الملكة

ما الذي يجعل التربية في الغربة أصعب بكثير؟

رقية على كاتب المحتوى: رقية على

17/01/2023

ما الذي يجعل التربية في الغربة أصعب بكثير؟

 تمامًا كما هو الحال مع الكبار، يعاني الأطفال الذين ينتقلون إلى الخارج من إحساس بالفقد وفترة من محاولة التكيف. 
  إن عملية التكيف الخاصة بكل الأطفال أو المراهقين، يطلق عليها الصدمة الثقافية، ويمكن أن يساعدك فهم المتغيرات التي تلعب دورًا في هذا الانتقال في إعداد عائلتك للنجاح.  

فيما يلي خمسة عوامل تؤثر على تكيف الأطفال بعد الانتقال إلى بلد جديد

1. سن الأطفال عند السفر للخارج

 بشكل عام كلما كبر الطفل وقت الانتقال للخارج زادت التحديات التي من المحتمل أن يواجهها، حيث يحظى الاطفال دون سن الرابعة بأسهل وقت للتكيف مع لغة جديدة وتقاليد ثقافية وأطعمة وطقس جديد، فلا تزال حياتهم راسخة إلى حد كبير داخل المنزل، فإذا لم ينتقل الطفل بعد إلى بيئة مدرسية، فمن المرجح أن تكون الصدمة ضئيلة، وعلاوة على ذلك فإن الحياة الاجتماعية للطفل الأصغر هي أقل رسوخًا بكثير من حياة الطفل الأكبر سنًا.  
 نعم! الاطفال في هذا العمر لديهم أصدقاء، ولكن صداقاتهم ترتكز بشكل أكبر على اللعب بدلاً من الروابط العاطفية التي تتشكل بين الاطفال من سن 5 إلى 11 عامًا، حيث نقل الاطفال إلى الخارج يأخذهم بعيدًا عن الأصدقاء والأنشطة والإنجازات التي يربطونها بالمنزل.

 ويمكن أن يكون الانتقال للخارج عملية أكثر صعوبة خلال فترة المراهقة، حيث ترتكز حياة المراهقين على عالمهم الاجتماعي، وتكوين روابط مع الناس وكذلك استكشاف الاهتمامات هي الوسائل التي يبنون من خلالها إحساسهم الناشئ بالهوية، والاختلافات في الأذواق الموسيقية وأنماط الموضة وما يعتبر مرحًا ستجعلهم يشعرون بالحنين إلى الأصدقاء والرياضة والهوايات التي يتركوها وراءهم في الوطن.

2. أسلوب الشخصية ونقاط القوة الشخصية

سمات الشخصية مثل التواصل الاجتماعي والحساسية العاطفية ومستوى النشاط تؤثر أيضًا على كيفية تكيف الطفل بعد الانتقال للخارج.

 فالاطفال ذوي المهارات الاجتماعية المتطورة هم أكثر عرضة لتكوين صداقات في محيطهم الثقافي الجديد، ومع ذلك قد يعاني هؤلاء الاطفال أيضًا من المزيد من الإحباط إذا واجهوا مشاكل في هذا الصدد، لماذا؟  لأنه يتعارض مع نجاحهم السابق فيما يتعلق بالناس.

 ليس من المستغرب أن يكون الأطفال الخجولون أكثر عرضة لمخاطر الانسحاب الاجتماعي من الصدمة الثقافية، ولكن من المفارقات أن انتقال الاطفال الخجولين في بعض الأحيان إلى بيئة جديدة تمامًا يسمح لهم بالازدهار، فقد ينفتحون بطريقة لم يكونوا قادرين على القيام بها من قبل، ويجربون مستوى من الصداقة والانتماء لم يسبق له مثيل.

تؤثر الميول العاطفية أيضًا على كيفية إدارة الطفل للصدمة الثقافية، فبعض الأطفال لديهم القدرة على التكيف وهم أكثر مرونة، وسوف يتكيفون بسهولة أكبر مقارنة بالاطفال الذين لا يتأقلمون بالفطرة بشكل جيد مع التغيير.

