لا شك أن التوحد عند الأطفال يحدث بسبب العديد من العوامل المعقدة، التي من المرجح أن تنطوي على تفاعلات بين العوامل الوراثية والجينية والبيئية، وفيما يتعلق بالتأثيرات البيئية، تشير الدراسات المتزايدة إلى أن هناك أشياء تفعلها الأم أثناء فترة الحمل، قد تكون هي السبب وراء التوحد عند الأطفال، فتابعي القراءة لتعرفي التفاصيل !

ما هي الأشياء الذي إذا أخذتها الأم تسبب التوحد عند الأطفال ؟

• أدوية الكورتيزول

هناك فرضية قائلة بأن تعرض الجنين للكورتيزول من خلال الأم قد يزيد من خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد، وقد تم قياس الكورتيزول في بلازما الأم في الأسابيع 15 و19 و25 و31 و37 من الحمل في عينة من 84 امرأة حامل، وتم تقييم أعراض اضطراب طيف التوحد لدى أطفالهن الذين يبلغون من العمر 5 سنوات.

والنتيجة أنه ارتبط تعرض الجنين لمستويات من هرمون الكورتيزول لدى الأم بمستويات عالية من أعراض اضطراب طيف التوحد، علاوة على ذلك، تؤكد هذه النتائج على قيمة فحص التعرض للهرمونات قبل الولادة كمؤشرات لخطر اضطراب طيف التوحد، وتدعم الفرضية القائلة بأن التعرض المتغير للستيرويدات قبل الولادة قد يلعب دورًا في مسببات اضطراب طيف التوحد.

• أدوية الجلوكوكورتيكويدات

هي أدوية تقلل الالتهاب في جسمك، ومثل جميع الأدوية، يمكن أن تسبب آثارًا جانبية، بعضها ضار، ورغم أنه لا توجد طريقة لضمان تجنب الآثار الجانبية أو المضاعفات، ولكن استخدامها تمامًا كما يصفها لك الطبيب هو أفضل طريقة لتقليل المخاطر.

• الإفراط في تناول فيتامين A أو بعض المكملات

الإفراط في تناول فيتامين A، خاصة في شكل الريتينول وليس البيتا كاروتين، قد يكون سامًا ويسبب مشكلات صحية خطيرة، منها مشكلات في النمو العصبي للجنين حيث قد يسبب تناول جرعات زائدة من فيتامين A تشوهات خلقية واضطرابات في نمو الدماغ لدى الجنين.

• استخدام الأدوية المضادة للصرع

لقد ثبت أن بعض الأدوية المضادة للصرع الشائعة، تزيد من خطر الإصابة بالتوحد عند تناولها أثناء الحمل، فعلى سبيل المثال "البروات"، على وجه الخصوص، قد يزيد من الخطر بنسبة تصل إلى 10٪؛ لذا إذا كنتِ تفكرين في الحمل، فتحدثي مع طبيب الأعصاب حول تغيير أو حتى إيقاف دوائك لتقليل خطر الإصابة بـ التوحد عند الأطفال.

• استخدام مضادات الاكتئاب

تشير بعض الدراسات إلى أن استخدام مضادات الاكتئاب، قد يكون مرتبطًا أيضًا بخطر الإصابة بـ التوحد عند الأطفال.

وتشير نتائج أبحاث أخرى إلى أن الأمهات اللاتي يعانين من حالة نفسية، مثل الاكتئاب أو القلق، أكثر عرضة لإنجاب طفل مصاب بالتوحد مقارنة بالأمهات اللاتي لا يعانين من هذه الحالات، بغض النظر عن العلاج.

عوامل أخرى قد تسبب التوحد عند الأطفال

• تقدم سن الوالدين

تشير العديد من الدراسات الكبيرة إلى أن الوالدين الأكبر سنًا هم أكثر عرضة بشكل كبير لإنجاب أطفال مصابين بالتوحد، وهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن هذه الظاهرة أكثر احتمالية عندما يكون الوالد الذكر أكبر سنًا، على الرغم من وجود بعض الأدلة على أن عمر الأم هو عامل أيضًا.

• الولادة المبكرة

وجدت عدد من الدراسات ارتباطًا بين الولادة المبكرة والتوحد، فضلاً عن اضطرابات النمو الأخرى، حيث يعاني حوالي 7% من الأطفال المولودين قبل الأوان من التوحد، مقارنة بنحو 1% إلى 2% من الأطفال.

