكل كبير إذا تم اكتشاف الحالة مبكرًا وتمت إدارتها بشكل جيد.

أيًا من هذه العوامل قد يكون سببًا في إصابتك بسكر الحمل

على الرغم من أن أي امرأة يمكن أن تُصاب بسكري الحمل، إلا أن بعض النساء يكنّ أكثر عرضة للإصابة به، خاصة إذا توفرت أحد العوامل التالية:

• تجاوز عمر المرأة الأربعين عامًا
• وجود مؤشر كتلة جسم (BMI) أعلى من 30
• إنجاب طفل سابق بوزن 4.5 كغ (10 أرطال) أو أكثر
• الإصابة بسكري الحمل في حمل سابق
• وجود تاريخ عائلي لمرض السكري (عند أحد الوالدين أو الأشقاء)
• الخضوع سابقًا لعمليات جراحية لإنقاص الوزن مثل تحويل المسار أو التكميم

إذا انطبق عليكِ أحد هذه العوامل، فمن المرجّح أن يُعرض عليك إجراء اختبار تحري سكري الحمل أثناء الحمل.

ما هي أعراض سكري الحمل؟

غالبًا لا يسبب سكري الحمل أي أعراض ملحوظة، ويتم اكتشافه عادة أثناء إجراء فحص روتيني لمستويات السكر في الدم خلال الحمل.

ومع ذلك، قد تظهر بعض الأعراض متى يكون سكر الحمل مرتفع، في الدم بشكل كبير (حالة تُعرف بفرط سكر الدم)، وتشمل:

• العطش الشديد
• الحاجة المتكررة للتبول
• جفاف الفم
• الشعور بالإرهاق والتعب
• تشوش الرؤية
• الحكة التناسلية أو الإصابة بعدوى الفطريات

لكن من المهم ملاحظة أن هذه الأعراض شائعة في الحمل عمومًا، ولا تعني بالضرورة وجود سكري الحمل.

لذا، إذا شعرتِ بالقلق من هذه الأعراض، يُنصح بمراجعة الطبيبة أو القابلة.

كيف يؤثر سكري الحمل على الحمل والجنين؟

في معظم الحالات، تمر النساء المصابات بسكري الحمل بحمل طبيعي ويُرزقن بأطفال أصحاء.

ومع ذلك، قد يؤدي سكري الحمل إلى بعض المضاعفات، منها:

1. كبر حجم الجنين عن المعدل الطبيعي: مما قد يُصعّب الولادة الطبيعية ويزيد من احتمالية الحاجة إلى تحفيز الولادة أو إجراء عملية قيصرية.
2. فرط السائل الأمينوسي (Polyhydramnios): أي زيادة كمية السائل المحيط بالجنين داخل الرحم، مما قد يسبب الولادة المبكرة أو مشاكل أثناء الولادة.
3. الولادة المبكرة: أي قبل الأسبوع 37 من الحمل.
4. الإصابة بمقدمات الارتعاج (Pre-eclampsia): وهي حالة خطيرة تُسبب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وقد تؤدي إلى مضاعفات.

انخفاض مستوى السكر في دم الطفل بعد الولادة أو إصابته باليرقان (اصفرار الجلد والعينين)، وقد يستدعي الأمر رعاية طبية.

كما أن النساء المصابات بسكري الحمل يكنّ أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني في المستقبل.

كيف يتم فحص سكري الحمل؟

خلال الموعد الأول للحمل (ما بين الأسبوعين 8 إلى 12)، تقوم الطبيبة بطرح أسئلة حول التاريخ الصحي لتحديد مدى خطر إصابتك بسكري الحمل.

إذا كنتِ ضمن الفئة المعرضة للخطر، سيتم تقديم اختبار يُعرف باسم اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT)، والذي يستغرق حوالي ساعتين.

كيفية إجراء الاختبار:

1. يُطلب منكِ الصيام لمدة 8 إلى 10 ساعات قبل الاختبار (يمكن شرب الماء فقط).

2. يتم أخذ عينة دم صباحية لقياس السكر وأنتِ صائمة.

3. تُعطين محلول جلوكوز للشرب.

4. بعد ساعتين من الراحة، تُؤخذ عينة دم ثانية لقياس كيفية تعامل الجسم مع السكر.