 الاطفال الذين يميلون إلى التفكير الإيجابي والذين يديرون العواطف جيدًا سيكونون أفضل أيضًا من الاطفال الذين يميلون إلى التفكير السلبي أو الذين يعانون من مشاعر مثل الخوف والغضب. 
 
مستويات الطاقة تلعب دورًا في عملية تكيف الطفل، فالأطفال الأكثر نشاطًا بشكل عام يدمجون المحفزات الجديدة بسرعة أكبر مقارنة بأقرانهم الأقل نشاطًا مما يدعم قبول التغييرات في بيئتهم.

3. أسباب السفر

تؤثر الأسباب التي تدفع الاسرة إلى السفر بشكل كبير على تقبل الاطفال لظروفهم الجديدة، بغض النظر عن العمر أو سمات الشخصية الأخرى،حيث يواجه الاطفال من العائلات التي تنتقل إلى الخارج من أجل تحسين نوعية الحياة صعوبات أقل من أولئك الذين تنتقل عائلاتهم هربًا من وضع خطير أو غير آمن أو مرهق.
 وبالمثل فإن أطفال العائلات التي تتطلع إلى تجربة مغامرة عائلية في الخارج سيقضون وقتًا أسهل.  
 
بشكل عام كلما زاد إدراك الطفل للأمان والاستقرار قلت التحديات التي يواجهها، ويجب على المراهقين الذين ينتقلون إلى الخارج إيجاد مجموعات جديدة من الأقران. 

4. المشاركة في صنع القرار

إن السماح للأطفال ببعض المدخلات في نقل القرارات ذات الصلة سيدعم انتقالهم، وسيكون هذا صحيحًا بشكل خاص للمراهقين، فإن اخذ رأيهم في الأمور التي تؤثر عليهم سيدعم استقلاليتهم المزدهرة ويعزز الشعور بالسيطرة والأمن.

 بالطبع يحتاج الوالدان إلى اتخاذ قرارات أساسية تتجاوز فهم الطفل أو المراهق، ولكن حيثما أمكن فإن السماح لطفلك بالمشاركة في عملية صنع القرار سوف يدعم تقبُّله للتغييرات في حياته.  
 استمعي إلى آرائهم حول إذا كانوا كبارًا بما يكفي، واسمحي لهم بجولة في المدارس معك وأخذ ملاحظاتهم على ما يعتقدون أنه سيكون أفضل بالنسبة لهم، وقد يقلل هذا النوع من التعاون بعض القلق بشأن انتقالهم إلى الخارج.
إذا سبق لك العثور على منزل اعرضي عليهم الصور، فزيادة معرفتهم بما سيحدث سيقلل من حدة التغييرات عليهم.

5. اسلوب التربية

سوف يتكيف الطفل من عائلة متعددة الثقافات بسهولة أكبر مع الاختلافات الثقافية بعد تعرضه لأكثر من ثقافة داخل بيئته المنزلية، فإن هؤلاء الاطفال يفهمون بشكل حدسي ان الثقافات المختلفة تفعل الأشياء بشكل مختلف، وقد يكونوا قد سافروا دوليًا أكثر وربما تعرضوا بالفعل لأكثر من لغة، وهذه الظروف تجعلهم أكثر مرونة تجاه التغييرات التي يحدثها الانتقال. 

 يلعب أسلوب التربية أيضًا تأثيرًا كبيرًا على انتقال الطفل إلى بلد جديد،حيث يواجه الاطفال من العائلات ذات القواعد الصارمة التي تحد من استقلالية الطفل والتعبير عن المشاعر وقتًا أكثر صعوبة مقارنة بالاطفال من عائلات أكثر تتمتع بديناميكيات عائلية أكثر مرونة.
 الآباء هم القادة دائمًا ولكن يجب يتم تشجيع الاطفال على التعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم، ويتم تشجيعهم أيضًا على استكشاف استقلاليتهم،حيث تسمح لهم سلامة وحدة أسرتهم بالشعور بالحرية مما يسمح بمعالجة حالات عدم الأمان التي تنشأ من وضع حياتهم الجديد.

