الملكة:

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مهمة في الحياة اليومية لجميع الأعمار، فقد سهلت وسائل الاتصال بشكل ملموس وحققت السعادة، لكن على الرغم من ذلك فإن لها آثارها السلبية على الفرد والمجتمع ؟ فما هي هذه الآثار وهل لها تأثيرات إيجابية ؟

آثار سلبية لوسائل التواصل الاجتماعي :

تتفق العديد من الدراسات على أن الغالبية العظمى من مستخدمي وسائل التواصل يقارنون حياتهم مع الآخرين بالأخص لحظات السعادة التي ينشرها الآخرون من أصدقائهم على الشبكة. فقد يظهر لهم عادة أنَّ حياتهم تبدو أقل جمالاً وإثارة من حياة الآخرين المثالية، وبالتالي يسبب لهم ذلك الاكتئاب والإحباط وحتى الغضب والغيرة والابتعاد عن السعادة.

تحاول بعض السيدات تقليد الفنانات أو مُدونات الموضة من حيث المظهر والإطلالة وعند الفشل يشعرون بالإحباط وانعدام الثقة بالنفس. مشكلة مواقع التواصل الاجتماعي أنها تظهر فقط الجانب الوردي لحياة بعض الأشخاص مما يصيب الآخرين باليأس.

تحدّ وسائل التواصل الاجتماعي عادة من التواصل وجهاً لوجه بين أفراد المُجتمع، حيث تُجرى العديد من الاتصالات  عادة عبر هذه الوسائل من خلال مُحادثات كتابية عبر لوحة مفاتيح الكمبيوتر أو الهاتف المحمول، وهذا الأمر من شأنه التأثير على مهارات التواصل الحقيقي مع الآخرين سلباً والحدّ منها.

انتشار الخمول والكسل بين أفراد المجتمع، حيث تم استبدال الزيارات العائلية والمقابلات والنزهات بالحديث عبر الشاشات دون حركة.

زيادة معدلات الإصابة بالسمنة نتيجة للجلوس لفترات طويلة والإصابة بالخمول والكسل.

تقوم عادة السيدات بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي إذا شعرن بالقلق عند الخلود للنوم مما يزيد من هذا القلق. إن قلة النوم تجعل الشخص مُشتت الانتباه على نحو أكثر، مما يدفعها إلى تصفح الإنترنت لوقت أطول، الأمر الذي يُزيد إدمانها على الشبكات الاجتماعية ويؤخر تثبيت بيئة هادئة تؤدي إلى النوم.

آثار ايجابية لوسائل التواصل الاجتماعي :

تسمح وسائل التواصل الاجتماعي لأفراد المُجتمعات بمُناقشة قضايا مهمّة بالنسبة لتلك المُجتمعات سواء كانت قضايا بيئية، أو أخلاقية، أو غيرها، ممّا يزيد عادة من وعي الناس بتلك القضايا، فضلاً عن أنّ التطرّق لتلك القضايا والتوعية بها جعل كفّة ميزان القوة الإعلامية تميل لصالح الجمهور، وهو ما يصعب على منصات الإعلام التقليدية تحقيقه.

تبادل الخبرات حيث يمكن أن تستخدم هذه المواقع في مشاركة الخبرات بين الأشخاص الذين تجمعهم نفس الاهتمامات.

تقليل نسبة البطالة حيث تُتيح وسائل التواصل الاجتماعي نشر العديد من فرص العمل عبر منصّاتها، وتُشير الدراسات إلى أنّ نسبة 60% من أصحاب العمل يلجأون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن الموظفين، كما أنّ ما نسبته 19% منهم يختارون شخصاً ما لشغر وظيفة مُعينة تبعاً للمعلومات التي تتوافر عن هذا الشخص عبر حسابات منصّات التواصل الاجتماعي الخاصة به.

أصبح استخدام مواقع السوشيال ميديا للإعلان عن السلع والخدمات شيء أساسي، لأن الترويج أصبح أسهل وأسرع من خلالها مقارنة بالإعلان عبر الصحف أو الوسائل الأخرى.

تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي طريقةً سهلةً للتواصل مع المُستخدمين الآخرين، أو التعرّف عليهم أينما كانوا دون التقيّد بالحدود الجغرافية، الأمر الذي من شأنه كسر الحواجز الثقافية بين المجتمعات المختلفة وتحقيق بعض السعادة.