عادة يُجرى هذا الاختبار بين الأسبوعين 24 و28 من الحمل، أما إذا سبق لك الإصابة بسكري الحمل، فقد يُجرى الاختبار في وقت مبكر من الحمل، ثم يُعاد مرة أخرى في الفترة نفسها للتحقق من النتيجة.

ما الفرق بين سكري الحمل والسكري من النوع الثاني؟

رغم أن كلا النوعين يشتركان في ارتفاع مستويات السكر في الدم بسبب وجود مشاكل في استخدام الإنسولين، إلا أن هناك فروقًا جوهرية بين سكري الحمل والسكري من النوع الثاني، خاصة من حيث التوقيت، الأسباب، وطرق التعامل:

1. توقيت الإصابة

سكري الحمل يحدث فقط أثناء فترة الحمل، وغالبًا ما يُكتشف في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، ويختفي عادة بعد الولادة.

السكري من النوع الثاني يمكن أن يصيب النساء والرجال في أي وقت من حياتهم، ويُعد حالة مزمنة لا تختفي بعد فترة قصيرة.

2. السبب الرئيسي

سكري الحمل ينتج عن التغيرات الهرمونية الطبيعية في الحمل، حيث تؤدي بعض الهرمونات إلى إعاقة عمل الإنسولين، مما يسبب مقاومة الإنسولين وارتفاع السكر.

السكري من النوع الثاني يحدث بسبب مزيج من مقاومة الجسم للإنسولين وانخفاض قدرة البنكرياس على إنتاجه بكفاءة، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بنمط الحياة مثل قلة الحركة أو السمنة أو العوامل الوراثية.

3. إمكانية الوقاية

سكري الحمل لا يمكن دائمًا منعه، حتى لدى النساء الصحيحات، لكن يمكن تقليل خطره من خلال الحفاظ على وزن صحي قبل الحمل والحرص على النشاط البدني.

السكري من النوع الثاني يمكن في كثير من الأحيان الوقاية منه أو تأخير ظهوره من خلال تغييرات في نمط الحياة، مثل التغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة، وتجنّب التدخين.

4. الاستمرارية:

سكري الحمل عادة ما يكون مؤقتًا ويختفي بعد الولادة، لكن المرأة التي أُصيبت به تصبح أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني لاحقًا.

السكري من النوع الثاني مرض دائم يتطلب إدارة مستمرة مدى الحياة.

5. طريقة العلاج:

سكري الحمل يُدار من خلال نظام غذائي صحي خاص بالحمل، مراقبة السكر، وأحيانًا استخدام الإنسولين.

السكري من النوع الثاني يُدار من خلال تعديلات في نمط الحياة، وفي بعض الحالات يتطلب أدوية فموية أو إنسولين.

كيف يُعالج سكري الحمل؟

السيطرة على مستويات السكر في الدم تقلل من احتمالية حدوث مضاعفات.

وسيتم تزويدك بجهاز لمراقبة السكر في المنزل لمتابعة التأثيرات اليومية للعلاج.

يشمل العلاج ما يلي:

• تغيير النظام الغذائي: تناول وجبات متوازنة، والحد من السكريات والكربوهيدرات.
• زيادة النشاط البدني: مثل المشي، السباحة (بعد استشارة الطبيب).
• تناول الأدوية: إذا لم تكن تغييرات النمط الحياتي كافية، فقد يوصي الطبيب بأقراص خافضة للسكر أو حقن الإنسولين.

سيتم أيضًا مراقبة الحمل عن كثب للكشف عن أي تطورات تستدعي التدخل.

وغالبًا ما يُنصح بالولادة قبل الأسبوع 41، وقد يقترح الطبيب تحفيز الولادة أو إجراء ولادة قيصرية إذا لم تبدأ الولادة تلقائيًا.

وفي بعض الحالات، يُنصح بالولادة المبكرة إذا كان هناك خطر على صحة الأم أو الجنين أو صعوبة في السيطرة على السكر.

متى يكون سكر الحمل مرتفع ؟

يُشخَّص سكري الحمل عندما تكون مستويات السكر في الدم أعلى من المعدلات الطبيعية خلال الحمل، ويتم تحديد ذلك عبر فحوصات محددة، وإليكِ التفاصيل:

1. اختبار تحمل الجلوكوز (OGTT) - الأكثر شيوعًا)

يُجرى بين الأسبوع 24 و28 من الحمل (أو قبل ذلك إذا كنتِ في مجموعة عالية الخطورة).

