من اللحظة التي تشعرين فيها بأول "رفّة" صغيرة داخل بطنك، يبدأ كل شيء يتغيّر، فـ حركه الجنين ليست مجرد إحساس لطيف؛ إنّها رسالة واضحة تقول لك: أنا بخير يا ماما.
ومهما كنتِ تحاولين التماسك، الحقيقة أنّ معظم الحوامل يمررن بالمرحلة نفسها: توتر، أسئلة، قلق، ثم راحة كبيرة عندما تأتي الركلة التالية.
لذا في هذا المقال، سنأخذكِ خطوة بخطوة داخل عالم حركه الجنين : متى تبدأ؟ ما الطبيعي منها؟ متى تقلّ؟ وهل يمكن معرفة نوع الجنين من حركته ؟ ومتى يجب القلق؟
باختصار: حركه الجنين هي الطريقة التي يتفاعل بها طفلك الصغير مع الحياة داخل الرحم، حيث يتقلب، يرفس، يحرك يديه، يغيّر وضعه… ومع نمو عضلاته وعظامه، تزداد هذه الحركات وضوحًا لك.
والحركة ليست رفاهية، بل هي واحدة من أهم العلامات الحيوية التي تراقبها الطبيبات لأنها تعكس:
بمعنى آخر: كل ركلة هي رسالة طمأنينة مجانية.
تشعر أغلب النساء بـ حركه الجنين الأولى، بين الأسبوعين 18 و22 ، لكن يمكنكِ أن تشعري بتلك العلامات الأولى للنشاط في أي وقت بين الأسبوع 14 والأسبوع 26 من الحمل، فقبل ذلك يكون طفلك عادة صغيرًا جدًا ومتموضعًا بعمق داخل رحمك بحيث لا يمكنه إحداث أي شعور ملحوظ لديك.
قد تتمكّن النساء الحوامل اللواتي يعشن الحمل للمرة الثانية من الشعور بالحركات الأولى في وقت أبكر قليلًا مما قد يشعرن به في الحمل الأول، أي تقريبًا في الشهر الرابع من الحمل ، ولكن في الغالب، لا تدرك النساء تلك الاهتزازات (التي قد تبدو كثيرًا مثل الغازات أو تقلّصات العضلات) حتى بداية الشهر الخامس.
يمكن أن يؤثر موضع المشيمة أيضًا على موعد شعورك بحركة الجنين: فإذا كانت في الجهة الأمامية، ويُطلق عليها المشيمة الأمامية ، فقد تُخفّف من الإحساس بالحركات وتجعل فترة الانتظار أطول بأسابيع.
إذا لم تشعري بأي حركة جنينية بحلول منتصف الشهر الخامس، فقد يطلب منكِ الطبيب إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للاطمئنان على حالة طفلك، فقد يكون الأمر ببساطة أنّ موعد ولادتك غير دقيق، وهذا وارد الحدوث، ولكن من الأفضل التحقق للتأكد تمامًا.
استخدمي أداة حساب ركلات الجنين في تطبيق الملكة لعدّ ركلات طفلك.
وإذا كنتِ تتساءلين عن موعد تمكنكِ من الشعور بركلات طفلك من الخارج، فسيحتاج زوجك (وأي أصدقاء أو عائلة فضوليين) إلى الانتظار حتى نهاية الثلث الثاني أو حتى الثلث الثالث للشعور بحركات الجنين عند وضع اليد على بطنك.
قد تشعرين بركلات طفلك كرفرفة (مثل "الفراشات" التي تشعرين بها عند التوتر) أو كموجات (كما لو أن سمكة صغيرة تسبح في الداخل، وهو ما يحدث تقريبًا!).
وقد تشعرين بها كتشنّج، أو دفعة، أو حتى كآلام الجوع، وربما تشعرين بها كفقاعة تنفجر أو كتلك الحركة الداخلية غير المتوازنة التي تحدث عند ركوب الأفعوانيات.
سيتغير شعورك بـ حركه الجنين طوال فترة الحمل، من الحركات المنسّقة في الشهر السادس واللكمات والركلات الأقوى في الشهر السابع، إلى الالتواءات والدورانات مع نمو الطفل سريعًا في الشهرين الثامن والتاسع.
