كثيرًا ما تصف النساء لحظة الولادة بأنها وقت الفرح والإنجاز والراحة، لكن الوصول إلى هذه اللحظة يمكن أن يكون طويلاً ومؤلماً ومرهقاً، حتى أنه في بعض الأحيان لن تكون طريقة الولادة كما أردناها أو تصورناها على الإطلاق، وتختلف تجارب الولادة بشكل كبير من امرأة إلى أخرى، وحتى من ولادة إلى أخرى لنفس المرأة، اسألي أي امرأة عن خطة ولادتها، ستقول لكِ أنها غير متأكدة مما سيحدث !

إذًا كيف نجهز أنفسنا نفسيًا للولادة؟ كيف نحافظ على الصحة النفسية للحامل؟ هل هناك دعاء تسهيل الولادة ؟! والآن إليكِ بعض الأشياء التي من المفيد أن تضعينها في اعتبارك عند التفكير في الولادة القادمة لطفلك.

نصائح للتحضير للمخاض

1.لا توجد طريقة واحدة "صحيحة" للولادة

اعلمي أنه لا توجد طريقة واحدة "صحيحة" للولادة، سيفعل الطبيب ما يراه مناسبًا لكِ في ذلك الوقت، وعندما تكونين فقط في هذا الموقف وتختبرين عملية الولادة، ستعرفين ما هو الاجراء "الصحيح" حقًا.

تقول منيرة : من تجربتي في الاستعداد للولادة : " لقد كنت حريصة على الالتحاق بفصول ما قبل الولادة لمعرفة كيفية الاستعداد للولادة، ولمعرفة وفهم الخيارات المتاحة عند الولادة (على سبيل المثال، تخفيف الألم، وأوضاع الولادة)، كما أردت أن اعلم كيفية التعامل مع مراحل عملية الولادة".

ومع ذلك فقط عندما تكونين في الموقف، ستعرفين حقًا ما هو الأفضل؛ لذا كوني منفتحة على هذا وكوني مستعدة "للسير مع التيار".

2.الأشياء يمكن أن تحدث خارج نطاق سيطرتنا وليس خطأ أحد

من المهم أن نتذكر أنه يمكن أن تحدث أشياء أثناء عملية الولادة والتي قد لا تكون كما خططنا لها، أو نأملها، أو توقعناها، ففي معظم الحالات، تكون هذه المواقف خارجة عن سيطرتنا، حيث قد يصل الطفل مبكراً، قد يقع الطفل في وضع حرج، قد يرتفع أو ينخفض ضغط دمك، هذه مجرد أمثلة قليلة لعدد الأشياء التي يمكن أن تحدث لأي امرأة، فهي خارجة عن سيطرتنا وليست خطأ أحد.

فإذا حدث لكِ هذا، حافظي على هدوئك أثناء عملية الولادة، واسترشدي بالمتخصصين الصحيين الذين هم الأقدر على تقييم الوضع في ذلك الوقت، واعتمدي على خبرتهم لإدارة الوصول الآمن لطفلك.

3. التركيز على الهدف النهائي

بغض النظر عما يحدث، أو مدى قرب أو بعد تجربة ولادتك من خطة ولادتك - ينصب التركيز على ولادة طفلك (أو أطفالك) بأمان - والعمل مع المتخصصين في مجال الصحة لتحقيق ذلك.

4. جهزي عقلك

حاولي ألا تستمعي إلى قصص الرعب المتعلقة بالمخاض لأنها غير مفيدة حقًا و ستشعركِ بالتوتر، و تذكري أنه مقابل كل تجربة سيئة، هناك أم لديها قصة إيجابية لترويها.

قد يكون هذا صعبًا، خاصةً إذا كنتِ قد مررتي بتجربة سيئة بنفسكِ، لكن حاولي أن تفكري بإيجابية قدر الإمكان.

تقول رقية : من تجربتي في الاستعداد للولادة  :- "الشيء الذي ساعدني حقًا في تقليل خوفي هو سماع قصص ولادة إيجابية، لقد بحثت عن قصص من نوع "لقد عطست وولد طفلي"، مما جعلني أعتقد أنه من الممكن إجراء المخاض بأقل قدر من التدخل الطبي".

تقول نهى: من تجربتي في الاستعداد للولادة  :- "بعد سماع قصة ولادة صديقتي، تشجعت كثيرًا لأنها تمكنت من اجتياز معظم المخاض في المنزل دون ضجة، أعتقد أن الأمر في كثير من الأحيان يتعلق بالإيمان بقدرتك على القيام بذلك"، "ولقد وجدت التحدث مع صديقاتي اللاتي أنجبن عن تجاربهن مفيدًا حقًا، لقد هدأت أعصابي حقًا."

5. جهزي جسمك

يتطلب المخاض في كثير من الأحيان القوة والقدرة على التحمل؛ لذلك من المهم إعداد جسمك لذلك، على سبيل المثال يمكن أن تكون ممارسة التمارين الرياضية أثناء الحمل أيضًا طريقة رائعة للتخلص من التوتر.

تقول سها : من تجربتي في الاستعداد للولادة  :-"ولد طفلي الأول بالملقط، وأردت تجنب حدوث ذلك مرة أخرى؛ لذا لقد حضرت ورشة عمل حول الولادة النشطة حيث تعلمت كيفية وضع الطفل في وضعية جيدة، وكيف يمكن أن يؤثر شكل حوضي على المخاض ومارست التمارين للمساعدة في ذلك، لقد كنت أعاني وكما كان متوقعا، توقف مخاضي الثاني عند نفس النقطة مثل الأول، ولكن بدلا من الذعر، تمكنت من تجربة أوضاع مختلفة، وشعرت بمزيد من السيطرة، وولد ابني الثاني دون أي مساعدة طبية."

