هل تمكنتِ من تخمين من هو الضيف الذي سيغير حياتك ؟!
نعم، إنه ذلك الطفل الجديد، الذي سيدخل حياتكما في لحظة استثنائية، تفيض بالحب والفرح والامتنان، لكن ومع هذه النعمة العظيمة، قد تتسلل إلى قلب العلاقة الزوجية تحديات خفية، لا يجرؤ الكثيرون على الإفصاح عنها، وقد تكون أحيانًا سببًا في زعزعة أسس الزواج نفسه.
خديجة – مثل كثير من النساء – كانت تدرك أن حياتها ستنقلب رأسًا على عقب بعد أن تصبح أمًّا.
غير أنّ المفاجأة لم تكن فقط في أعباء الرضاعة والسهر وقلة النوم، بل في علاقتها بزوجها، فحين حملت بتوأم، ظنّت أن الحب الذي يجمعهما منذ خمس سنوات سيجعل كل شيء سهلًا.
لكن الواقع كان مختلفًا؛ فبعد فترة قصيرة من الولادة، تصاعدت بينهما المشاجرات حتى فكّرا يومًا ما في الانفصال.
تروي خديجة أنّ أبرز ما فجّر الخلاف بينهما هو "توزيع المسؤوليات" !
زوجها كان نشيطًا يساعدها في الأعمال المنزلية؛ يهتم بالتنظيف والطبخ وغسل الملابس، لكنها – كأم مرهقة خرجت من ولادة قيصرية – لم تكن بحاجة فقط لمن ينظف البيت، بل لمن يحمل عنها جزءًا من رعاية الطفلين.
تقول بصوت يملؤه العتاب: "كنت أرضع طفلين على مدار الساعة، جسدي ينهار، ولا أنال قسطًا من النوم.
فإذا بكى أحدهما قال زوجي: إنهما يريدانك أنتِ فقط، بدلًا من أن يتدخل ويحمله، كنت أشعر بالغضب يشتعل داخلي."
هذه التجربة ليست فريدة؛ بل تتكرر مع كثير من الأمهات، حتى وإن لم يصرّحن بها.
الأبحاث العلمية تؤكد أن معظم العلاقات الزوجية تتغير بعمق بعد قدوم الأطفال.
في دراسة حديثة أظهرت أنّ الرضا بين الأزواج ينخفض خلال السنوات العشر الأولى من الزواج، سواء وُجد أطفال أم لا، لكن الانخفاض يكون أشدّ عند الآباء والأمهات مقارنةً بغيرهم.
ولعلّ الأمهات الجدد أكثر الفئات تأثرًا؛ إذ لا تتجاوز نسبة الرضا العالي بينهن 38%، في حين تبلغ 62% بين النساء المتزوجات اللواتي لم يُنجبن بعد.
هذه الأرقام تكشف أن قدوم الطفل، على جماله وبركته، يضع الزواج تحت ضغط غير مسبوق.
المشكلة أنّ أحدًا لا يخبرهم مسبقًا، فدورات التحضير للولادة تركّز على الرضاعة وتغيير الحفاض، لكنها تتجاهل الحديث عن تأثير الأطفال على العلاقة الزوجية.
أما وسائل التواصل الاجتماعي، فتعرض فقط صورًا منتقاة لأزواج مبتسمين يحملون أطفالهم، فتُخيَّل الحياة مثالية، وكأن المعاناة لا وجود لها.
حتى الأصدقاء والعائلة نادرًا ما يبوحون بتجاربهم خوفًا من أن يُساء فهمهم.
والنتيجة أنّ الأزواج الجدد يصدمون بالواقع، ويشعرون أنّهم وحدهم من يواجه هذه المعاناة، فيزداد صمتهم وعزلتهم !
الطفل ليس سبب المشكلات، بل كاشف لها !
ف الخلافات الصغيرة التي كان يمكن التغاضي عنها قبل الإنجاب، تتضخم بعده.
ضعف التواصل، أو الفتور في العلاقة، أو حتى العادات البسيطة مثل انشغال أحد الزوجين بالهاتف أو ألعاب الفيديو، قد تتحول فجأة إلى قنابل مشتعلة.
