نعم ملكتي كما قرأتي تمامًا .. نحن نطرح تساؤلًا عن علامات الساعة التي أخبرنا نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم- عنها.. ولكن هل يمكن حقًا أن نوقف إحداها لنكسب بعض الوقت ؟!
دعينا نكتشف في ثنايا هذا المقال حقيقة الأمر ..
فهذان الحديثان يدلان على أن من علامات الساعة تقارب الزمان، وقد اختلف العلماء في معنى تقارب الزمان على أقوال كثيرة ، وأقوى هذه الأقوال : أن تقارب الزمان يحتمل أن يكون المراد به التقارب الحسي أو التقارب المعنوي .
فمعناه ذهاب بركة الوقت، وهذا قد وقع منذ عصر بعيد، قال النووي : الْمُرَاد بِقِصَرِهِ عَدَم الْبَرَكَة فِيهِ، وَأَنَّ الْيَوْم مَثَلا يَصِير الانْتِفَاع بِهِ بِقَدْرِ الانْتِفَاع بِالسَّاعَةِ الْوَاحِدَة، وقال الحافظ : وَالْحَقّ أَنَّ الْمُرَاد نَزْع الْبَرَكَة مِنْ كُلّ شَيْء حَتَّى مِنْ الزَّمَان ، وَذَلِكَ مِنْ عَلامَات قُرْب السَّاعَة.
ومن التقارب المعنوي أيضاً : سهولة الاتصال بين الأماكن البعيدة وسرعته مما يعتبر قد قارب الزمان ، فالمسافات التي كانت تقطع قديماً في عدة شهور صارت لا تستغرق الآن أكثر من عدة ساعات .
أن يقصر اليوم قصراً حسياً ، فتمر ساعات الليل والنهار مروراً سريعاً، وهذا لم يقع بعد ووقوعُهُ ليس بالأمر المستحيل، ويؤيده أن أيام الدجال ستطول حتى يكون اليوم كالسنة وكالشهر وكالجمعة في الطول، فكما أن الأيام تطول فكذلك تقصر، وذلك لاختلال نظام العالم وقرب زوال الدنيا .
وهنا بيت القصيد ! فإذا كانت ذهاب البركة من الوقت هي ما نحياه بالفعل.. هل يمكننا أن نتبع بعض الأفكار أو الخطوات العملية للتعامل مع هذه المشكلة المؤرقة ؟!
لا شك أن قراءة القرآن من أسباب البركة، ولكننا نعلم ما يفيد اختصاص سورة البقرة بذلك، بما ثبت من قوله صلى الله عليه وسلم: فإن أخذها بركة. رواه مسلم، قال القاري في المرقاة: (فَإِنَّ أَخْذَهَا)، أَيِ: الْمُوَاظَبَةُ عَلَى تِلَاوَتِهَا، وَالتَّدَبُّرِ فِي مَعَانِيهَا، وَالْعَمَلِ بِمَا فِيهَا (بَرَكَةٌ)، أَيْ: مَنْفَعَةٌ عَظِيمَةٌ.
وإذا كان الأمر كذلك، فلا يبعد أن يكون لسورة البقرة أثر في البركة في الأوقات، والأرزاق، وقد ثبت في صحيح مسلم أن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه شيطان.
وأما أسباب البركة في الوقت، فمن أهمها:
قد نقابل في حياتنا أشخاصًا يبدو أن لديهم كل شيء تحت السيطرة، إنهم إنتاجيين، وغير متوترين، ومتفوقين، ولكن من المرجح أنهم لم يولدوا بهذه الطريقة، فـ إدارة الوقت وتنظيمه وتوزيعه هي مهارات يمكننا أن نتعلمها.. والقيام بذلك يمكن أن يساعدك في السيطرة على وقتك وزيادة الرضا العام.
"كيف نقضي أيامنا هو، بالطبع، كيف نقضي حياتنا.. ما نقوم به في هذه الساعة وتلك هو ما نقوم به. الجدول الزمني يحمينا من الفوضى "
تلخيص هذا الاقتباس يشرح كيفية تصور الإنسان للوقت وكيف يمكننا تطوير مهارات وجداول زمنية لزيادة الإنتاجية وتحقيق أهدافنا.