الصيام: بعد الامتناع عن الأكل لمدة 8 ساعات.

• المعدل الطبيعي: أقل من 92 ملغ/دل.
• متى يكون سكر الحمل مرتفع: 92 أو أعلى.

بعد ساعة من شرب محلول الجلوكوز (75 جم):

• المعدل الطبيعي: أقل من 180 ملغ/دل.
• متى يكون سكر الحمل مرتفع: 180 أو أعلى.

بعد ساعتين:

• المعدل الطبيعي: أقل من 153 ملغ/دل.
• متى يكون سكر الحمل مرتفع: 153 أو أعلى.

التشخيص: إذا تجاوزتِ قيمتين أو أكثر من هذه الحدود، يتم تأكيد سكري الحمل.

2. اختبار السكر العشوائي أو الصائم (أحيانًا يُستخدم للكشف المبكر)

الصيام:

متى يكون سكر الحمل مرتفع : إذا كان ≥ 126 ملغ/دل (ويحتاج تأكيدًا بفحص آخر).

العشوائي:

متى يكون سكر الحمل مرتفع : إذا كان ≥ 200 ملغ/دل مع أعراض (مثل العطش الشديد أو التبول المتكرر).

ماذا لو كان السكر مرتفعًا؟

الخطوة الأولى: تعديل النظام الغذائي (تقليل الكربوهيدرات البسيطة مثل السكر والأرز الأبيض) وزيادة النشاط البدني (المشي 30 دقيقة يوميًا).

الخطوة الثانية: إذا لم يتم التحكم بالسكر عبر الغذاء والرياضة، قد يصف الطبيب الإنسولين (الخيار الآمن أثناء الحمل) أو أدوية مثل الميتفورمين في بعض الحالات.

التغذية المتوازنة: سلاحك الأقوى ضد سكري الحمل

اعلمي ملكتي أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن هو الخطوة الأساسية في إدارة سكري الحمل، ويعني ذلك تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية.

• قواعد ذهبية لنظامكِ الغذائي

1. التركيز على الفواكه والخضروات الطازجة.
2. تناول كميات معتدلة من البروتينات الخالية من الدهون.
3. اختيار الحبوب الكاملة مثل الخبز الأسمر، الأرز البني، والمعكرونة الكاملة.
4. تجنّب الأطعمة السكرية مثل المشروبات الغازية والمعجنات والعصائر المُحلّاة.

احرصي على تناول ثلاث وجبات رئيسية ووجبة خفيفة أو أكثر يوميًا، مع الحفاظ على توازن الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، ولا تهملي وجباتكِ أبدًا!

الكربوهيدرات: اختاري الذكية منها

أقل من نصف السعرات الحرارية اليومية يجب أن تأتي من الكربوهيدرات.

الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات:

• الخبز، الأرز، المعكرونة، البطاطا، البازلاء، الذرة.
• الفواكه، العصائر، الحليب، الزبادي، الحلويات، المشروبات الغازية.

اختاري:

• الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة الغنية بالألياف.
• الخضروات بكل أنواعها فهي صديقة لسكر الدم.

وتجنّبي الكربوهيدرات البسيطة مثل البطاطا المقلية، الأرز الأبيض، الحلوى والمشروبات المُحلّاة، كما أن من الجيد أن تتعلمي كيفية حساب كمية الكربوهيدرات بالغرام في كل وجبة.

الحبوب والبقوليات والخضروات النشوية: أساس الطاقة

يجب تناول 6 حصص أو أكثر يوميًا.

مثال على الحصة:

• شريحة خبز واحدة.
• نصف كوب أرز أو معكرونة.
• قطعة خبز إنجليزي.

الأفضل دائمًا:

• الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة.
• الشوفان، الشعير، الأرز البني، البقوليات.
• الخضروات النشوية مثل الذرة والبازلاء.
• الخضروات: أكثري منها قدر ما تشائين

احرصي على تناول 3 إلى 5 حصص يوميًا.

مثال على الحصة:

• كوب من الخضروات الورقية الطازجة.
• نصف كوب خضروات مطهية أو مفرومة.