تذكّري أنّ الأطفال مختلفون، وأن إيقاع نشاطهم وأنماطه تتباين؛ لذا حاولي ألا تقارني حركة طفلك بحركة أطفال أخرين أو حتى بحملكِ السابق إن وجد.
لا يوجد عدد محدد من الحركات التي يجب أن تشعري بها يوميًا، لأن كل طفل مختلف، ولكن يفترض أن تشعري بالحركة كل يوم خلال الثلث الثالث، بدءًا من الأسبوع 28 وحتى نهاية الحمل.
ومن المهم أن تتعرّفي إلى النمط الطبيعي لنشاط طفلك، والذي غالبًا ما يصبح أوضح بين الأسبوع 24 والأسبوع 28 من الحمل.
ولا تنسي: تابعي تطوّر طفلك أسبوعيًا خلال خاصية تطور الجنين ، واستخدمي أداة حساب عدد الركلات لعدّ ركلاته عبر تطبيق الملكة.
الحركات خفيفة وغير منتظمة.
تشبه الرفرفة أو نخز بسيط.
تصبح أوضح… قد تشعرين بـ:
هنا تبدأ "العروض الحقيقية"
الحركة تصبح أقوى، وفي الغالب منتظمة حسب نشاط طفلك.
تقلّ المساحة داخل الرحم، فالحركات تتحول من رفسات قوية إلى ضغط أو دفع.
لكنها لا تختفي أبدًا.
قاعدة مهمة: قلة حركة الجنين ليست أمرًا طبيعيًا في أي شهر.
كثير من الأمهات يعشن لحظات فزع مفاجئة عندما يشعرون أن الحركة صارت أقل من المعتاد.
الأسباب البسيطة تشمل:
لكن أحيانًا، قلة حركة الجنين قد تكون علامة تحتاج مراجعة الطبيب فورًا.
اتصلي بطبيبتك فورًا لو لاحظتِ:
طبيبتك قد تطلب:
ولا تشعري بالخجل، فكل طبيبة تعرف جيدًا أن "قلة الحركة" من أكثر أسباب القلق عند الحوامل.
غالبًا ما يستجيب الأطفال لارتفاعات السكر في دمك تمامًا كما تفعلين أنتِ؛ لذا في المرة القادمة التي تحاولين فيها القيام بعدّ الركلات أو فقط تريدين الاطمئنان أنّ صغيرك بخير، جرّبي تناول وجبة خفيفة صحية مثل الجبن والبسكويت، أو خبز التوست مع زبدة الفول السوداني، أو الزبادي اليوناني، أو الفاكهة والمكسرات.
ولدفعة إضافية، أضيفي كوبًا صغيرًا من العصير الطبيعي تمامًا؛ فقد يكون ارتفاع السكر في الدم كل ما يحتاجه طفلك لبدء حركته بنشاط أكبر.
هذه طريقة أخرى تراها الكثير من الأمهات خلال الفحوصات بالموجات فوق الصوتية أو في مواعيد الأطباء عند تتبّع حركة الجنين وقياس الطفل.
كثيرًا ما يقوم مختصّ الموجات فوق الصوتية بهزّ عصا الجهاز بلطف فوق بطنك لجعل الطفل ينتبه، وتشعر العديد من الأمهات بحركة أطفالهن داخل الرحم بمجرد ربتة خفيفة جدًا على البطن أو هزّة لطيفة للانتفاخ.
فقط تذكّري ألا تضغطي بقوة: فهناك حمولة ثمينة بداخلك!
بحلول الأسبوع 22 من الحمل، يمكن للأجنة إدراك الضوء والظلام، لذا قد تشعرين بردة فعل طفلك إذا سلطتِ ضوء المصباح على بطنك.
فقد يلتفت صغيرك نحو الضوء أو يبتعد عنه!
كل المشي والركض والحركة التي نقوم بها خلال اليوم توفّر للجنين إحساسًا لطيفًا بالاهتزاز، مما يجعلهم غالبًا يميلون للنوم داخل الرحم بدلًا من الاستيقاظ.