إذا كنتِ تبحثي عن السيطرة على وقتك، إليكِ ست نصائح واستراتيجيات للبدء:
ابدأي بتقييم وقتك الفعلي، قومي بإنشاء خريطة بصرية للساعات التقريبية التي تقضيها في العمل، والدراسة، وأعمال المنزل والمهام المنزلية، والتنقل، ووسائل التواصل الاجتماعي، وأنشطة الترفيه، ثم يمكنكِ تقسيم الأسبوع السابق إلى أيام، ثم ساعات، كم من الوقت استغرق إنهاء تلك الورقة؟ هل استغرق مشروع العمل وقتًا أطول بسبب كثرة مطالعة هاتفك؟
حددي أهدافًا استنادًا إلى هذه النتائج، فالتخطيط المسبق وتحديد حدود زمنية لمهامك وأولوياتك يمكن أن يفتح الوقت لما هو أهم بالنسبة لك، مثل قضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء والعائلة.
الوعي، الترتيب، التكيف
في جوهر أساليب إدارة الوقت تكون المهارات الأساسية للوعي والترتيب والتكيف، هذا يعني أن تكوني حذرة بشأن وقتك، وتنظيمه، وضبطه أثناء التقدم، وذلك هو السر وراء إدارة الوقت الفعالة.
يشير القادة اليوم إلى المهارات السلوكية كأهم مهارات لقوى العمل الحديثة، حيث تأتي "مهارات إدارة الوقت والقدرة على تحديد الأولويات" في المرتبة الثانية في استطلاع مهارات إي بي إم.
مصفوفة إيزنهاور هي أداة شائعة تساعدك في التمييز بين المهام التي هي مهمة وغير مهمة، ضرورية وغير ضرورية، حيث تحتوي على أربع مربعات يمكنكِ فيها تقسيم مهامك لتحديد ما يجب أن تركزي عليه أولاً، وبناءاً على ذلك تحدد تنفيذ المهام: القيام بها، تأجيلها، تفويضها، وحذفها.
الربع الأول: مهم وعاجل؛ لذا قومي بإنجاز هذه المهام أولاً، هذه هي الأولويات التي تتعلق أكثر بأهدافك.
الربع الثاني: مهم وليس عاجل، قد تأجل هذه لوقت لاحق في جدولك.
الربع الثالث: عاجل وليس مهم، قومي بـ تفويض المهام إلى الآخرين، إذا كان ذلك ممكنًا، خاصة إذا لم تسهم في أهدافك على المدى الطويل.
الربع الرابع: ليس مهم وليس عاجل، احذفي هذه المهام، أو قومي بإنجازها عندما يتوفر لديكِ وقت فارغ لأنها تشتتك عن اهتماماتك الأساسية.
لنهج أبسط، قومي بإنشاء قائمة مهام وحددي كل عنصر كـ عاجل أو مهم، غالبًا ما نقوم بتقديم الأولوية للمهام العاجلة بدلاً من المهام المهمة - مثل المهام التي قد تكون إبداعية ومهمة ولكن ليس لديها موعد تسليم نهائي؛ لذلك يمكن أن يكون التعرف عليها ووصفها خطوة مفيدة نحو تحقيق أهدافك الشخصية والمهنية.
بمجرد أن تكون لديكِ فكرة أفضل عن أولوياتك، يمكن أن تكون الحدود أداة ممتازة لإدارة الوقت، هناك العديد من الخيارات لتقسيم وقتك إلى قطع قابلة للاستيعاب.
جربي طريقة بومودورو، حيث تم تطوير هذه التقنية في أواخر الثمانينيات من قبل "فرانشيسكو سيريلو"، طالب جامعي كان مكتئبًا بسبب الدراسة والمهام، تتطلب طريقة بومودورو استخدام مؤقت لتقسيم عملك إلى فترات زمنية تبلغ 25 دقيقة، مفصولة بفترات استراحة تستمر 5 دقائق، ثم بعد أربع فترات بومودورو، يمكنكِ أن تأخذي استراحة أطول تستمر 15-30 دقيقة.
تشجع بومودورو (الطماطم بالإيطالية) على التركيز والتخفيف من التعب العقلي، وهو مفيد بشكل خاص للأعمال غير المحددة مثل إجراء البحث، ودراسة الامتحان، أو إنهاء مشروع استشاري، ومن خلال تقسيم الوقت بمقاطع، تجعلي المشاريع والأهداف الكبيرة أقل رهبة، وأقل تسويفًا، وأكثر إنتاجية.