اختيارات صحية:

• خضروات طازجة أو مجمّدة دون إضافات.
• الأنواع داكنة اللون مثل السبانخ، البروكلي، الخس الروماني، الجزر، الفلفل.

الفواكه: صديقتكِ الغنية بالألياف

تناولي من 2 إلى 4 حصص يوميًا.

مثال على الحصة:

• ثمرة متوسطة مثل تفاحة أو موزة.
• نصف كوب فواكه مطبوخة أو معلبة بدون سكر.
• ¾ كوب عصير فواكه طبيعي.

نصائح:

• اختاري الفاكهة الكاملة بدلًا من العصائر.
• اختاري عصائر خالية من السكر المضاف.

الحليب ومنتجات الألبان: لبناء العظام والعضلات

4 حصص يوميًا من منتجات الألبان قليلة أو منزوعة الدسم.

مثال على الحصة:

• كوب حليب أو زبادي.
• 42 جم جبنة طبيعية.
• 56 جم جبنة معالجة.

اختيارات مثالية:

• اللبن أو الزبادي قليل الدسم دون سكريات مضافة.

فهذه المنتجات مصدر ممتاز للبروتين، الكالسيوم، والفوسفور.

البروتين: لبناء جسمكِ وجنينكِ

تناولي من 2 إلى 3 حصص يوميًا.

مثال على الحصة:

• 55–84 جم من اللحم المطبوخ أو الدجاج أو السمك.
• نصف كوب من البقوليات المطبوخة.
• بيضة واحدة.
• ملعقتان كبيرتان من زبدة الفول السوداني.

أفضل الخيارات:

• الأسماك والدواجن منزوعة الجلد.
• اللحوم الحمراء الخالية من الدهون.
• الطهي الصحي مثل الشوي أو السلق بدلًا من القلي.

الحلويات: القليل منها لا يضر… لكن احذري!

الحلويات غنية بالدهون والسكر، فقللي منها قدر الإمكان، وإن تناولتِ منها، فلتكن بكميات صغيرة جدًا.

ملاحظات مهمة:

حتى الحلويات "الخالية من السكر" قد تحتوي على كربوهيدرات وسعرات.

قد تؤثر المُحلّيات الصناعية على بكتيريا الأمعاء – لم يُثبت ضرر مؤكد بعد، ولكن يُفضل الحذر.

ونصيحة شاركي الحلوى مع الآخرين لتقليل الكمية.

الدهون: التوازن هو السر

لا تفرطي في تناول الدهون، خاصة تلك المشبعة.

قللي من:

• الزبدة، السمن، الجبن الكامل، اللحوم الدهنية.

لكن لا تلغي الدهون تمامًا! حيث يحتاجها جسمكِ لنمو الجنين وتطوّر الدماغ.

اختيارات صحية:

• الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون والكانولا.
• المكسرات، الأفوكادو، والزيتون.

تغييرات نمط الحياة: الرياضة غذاء إضافي لصحتكِ

النشاط البدني المنتظم يساعد على ضبط سكر الدم، ويعد المشي خيارًا مثاليًا، وكذلك السباحة والتمارين منخفضة التأثير.

قد يبدو تخطيط الوجبات معقدًا في البداية، لكن مع الوقت ستكتسبين الخبرة، ولا تترددي في طلب الدعم من الفريق الطبي الخاص بكِ، فهم هنا لمساعدتكِ.

هل يستمر سكري الحمل بعد الولادة؟

غالبًا ما يختفي سكري الحمل بعد الولادة، ولكن النساء اللواتي أصبن به لديهن احتمالية أكبر للإصابة بـ:

• سكري الحمل في الأحمال القادمة
• داء السكري من النوع الثاني لاحقًا في الحياة

لذلك يُوصى بما يلي:

1. إجراء فحص للسكري ما بين 6 إلى 13 أسبوعًا بعد الولادة.
2. إعادة الفحص سنويًا إذا كانت النتيجة طبيعية.
3. استشارة الطبيب عند ظهور أعراض مثل العطش الشديد، التبول المتكرر، وجفاف الفم – حتى لو لم يحِن موعد الفحص.

حتى في غياب الأعراض، من المهم إجراء الفحوصات لأن العديد من الأشخاص المصابين بالسكري لا تظهر عليهم علامات واضحة.