المعالجة الأسرية "ستايسي شيريل" تقول: "إن لم تكن حياتك الزوجية بخير قبل الإنجاب، فلن تتحسن مع وجود طفل."
بل قد يتحول ما كان مجرد "إزعاج بسيط" إلى أزمة حقيقية.
فإذا كان أحد الزوجين يفضّل قضاء وقت بمفرده، ربما بدا الأمر طبيعيًّا قبل الأطفال، لكنه بعد الولادة قد يُشعر الطرف الآخر بأنه متروك في خضمّ مسؤوليات لا تنتهي.
خديجة وزوجها – مثل غيرهما – دخلا تجربة الأبوة والأمومة وهما يظنّان أن الأمور ستسير بسلاسة، كانا يتحدثان عن أسماء الأطفال وألوان غرفهم، ولم يناقشا بجدية كيف سيتقاسمان المسؤوليات الثقيلة.
النتيجة كانت صادمة: "تسونامي" من التوقعات المبالغ فيها، والإرهاق الذي لا يُطاق، وشعور متبادل بالاستياء.
خديجة وجدت نفسها في دور "الأم الافتراضية" التي تُدير كل التفاصيل، بينما كان زوجها يتراجع شيئًا فشيئًا، فتزداد هي تحكمًا فيما يخص الأطفال، في دائرة مرهقة من السيطرة والغضب.
إنجاب طفل لا يغيّر فقط من شكل الحياة، بل من هوية الزوجين نفسيًّا وعاطفيًّا.
الأم خصوصًا تمرّ بما يُسمّى "مرحلة الأمومة" (matrescence)، حيث تؤثر التغييرات الهرمونية والنفسية والجسدية في رؤيتها لنفسها وللعالم.
فجأة، تهتم بأمور لم تكن تلتفت إليها سابقًا، فيتساءل الزوج: "من أصبحتِ؟ ولماذا تغيّرتِ؟"
الأمر لا يقتصر على الأم، حتى الأب يختبر تحولًا في ذاته؛ فقد يشعر بثقل المسؤولية، أو بالخوف من التقصير، أو بالابتعاد عن شريكته التي أصبحت منهمكة بالأمومة أكثر من كونها زوجة.
هذا التحول قد يؤدي إلى فتور في العلاقة، بل إلى صعوبة في استعادة الحميمية العاطفية والجسدية.
أصعب ما يواجه الأزواج هو الخجل من الاعتراف بالمشكلة، فكثير منهم يظنون أن الآخرين يعيشون حياة مثالية، فيلزمون الصمت، ويتركون مشاعر الغضب والخذلان تتفاقم في الداخل.
إحدى الدراسات كشفت أن 95% من الأزواج يواجهون صعوبات بعد الإنجاب، لكن معظمهم يظن أنه الاستثناء الوحيد.
خديجة نفسها ترددت يومًا في مشاركة تجربتها داخل مجموعة للأمهات، كتبت أنها تشعر باستياء كبير من زوجها، لكنها فوجئت بصمت الجميع، فظنّت أن مشاعرها خطأ أو غير طبيعية، مما زادها ألمًا وعزلة.
الحل ليس سهلًا، لكنه موجود، فالخبراء يؤكدون أن ما يحمي الزواج هو:
حين بدأت الخلافات بين خديجة وزوجها تتفاقم مع قدوم طفلهما الثالث، اتخذا خطوة شجاعة وذهبا إلى الاستشارة الزوجية.
في البداية كان زوجها يرفض، معتبرًا أن الذهاب لمعالج يعني فشل العلاقة.
لكن خديجة قالت له: "أنا محاطة بثلاثة أطفال يحتاجونني طوال الوقت، ولا أستطيع أن أكون في حرب أيضًا معك، إذا لم نطلب المساعدة، لن أستطيع الاستمرار."
تغيّر الحال، جلسا مع المعالج، وهناك تعلمت خديجة أن ترى زوجها لا كعبء إضافي، بل كشريك.
بدأت تدرك أن بقاء الحب ممكن، وأن الخلافات – وإن لم تختفِ – يمكن أن تصبح أقل انفجارًا وأكثر قابلية للحل.