• سكري الحمل

أظهرت مراجعة كبيرة أجريت عام 2021 أنه إذا أصيب أحد الوالدين بـ سكري الحمل (مرض السكري الذي يتم تشخيصه لأول مرة أثناء الحمل)، فهناك احتمال أكبر من المتوسط ​​لإنجاب طفل مصاب بالتوحد، ويرتبط هذا النوع من مرض السكري أيضًا بالولادة المبكرة وتسمم الحمل واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).

لا يمكن تجنب سكري الحمل دائمًا، ولكن يمكن إدارته بعناية بدعم من الطبيب، حيث قد يؤدي الحفاظ على مستويات صحية من السكر في الدم أثناء الحمل إلى تقليل التأثير الذي قد تحدثه الحالة على نمو الجنين.

• نقص الحديد

الحديد مهم لنمو دماغ الجنين، ومع ذلك فإن نقص الحديد أثناء الحمل أمر شائع؛ ما يقرب من نصف الحوامل لا يحصلن على ما يكفي من الحديد.

وفي دراسة عام 2014 وجد ارتباطًا بين نقص الحديد لدى الأم وزيادة خطر الإصابة بالتوحد، وقد وجد أن هذا الخطر أكبر بكثير مع تقدم عمر الأم ووجود حالات أيضية أثناء الحمل.

• السموم البيئية

قد يؤدي التعرض لبعض السموم الموجودة في بعض السلع البلاستيكية، والمنازل المبنية حديثًا، والسجاد الجديد، وحتى بعض عبوات الأطعمة، إلى زيادة خطر الإصابة بالتوحد.

تتضمن التعرضات البيئية الأخرى التي تم ربطها بالتوحد:

• ملوثات الهواء المرتبطة بالمرور
• بعض المعادن الثقيلة
• عدة مبيدات حشرية

• صعوبات التغذية

قد يؤدي الإجهاد قبل الولادة والتشوهات الخلقية وغيرها من المشكلات إلى الولادة المبكرة، والتي ترتبط بـ انخفاض الوزن عند الولادة، وغالبًا ما يعاني الأطفال الخدج من مشاكل في التغذية، والطفل الذي يعاني من انخفاض الوزن عند الولادة ولكنه يولد في الموعد المحدد ولا يعاني من أي مشاكل أخرى قد يكون لديه خطر ضئيل فقط من الإصابة بالتوحد.

الحد من خطر الإصابة بالتوحد أثناء الحمل والولادة

استنادًا إلى البحث، هناك عدة خطوات يمكن للأم اتخاذها للحد من خطر إصابة طفله بالتوحد، وهي تشمل:

• إنجاب الأطفال بعد سن 21 وقبل سن 35 وأن يكون الأب في نفس الفئة العمرية.
• العمل مع الطبيب لاختيار أدوية أكثر أمانًا لقضايا معينة، مثل الصرع أو الاكتئاب.
• تجنب مثل التدخين والتواجد حول السموم المعروفة.
• القيام بزيارات منتظمة قبل الولادة للطبيب ومتابعة أي مشاكل جسدية محتملة، مثل ظهور مرض السكري الحملي.
• الحفاظ على وزن صحي أثناء الحمل.
• اتباع أي نصيحة طبية عن كثب فيما يتعلق بالراحة في الفراش وتجنب الإجهاد.
• وفقًا للدراسات، قد يستفيد الجنين أيضًا من الاستخدام المتسق والمناسب لمكملات غذائية محددة.

تذكري أن تناول مكملات مثل حمض الفوليك، والأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية (أوميغا 3) وفيتامين د3، إلى جانب تصحيح نقص الفيتامينات الأخرى، من الطرق الممكنة أيضًا تعزيز جهاز المناعة لديك، وإطالة فترة إرضاع طفلك، للحد من خطر الإصابة بـ التوحد عند الأطفال (على الرغم من أنهما لا يمكنهما بالطبع القضاء على الخطر تمامًا).

خاتمة

إن تحديد عوامل الخطر المرتبطة بالحمل للإصابة بـ التوحد عند الأطفال هو مجال بحث مستمر، وبعض عوامل الخطر لديها أدلة أكثر على ارتباطها من غيرها؛ لذا علينا الالتزام بما تخبرنا به أحدث الدراسات، ومراعاة سبل السلامة.

جربي أدوات تطبيق الملكة لحمل صحي، بما في ذلك جدول الحمل بالأسابيع، وتفاصيل تغذية الأم الحامل، وإذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعي تطبيق الملكة على Instagram Facebook Twitter  لتصلك أحدث المقالات والتحديثات !