جربي تطبيقًا للمساعدة في التركيز
قومي بتنزيل تطبيق بومودور على جهاز الكمبيوتر الخاص بكِ أو تطبيق Focus Keeper على هاتفك.
بالنسبة لمعظمنا، التعدد في المهام عمومًا يكون تنفيذه أقل كفاءة من التركيز على مهمة واحدة في كل مرة، في الواقع أظهرت دراسة واحدة أن فقط 2.5 في المئة من الأشخاص قادرون على التعدد بفعالية، فالقيام بالكثير من الأشياء في آن واحد يمكن أن يؤثر على قدرتك العقلية، مما يجعلك تشعري بأنكِ غير منتجة أو غير راضية عن تقدمك؛ لذا رتبي وقتك بحيث تكملي مهمة واحدة قبل أن تبدأي في أخرى لتزيد ثقتك بنفسك.
علاوة على ذلك، قد يكون من المفيد تجزئة المهام، إذا كنتِ كاتبة على سبيل المثال، قد تخصصي يوم الاثنين للبحث، ومن الثلاثاء إلى الخميس للكتابة، والجمعة للتحرير.
يمكن أن تكون المكافآت مصدرًا رائعًا للتحفيز لـ بناء عادات إدارة الوقت الجيدة، بالنسبة لكل مهمة مهمة تنجزيها، يمكنكِ منح نفسك هدية صغيرة، لا يحتاج الأمر إلى أن يكون باهظ الثمن أو مكلفًا.. إليكِ بعض الطرق البسيطة لتحفيز نفسك:
- أخذ استراحة للاستمتاع بوجبة خفيفة مفضلة.
- الخروج لنزهة قصيرة خارج المنزل.
- الاتصال بصديقة أو أحد أفراد العائلة.
- التأمل لمدة خمس دقائق.
- الاستماع إلى حلقة بودكاست أو فصل من كتاب مسموع.
بالنسبة للمكافآت الكبيرة، يمكنكِ الاستمتاع بأنشطة مثل قراءة كتاب، أو التخطيط للخروج مع الأصدقاء، أو حجز عطلة، يمكن أن تساعد المكافآت المثيرة في دفعك نحو تنفيذ مشروع صعب.
في بعض الأحيان، قد لا تكون الجوائز والنوايا الحسنة كافية للحفاظ على التركيز، يمكن لتطبيق ما مساعدتك في تقليل الانحرافات عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو لمس الهاتف، إليكِ بعض التطبيقات التي يمكنك تجربتها:
- Forest هو تطبيق يساعدك في الحفاظ على تركيزك وعلى بعد هاتفك، تشترك الشركة مع منظمة تسمى Trees for the Future لزراعة الأشجار عندما تنفقي عملات افتراضية حصلت عليها في Forest.
- StayFocused هو امتداد للمتصفح يمنعكِ من استخدام مواقع الويب الضائعة للوقت مثل Reddit، وTwitter، وWikipedia، وInstagram، وغيرها، يمكن تخصيصه بشكل كبير.
- Freedom هو أداة يمكنها حظر كل من مواقع الويب والتطبيقات على جميع أجهزتك، بشكل متزامن.
تذكري أن ممارسة إدارة الوقت عملية مستمرة، والحياة تسير بشكل طبيعي.. إنها تتعلق بالتقدم، ليس بالكمال.
اكتشفي سر شهرة العرب بأصول الضيافة
كيف أظهر احترامي عند استقبال الضيوف ؟ إليكِ ترتيب تقديم الضيافة وما سوف يتم تقديمه من وجبات او مشروبات للضيوف أثناء الزيارة
ابتعدي تمامًا عن هذه النصائح في الدفاع عن النفس!!
أثناء مشاهدة مقاطع الفيديو التي تشرح كيفية الدفاع عن النفس قد تشعرين بالأمان ولكن نصيحة اليوم عزيزتي هي أن هذه الطريقة خاطئة لتعلم الدفاع عن النفس!
8 نصائح يمكنها إنقاذكِ من الشخص الثرثار! تعرفي عليها
لا تقلقي عزيزتي لأن نصيحة اليوم من #الملكة لن تجعلكِ غير مهذبة لأنكِ ستعرفين كيف تفعلين ذلك بأسلوب شيك ودون إحراج أحد، إذًا هيا بنا نبدأ!