ولهذا تلاحظ الكثير من الحوامل أنّهم ما إن يستلقين للنوم ويصبحن بلا حركة، يستيقظ الطفل ويصبح أكثر نشاطًا وقد يركل أكثر ليلًا (تدريب جيد لرضعات منتصف الليل!).
قد تلاحظين الحركات بشكل أوضح عندما يكون ذهنكِ صافياً وأنتِ مستلقية بهدوء.
لذا—حتى لو لم يكن وقت النوم—توقفي عمّا تفعلين واستلقي لبعض الوقت، وإن لم تشعري بنتيجة خلال دقائق، جرّبي الاستلقاء على أحد الجانبين لمعرفة إن كان يحدث فرقًا.
ومجدّدًا، إذا لاحظتِ أي تغيّر ملحوظ في نمط حركة الجنين خلال عدّ الركلات اليومي في الثلث الثالث (أو عمومًا)، وخاصة في الشهر التاسع من الحمل، فاتصلي بطبيبكِ أو توجهي إلى المستشفى.
كل ذاك الحديث والهمس لبطنك ليس بلا فائدة، حيث تبدأ حاسة السمع لدى الجنين في التطور حوالي الأسبوع 16 من الحمل، وبحلول الأسبوع 22 يمكن لصغيرك غالبًا سماع صوتك، وصوت تدفق دمك، والضوضاء العالية في المنزل، وغيرها من الأصوات.
وقد يستجيب بتحريك رأسه الصغير، أو الالتواء، لذا تحدثي مع طفلك كثيرًا؛ فهذه الهمسات الجميلة طريقة لطيفة لجعله يستجيب لك بركلات وحركات أخرى.
ذلك الأدرينالين الذي يندفع في عروقك عندما تشعرين بالتوتر قد يمنح الطفل دفعة أيضًا؛ لذا إن كان هناك مشهد فيلم مشوّق (أو التفكير في الولادة!) يجعلك ترتجفين وترغبين في جعل الطفل يتحرك، فافعلي ذلك!
فقط لا تدفعي نفسك إلى نوبة هلع كاملة ، فهذا لن يفيدكما على الإطلاق.
قد تكون هذه الحيل سهلة وممتعة وآمنة لتحريك الطفل داخل الرحم، ولكن إذا لم تنجح معكِ، فتذكري أن كل الأطفال مختلفون.
وطالما يمكنكِ الشعور بحركات منتظمة بدءًا من الثلث الثاني وحتى نهاية الحمل (وحتى أثناء المخاض)، فكل شيء على ما يرام.
وإذا كنتِ قلقة بشأن حركات طفلك، راجعي الطبيب للتأكد من أنّ كل شيء بخير، وإذا كان هناك انخفاض أو زيادة ملحوظة في نمط الركلات الطبيعي لطفلك، يمكنكِ التوجّه إلى قسم الولادة في المستشفى، وفي الغالب كل شيء سيكون بخير، أو سيصبح بخير بمجرد فحصك وفحص طفلكِ.
لذا استمتعي بعدّ تلك الركلات اللطيفة وتلذذي بأحد أجمل معالم الحمل.
طبيًا ينصحون بطريقة بسيطة:
هذه الطريقة معتمدة عالميًا لأنها تكشف أي مشكلة مبكرًا.
إحدى الأمهات تقول إن أول حركة كانت مثل "فقاعة انفجرت داخلها"، لم تفهم هل هي غازات أم حركة… إلى أن تكررت في نفس المكان، وقتها بكت من الفرحة.
أخرى كانت تشعر بركلات قوية جدًا… لدرجة أنها توقظها من النوم، وبعد الولادة، اكتشفت أن طفلتها بالفعل كثيرة الحركة.
إحدى الحوامل في الشهر الثامن شعرت بانخفاض الحركة فجأة… ذهبت للطوارئ، وتبين أن الجنين بخير، لكنه كان في مرحلة نوم عميق، حيث أكدت لها الطبيبة أن متابعة الحركة أهم من انتظار أي أعراض أخرى.