نصائح للوقاية

• الحفاظ على وزن صحي
• تناول غذاء متوازن
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

وتشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال المولودين لأمهات مصابات بسكري الحمل قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسمنة أو السكري مستقبلاً.

ماذا عن الحمل في المستقبل؟

إذا كنتِ تخططين لحمل جديد وسبق لك الإصابة بسكري الحمل، من المهم إجراء فحص للسكري قبل الحمل.

وفي حال وجود مرض السكري، يجب أن تُحالِي إلى عيادة ما قبل الحمل المتخصصة بالسكري لضمان استقرار الحالة قبل حدوث الحمل، أما إذا كان الحمل غير مخطط له، فأخبري طبيبك فورًا بتاريخك المرضي.

وإذا لم يتم اكتشاف إصابتك بالسكري، فقد يتم تقديم فحص مبكر لسكري الحمل في أول زيارات المتابعة، ثم يُعاد بين الأسبوع 24 و28 حتى لو كانت النتيجة الأولى طبيعية.

وفي بعض الحالات، قد يُنصح بأن تراقبي مستويات السكر بنفسك كما فعلتِ أثناء الحمل السابق باستخدام جهاز وخز الإصبع المنزلي.

أسئلة شائعة عن سكري الحمل

• هل أحتاج إلى ولادة قيصرية إذا كنت مصابة بسكري الحمل؟

ليس بالضرورة، فمعظم النساء المصابات بسكري الحمل يلدن ولادة طبيعية، خاصة إذا تم التحكم في مستوى السكر بشكل جيد طوال الحمل.

ومع ذلك، قد يوصي الطبيب بالولادة القيصرية في بعض الحالات، مثل كبر حجم الجنين أو وجود مضاعفات أخرى.

وتعد المتابعة المنتظمة مع الطبيب هي المفتاح لتحديد الخيار الأنسب لكِ.

• هل أستطيع الإرضاع طبيعيًا؟

نعم، بل يُنصح بذلك.

فالرضاعة الطبيعية آمنة ومفيدة للأم والرضيع، حتى في حالة سكري الحمل، بل إن الرضاعة قد تساعدك على استقرار مستويات السكر بعد الولادة، وتقلل من خطر إصابتك مستقبلاً بالسكري من النوع الثاني.

• هل يصاب الجنين بالسكري بسبب سكري الحمل؟

سكري الحمل لا يسبب الإصابة الفورية بالسكري عند الجنين، لكنه قد يزيد من احتمال إصابة الطفل لاحقًا بالسمنة أو السكري من النوع الثاني إذا لم تتم إدارة الحالة جيدًا خلال الحمل.

وتعد التغذية الصحية، المتابعة الطبية، والولادة في الوقت المناسب تقلل من هذه المخاطر بشكل كبير.

• هل يمنعني سكري الحمل من الحمل مجددًا؟

لا، سكري الحمل لا يمنعك من الحمل مجددًا، لكن من المهم أن تستعدي جيدًا قبل الحمل القادم.

فقد تتكرر الإصابة بسكري الحمل في الأحمال اللاحقة، لذلك من الأفضل الحفاظ على وزن صحي، اتباع نمط حياة نشط، ومراجعة الطبيب قبل التخطيط لأي حمل جديد.

ختـامــًا: أنتِ قادرة ومسيطرة!

سكري الحمل قد يكون تحديًا مؤقتًا في رحلتكِ مع الأمومة، لكنه ليس نهاية الطريق، فباتباعكِ لنمط حياة صحي، واهتمامكِ بتغذيتكِ، والتزامكِ بتوصيات الطبيب، أنتِ تمهّدين الطريق لأمومة آمنة ومشرقة، لكِ ولطفلكِ بإذن الله.

تذكّري دائمًا: جسدكِ يعرف كيف يحمي صغيركِ، وأنتِ قادرة على التحكم بسكّركِ وإدارة حملكِ بحكمة.

لا تخافي من الأسئلة، ولا تتردّدي في طلب الدعم؛ فصحتكِ، وراحة بالكِ، هما أساس هذه الرحلة الجميلة.

أنتِ الأم… والمعلّمة… والمقاتلة اللطيفة التي تصنع الحياة.