متلازمة تكيس المبايض (PCOS) هي حالة تؤثر على ما بين 6% إلى 15% من النساء في سن الإنجاب، وإذا تم تشخيصك بمتلازمة تكيس المبايض، فقد يكون الحمل أكثر صعوبة، وإذا تمكنت من الحمل، فستكونين معرضة لخطر المزيد من المضاعفات أثناء الحمل والمخاض والولادة.
حيث أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة للإجهاض بثلاث مرات مقارنةً بالنساء اللاتي لا يعانين من متلازمة تكيس المبايض، كما أنهن أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل وسكري الحمل وإنجاب طفل أكبر حجمًا والولادة المبكرة، وقد يؤدي ذلك إلى صعوبة أثناء الولادة أو الولادة القيصرية.

المخاطر التي تواجه المصابات بمتلازمة تكيس المبايض

النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة للإصابة بالسمنة والاعتماد على التقنيات الإنجابية للحمل، حيث وجدت إحدى الدراسات أن 60% من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يعانين من السمنة المفرطة، وأن ما يقرب من 14% منهن يحتاجن إلى تقنيات الإنجاب المساعدة ليحدث الحمل، كما تواجه النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض خطرًا متزايدًا للإصابة بالعديد من المضاعفات الصحية طوال الحياة، مثل:

• مقاومة الأنسولين
• السكري من النوع 2
• زيادة الدهون
• ارتفاع ضغط الدم
• أمراض القلب
• السكتة الدماغية
• توقف التنفس أثناء النوم
• احتمالية زيادة خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم

بالنسبة للنساء الحوامل، فإن متلازمة تكيس المبايض تزيد من خطر حدوث مضاعفات، وهذا يشمل تسمم الحمل، وهي حالة خطيرة لكلًا من الأم والطفل، ويكون العلاج الموصى به في هذه الحالة هو ولادة الطفل وإخراج المشيمة، وإذا لم يكن الأمر ممكنًا فسوف تناقشك طبيبتك عن المخاطر المتعلقة بتوقيت الولادة بناءً على شدة الأعراض وعمر الحمل وصحة جنينك، وتشمل المخاوف الأخرى ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل وسكري الحمل.
قد تؤدي الإصابة بسكري الحمل إلى إنجاب طفل أكبر من الطبيعي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أثناء الولادة، فمثلًا يكون الأطفال الأكبر حجمًا أكثر عرضة لخطر عسر ولادة الكتف (عندما ينحشر كتف الطفل أثناء المخاض).
لكن لحسن الحظ يمكن علاج معظم أعراض متلازمة تكيس المبايض أثناء الحمل من خلال المراقبة الدقيقة، وإذا كنتِ مصابة بسكري الحمل، فقد تكون هناك حاجة للأنسولين للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم.

المخاطر بالنسبة للجنين

لسوء الحظ، فإن الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض أثناء الحمل يجعل الأمور أكثر تعقيدًا بعض الشيء، وسوف يتطلب المزيد من المراقبة لك ولطفلك، وتشمل المخاطر المحتملة لمتلازمة تكيس المبايض بالنسبة للطفل ما يلي:

• الولادة المبكرة
• كبر حجم الطفل
• الإجهاض

هل تؤثر متلازمة تكيس المبايض على جنس الطفل؟

هناك شيئًا واحدًا فقط يحدد الجنس الجيني للطفل، وهو الحيوانات المنوية، حيث أن بويضة الأم محملة دائمًا بالكروموسوم X، سواء كان الجنين فتاة أو ولدًا، لذا فإن كروموسوم الأم (الذي هو دائمًا كروموسوم X من البويضة) لن يحدد الجنس، بينما يقوم الأب بإطلاق الحيوانات المنويةالتي تحتوي على كروموسوم X وY، لذا فإن بعض الحيوانات المنوية التي يطلقها الأب سيكون لها كروموسوم X والبعض الآخر سيكون له كروموسوم Y، وإذا تم تخصيب بويضة الأم بالكروموسوم X بحيوان منوي من الأب بالكروموسوم X يكون الجنين أنثى، وإذا تم تلقيح البويضة بحيوان منوي من الكروموسوم Y يكون الجنين ذكر بإذن الله.
ويجب أن تعلمي ملكتي أن متلازمة تكيس المبايض لا تؤثر أبدًا على الكروموسومات، لذلك لا تؤثر على جنس الجنين، لكن يمكن أن تؤثرعلى خصوبة المرأة مما يسبب مشاكل في الحمل بشكل عام.

تكيس المبايض قد يسبب ولادة طفل مصاب بالتوحد!

التوحد هو حالة تتميز بصعوبات في التفاعل الاجتماعي وصعوبات في التكيف مع التغيير غير المتوقع، كما يعاني بعض المصابين بالتوحد من صعوبات في التعلم وتأخر في اللغة، وتظهر علامات التوحد في مرحلة الطفولة حتى لو لم يتم التشخيص بها إلا في وقت لاحق، وهي تحدث في حوالي 1% من سكان الكرة الأرضية.
وقد أظهرت دراسة أنه قبل ولادتهم، يكون لدى الأطفال المصابين بالتوحد مستويات مرتفعة من هرمونات "الستيرويد الجنسي" (بما في ذلك هرمون التستوستيرون)، واكتشاف أن هرمونات الستيرويد الجنسية قبل الولادة تشارك في تطور مرض التوحد هو أحد التفسيرات المحتملة لسبب تشخيص مرض التوحد في كثير من الأحيان عند الأولاد.
وقد تساءل العلماء عن مصدر هذه الهرمونات الجنسية الستيرويدية المرتفعة، وخلصوا إلى أن أحد المصادر المحتملة لذلك هو الأم؛ فإذا كان لديها مستويات أعلى من المعتاد من هرمون التستوستيرون، كما هو الحال عند النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، فقد يعبر بعض الهرمون المشيمة أثناء الحمل، مما يعرض جنينها لمزيد من هذا الهرمون، ويغير نمو دماغ الطفل.
وشددت الدراسة على أن احتمالية إنجاب طفل مصاب بالتوحد لا تزال منخفضة للغاية، حتى بين النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، ولكن العثور على هذا الارتباط يوفر دليلًا مهمًا في فهم أحد العوامل السببية المتعددة في مرض التوحد.

كيف يمكنني التحكم في أعراض تكيس المبايض؟

هناك العديد من الخطوات التي يمكنك اتخاذها للتحكم في متلازمة تكيس المبايض لديك قبل الحمل، مما يجعل الحمل أسهل وأكثر أمانًا لحمل جنينك بأمان طوال فترة الحمل، يوضح الدكتور "نيل بيري" أن الشيء الوحيد الشائع لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض هو زيادة الوزن بسبب ارتفاع مستويات الأندروجين، ويقول: "عندما تفقد النساء الوزن تبدأ الدورة في الانتظام، ومع انتظام الدورة الشهرية ستنتظم الإباضة، وهذا سيزيد من فرصتك في حدوث الحمل".
تعاني النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أيضًا في كثير من الأحيان من مرض السكري أو مقدمات السكري، أكثر من نصفهن سيحصلن على هذا التشخيص قبل سن الأربعين، وإذا كنتِ مصابة بالسكري، فمن الضروري التحكم فيه عن طريق الأدوية وتغيير نمط الحياة لتجنب أي مضاعفات أثناء الحمل (مثل سكري الحمل).