الصراخ على الأطفال يخيف أطفالك ويجعلك تشعرين بالسوء، ويقول الخبراء أنه أسلوب غير فعال في تربية الأطفال! فلِمَ التمسك به على أي حال؟! إذا كنت تريدين التغلب على عادة الصراخ على الأطفال فتابعي القراءة!
"أنا لا أصرخ كثيرًا، لكن عندما أرفع صوتي، فذلك لأن شيئًا ما دفعني إلى الحافة! ولست وحدي التي تقوم بالصراخ على أطفالها!"
سواء كان الآباء والأمهات يصرخون لأنهم يريدون الانضباط المدرسي أو لأنهم يفقدون أعصابهم في بعض الأحيان، فقد وجدت دراسة أجريت عام 2003 في مجلة الزواج والأسرة أن ما يقرب من 90% مما يقرب من ألف من الآباء الذين شملهم الاستطلاع صرخوا على أطفالهم، لكن المفاجأة هي أن الأمور كانت تزداد سوءًا كلما صرخ الآباء والأمهات على أطفالهم، فلماذا؟
الصراخ على الأطفال يرسل رسالة مفادها أنك لست مسيطرة على الأمور، وإذا لم تكوني أنت المسيطرة فقد يفترضون أنهم هم المسؤولون! ومن المهم أيضًا أن نفهم أن الأطفال يشعرون بعدم الأمان والقلق عندما تبدو أمهاتهم وآباؤهم خارج نطاق السيطرة، وأن هذه رسائل سيئة تقومين بإرسالها إلى طفلك!
بالطبع لا بأس من التحدث بحزم مع الأطفال (إذا استدعى الموقف)، لكن الغضب والصراخ عليهم ليس مفيدًا، خاصةً إذا كان الأمر مستمر طوال اليوم، لأنكِ عندما تصرخين على كل شيء طوال اليوم فإن الصراخ يفقد تأثيره ويصبح لا أهمية له عندما يكون هناك سلوك يحتاج للحزم والقوة أو حتى الصراخ!
وعندما يصبح الصراخ على الأطفال هو القاعدة الأساسية في منزلك، يميل الأطفال أيضًا إلى الاعتقاد أنه من المقبول أن يصرخوا طوال الوقت أيضًا! ويتعلم طفلك أن الصراخ هو رد فعل مناسب عندما يشعر بالغضب أو الإحباط أو الإرهاق، وإذا كنت تحاولين التوقف عن الصراخ على الأطفال ولا تستطيعين فربما تساعدكِ هذه النصائح التالية:
الصراخ على الأطفال لا يأتي من العدم، بل عادةً ما يكون استجابة لسلوك معين، وإذا تمكنت من اكتشاف الأسباب التي تدفعك إلى الصراخ فستكون لديك فرصة أكبر لتجنب ذلك، اكتشفي ماهية هذه المحفزات التي تدفعكِ للحافة، لأنها تختلف من أم لأخرى.
من العدل تحذير الأطفال (إذا كانوا يماطلون في موعد النوم أو يتشاجرون في السيارة) أنكِ على وشك الصراخ! "قولي لهم: " أنتم تدفعونني إلى الصراخ، وأنا لا أريد الصراخ عليكم، فإذا لم تستمعوا لي الآن سيكون هناك عقابًا!"، قد يكون هذا التحذير كافيًا في بعض الأحيان لجعل الأطفال يخففون من شقاوتهم.
يقول الخبراء أن هذه التحذيرات تتيح للأطفال الاستعداد ذهنيًا للمرحلة الانتقالية، إنها تعطيهم تنبيهًا أنه قد حان وقت الذهاب إلى السرير، حتى إذا أرادوا خمس دقائق إضافية قبل النوم فقولي لهم: "حسنًا، يمكنني السماح لكم بخمس دقائق أخرى، ولكن بعد ذلك ينتهي الوقت!" أستخدمي هذه الإستراتيجية مع أطفالك وستعمل كالسحر!
تخبرنا أخصائية تنمية الطفل "جودي أرنال" أنها عندما تغضب ولا تريد الصراخ على أطفالها تذهب إلى غرفة منفصلة وتصرخ فيها (بدلًا من الصراخ على الأطفال) للتخلص من الطاقة السلبية بداخلها والرغبة في الصراخ.
الصراخ على الأطفال لا يعني التواصل، فهو في الواقع يشجع الأطفال على الصمت والتجاهل بدلًا من الاستماع لكِ، لذلك يريد خبراء التربية تبديد الأسطورة القائلة بأن الأطفال بحاجة إلى التعلم في هذه اللحظة! قد يكون من الصعب الانتظار لتعليمهم الدرس، لكن ممارسة ضبط النفس في الوقت الحالي ستوصل رسالة أقوى بشكل عام، تأتي لحظة التدريس لاحقًا، وتكون أكثر فعالية عندما تكون أكثر هدوءًا.
