المبيضان عضوان صغيران يقعان في حوض الأنثى، وهما متصلان بالرحم بالقرب من قناتي فالوب في كل جانب، ويحتوي المبيضان على خلية الأمشاج الأنثوية والتي تسمى البويضة، تمتلئ المبايض بالبصيلات، وهي عبارة عن هياكل مملوءة بالسوائل تنمو فيها البويضة حتى تنضج.

عند التحدث عن احتياطي المبيض فهناك نقطتين يجب ذكرهما، وهما الكمية والجودة؛ الكمية (التي يشار إليها غالبًا باسم "احتياطي المبيض أو مخزون البويضات") هي عدد البويضات المحتملة المتبقية في المبايض في أي وقت من عمر المرأة. 

أما الجودة فهي عنصر مهم للغاية في احتياطي المبيض، تعتمد جودة البويضات في الغالب على عمر المرأة، فعندما تتقدم المرأة في العمر تتقدم كذلك البويضات التي تبقى في مبيضها، وهذا هو السبب في صعوبة الحمل مع التقدم في العمر والسبب أيضًا في ارتفاع معدلات الإجهاض لدى النساء.

تولد الأنثى بمخزون البويضات الذي سيظل معها طوال حياتها، عند الولادة يحتوي المبيض الطبيعي على حوالي 1-2 مليون بويضة، ولا تكون الأنثى قادرة على إنتاج بويضات جديدة بل في الواقع يكون هناك انخفاض مستمر في إجمالي عدد البويضات كل شهر، فبحلول الوقت الذي تدخل فيه الفتاة سن البلوغ يتبقى حوالي 25% فقط من إجمالي البويضات طوال حياتها، أي حوالي 300000 بويضة.

على مدى الـ30-40 سنة القادمة من الحياة الإنجابية للإناث يقل مخزون البويضات بالكامل، وعلى الرغم من أنه لا يمكن لأحد أن يعرف على وجه اليقين عدد البويضات المتبقية داخل المبايض في أي وقت من حياة المرأة، إلا أن معظم النساء تبدأ في المعاناة من انخفاض كبير في الخصوبة بدءًا من سن 37 تقريبًا، وفي وقت انقطاع الطمث لا يتبقى أي بويضات تقريبًا.

خلال عمر المرأة يتم تجنيد أعداد كبيرة من البصيلات والبويضات لبدء عملية النمو والنضج، لكن الغالبية العظمى لا تصل إلى مرحلة النضج الكامل ويموت معظمهم، وعلى هذا النحو سنجد أنه فقط حوالي 300-500 من هذه البويضات ستنضج على مدى عمر المرأة.

يستغرق نضج البويضة عادةً حوالي 14 يومًا ويمكن تقسيم الأمر إلى فترتين مختلفتين، خلال الفترة الأولى تبدأ العديد من البويضات -ما يصل إلى 1000 بويضة- في النمو والنضج، تتطلب المرحلة الثانية من التطور تحفيز من هرمون الغدد التناسلية لتحفيز المزيد من التطور.

لكن على الرغم من أن مئات البويضات قد بدأت في النضج إلا أن بويضة واحدة فقط ستصبح في الغالب هي المهيمنة خلال كل دورة شهرية وتصل إلى حالة النضج الكامل لتكون قادرة على الإباضة والتخصيب، بينما تذبل البويضات أو البصيلات المتبقية وتموت.

لا تنتج الفتيات قبل سن البلوغ هرمونات الغدد التناسلية الضرورية للمرحلة الثانية من التطور لذا فإن العديد من البويضات التي بدأت في النضج ستذبل ببساطة، إن هذا العدد الكبير من البويضات التي يتم استخدامها كل شهر مسؤول عن الانخفاض المستمر في إجمالي مخزون البويضات للإناث والذي يحدث منذ الولادة وحتى سن اليأس.

بعد البلوغ تستمر البويضة السائدة في التطور وتعتمد على الهرمونات للنمو والتحفيز، وعندما تصبح البويضة ناضجة تمامًا تنفجر البصيلة المحيطة بالبويضة وتطلق بويضة ناضجة تنتقل عبر قناة فالوب باتجاه الرحم، ويمكن تخصيب هذه البويضة في حوالي 48 ساعة تقريبًا، إذا لم يتم تخصيب البويضة خلال هذا الوقت فسوف تموت وفي غضون أسبوع آخر تقريبًا ستبدأ دورة جديدة من نضوج البويضة.