6. مارسي تقنيات الاسترخاء

يمكن أن يساعد استخدام تقنيات التنفس في تهدئة أعصابك (قبل المخاض وبعده) والسيطرة على الألم، حيث يمكنكِ التدرب عليها طوال فترة الحمل للتأكد من أنكِ مرتاحة عند استخدامها عند بدء المخاض.

تقول سارة : من تجربتي في الاستعداد للولادة : "تعلمت بعض تقنيات الاسترخاء والتنفس، لم احضر دورة تدريبية حول التنويم المغناطيسي، لكنني اشتريت كتابًا وقرصًا مضغوطًا وقد ساعدني ذلك بشكل كبير في الولادة الطويلة المرهقة، وعلى الرغم من انتهاء الأمر بعملية قيصرية طارئة، إلا أنني شعرت أنني بخير".

يمكن أن يساعدك التأمل والتصور على الاسترخاء أثناء الحمل وأثناء المخاض، حتى لو لم يسير المخاض بالطريقة التي خططت لها، فقد تظلين قادرة على استخدام التقنيات التي تعلمتيها.

تقول نيرمين: من تجربتي في الاستعداد للولادة : "أفضل شيء فعلته هو التأمل بما في ذلك التصور الإيجابي، فبعد ولادة أولى صعبة وجدت أنني أستطيع أن أخلق مساحة إيجابية خاصة بي وأشعر بالحيوية في المرة الثانية، شعرت بالهدوء والأمان حتى عندما كنت أشعر بالألم".

7. فكري في خطة ولادتك

يمكن أن تكون خطة الولادة وسيلة مفيدة لتوصيل جميع رغباتك ومخاوفك واختياراتك بسرعة وفعالية، خاصة عندما تنتقلين إلى المخاض النشط وقد لا ترغبين (أو تكونين قادرة على) إجراء مناقشات طويلة مع القابلة، فقط تذكري أن المخاض لا يسير دائمًا كما هو مخطط له؛ لذلك قد يتعين عليكِ أن تكوني مرنة بعض الشيء.

تقول سعاد: من تجربتي في الاستعداد للولادة :"بعد ولادة أولى مؤلمة، نُصحت باستخدام خطة ولادتي لإيصال مخاوفي إلى الطاقم الطبي، وقد قمت بإدراج الأخطاء التي حدثت في المرة الأولى، وكيف أردت أن أعامل بشكل مختلف هذه المرة، على سبيل المثال، كنت أرغب في تجنب الخضوع لـ تخدير فوق الجافية، حيث عانيت من صداع فوق الجافية لأول مرة، والحمد لله لقد كان مخاضي الثاني أكثر استرخاءً وشعرت بمزيد من الدعم والسيطرة."

لذا إذا كنتِ قلقة بشأن الولادة مرة أخرى، فقد يكون من المفيد التحدث عما حدث في المرة الأولى.

8. الوصول إلى المعلومات الداعمة حول الاستعداد للمخاض

يمكنكِ الوصول إلى دوماً نصائح إضافية ومعلومات داعمة أثناء الاستعداد للمخاض وبعد الولادة من خلال تطبيقنا وتحديدًا بتصنيف حمل وولادة؛ لذا تابعي مقالاتنا عن كثب لتعرفي المزيد دومًا !

دعاء تسهيل الولادة

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثُمَّ قَرَأَ: «﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]» رواه الترمذي، لذلك ينبغي على الحامل أن تكثر الدعاء وتتفائل وتحسن الظن بالله، خاصة عندما يشتدُّ ألم الولادة أوتتعسَّر.
 
ويجوز في هذا الموطن الدعاء من المرأة التي تضع أو من المحيطين بها بما تيسر من الأدعية والأذكار المأثورة في رفع الضرر أو غيرها؛ لما روي: "أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وآله وَسلم أَمر أم سَلمَة وَزَيْنَب بنت جحش رضي الله عنهما أَن يأتيا فَاطِمَة رضي الله عنها لما دنا ولادها، فَيقْرَآ عِنْدهَا آيَة الْكُرْسِيِّ، و﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الْأَعْرَاف: 54]، ويعوِّذاها بالمعوِّذتين" أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة".
 
ولا بأس أن تدعو المرأة ببعض هذه الأدعية:
 

• من دعاء تسهيل الولادة : "اللهم أسألك حُسْن الخُلُق وهَوْن الطَّلْق، يا خالق النفْس من النفْس، يا مُخَلِّص النفْس من النفْس، يا مُخْرِجَ النفْس من النفْس، خلِّصني".
• من دعاء تسهيل الولادة : "اللهم يا مسهِّل الشديد، ويا مليِّن الحديد، ويا مُنْجِز الوعيد، يا من هو كل يومٍ في أمر جديد، أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع الطريق، بك أَدفَعُ ما لا أطيق، ولا حول ولا قوة إلَّا بالله".
• من دعاء تسهيل الولادة : "اللَّهُمَّ لا سَهْلَ إِلا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلًا، وَأَنْتَ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الْحَزَنَ سَهْلًا".
• من دعاء تسهيل الولادة : "يا حي يا قيُّوم برحمتك أستغيث".