قولي بصوتٍ عالٍ: "هذه المشكلة سوف تمر"، أو "أنا بخير"، أو "هذا الأمر مؤقت"، تساعد القدرة على تحدي أفكارك ومشاعرك السلبية على تهدئة الأمور قليلًا.
يقول أحد خبراء التربية: "ليس عليكِ حضور كل قتال تتم دعوتك إليه!"
غالبًا ما يؤدي الابتعاد عن الصراخ على الأطفال والموقف بأكمله إلى توقف المشكلة، بغض النظر عما إذا كان الجدال قد بدأ، أو إذا كنتِ متعمقة فيه مع طفلك، أو استمر لمدة عشر دقائق، في كل الأحوال يمكنك التوقف والابتعاد عن الموقف مؤقتًا، في بعض الأحيان، قومي بقضاء بعض الوقت بعيدًا عن طفلك ثم عودي لاحقًا وتعاملي مع سوء سلوكه بهدوء.
من الشائع أن يتشاجر الآباء والأمهات مع أطفالهم عندما يعودون إلى المنزل، لذلك ينصح بمنح نفسك بعض الوقت للانتقال عندما تعودين إلى المنزل، خذي عشر دقائق للاغتسال، واجمعي أفكارك، ثم اخرجي من غرفتك وتحدثي إلى أطفالك، قد يتصرفون وكأنهم لا يستطيعون الانتظار لمدة عشر دقائق في البداية، لكنهم سوف يعتادون على ذلك مع الوقت، وسوف يتعلمون منحك المساحة الخاصة بك في نهاية المطاف.
إن تغيير وجهة نظرك يظهر الاحترام والدعم! والاستماع إلى طفلك وفهم وجهة نظره يمكن أن يساعدكما على حل المشكلات معًا وتحديد ما إذا كان هناك حاجة للمزيد من الانضباط أم لا.
في بعض الأحيان، مجرد إدراك أن التنافس بين أطفالك والتذمر والثرثرة والنفور من وقت النوم هي كلها أمور طبيعي ومناسب لعمرهم، سيجعلكِ أكثر هدوءًا، بل إنها تصبح سلوكيات تحاولين التعامل معها بدلًا من كونها سلوكيات تدفعك إلى الجنون.
تحدثي إلى زوجك أو صديقتك أو أحد أقاربك عن مشاعرك، إن وجود منفذ للتخلص من مشاعرك السلبية ومعالجتها يمكن أن يحسن حالتك النفسية لتحديد أفضل مسار للتعامل مع طفلك، وذكّري نفسك دائمًا أن الصراخ على الأطفال يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها.
إذا قررتِ الاعتذار عن الصراخ على الأطفال، فافهمي أن الأمر لا يتعلق بالحصول على المغفرة من أطفالك، بل يتعلق الأمر بتغيير سلوكك، والتعلم من الموقف، ومحاولة القيام بعمل أفضل في المرة القادمة، فكما نريد محاسبة أبنائنا على أفعالهم يجب أن يصبح هدفك هو البقاء هادئة والتعامل مع سلوكياتهم دون أن تفقدي السيطرة على نفسك.
يتفق خبراء التربية على أنه من المقبول الصراخ على الأطفال لـ جذب انتباههم عندما يكون في خطر، تقول "جودي أرنال": "لا تصرخي إلا في تلك الأوقات التي تحتاجين فيها حقًا إلى إنصاتهم والانتباه إليك، مثل عندما يكونون في خطر -لا قدر الله-، لهذا السبب لا تعتمدي على الصراخ على الأطفال بشكل مستمر، لأن الصراخ ينجح أحيانًا، لكنه لن ينجح إذا كنت تستخدميه طوال الوقت".
في حين أن الصراخ على الأطفال لا يجعلكِ أم سيئة إلا أنه يشير إلى أنكِ بحاجة إلى الدعم، إن تربية الأطفال بطريقة محترمة وعادلة وداعمة أمر ممكن تحقيقه بإذن الله، ويمكنك جعل علاقتك مع أطفالك أكثر انسجامًا من خلال الممارسة والتوجيه من الآباء الآخرين أو مجموعات دعم الوالدين أو أحد خبراء التربية.
ابنتكِ تحب المكياج؟ إليك أكثر مكياج آمن للاطفال!
أصبحت مشكلة استخدام المكياج في سن مبكرة شائعة لدى العديد من العائلات، لكن هل من الآمن استخدام مكياج آمن للاطفال؟ ومن أي عمر يمكنهن اللعب به؟
كيف يمكننا تربية الأطفال كما يحب الله؟
سنستكشف في هذه المقالة بعض طرق تربية الأطفال التي يمكنك من خلالها تقريب طفلك من الله، لبناء أساس متين من الحب والثقة به
كيف تساعدي طفلك على اجتياز الاختبارات المدرسية بنجاح
قد تكون الاختبارات الدراسية مرهقة للغاية، حيث يعيش كل طالب تقريبًا تحت ضغط يبدأ قبل أسابيع قليلة من موعد الامتحان وحتى نهايته!