هل سمعتي من قبل أنه إذا كنتِ تعانين من حرقة المعدة أثناء الحمل، فسيولد طفلك بشعر كثيف، وربما يكون ذلك دليلًا على جنس الجنين، فالفتاة لها شعر كثيف أكثر من الولد ! 

في الحقيقة لا يوجد دليل علمي يثبت علاقة حرقة المعدة بجنس الجنين، ولكن تعمل هرمونات الحمل على استرخاء العضلة العاصرة للمريء (التي تسبب حرقة المعدة)، ودعينا أيضًا لا نغفل أن حرقة المعدة هي أحد أعراض الحمل الشائعة نسبيًا، خاصة في الأسابيع التي تسبق الولادة بغض النظر عن جنس الجنين؛ إذًا ما هي حرقة المعدة أثناء الحمل وكيف اتعامل معها ؟!

ما هي حرقة المعدة؟

حرقة المعدة هي عندما يكون لديكِ شعور بالحرقان في صدرك، حيث يمكن للإحساس غير المريح أن يصل إلى أعلى حلقك، كما قد يكون لديكِ أيضًا طعم مرير أو حامض في الجزء الخلفي من حلقك؛ يحدث ذلك بسبب ارتجاع الحمض، والذي يحدث عندما ينتقل حمض المعدة من معدتك إلى المريء -المريء هو الأنبوب الذي يحمل الطعام والسوائل واللعاب إلى معدتك- حيث توجد عضلة بين المريء والمعدة تفتح للسماح بمرور الطعام، ثم تُغلق حتى لا يعود الحمض إلى المريء، ولكن إذا لم يتم إغلاقها بشكل صحيح، فيمكن أن ينتقل الحمض إلى المريء، مما يسبب حرقة المعدة ! ولا داعي للقلق فحرقة المعدة هي أحد أعراض الحمل الشائعة التي تعاني منها النساء. 

ما هو الارتجاع الحمضي أثناء الحمل؟

يستخدم الناس مصطلحي "حرقة المعدة" و"الارتجاع الحمضي" ليعنيا نفس الشيء، لكن لديهم تعريفات مختلفة:

• يشير الارتجاع الحمضي إلى عدم إغلاق العضلة بين المريء والمعدة كما ينبغي، مما يسمح لحمض المعدة بالانتقال من معدتك إلى المريء.
• أما حرقة المعدة، فتعني الشعور بالألم أو الحرقة في صدرك، وهي أحد أعراض الارتجاع الحمضي.

وكما ذكرنا قد تصاب النساء بالارتجاع الحمضي أثناء الحمل وتعاني من حرقة المعدة بسبب تغير مستويات الهرمونات ونمو الطفل.

كيف تبدو حرقة المعدة أثناء الحمل؟

إذا كنتِ تعانين من حرقة المعدة، فقد تشعرين بالآتي:

• بالحرقان أو الألم في صدرك.
• بالانتفاخ أو الامتلاء.
• التجشؤ بشكل متكرر.
• بالمرض.
• قد تشعرين بالطعام في فمك.

ما مدى شيوع حرقة المعدة أثناء الحمل؟

تعاني أكثر من نصف النساء الحوامل من حرقة شديدة في المعدة، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وهو أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين حملوا من قبل والذين عانوا من حرقة المعدة قبل الحمل.

أسباب حرقة المعدة أثناء الحمل

تشمل أسباب حرقة المعدة أثناء الحمل ما يلي:

• تغير مستويات الهرمونات: تتغير مستويات الهرمونات أثناء الحمل، مما يؤثر على كيفية تحملك للأطعمة وهضمها، فالهرمونات غالبا ما تبطئ الجهاز الهضمي حيث يتحرك الطعام بشكل أبطأ، مما يسبب الانتفاخ والحرقة.
• استرخاء العضلة العاصرة للمريء: يمكن أن يتسبب هرمون البروجسترون، المعروف باسم هرمون الحمل، في استرخاء العضلة العاصرة للمريء، فعندما يسترخي، يمكن أن ينتقل حمض المعدة إلى المريء.
• حجم الرحم: مع نمو طفلك، يكبر الرحم، يمكن أن تزدحم معدتك وتدفع أحماض المعدة إلى الأعلى إلى المريء؛ ولهذا السبب تكون حرقة المعدة أكثر شيوعًا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل حيث يصبح الجنين والرحم أكبر حجمًا مما يزاحم أعضائك الأخرى.

كيف يمكنني التخلص من حرقة الحمل؟

جربي هذه الطرق الطبيعية لتخفيف حرقة المعدة أثناء الحمل:

• تناول الزبادي أو شرب بعض الحليب.
• إضافة ملعقة كبيرة من العسل إلى الحليب الدافئ وشربه.
• تناول عدة وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة.
• تناول الطعام ببطء.
• الشرب بين وجبات الطعام، ولكن ليس مع الوجبات.
• تجنب الأطعمة المقلية أو الحارة أو الدهنية.
• تجنب الحمضيات والعصائر.
• الحد من الكافيين.
• لا تدخين، إلى جانب التسبب في حرقة المعدة، فإن التدخين أثناء الحمل يمكن أن يسبب مشاكل صحية للطفل.

نصائح أخرى لتجنب حرقة المعدة أثناء الحمل:

• الجلوس بشكل مستقيم عند تناول الطعام.
• لا طعام في وقت متأخر من الليل.
• لا تستلقي مباشرة بعد تناول الطعام.
• أبقِ رأس سريرك أعلى من قدم السرير، أو حاولي وضع الوسائد تحت كتفيك حيث يساعد القيام بذلك على منع أحماض المعدة من الارتفاع إلى صدرك.

متى يجب أن أتصل بالطبيب بشأن حرقة المعدة أثناء الحمل؟

إذا لم تختفي حرقة المعدة، فتحدثي إلى الطبيب، حيث يمكنه وصف الأدوية الآمنة أثناء الحمل.

يجب عليك أيضًا الاتصال بالطبيب إذا كنتِ:

• تعانين من حرقة في المعدة توقظك في الليل.
• لديكِ صعوبة في البلع.
• تعانين من بصق الدم.
• تعانين فقدان الوزن.

ختامًا

تعتبر حرقة المعدة أثناء الحمل من أعراض الحمل الشائعة، خاصة في الثلث الثالث من الحمل، ورغم ذلك يمكنكِ منع حرقة المعدة أو التخفيف منها أثناء الحمل عن طريق إجراء بعض التغييرات على نظامك الغذائي من خلال تناول وجبات متكررة ولكن أصغر حجمًا وتجنب الأطعمة الحارة أو المقلية، كما قد يساعد بعض الزبادي أو الحليب أيضًا في تخفيف الأعراض، لكن احذري قبل تناول مضادات الحموضة، تأكدي من استشارة الطبيب لمعرفة الخيار الأكثر أمانًا الذي يمكنك تناوله أثناء الحمل.