تعتبر فترة نمو الطفل من أهم المراحل في حياته، حيث يكتشف ويتعلم الكثير من المهارات الجديدة، لكن قد يشهد الآباء والأمهات سلوكًا غريبًا بل ومخيفًا يتمثل في ضرب الأطفال لرؤوسهم.

لذلك ملكتي في هذا المقال، سنناقش متى يبدأ الطفل بضرب رأسه ولماذا يفعل ذلك، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع هذا السلوك والأشياء التي ينبغي فعلها، وستجدين أيضًا نصائح حول السلامة للوقاية من إصابات الأطفال التي قد تحدث خلال فترة نموهم.

لا شك أن الأطفال سيصابون بالصدمات والكدمات والخدوش عندما يتعلمون الجلوس والزحف والوقوف والتسلق والمشي والجري، ومن المهم أن تكوني على دراية بقضايا السلامة في بيئة الطفل وما حولها لمنع الإصابات، ومن علامات صدمة الرأس عند الأطفال ما يلي:

• فقدان الوعي
• النعاس
• الدوخة والارتباك
• القيء
• الغضب
• نزيف الأنف أو الفم أو الأذنين 

إذا ظهرت أيٍ من هذه العلامات فيجب عليكِ طلب المساعدة الطبية فورًا لتجنب حدوث مشاكل أكبر لا قدر الله.

واطمئني ملكتي لأن هناك أيضًا أوقات يضرب فيها طفلك رأسه عن قصد، وقد لا تتطلب هذه السلوكياتت مزيدًا من الاهتمام أو الملاحظة، شرط ألا تحدث أيٍ من العلامات السابقة.

متى يبدأ الأطفال بضرب رؤوسهم؟

يمكن أن يبدأ السلوك الغريب للأطفال بضرب الرأس من عمر 5 إلى 6 أشهر ويستمر حتى مرحلة الطفولة المبكرة، يقوم معظم الأطفال بضرب رؤوسهم على الجدران والأرضيات بحلول الوقت الذي يقتربون فيه من المدرسة الابتدائية، حيث يبدأ الأطفال عادةً هذا السلوك عندما يمكنهم الجلوس بمفردهم، والتأرجح ذهابًا وإيابًا وضرب رؤوسهم أثناء التنقل.

أسباب ضرب الأطفال رؤوسهم​

وفقًا لمؤسسة النوم الوطنية، فإن عملية ضرب رأس الطفل مهدئة لبعض الأطفال أثناء نومهم، ويقترح خبراء آخرون أن هذا السلوك قد يكون علامة على أن طفلك ليس على ما يرام ويمكن أن يزيد عندما يكون مصابًا بنزلة برد أو حساسية أو التهاب في الأذن.

قد يكون من الصعب مشاهدة طفلك وهو يضرب رأسه، لكن اطمئني أن هذا السلوك عادةً ما يكون غير ضار، كما يمكن أن تساعدهم هذه الحركة المنتظمة والمتكررة على النوم، فهو شيء من المحتمل أن يتفوقوا عليه، ولا يلزم عادةً أي تدخل.

كيفية التعامل مع سلوك ضرب الطفل لرأسه​

إذا كان طفلك يضرب رأسه لتهدئة نفسه، فيمكنك المساعدة من خلال توفير أنشطة مهدئة للطفل قبل القيلولة أو في الليل، وإلا فليس هناك الكثير مما يمكنك فعله لتقليل هذا السلوك، وتتضمن بعض الأنشطة المهدئة أخذ حمامًا دافئًا أو تشغيل موسيقى هادئة أثناء تناول الطعام أو الغناء لطفلك لتوفير الراحة.

ضرب رأس الطفل وتأثيره على التطور العصبي

إذا استمر هذا السلوك أثناء دخول طفلك المدرسة، فقد يكون من أعراض اضطراب عصبي أو نمائي، ويمكن لطبيب الأطفال أو أخصائي طب الأطفال مساعدتك في هذه الحالة.

توجيهات للآباء حول ضرب الأطفال رؤوسهم​

عندما يضرب الأطفال رأسهم على الأرض يمكن أن يكون ذلك تعبيرًا عن الإحباط أو الغضب (نوبة الغضب عند الأطفال)، وسيتعلمون قريبًا بمفردهم أن ضرب رؤوسهم على الأرض لا يشعرهم بالرضا ولا يحصلوا على رد الفعل الذي يريدونه. 
لكن إذا تسبب ضرب رأس طفلك في إصابة نفسه، أو زاد في التكرار أو استمر عند الأطفال في سن المدرسة، فقد يكون من أعراض اضطراب عصبي أو في اضطراب النمو، وفي هذا الوقت يجب أن تتصلي بطبيب الأطفال إذا كانت لديك أي مخاوف، وبمرور الوقت سيتعلم طفلك مهارات تأقلم أفضل ليريح نفسه عندما ينام أو يتعامل مع الضغط العاطفي. 

علاجات واستراتيجيات للتعامل مع ضرب الأطفال رؤوسهم

• أفضل شيء يمكنك القيام به لطفلك هو رعايته ودعمه وحمايته من الأذى كلما أمكن ذلك.
• يمكن القول إن ضرب رأس الطفل قد يكون سلوكًا طبيعيًا في فترة نموه، وقد يستخدم الطفل هذا السلوك كوسيلة للتهدئة أو التعبير عن الغضب.
• على الرغم من أنه قد يكون صعبًا مشاهدة طفلك يضرب رأسه، إلا أنه في معظم الحالات لا يكون ضارًا ولا يستدعي تدخلًا خاصًا.
• تتطلب هذه الحالة المزيد من الملاحظة والمتابعة، وقد تستدعي استشارة طبيب الأطفال إذا استمر السلوك بشكل متكرر أو عند دخول الطفل مرحلة المدرسة، ويمكنك تقديم الدعم والرعاية لطفلك من خلال توفير بيئة مهدئة وممارسة أنشطة تساعد الطفل على الاسترخاء.
• من الجيد أن تكوني على دراية بقضايا السلامة لحماية طفلك من الإصابات، وقد تحتاجين إلى اتخاذ تدابير واحتياطات إضافية لتأمين المنزل ومنع وقوع حوادث.
• وفي النهاية ملكتي، أهم شيء هو أن تعرفي أنك لست وحدك في هذه التجربة، وأنه بمرور الوقت سيتعلم طفلك كيفية التأقلم والتعامل مع الضغوط والمشاعر السلبية بطرق أكثر صحة، فقومي بدعمه وحمايته وتقديم الرعاية اللازمة، وسترين كيف يتطور وينمو بشكل سليم وسعيد بإذن الله.