تستمر عملية التطور الدورية هذه طوال حياة الأنثى حتى يتم استنفاد معظم أو كل البويضات، وهذه هي الفترة المعروفة باسم سن اليأس، والذي يحدث تقريبًا في العقد الرابع أو الخامس من العمر، وإذا حدث هذا قبل سن الأربعين فهو يُسمى بـ فشل المبايض المبكر، وأي أنثى تتلقى العلاج بالأدوية التي تضر بصيلات المبيض معرضة لخطر الإصابة بفشل المبايض المبكر -حتى بعد سنوات عديدة من انتهاء العلاج-، بينما ستحتفظ غالبية الفتيات الصغيرات اللاتي عولجن بالعلاج الكيميائي بالخصوبة في البداية ولكن قد يتعرضن لخطر الإصابة بفشل المبايض المبكر، لذلك يجب تذكر هذا الأمر للحفاظ على خصوبة الفتيات والسيدات قبل العلاج. 

6 أشياء يجب أن تعرفيها عن احتياطي المبيض 

1. العمر هو العامل الأكبر الذي يؤثر على احتياطي المبيض

إن جودة وكمية البويضات الخاصة بك تتناقص مع تقدم العمر، فالمرأة تولد بكل البويضات ولا يمتلك جسمها القدرة على إنتاج المزيد من البويضات ولا توجد حاليًا أي علاجات متاحة لزيادة كمية إمداد البويضات، لكن قد يساعدك الحفاظ على نمط حياة صحي وتناول المكملات الغذائية المناسبة مثل PNV و Coenzyme Q10 والميلاتونين وزيت السمك على تحسين جودة البويضات، لكن قومي باستشارة طبيبك أولًا ليصف لكِ الجرعات المناسبة لحالتك.

2. تؤثر العوامل الأخرى أيضًا على كمية وجودة البويضات

 في حين أن العمر هو العامل الأكثر أهمية إلا أن كمية وجودة البويضات قد تتأثر بهذه الأشياء:

• قصور المبيض الأولي: إنها حالة نادرة ولكن يمكن أن تحدث بشكل ثانوي لأسباب جينية أو مناعية ذاتية أو لأسباب غير معروفة.
• المشكلات الصحية: مثل اضطرابات المناعة الذاتية أو حالات الالتهاب أو علاج السرطان أو الجراحة في المبايض.

3. اختبار احتياطي المبيض

يوجد حاليًا نوعان من الاختبارات المستخدمة للمساعدة في تحديد حالة احتياطي المبيض:

• النوع الأول هو اختبار الدم: في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة يمكنك اختبار هرمون تحفيز الجريب (FSH) / مستوى استراديول ومستوى الهرمون المضاد للمولر (AMH).
• النوع الثاني هو الموجات فوق الصوتية عبر المهبل: غالبًا ما يتم إجراؤه في اليوم الثالث من دورتك أيضًا، حيث تسمح الموجات فوق الصوتية لطبيبك بحساب عدد البصيلات الصغيرة في مبيضيك، عند تقييم مخزون البويضات لديك سينظر طبيبك في نتائج هذه الاختبارات معًا للحصول على صورة تقريبية لاحتياطي المبيض لديك.

4. العلاج متاح للنساء ذوات احتياطي المبيض المنخفض

حتى مع نقص مخزون البويضات لا تزال هناك خيارات علاجية ناجحة متاحة لمساعدتك على الحمل، اعتمادًا على عمرك وحالة زوجك قد تُعرض عليك مجموعة من خيارات العلاج، مثل التلقيح داخل الرحم والإخصاب في المختبر وتجميد البويضات.

5. تجميد البويضات أصبح الآن حقيقة واقعة للعديد من النساء

بالنسبة للنساء اللاتي قد يكون احتياطي المبيض لديهن قد بدأ في الانخفاض أو بالنسبة لأولئك اللائي لا يخططن للحمل في المستقبل القريب فيمكن أن يساعد تجميد البويضات في الحفاظ على فرص الحمل في المستقبل، وقد أدى التقدم في تقنية تجميد البويضات إلى زيادة معدلات نجاح الحمل بشكل كبير عن طريق تجميد البويضات ثم إذابتها وتخصيبها.

6. الوقت كالسيف!

إذا خضعتِ للفحص ووجدت أن لديك احتياطي منخفض من البويضات فلا تتأخري عن استشارة الطبيب، فكلما كنت أصغر سنًا كلما زادت فرصتك في النجاح بإذن الله.