ربما تكون البدايات دائمًا وردية وسعيدة، ويكون الزوجان في حالة من الحب والسعادة التي لا توصف ولكن كيف يمكن أن تظل هذه العلاقة ناجحة وتصمد أمام اختبار الزمن، هذا ما سنحاول اخبارك به اليوم !

إن جعل الحب يدوم يمكن أن يكون لغزًا بالنسبة لمعظمنا، لكن في الحقيقة كل ما يتطلبه الأمر هو تعلم بعض مهارات تحسين التواصل بين الزوجين، لقد اكتشفنا على مر السنين أن هناك طرقًا لا حصر لها يمكننا من خلالها دعم زوجنا وحياتنا الزوجية ورعايتها، وسنخبركِ اليوم بأهم هذه النصائح التي يمكنها مساعدتك في ذلك..

أشياء عن الحب يجب أن يعرفها كل زوجين يتطلعان لحياة سعيدة

1. المساحة الشخصية أمر ضروري في العلاقة الزوجية

ضعي في اعتبارك القاعدة الأساسية التي تقول أن علاقتك بنفسك هي الأهم لأن الطريقة التي تعاملي بها نفسك هي الطريقة التي ستعاملي بها الجميع، بما في ذلك زوجك.. لذلك يجب العناية بنفسك وباحتياجاتك أولًا لتتمكني بعدها من الوفاء باحتياجات الآخرين.

ما المشكلة في الملاصقة الشديدة للزوج؟

عندما تصبحي متصلة جدًا بكل تفاصيل حياة زوجك الصغيرة والكبيرة بشكل لا يترك له مساحة للتصرف بمفرده، يصبح من الصعب رؤيته يتصرف وحده خارج حدود العلاقة، وكلما زاد الوقت الذي تقضوه معًا بشكل مبالغ فيه كلما أخذ بعضكم الأخر كأمر مسلم به؛ لكن لـ إحياء العاطفة في العلاقة الزوجية يحتاج الأمر لتذكير كل منكما أنه لا أحد يمتلك الآخر ملكية متأصلة ولكنه التزام يومي تختاران احتضانه يومًا بعد يوم.

وفي حين أن صحبة بعضكم البعض أمر رائع، إلا أن هناك جمالًا لا يمكن إنكاره في التعامل مع العلاقة باعتدال، فعلى سبيل المثال اجعلي زوجك هو صديقك المقرب وأفضل حليف لكِ، لكن لا تنسي تخصيص الوقت لصداقاتك واهتماماتك الفريدة خارج العلاقة أيضًا.

ومن المفارقات أن إعطاء مساحة لبعضكما البعض سيقربكما من بعضكما ويجعل الأشياء المشتركة في علاقتكما تبدو ثمينة..

من فوائد اعطاء المساحة لزوجك

• التنظيم العاطفي.. فكل شخص في حياتك له مساحة ومكان بقلبك
• الحفاظ على الفردية.. كل منكما له اهتماماته واحتياجاته الفردية التي عليه أن يلبيها
• التعبير عن الثقة المشتركة.. فلا أحد فيكما يشك في الآخر بعيدًا عنه
• الحماية الدقيقة لعلاقتك من أن يطغى عليها الحضور المستمر فيحدث الملل.

ماذا يمكن أن تفعلي بمفردك

خصصي مساحة حيث يمكنكِ أن تشعري وكأنكِ بطلة حياتك مرة أخرى، عاملي نفسك بلطف كما تريدي أن يعاملكِ أحبائك.

عندما تكوني بمفردك، قومي بتشغيل قائمة المواد المفضلة لديكِ أثناء إعداد وجبة لذيذة في المنزل، أو استمتعي بالأنشطة والاهتمامات التي تجعلكِ سعيدة.

وقد كانت زوجات النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- يشتغلن بالعلم وتعليم الآخرين، فلم تكن حياتهن فارغة أو غير منتجة، بل لقد نص العلماء على أن من الحكم من تعدد زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يطلع الناس على سيرته في تعامله معهن ليكون قدوة للأزواج في تعاملهم مع أهليهم، وكان أشهرهن أمنا عائشة و أمنا أم سلمة رضي الله عنهما.

ابحثي لنفسك عما تستثمري فيه مواهبك وتشغلي وقتك

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً" فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً، قالت: فكانت أطولهن يداً زينب رضي الله عنها، لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق، وإنها كانت امرأة قصيرة، ولم تكن أطولنا" أخرجه مسلم.

وهنا عندما تعيشي بمفهوم المساحة الشخصية، ستتوسعي إلى ما هو أبعد من رؤية زوجك باعتباره كل شيء بالنسبة لكِ، وسيتم تذكيرك بكل الأشياء السحرية التي لديكِ مع نفسك ومع الأشخاص الذين يشاركون في حياتك، وهنا ستتمكني من رؤية مميزات زوجك مما يساعدكِ على تقديره أكثر.

2. الفضول سيجعل العلاقة أكثر إثارة

هل تريدي أن تعرفي عن الحب ؟

الحب هو لحظات الساعة الثالثة صباحًا عندما تجلسي مع زوجك تستكشفي ذكريات الطفولة والاهتمامات الخاصة بكل منكما وأفكاركم العميقة، هذا المستوى من المشاركة يسمح لكما بالانفتاح على حياة بعضكما البعض بشكل أكثر أصالة.