إن قدوم الطفل يمكن أن يغيّر حياة الزوجين تمامًا، ولا شك أنّها تجربة رائعة، لكن في كثير من الأحيان قد تكون أكثر مما يستطيع بعض الأزواج تحمّله.
العلاقة الزوجية بعد الأطفال تمرّ بتغييرات جذرية - كما شاركتنا خديجة - قد تسبب مشكلات عديدة إذا لم يكن الزوجان مستعدين لها.
لذا فإنقاذ زواجك بعد إنجاب طفل أمر ضروري حتى تتمكّنا من الاستمتاع بالأبوة والأمومة.
والسؤال هنا: كيف تتغلبان على مشكلات العلاقة الزوجية بعد الأطفال ؟ إليك الجواب بالتفصيل:
الطفل مسؤولية مشتركة، وكوالدين، يجب أن تهتما بالطفل معًا، وترك الأمر بالكامل على أحدكما سيجعله يواجه مهام كثيرة وحده، مما يؤدي في النهاية إلى الإحباط.
لذا إذا كنتِ تريدين إنقاذ زواجك بعد الطفل، فعليكِ بتقسيم المسؤوليات، حتى المساعدة الصغيرة، مثل إرضاع الطفل أو مساعدته على النوم، سيكون لها أثر كبير.
من الطبيعي أن يكون الطفل مسؤولية ضخمة، فهو يعتمد عليك في كل شيء.
وفي مثل هذه الظروف، يصبح من الصعب جدًا الحصول على وقت خاص بكِ أو بزوجك، وهذه من أكثر مشكلات العلاقة الزوجية بعد الأطفال.
الحل الأمثل هو إدراك أن الطفل سينمو يومًا بعد يوم، ومع الوقت ستقل درجة اعتماده عليك، وعندها يمكنكما الاستمتاع بوقت خاص كزوجين.
أما إذا احتجتما وقتًا للاسترخاء بشكل عاجل، يمكنكما الاعتماد على والديكما أو العائلة الممتدة لمساعدتكما.
من أبرز تحديات العلاقة الزوجية بعد الأطفال إدارة الشؤون المالية، فبينما تقدّمان للطفل كل ما يحتاجه من رعاية واهتمام، يجب أيضًا أن تهتما بالجانب المادي.
فقد تظهر مصاريف مفاجئة ومتكررة، ولهذا لا بدّ أن تكونا مستعديْن، فإذا تمكّنتما من إدارة أموركما المالية بنجاح، فلن تضطرا للبحث عن طرق يائسة لإنقاذ العلاقة الزوجية بعد الأطفال.
من المشكلات الشائعة بين الأزواج بعد الإنجاب التركيز على انتقاد أسلوب الطرف الآخر في التربية.
لكن الحقيقة أنه لا توجد طريقة محددة وصحيحة للتربية؛ لذلك سيكون من الخطأ القول إن أسلوبك أنت أو زوجك هو الصواب المطلق.
عليكما التفاوض والتفاهم بشأن هذا الأمر للوصول إلى اتفاق، أما الجدال المستمر حول أسلوب التربية فلن يؤدي إلا إلى الفوضى بدلًا من حل المشكلة.
عندما تقضيان معظم ساعات اليوم في رعاية الطفل، فمن الطبيعي ألا تجدا الوقت أو الطاقة للعلاقة الجسدية، وغالبًا ما يشتكي الأزواج من ذلك، فيما تعاني الزوجات أيضًا من صعوبات عديدة.
للحفاظ على علاقة حميمة متوازنة بعد الإنجاب، من الأفضل أن تتحدّثا بصراحة حول هذا الموضوع.
طالما أنّ الطفل يعتمد عليك اعتمادًا كليًا، قد يكون من الصعب استعادة حياتكما الحميمة؛ لذلك لا تضغطا على نفسيكما، وانتظرا حتى يكبر الطفل قليلًا، حينها ستتمكّنان من إعادة اكتشاف جانبكما العاطفي والجسدي معًا.