ماذا تعني هذه المتغيرات لانتقال عائلتك إلى الخارج بطريقة أو بأخرى؟ 

تلعب هذه العوامل الخمسة دورًا في مدى سهولة تكيف الطفل بعد الانتقال إلى بلد أجنبي، ومع ذلك لا توجد قواعد صارمة وسريعة من شأنها أن تجعلك تتنبأ بما يحدث، فنأمل أن يساعدك فهم هذه العناصر في دعم احتياجات أطفالك.

فكري في طفلك كعقل يحتاج إلى الثقة، وقلب يحتاج إلى الحب وروح تحتاج إلى السلام، فمن الطبيعي بصفتك أحد الوالدين أن تخافي من رؤية أطفالك يعانون، ولكن القلق بشأن السفر إلى الخارج لن يساعد، وما عليك سوى أن تكوني حاضرة معهم وتشاركي تصوراتك الخاصة من خلال التحدث عن المواقف الصعبة بصراحة ودون خوف.

 تذكري أن مواجهة هذه الأنواع من التحديات يجعل الانتقال إلى بلد أجنبي فرصة للنمو، فهو يفتح الباب أمام الطفل أو أي شخص في أي عمر لهذه المسألة، لاكتشاف نقاط القوة والقدرات والصفات التي لن تتاح لهم الفرصة أبدًا لرؤيتها أو تطويرها داخل أنفسهم. 

إذا كنت لا تزالين في مراحل التخطيط لنقل أطفالك إلى الخارج، فهل لديك مخاوف خاصة بشأن كيفية تأثير بعض هذه المتغيرات عليهم؟  
   شاركي بتعليقاتك معي هنا.

ذات صلة

تعرّفي على شخصية طفلك واكتشفي كيف تساعديه لتطويرها

تعرّفي على شخصية طفلك واكتشفي كيف تساعديه لتطويرها

ترى! ما الذي يختبئ وراء السلوكيات الشائعة الخاطئة لأطفالنا وما الذي يدور بداخلهم في الحقيقة ويكون نمط الشخصية الخاصة بهم

إذا كنت حامل لثاني مرة؛ فإليك نصائح للتعامل مع طفلك الصغير!

إذا كنت حامل لثاني مرة؛ فإليك نصائح للتعامل مع طفلك الصغير!

إذا كان هذا الحمل الثاني لكِ فسيكون بالتأكيد مختلفا جدا هذه المرة، لوجود كفل صغير بالفعل معك يطلب انتباهك.

485
الأنانية صفة ذميمة، لاترغبين ان يتسم بها طفلك، أليس كذلك؟

الأنانية صفة ذميمة، لاترغبين ان يتسم بها طفلك، أليس كذلك؟

تربية الاطفال رحلة مليئة بالتحديات، ولا أحد يريد تربية اطفال أنانيين، حيي يريد كل أب أن يرى الاطفال ينمون ويكون لديهم شخصية قوية

669

إستشارات الملكة الذهبية

نخبة من الأطباء المختصين في أمراض النسا والولادة مع تطبيق الملكة

الأكثر مشاهدة

أفضل الطرق لتأديب الطفل بطريقة ذكية وصحية

استشارات صغيري

أفضل الطرق لتأديب الطفل بطريقة ذكية وصحية

فيما يلي بعض النصائح من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال حول أفضل الطرق لمساعدة الأطفال على تعلم السلوك المقبول أثناء نموه

طفلك عصبي؟ إليك نصائح يمكننا المساعدة لتهدئته!

استشارات صغيري

طفلك عصبي؟ إليك نصائح يمكننا المساعدة لتهدئته!

لا يحب الوالدين رؤية الاطفال منزعجين، ولكن في بعض الأحيان يكون من الصعب معرفة كيفية التصرف عندما يكون طفلك متوترًا أو عصبيا

أشياء لا يجب أن تقوليها لأطفالك، فقد تضر أكثر مما تنفع!

استشارات صغيري

أشياء لا يجب أن تقوليها لأطفالك، فقد تضر أكثر مما تنفع!

هناك الكثير من الأشياء التي يجب تجنب قولها للأطفال من أجل مصلحتهم.