تقزم الأطفال هو فشل الأطفال في الوصول إلى إمكانات نموهم الكاملة نتيجة سوء التغذية على المدى الطويل؛ وتدهور الصحة والرعاية ،ونقص الدعم العاطفي.
يتم تحديد وقياس التقزم بناءً على طول الأطفال بالنسبة لأعمارهم، وهو علامة على افتقار الأطفال للصحة والرفاهية بشكل عام، ويرتبط بحدود إمكانات الطفل البدنية والمعرفية.
يحدث التقزم بسبب عدة عوامل طوال فترة الطفولة، ولكن بشكل أساسي خلال "الأيام الألف الأولى" -الفترة التي تسبق الحمل مباشرة (عندما تكون الحالة التغذوية للأم ذات أهمية قصوى) حتى عيد ميلاد الطفل الثاني، ومع ذلك، فإن تأثير سوء التغذية والصحة والرعاية التي تؤدي إلى التقزم، يستمر إلى ما بعد مرحلة الطفولة.
العواقب الجسدية والمعرفية لا رجعة فيها إلى حد كبير على الرغم من بذل الوالدين قصارى جهدهم في وقت لاحق من حياة الطفل، وبالنسبة للجزء الأكبر لا يمكن علاج التقزم نفسه، بل يمكن الوقاية منه فقط، وأهمية معالجة دوافع التقزم أمر لا جدال فيه.
يُعتبر الطفل مصاب بالتقزم إذا كانت الدرجة المعيارية للارتفاع مقابل العمر أقل من انحرافين معياريين عن متوسط معايير نمو الأطفال لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، وتعد معايير النمو هذه أكثر فائدة كمقياس لحالة السكان الأطفال والتغذوية مقارنة بالطفل الفردي.
النسبة المئوية للأطفال دون سن الخامسة المصابين بالتقزم
تم تصنيف ما يقدر بنحو 22 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة (144 مليون طفل) على أنهم يعانون من التقزم في عام 2020، ويتجمع حوالي 87 في المائة من هؤلاء الأطفال الذين يعانون من التقزم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
يوجد في جنوب آسيا أكبر عدد من الأطفال الذين يعانون من التقزم في العالم، حيث يعيش ما يقرب من اثنين من كل خمسة أطفال يعانون من التقزم في المنطقة، وفي حين انخفض انتشار التقزم على مستوى العالم من 33 في المائة في عام 2000 إلى 22 في المائة في عام 2020، كان التقدم متفاوتًا، وظل العبء المطلق مرتفعًا بل إنه زاد في إفريقيا نتيجة للنمو السكاني.
يلقي توقف النمو بظلاله على مستقبل الطفل، حيث يرتبط تقزم الأطفال ارتباطًا وثيقًا بانخفاض القدرات المعرفية مدى الحياة وضعف الصحة بالمقارنة مع الطفل السليم، ومن المرجح أن يكون لدى الطفل الذي يعاني من التقزم نتائج تعليمية أقل، وأن يحصل على رواتب أقل، وفي النهاية يكون لديه أطفال يعانون من سوء التغذية.
يقترن التقزم الذي يتضاعف بآلاف أو ملايين الأطفال في بلد ما بزيادة التكاليف الصحية وانخفاض النمو الاقتصادي، حيث قدرت الدراسات أن تحديات صحة الطفل ونمائه المرتبطة بالتقزم يمكن أن تكلف البلدان ما بين 2 و 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا.
إن البلدان التي ينتشر فيها التقزم بدرجة عالية، والتي تتحمل عبء القوى العاملة الأقل تعليماً والأكثر صحة، غير مجهزة بشكل كافٍ للمنافسة في اقتصاد المعرفة.
يعتبر الارتفاع كمؤشر على رفاهية الأطفال مفهومًا جديدًا نسبيًا، فبحلول سبعينيات القرن الماضي أدرك الباحثون أن الأطفال الصغار غالبًا ما يواجهون مجموعة من التحديات الصحية والإنمائية، لا سيما في الأماكن منخفضة الموارد، وتوصلوا إلى تفسير قصر القامة على أنه "فشل في النمو الغذائي"، وهو مؤشر مهم لصحة الطفل الجسدية والمعرفية، وأشاروا إلى فشل النمو هذا على أنه "تقزم الأطفال".
بمجرد أن أدرك العلماء النمو الخطي باعتباره نافذة على صحة الأطفال وعلامة دقيقة نسبيًا لعدم المساواة في التنمية البشرية سعوا إلى تحديدها كمياً، ووحدوا ان الأطفال الغير مصابين يالتقزم يتشاركون في بعض الخصائص الأساسية: فقد كانوا من أسر ذات دخل مرتفع نسبيًا تتمتع بإمكانية الوصول إلى التغذية الجيدة والرعاية الصحية، كما انهم اتبعوا أفضل الممارسات في مجال الرعاية الصحية، مثل الرضاعة الطبيعية الحصرية وتجنب التدخين.
التبول اللاإرادي الليلي عند الاطفال؛ الأسباب والحلول!
السرية بشأن التبول اللاإرادي تجعل الوضع أكثر صعوبة للاطفال والآباء على حد سواء
فن إدارة المشاعر؛ خطوات عملية لأم هادئة وطفل متزن
في عالم يمتلئ بالتحديات اليومية، يصبح تعليم طفلكِ إدارة المشاعر مهارة ذهبية تؤثر على كل جوانب حياته. ليس الأمر مجرد
مكافحة التنمر؛ الأثر النفسي للتنمر على الأطفال وطرق مواجهته
ولكن ماذا لو تحوَّلت أروقة المدرسة إلى ساحة معركة؟ كيف يمكن مكافحة التنمر وحماية أطفالنا؟ في هذا المقال سنعرض لكِ