رحلة الخصوبة تختلف من امرأة لأخرى باختلاف المشاكل التي تواجههن، وبالطبع لا يقتصر الأمر على النساء فقط، حيث يعاني الرجال كذلك من مشاكل في الخصوبة، لكن حمدًا لله ملكتي مع تقدم العلم والجهود الطيبة التي يبذلها العلماء والأطباء أصبحت هناك علاجات تقريبًا لكل مشاكل الخصوبة، واليوم سنتحدث عن أحد هذه المشاكل وهي مشكلة بطانة الرحم المهاجرة أو الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis).
عانت "أمل" البالغة من العمر 35 عامًا من هذه المشكلة، وظلت تحاول الحمل لمدة 4 أعوام، حيث بدأت في زيارة اختصاصي الخصوبة وأجريت جراحة موصى بها من أجل الانتباذ البطاني الرحمي، لكن بعد الجراحة ظلت دورتها الشهرية كما هي؛ نزيف كثير بدون حدوث حمل!
ثم بدأت مع مجموعة أدوية لتعزيز الخصوبة ودايت كذلك للخصوبة بالإضافة إلى التمارين الرياضية! شعرت "أمل" أن التبويض لديها بدأ في الانتعاش مجددًا! وتقول:
"لا تستسلمي أبدًا واستمري في التكيف مهما كانت مشكلتكِ! فمثلًا قد لا تعمل بعض الأدوية معكِ ولكن هناك الكثير من المكملات الغذائية والطرق العلاجية التي قد تنجح معكِ! استمري في بحثك عن العلاج واحصلي على المساعدة الطبية! فأنا الآن في انتظار رؤية مولودي بفارغ الصبر!"

حقائق هامة عن بطانة الرحم المهاجرة
- الانتباذ البطاني الرحمي هي حالة يكون فيها نسيج مشابه لبطانة الرحم في أماكن أخرى من الجسم خارج الرحم وخاصةً في منطقة الحوض، ومن هذه الأعضاء المبيضين، وقناتي فالوب، والمثانة والأمعاء، والمستقيم والمهبل.
- يصيب انتباذ بطانة الرحم عادةً النساء اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 15- 44 عامًا، وهو أحد الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الحمل خلال هذه الفترة، أو حتى الإصابة بالعقم والذي يعتبر أحد أهم المشكلات التي تدل على خطورة بطانة الرحم المهاجرة خصوصًا إذا لم يتم علاجها في المراحل المبكرة.
- يؤثر الانتباذ البطاني الرحمي على حوالي 10٪ (190 مليون) من النساء والفتيات في سن الإنجاب على مستوى العالم، إنه مرض مزمن مرتبط بألم شديد يؤثر على المرأة أثناء الجماع ويؤثر كذلك على حركات الأمعاء والتبول ويسبب آلام الحوض المزمنة وانتفاخ البطن والغثيان والتعب وأحيانًا الاكتئاب والقلق والعقم.
- إن إصابة إحدى أفراد العائلة، مثل الأم أو الأخت، يعتبر علامة هامة لتشخيص الإصابة لدى المرأة التي تعاني من أحد الأعراض التي تشبه أعراض بطانة الرحم المهاجرة، كما أنه يمكن أن يصيب النساء اللاتي يتعرضن لفترات حيض تدوم لأكثر من سبعة أيام.
- في حالات نادرة يمكن لهذه الانسجة أن تتواجد على الحجاب الحاجز والرئتين أو في منطقة السُرة أو الندوب والجروح القديمة المتواجدة في جدار البطن، وتعرف أنسجة بطانة الرحم المتواجدة خارج الرحم باسم غرسة بطانة الرحم (Implant).
- تؤثر التغيرات الهرمونية للدورة الشهرية على نسيج بطانة الرحم المنغرس خارج الرحم، وذلك لأن هذا النسيج يتفاعل مع هذه الهرمونات كأنسجة بطانة الرحم الطبيعية، بالتالي تنمو الأنسجة ويزداد سمكها مع زيادة مستوى الهرمونات الجنسية، ومع انخفاض مستوى الهرمونات تنكسر هذه الأنسجة وتتحلل وتسبب النزيف، لكن الفرق هو أن هذا النزيف يكون داخلي على عكس الدورة الشهرية، ولا توجد وسيلة أو مكان لخروج هذا النسيج المتحلل من الجسم مما يؤدي إلى حصر هذا النسيج المتحلل في المنطقة المصابة والتسبب بحدوث التهاب وآلام والتصاقات جدارية في المنطقة التي يتواجد فيها.
أعراض بطانة الرحم المهاجرة

- غالبًا ما يسبب الانتباذ البطاني الرحمي ألمًا شديدًا في الحوض خاصةً أثناء وقت الحيض.
- تعاني بعض السيدات أيضًا من الألم أثناء ممارسة العلاقة أو عند التبول.
- بعض السيدات يجدن صعوبة في الحمل.
- تعاني بعض السيدات من آلام الحوض المزمنة ونزيف حاد خلال الدورة أو بين الدورات.
- بعض السيدات المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي لا تظهر لديهن أي أعراض.
- غالبًا ما تتحسن الأعراض بعد انقطاع الطمث ولكن ليس دائمًا، فأعراض بطانة الرحم متغيرة وواسعة مما يعني أن الطبيب قد لا يتمكن من تشخيصها بسهولة.
الوقاية من بطانة الرحم المهاجرة
في الوقت الحالي لا توجد طريقة معروفة للوقاية من الانتباذ البطاني الرحمي، لكن قد يؤدي تعزيز الوعي الصحي والتشخيص المبكر إلى إبطاء أو إيقاف التقدم الطبيعي للمرض وتقليل الألم طويل المدى لأعراضه.
علاج بطانة الرحم المهاجرة

- يمكن أن تختلف علاجات الانتباذ البطاني الرحمي بناءً على شدة الأعراض وما إذا كنتِ تبحثين عن الحمل أم لا، حيث أنه لا توجد علاجات تشفي المرض نفسه لكن يمكن أن تساعد مجموعة من الأدوية في التحكم في الانتباذ البطاني الرحمي وأعراضه.
- غالبًا ما تستخدم العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات والمسكنات مثل الإيبوبروفين والنابروكسين لعلاج الألم.
- يمكن استخدام الأدوية الهرمونية مثل وسائل منع الحمل التي يمكن أن تساعد أيضًا في السيطرة على الألم، لكن قد لا تكون هذه الطرق مناسبة لمن يرغبن في الحمل.
- تُستخدم الجراحة أحيانًا لإزالة الانتباذ البطاني الرحمي والالتصاقات والأنسجة الندبية.
- ترتبط بعض العلاجات بآثار جانبية، وقد تظهر الأعراض المرتبطة بالانتباذ البطاني الرحمي في بعض الأحيان بعد انتهاء العلاج، لذلك يعتمد اختيار العلاج على الفعالية لكل حالة على حدىً.
- غالبًا ما يعتمد النجاح في تقليل أعراض الألم وزيادة معدلات الحمل من خلال الجراحة على مدى انتشار المرض، بالإضافة إلى أنه قد تتكرر الإصابة حتى بعد الاستئصال الناجح، ويمكن أن تساهم تشوهات عضلات قاع الحوض في ألم الحوض المزمن.
- تشمل خيارات علاج العقم بسبب الانتباذ البطاني الرحمي: الاستئصال الجراحي لبطانة الرحم بالمنظار، والتلقيح داخل الرحم (IUI)، والإخصاب في المختبر (IVF)، لكن معدلات النجاح تختلف من حالة لأخرى.