سر الحياة الزوجية التي لا يُعكر صفوها الملل

قد تظني أنكِ قد رأيتي كل زاوية وركن في حياة شريك حياتك؛ فهمتي المعتقدات التي تشكل تصرفاته، والمجتمعات التي ينجذب إليها، والأسباب الكامنة وراء اختياراته الحياتية، لكن هذه ليست الحقيقة فدائمًا ستكون هناك جوانب ستظل غامضة، بغض النظر عن مقدار ما شاركتموه، لكن الشئ الثابت في العلاقة هي أن النمو والتطور واكتشاف طبقات جديدة من شخصياتكم ووجهات نظركم لن يتوقف.

هذا اللغز المتأصل موجود في جميع العلاقات؛ لذا من المهم أن تظلي فضولية لاستكشاف هذه المناطق المجهولة معًا، تجنبي الافتراض أنكما قد فهمتا بعضكما البعض تمامًا، وبدلًا من ذلك احتضني المجهول واستخدمي هذا الشعور لتظلي مهتمة ومنفتحة على زوجك، إن تنمية هذا الشعور بالإثارة التي لا يمكن التنبؤ بها تحميكما من اعتبار بعضكما البعض أمرًا مفروغًا منه.

اطرحي الأسئلة باستمرار وتعلمي المزيد عن بعضكم البعض،وتمتد هذه الطبيعة الفضولية إلى التعامل مع الخلافات من خلال الفهم بدلاً من الدفاع.

احتضني الأشياء والمعلومات الجديدة في محادثاتكم اليومية، سواء كانت ذكريات حول كتاب الطفولة الأول الذي عشقه أو مناقشة أحدث الأفكار من بودكاست علمي لا يمكنكِ التوقف عن الاستماع إليه.

3. لا تخافي من الخلافات الزوجية وتعلمي منها

الخلافات أمر لا مفر منه في أي علاقة

على الرغم من نواياكم الحسنة وقيمكم المشتركة، فمن الضروري أن تتذكروا أن كلا منكما فرد متميز يتمتع بتنشئة ووجهات نظر فريدة، إذا فكرتم بهذه العقلية فمن السهل أن تقدروا خلافاتكم وتتقبلوها، وتكمن العلاقة الجيدة في قدرتك على التفاوض بشأن الاختلافات وإدارة الصراعات بتعاطف.

وفي نهاية الشجار العنيف، لا يكفي تجاهل الأمر أو انهاءه بالاعتذار، فإذا كنتِ تريدي الاستمرار في التزام طويل الأمد وعلاقة سعيدة، فتعلمي كيفية الرد بمهارة بشكل يصلح المشكلة ويثبت رغبتك في تحسين الأوضاع، ربما لن تقومي بذلك على أكمل وجه، لكنكِ ستحاولي دائمًا أن تفعلي ما هو أفضل وهذا هو ما يهم.

ومن خلال الانخراط في عملية الإصلاح، فإنكِ ستوجهي تركيزك نحو محبة واحترام بعضكم البعض، مما يتجاوز الحاجة إلى الانتصار لنفسك واثبات حجتك، كما أنه إذا كانت صراعاتكم تدور حول موضوعات سطحية، فإن صدق نية الإصلاح ستساعدكِ على البحث بدقة للكشف عن الجذر الحقيقي للمشاكل.

تذكرة

وأريد أن اذكر كلا الزوجين بحديث النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر". لا يفرك: أي لا يكره، فكثير ما يكون سبب الشقاق بين الزوجين أن أحدهما يطلب حقه، ولا يعطى للآخر حقه أو يقصر فيه، أو لا يتغاضى عن الهفوات والزلات التي تحدث من غير قصد، ولا ينظر إلى المحاسن، ولكن ينظر إلى العيوب ويتعاظم لديه شأنها؛ لذا هونًا ورفقًا فلا يوجد أحد منا كامل أو بدون عيوب.

4. تعرفي على معنى الاتصال العاطفي الحقيقي

كثيرًا ما نرى أزواجًا بينهما اتصالًا ظاهريًا قويًا، لكنهم في الحقيقة يكافحون من أجل الشعور بأنهم قريبون حقًا من بعضهم البعض، وغالبًا ما ينبع هذا الانفصال الداخلي من غياب التوافق والافتقار إلى الاتصال العاطفي الضروري لاستمرار العلاقة.

للتعمق في مفهوم الاتصال العاطفي، فهو يعني القدرة على حب شخص ما خلال أحلك لحظاته، مع القدرة على رؤيته بصدق ووضوح، فزوجك ليس كائنًا لامعًا يلبي كل توقعاتك عن الحب، بل هو شخص حقيقي له عيوبه الخاصة.

هذا النوع من التوافق موجود

في تلك اللحظات التي لا يستطيع فيها الزوج تقديم أي شيء لكِ لأنه في أدنى مستوياته، فإن الحب غير المشروط إظهار التعاطف والمرونة والعشق كل ذلك يمكن أن يتردد صداه خلال مختلف مراحل وتطورات العلاقة لسنين قادمة، لقد اخترتم دعم بعضكم البعض خلال المرض والصحة، وللأفضل والأسوأ، والتوافق الحقيقي هو شعور عميق بالأمان.

خاتمة

إن وجود علاقة طويلة الأمد لا يحدث بين عشية وضحاها، فالحب هو عاطفة لا تصدق، ولكن الحفاظ على هذا الشعور هو جهد يومي يصبح أسهل بمرور الوقت باستخدام المهارات المناسبة والزوجين المستعدين.