يعتقد العديد من خبراء الخصوبة والإنجاب أنه من المحتمل أن يكون هناك حالات حمل بتوأم أكثر مما يعرفه أيٌ منا، حيث أنه أصبح من الشائع إلى حد كبير الآن حدوث الحمل بتوأم أكثر من ذي قبل.

كيف يحدث الحمل بتوأم؟

إذا كنتِ تريدين زيادة فرصك في إنجاب طفلين، فمن المهم أن تفهمي كيفية تكوين التوائم في البداية! أولًا ملكتي هناك نوعان من التوائم؛ توائم متطابقة وغير متطابقة؛ يتم تكوين التوائم المتطابقة أو أحادية الزيجوت عندما يتم تخصيب بويضة واحدة بواسطة حيوان منوي واحد ثم ينقسم بعد ذلك إلى جنينين منفصلين، ويشترك كل منهما في نفس المكونات الجينية المتطابقة تمامًا، ويشتركان أيضًا في نفس المشيمة.
بينما تتشكل التوائم غير المتطابقة أو ثنائية الزيجوت من بويضتين منفصلتين يتم تخصيبهما بواسطة حيوانين منويين منفصلين، وهم لا يشتركون في التركيب الجيني وسيكون لكل طفل مشيمته الخاصة.

هل هناك فيتامينات تساعد على الحمل بتوأم؟

1) المغنيسيوم والكالسيوم

المغنيسيوم والكالسيوم من أهم الأمثلة على الفيتامينات التي تساعد على الحمل بتوأم، حيث وُجد أن تناول المغنيسيوم والكالسيوم قد يساعد بطريقةٍ ما على الحمل بتوأم، ولكن الأدلة العلمية على فعاليتهما لا تزال محدودة، كما يُعتقد أن زيادة تناول الألبان قد تساعد أيضًا على الحمل بتوأم، حيث أن البروتينات الموجودة في الألبان تعمل على زيادة احتمالية الإباضة المتعددة.

2) حمض الفوليك

حمض الفوليك هو فيتامين ب، ويوصي العديد من الأطباء بتناوله قبل وأثناء الحمل لتقليل خطر الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي مثل السنسنة المشقوقة، وكذلك قبل الحمل يوصى بتناول حوالي 400 ميكروجرام من حمض الفوليك يوميًا وزيادة هذه الكمية إلى 600 ميكروجرام أثناء الحمل.
وقد كانت هناك بعض الدراسات الصغيرة التي تشير إلى أن حمض الفوليك قد يزيد من احتمالية الحمل بتوأم.
تم الإبلاغ عن التأثير الأكبر في دراسة سويدية أبلغت عن زيادة بنسبة 45٪ في الحمل بتوأم إذا استخدمت المرأة حمض الفوليك قبل الحمل، لكن أرجعت العديد من الدراسات منذ عام 1999 زيادة الحمل بتوأم إلى زيادة استخدام علاجات الخصوبة وليس من استخدام حمض الفوليك نفسه.
وفي دراسة أجريت على أكثر من 176 ألف امرأة نرويجية أنجبن بين عامي 1998 و2001، لم يجد الباحثون أي دليل على أن استخدام حمض الفوليك قبل الحمل يزيد من فرص الحمل بتوأم، في البداية، نظرت الدراسة إلى النساء اللاتي تناولن حمض الفوليك قبل الحمل بغض النظر عن كيفية حملهن، وكانت هؤلاء النساء أكثر عرضة بنسبة 59% لإنجاب توأم مقارنةً بالنساء اللاتي لم يتناولن مكملات حمض الفوليك. لكن لم تكن هناك زيادة في الحمل بتوأم عندما تمت دراسة النساء اللاتي حملن بشكل طبيعي فقط.
والنتيجة هي أن النساء اللاتي يخضعن للإخصاب في المختبر كن أكثر عرضة بكثير من النساء الأخريات لإنجاب توائم، كما أنهن أكثر عرضة لتناول حمض الفوليك قبل الحمل، وحوالي 25% من النساء اللاتي حملن من خلال التلقيح الصناعي تناولن حمض الفوليك قبل الحمل، مقابل 6% فقط من أولئك اللاتي حملن بشكل طبيعي.

3) الزنك

يعتبر الزنك من أهم الأمثلة للفيتامينات التي تساعد على الحمل بتوأم إذا تم تناوله من قِبل الرجل وليس المرأة، حيث أنه يزيد من حركة وقوة الحيوانات المنوية ممّا يزيد من فرصة اختراق أكثر من حيوان منوي لأكثر من بويضة واحدة وبالتالي يحدث الحمل بتوأم!

4) الأدوية المصممة لزيادة الخصوبة

تعمل أدوية الخصوبة عادةً عن طريق زيادة عدد البويضات المنتجة من مبيض المرأة، إذا تم إنتاج المزيد من البويضات، فمن المحتمل أيضًا إطلاق أكثر من بويضة وتخصيبها، ويحدث هذا في نفس الوقت، مما يسبب التوائم المتطابقة.
فمثلًا يشيع استخدام عقار كلوميفين وهرمون الحمل ضمن أدوية الخصوبة التي يمكن أن تزيد من فرص إنجابك لتوأم.
لكن عقار كلوميفين هو دواء متاح فقط من خلال وصفة طبية، ومن الأسماء التجارية للدواء هي كلوميد وسيروفين، وتعتمد الجرعة على احتياجات المرأة الفردية، حيث يعمل عن طريق تحفيز هرمونات الجسم لإحداث التبويض، وقد أظهرت الدراسات أن النساء اللاتي يستخدمن هذا الدواء لعلاج الخصوبة أكثر عرضة لإنجاب التوائم من أولئك اللائي لا يتناولنه.
كما يمكن إعطاء الهرمون المنبه للجريب (FSH) بمفرده أو بالاشتراك مع الهرمون الملوتن (LH)، حيث يتم إنتاج كلا الهرمونين بشكل طبيعي بواسطة الدماغ ويخبران المبيضين بإنتاج بويضة واحدة كل شهر، لكن عندما يُعطى على شكل حقنة، فإن الهرمون المنبه للجريب (مع أو بدون الهرمون الملوتن) يخبر المبيضين بإنتاج بويضات متعددة، ونظرًا لأن الجسم ينتج المزيد من البويضات، فسيصبح هناك احتمال أكبر لتلقيح أكثر من بويضة واحدة!
تُقدر الجمعية الأمريكية للطب التناسلي أن ما يصل إلى 30% من حالات الحمل التي تحدث أثناء استخدام هرمون الحمل تؤدي إلى ولادة توائم، ويعتبر كلا هذين الدواءين آمنًا وفعالًا بشكل عام، ولكن مثل أي دواء، هناك مخاطر وآثار جانبية محتملة تصاحب استخدام أدوية الخصوبة، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء أو مكمل غذائي.