عوامل غير معروفة تسهم في زيادة ذكاء الطفل

1. الغثيان الصباحي للمرأة الحامل

نيويورك (رويترز) - تشير دراسة صغيرة إلى أن الأطفال الذين أصيبت أمهاتهم بغثيان الصباح أثناء الحمل ربما يكون لديهم ذكاء أكثر حدة من أقرانهم وقوة في الذاكرة.

وجد الباحثون أنه من بين 121 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و 7 سنوات، أولئك الذين عانت أمهاتهم من غثيان الصباح سجلوا درجات أعلى في المتوسط في بعض اختبارات الذكاء والذاكرة والمهارات اللغوية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الأمهات لعقار منع القئ الموصوف لغثيان الصباح للمرأة الحامل لم يقلل من الآثار الخاصة بالذاكرة ومستوى الذكاء، ففي الواقع أظهر الأطفال الذين استخدمت أمهاتهم الدواء أعلى متوسط ​​الدرجات في اختبارات معينة للذكاء والذاكرة.

قالت الباحثة الرئيسية الدكتورة إيرينا نولمان من مستشفى الأطفال المرضى في تورنتو لرويترز هيلث إن النتائج تشير مجتمعة إلى أن:
"الغثيان والقيء أثناء الحمل ليس ضارًا بل في الواقع قد يعزز النمو العقلي للأطفال على المدى الطويل".

أما بالنسبة للدواء فهو يخفف الأعراض السريرية لغثيان الصباح، وقد يحسن نوعية حياة المرأة أثناء الحمل ولم يثبت أنه مرتبط بآثار جانبية وقد نشرت نولمان وزملاؤها النتائج في مجلة طب الأطفال.

الغثيان والقيء أثناء الحمل شائعان جدًا، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، ونظرًا لأنه مرتبط بالتغيرات في هرمونات معينة ضرورية لنمو المشيمة، فإن إحدى النظريات هي أن غثيان الصباح هو علامة على الحمل الصحي، وقد ربطت الدراسات السابقة غثيان الصباح بانخفاض معدلات الإجهاض وولادة جنين ميت والولادة المبكرة، ولكن ما إذا كان مرتبطًا بأي فوائد طويلة الأجل كان غير واضح.

تستند النتائج الحالية إلى 45 طفلاً تناولت أمهاتهم عقارا لغثيان الصباح، و 47 طفلاً عانت أمهاتهم من غثيان الصباح لكنهم لم يتناولوا الدواء، و 29 من أمهاتهم لم يعانين من الغثيان والقيء أثناء الحمل.

قال نولمان إن جميع الأطفال سجلوا درجات ضمن النطاق الطبيعي للنمو العقلي، ولكن في المتوسط ​​كانت درجات بعض الاختبارات أعلى في مجموعتي الأطفال الذين أبلغت أمهاتهم عن إصابتهن بغثيان الصباح، وتميل العشرات إلى الصعود مع شدة غثيان الصباح.

كتب الباحثون أنه من الممكن أن يكون لهرمونات الحمل نفسها المتعلقة بغثيان الصباح آثار إيجابية على نمو دماغ الجنين، ومع ذلك فإن غثيان الصباح ليس دائمًا حميدًا، حيث تتطور نسبة صغيرة من النساء الحوامل إلى حالة تسمى التقيؤ الحملي، وهو عبارة عن غثيان وقيء شديد ومستمر يمكن أن يؤدي إلى الجفاف والافتقار إلى نظام غذائي صحي وفقدان الوزن.

لا أحد يعرف سبب هذا الاضطراب، وقد أشار نولمان إلى أنه قد يكون له أسس فسيولوجية مختلفة عن غثيان الصباح الحميد.

2. التغذية في فترة الحمل

وهناك عامل آخر يؤدي لزيادة ذكاء الطفل الرضيع وهو تناوة الحامل لنظام غذائي صحي من الشهر الرابع من الحمل وتغذية الطفل وفق نظام غذائي صحي من الولادة حتى يبلغ الطفل سنتين، حيث يعاني دماغ الطفل من حساسية متزايدة لكمية ونوعية العناصر الغذائية المستهلكة. 
ويُظهر الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية خلال هذه الفترة بالذات عجزًا في معدل الذكاء والحركة الحسية، بالإضافة إلى تباطؤ في تطور اللغة. 
يحدث هذا لأن أدمغتهم أصغر، ولديهم عدد أقل من الخلايا العصبية، وعدد أقل من التشعبات.
بعد الولادة يعد لبن الأم الخيار الغذائي الأكثر أهمية الذي يمكن أن يعمل على زيادة معدل ذكاء الطفل. 
وبعد تصحيح المتغيرات الأخرى مثل الاختلافات الاجتماعية والاقتصادية، أثبتت الأبحاث أن الأطفال بعمر 8 سنوات الذين تربوا على لبن الأم يسجلون حوالي 8 نقاط أعلى في اختبارات الذكاء من أولئك الذين تربوا على الحليب الاصطناعي، فتغذية الطفل وفق نظام غذائي صحي أمر هام للحفاظ على صحته العقلية.