مع قدوم الطفل، غالبًا ما يزداد تدخل العائلة الممتدة؛ ولإنقاذ العلاقة الزوجية بعد الأطفال، يجب أن تضمنوا أن هذا التدخل لا يسيطر على حياتكما أو يرهقكما.
من المهم التفاهم مع العائلة بطريقة لطيفة وواضحة، تشرحون لهم فيها أهمية الخصوصية والوقت الشخصي، ويجب أن توضّحوا متى وكيف يمكنهم قضاء الوقت مع الطفل دون أن يشعروا بالإقصاء.
من الضروري وضع روتين يومي للطفل إذا أردتما الحفاظ على استقرار العلاقة الزوجية بعد الأطفال؛ فالطفل الجديد لا يمتلك أي نظام، مما قد يربك نظام حياتكما بالكامل.
عليكما تحديد أوقات نوم الطفل وضبطها مع نموه، وكذلك تنظيم أوقات قيلولته.
هذه التفاصيل ضرورية جدًا، وإهمالها سيجعل الأمر أصعب بكثير في المستقبل.
مع وجود الطفل قد تمرّان بلحظات صعبة أو ضاغطة، لكن مهما حدث، لا يجب أن تتشاجرا أمامه.
حتى تتمكنا من الموازنة بين دوركما كوالدين وحياتكما الزوجية، عليكما التحكّم في انفعالاتكما وغضبكما؛ فرؤية الطفل لكما وأنتما تتشاجران قد يغيّر شكل علاقتكما به بشكل جذري.
كيف تتأقلمان مع التغييرات في العلاقة الزوجية بعد الأطفال ؟ الحل هو تطبيق النصائح السابقة، لكن إذا شعرتما أنها لا تنجح، يمكنكما الاستعانة بخبير.
المتخصصون قادرون على توجيهكما لتصبحا والدين أفضل من دون فقدان السيطرة على أعصابكما، ومن الطبيعي جدًا أن تطلبا المساعدة، فالأبوة والأمومة رحلة صعبة ومعقدة.
الطفل مسؤوليتكما معًا، ولا يمكن لأي منكما التملّص منها أو إلقاء اللوم بالكامل على الطرف الآخر؛ لذا يجب أن تتحملا المسؤولية معًا وتتمسكا بالحلول المناسبة.
التمسك ببعضكما هو الأساس لإنقاذ زواجكما بعد إنجاب طفل.
صحيح أن بعض الأزواج لا يتمكنون من تجاوز هذه المرحلة وينتهي بهم الأمر إلى الانفصال، لكن آخرين يجدون فيها فرصة لإعادة بناء علاقتهم على أسس أعمق.
السر يكمن في كسر الصمت، ومواجهة التحديات بشجاعة، وتغذية عناصر الحب الأساسية: الصراحة، التقدير، والوقت المشترك.
الأبوة والأمومة ليست نهاية الرومانسية، لكنها اختبار حقيقي للشراكة.
والنجاح فيه لا يعني غياب الخلافات، بل القدرة على تحويلها إلى جسر يقوّي العلاقة، لا إلى جدار يفصل بين قلبين كانا يومًا ما واحدًا.
احذري أكثر أشياء تدمر جاذبية المرأة بعين زوجها
هذا هو القاتل المؤكد لـ جاذبية المرأة بعين زوجها، فالرجل بطبيعته فاعل، وإذا أخبرناه بما يجب أن يفعله، فسيشعر بأنه خارج مكانه وأنه مهدد
هرمون السعادة : حولي زواجك إلى مصدر بهجة لا تنتهي
فإذا كنتِ تبحثين عن طرق لتعزيز شعورك بالسعادة، فإن مفتاح ذلك يكمن في هرمون السعادة الذي يُنتجه جسمك بشكل طبيعي، والحقيقة أن هرمون السعادة
في هذه الحالة يصبح تعلق الزوجة بزوجها خطرًا على سعادتهما
سيحبه كل زوج بالتأكيد ! ولكن عندما يزيد تعلق الزوجة بزوجها، فقد حان الوقت للتفكير في كيفية تخفيف هذا التعلق العاطفي، حتى لا يختنق زوجك.