تصل المرأة إلى النشوة أثناء العلاقة بطرق مختلفة وبكثافة مختلفة كذلك، وعلى الرغم من أنه غالبًا ما يُقال أن النساء يواجهن صعوبة في الوصول إلى النشوة الجنسية أكثر من الرجال، فأثناء النشوة عند الرجال يتم قذف الحيوانات المنوية، وهو بالطبع شيء ضروري لحدوث الحمل، لكن ماذا عن النشوة الأنثوية؟ هل هي حقًا ضرورية لحدوث حمل ناجح؟ وماذا يحدث بالظبط أثناء النشوة الأنثوية؟ تابعي القراءة لمعرفة المزيد!

يتم إفراز هرمونات الدوبامين والأوكسيتوسين في الدماغ أثناء النشوة الجنسية؛ الدوبامين هو ناقل عصبي يجعلك تشعرين بالسعادة والأوكسيتوسين (أو هرمون الحب) يجعلك تشعرين بأنك قريبة من زوجك، وتشير الأبحاث إلى أنه من المهم للغاية أن تشعر المرأة بالأمان والاسترخاء أثناء ممارسة العلاقة للوصول إلى النشوة.

هل النشوة ضرورية لحدوث الحمل؟

لعدة قرون كان هناك نقاش مستمر حول أهمية وصول المرأة للنشوة، ومع مرور الوقت ظهرت شائعة مفادها أن المرأة يجب أن تتعرض للنشوة الجنسية أثناء العلاقة الجنسية من أجل نجاح الحمل، هذا الافتراض لا يزال شائعة، حيث أن إخصاب البويضة يحدث أيضًا إذا لم تصل المرأة إلى النشوة أثناء العلاقة غير المحمية، لذا فهي ليست ضرورة رغم أنها عنصر كبير في متعة المرأة.

عندما تصل المرأة إلى النشوة تكون هناك تقلصات للعضلات في منطقة الأعضاء التناسلية وهذا بالطبع يشمل عضلات الرحم، ويمكن أن تستمر النشوة الجنسية لمدة تصل إلى 50 ثانية، تؤدي تقلصات العضلات في المهبل والرحم إلى افتراض أن النشوة الجنسية للمرأة تسهل وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم وبالتالي تزيد من فرص نجاح الإخصاب، لكن الدراسات الهامة التي تظهر وجود صلة بين النشوة الجنسية للإناث والحمل لا تزال غير مؤكدة.

هل يمكن أن تحملي من خلال المذي (سائل ما قبل القذف)؟

المذي هو سائل شفاف لزج يفرز قبل القذف من الإحليل عند الإثارة الجنسية للرجل، وهو عبارة عن كمية صغيرة من السائل الصافي الذي يخرج من العضو الذكري أثناء الإثارة الجنسية قبل القذف الفعلي، ولا يحتوي السائل نفسه على أي حيوان منوي، لكن هناك دراسات تمكنت من تأكيد أنه يمكن العثور على الحيوانات المنوية في قطرة منه، لكن كيف هذا؟

إذا حدث القذف قبل فترة وجيزة من الإثارة الجنسية فمن المحتمل جدًا أن تحتوي قطرة سائل المذي على حيوانات منوية، وحتى بدون الوصول لنشوة يمكن أن توجد خلايا الحيوانات المنوية في السائل، نظرًا لأن التحفيز الجنسي يؤدي إلى عملية القذف فمن الممكن أن توجد خلايا الحيوانات المنوية في قطرة المذي، وفي هذه الحالة تكون الحيوانات المنوية قد اخترقت بالفعل مجرى البول وتتواجد في هذا السائل، وإذا كانت المرأة تتمتع بخصوبة عالية في وقت الجماع فإن احتمالية نجاح الإخصاب تكون ممكنة.

ماذا لو لم يتم الاختراق بالكامل؟

من الممكن الحمل إذا لامست الحيوانات المنوية المهبل لكن احتمالية الحمل بهذه الطريقة منخفض جدًا لأن الحيوانات المنوية لا يمكنها العيش إلا لفترة قصيرة خارج الجسم، أي أن السيدات اللائي لا يخططن للحمل يجب أن يعرفن أنه من الممكن أن يحملن بهذه الطريقة ولا يعتمدن عليها كوسيلة أمان.

النشوة الجنسية والإباضة والحمل

بغض النظر عما إذا كانت النشوة الجنسية يمكن أن تساعدك على الحمل أم لا فإن الإباضة والحمل يؤثران على النشوة الجنسية بالتأكيد، وذلك لأن المستويات المرتفعة من الإستروجين مسؤولة أيضًا عن زيادة سوائل عنق الرحم (المعروف أيضًا باسم مخاط عنق الرحم).

تخلق هذه السوائل بيئة مثالية للحيوانات المنوية للبقاء والسباحة ولكن بالإضافة إلى ذلك فإن الشعور بالرطوبة يزيد من الرغبة الجنسية عند المرأة ويجعل النشوة الجنسية أكثر احتمالًا، حيث يكون الدافع الجنسي لديك أقوى وقد تكونين أكثر عرضة للنشوة الجنسية في الأيام التي تسبق الإباضة مباشرةً، وهذا بسبب زيادة مستويات هرمون الاستروجين.

خلال فترة التبويض والحمل يمكن الشعور بالنشوة بشكل أكثر كثافة بسبب زيادة تدفق الدم إلى منطقة الحوض، حيث تكون زيادة تدفق الدم واحتقان الحوض أكثر وضوحًا أثناء الحمل وتعاني بعض النساء من النشوة الجنسية لأول مرة عندما يكن حوامل. 

هل يمكن أن تكون النشوة الجنسية أثناء الحمل ضارة لطفلك؟

هذه فكرة شائعة بين الحوامل لكن عادةً ما تكون غير مقلقة ما لم تكن لديك مشكلة طبية محددة واقترح طبيبك تجنب العلاقة أو تجنب الوصول إلى النشوة، غير ذلك فليس هناك داعٍ للقلق بشأن الوصول إلى النشوة أثناء الحمل، فالنشوة الجنسية آمنة لطفلك ومفيدة لرفاهيتكِ العاطفية والجسدية.