هذه التجارب تخبرك شيئًا واحدًا: كل جنين له شخصيته منذ داخل الرحم.
لا، لا يمكن لحركات طفلكِ أن تخبركِ ما إذا كان ولدًا أو بنتًا.
قد تكوني قد سمعتِ البعض يقول إن قلّة حركة الطفل = بنت، أو أن الركلات على الجانب الأيمن تعني أنه ولد.
الحقيقة؟ لا يوجد أي دليل يُظهر وجود اختلاف بين طريقة حركة الأولاد والبنات داخل الرحم.
والطريقة الأكثر موثوقية لمعرفة جنس طفلك هي فحوصات السونار حيث تعطيكِ تلميحًا موثوقًا.
ليس فعليًا، فقوة ركلات طفلك ليست وسيلة موثوقة لتخمين الجنس.
مقدار ما تشعرين به من حركة يعتمد على عوامل كثيرة، إذا كنتِ مشغولة أو كثيرة الحركة، قد تلاحظين نشاطًا أقل.
وإذا كانت المشيمة في الجهة الأمامية (مشيمة أمامية)، قد تُخفف من قوة الحركات، مما يجعلها أصعب في الإحساس.
وإذا كان ظهر طفلك متجهًا نحو بطنك، فقد تشعرين بركلات أقل مقارنة بما لو كان ظهره بمحاذاة ظهرك، لكن لا تفترضي أن هذا هو سبب أي تغيّر.
إذا لم يكن هذا حملك الأول، قد تشعرين بالحركات مبكرًا عن المرة السابقة.
البعض يحبون التخمين بناءً على ذلك، لكنه غالبًا فقط لأنك أصبحتِ أكثر معرفة بشعور ركلات الطفل، وليس لأن الأولاد أو البنات يتحركون بطريقة مختلفة.
قد تكوني سمعتِ عن نظرية رامزي، التي تزعم القدرة على تحديد جنس طفلك في وقت مبكر يصل إلى 6 أسابيع باستخدام موجات فوق صوتية ثنائية الأبعاد.
تقول النظرية إن موقع المشيمة قد يدل على الجنس: اليسار = بنت، اليمين = ولد.
ومع ذلك، يتفق الخبراء على أنّ هذه النظرية غير دقيقة.
الطريقة الأكثر دقة هي فحص الأسبوع العشرين، لكنه ليس مضمونًا دائمًا، فوضعية الجنين قد تجعل الأمر صعبًا.
أنتِ لستِ مضطرة للتوتر كل يوم… لكن أيضًا لا تتجاهلي أي تغيير.
فحركة الجنين هي اللغة الصامتة بينكما، لغة تخبرك أن صغيرك بخير، ينمو، ويتقلب، ويستعد ليملأ حياتك ضحكًا وصوتًا.
وإذا أردتِ قراءة المزيد من المقالات التي تمس قلب المرأة وتجيب عن كل مخاوفها… مرّي على الصفحة الرئيسية لموقع تطبيق الملكة ، ستجدين محتوى ضخم لكل مراحل الحمل والأمومة والجمال والعناية بالذات.
اكتشفي أسهل طريقة لحساب موعد الولادة المتوقع
قومي بإدخال بياناتك بدقة لتظهر لكِ التواريخ المتوقعة وما ستشعرين به من أعراض الحمل، وبالإضافة إلى ذلك سنخبركِ بـ أسهل طريقة لحساب موعد الولادة المتوقع
اكتشفي أهم علامات تدل على الحمل بتوأم
لابد من أن هناك علامات تدل على الحمل بتوأم، وهذا ما سيخبرك به تطبيق الملكة بمقال اليوم بإذن الله، فتابعي القراءة للمزيد من التفاصيل !
اكتشفي أهم أعراض حمل خارج الرحم .. وكيف تتعاملين معها
اكتشفي بالتفصيل أعراض حمل خارج الرحم، أسبابه، طرق تشخيصه وعلاجه، والعلامات المبكرة التي لا يجب تجاهلها، وهل هناك أمل لحمل سليم بعد ذلك ؟