من اللحظة السعيدة التي تعلم فيها الأم بخبر الحمل، تبدأ في التساؤل عن مراحل نمو الجنين، وما يفعله داخل الرحم، كم كبروا؟ وكيف يحصل الجنين على غذائه؟ متى سيبدأ بالركل؟ هل يمكنه سماع صوتي؟

فهل هذه بعض من الأسئلة التي خطرت في ذهنك أيضًا؟ من الطبيعي جدًا أن تكونين مهووسة بما يفعله صغيرك، خاصة عندما تشعرين بكل لكماتهم وركلاتهم، وتخيلي ماذا؟ تتعلم هذه الملائكة أشياء قليلة عندما تكون داخل رحمك خلال مراحل نموهم المختلفة، فلابد حين يخرجوا من هذه الظلمة بداخل الرحم أن يكونوا مستعدين للعالم الكبير الموجود هناك، سنقدم لكِ هنا بعض الأشياء التي يتعلمها الأجنة وهم لا يزالون بداخلك !

1. يتعلموا ممارسة التنفس

لا يتنفس الأطفال فعليًا عندما يكونون داخل الرحم، لكنهم يبدأون في التدرب على كيفية أخذ أنفاسهم الأولى، فأثناء الحمل تتنفس الأم لها ولجنينها وتنقل ذلك عن طريق الدم الغني بالأكسجين، حيث يساعد الحبل السري والمشيمة في وصول الأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون، وعلى الرغم من أن الرئتين قد تتطوران بشكل كامل بحلول نهاية الأسبوع 36، إلا أن الجنين لا "يتنفس" فعليًا حتى ولادته، وأثناء ممارسة التنفس، يمتص الأطفال السائل الأمنيوسي المحيط بهم، ومن الطبيعي أن تمتلئ رئتهم بهذا السائل.

2. سماع الصوت

بشكل عام، بحلول الأسبوع العشرين من الحمل، يكتمل نمو الجزء الخارجي والداخلي والوسطى من آذان الأطفال بشكل كامل، وينتقل الصوت الخارجي عبر جسمك ويصل إلى الرحم، وبالتالي يمكن أن يؤثر الصوت الخارجي أيضًا على طفلك الصغير الذي لا يزال ينمو، وربما هذا هو السبب الذي يجعل معظم الأمهات الجدد يلاحظن أن أطفالهن يستجيبون لأصواتهن في وقت مبكر جدًا.

3. الترابط معك

كما ذكرنا سابقًا، يمكن للأطفال الاستماع إلى صوتك، وسوف يتعرفون عليه أيضًا؛ لذا فإن أول شخص يرتبط به الأطفال، بطريقة ما هي أمهاتهم، ونحن على يقين من أن هذا ليس مفاجئًا.

4. يتعلم كيفية إدارة التوتر منكِ !

يعد التوتر جزءًا مألوفًا من حياة النساء لكن تؤكد أعداد متزايدة من الدراسات أن التوتر ليس مفيدًا للنساء الحوامل، فهو لا يزيد من خطر الولادة المبكرة فحسب، بل قد يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الأخرى التي يتعرض لها الأطفال بعد الولادة.

وقديمًا اعتقد العلماء أنه طالما أعطيت الجنين المتنامي العناصر الغذائية الصحيحة وتجنبت المواد الضارة، فإنه سوف يتطور إلى طفل سليم، لكن هذا لم يعد يعتقده الخبراء.

ففي كل مرحلة من مراحل التطور، يستخدم الكائن الحي إشارات من بيئته ليقرر أفضل السبل لبناء نفسه ضمن معايير جيناته، والتوتر هو مثال على كيفية استجابة الجنين للمنبهات في الرحم وتكيفه من الناحية الفسيولوجية، فعندما تكون الأم متوترة، تحدث العديد من التغيرات البيولوجية، بما في ذلك ارتفاع هرمونات التوتر وزيادة احتمال الإصابة بالعدوى داخل الرحم، ويبني الجنين نفسه بشكل دائم للتعامل مع هذا النوع من البيئة عالية التوتر، وبمجرد ولادته قد يكون أكثر عرضة لمجموعة كاملة من الأمراض المرتبطة بالتوتر.

وفي الآونة الأخيرة، تشير بعض الدراسات إلى أن التوتر في الرحم يمكن أن يؤثر على مزاج الطفل ونمو السلوك العصبي، فالرضع الذين عانت أمهاتهم من مستويات عالية من التوتر أثناء الحمل، وخاصة في الثلث الأول من الحمل، تظهر عليهم علامات عدم السعادة والتهيج. 

تقول "جانيت ديبيترو"، عالمة النفس التنموي في جامعة جونز هوبكنز: "إن هويتك وما تبدين عليه عندما تكونين حاملاً سيؤثر على هوية هذا الطفل، فمستوى القلق والتوتر يؤثر في نهاية المطاف على مزاج أطفالك؛ لأن هذا الطفل غارقًا بالفعل في جميع المواد الكيميائية التي تنتجها الأم."

5. يستطيع تكوين ذوق ما

خلال الأسبوع الحادي والعشرين من الحمل، يبدأ الطفل في التعرف على الطعم، في هذا الوقت يبدأ الأطفال بابتلاع بضعة أوقيات من السائل الأمنيوسي المحيط كل يوم، ويحتوي السائل على نكهة كل ما تأكله الأم؛ إذن نعم، يبدأ الطفل في تذوق جميع الأطعمة التي تتناولها الأم أيضًا.

6. يتحرك داخل الرحم

يبدأ الأطفال عمومًا في التعرف على اللمس والشعور داخل الرحم، عندما يبدأون في استكشاف الداخل، سواء من خلال أقدامهم أو أيديهم، سوف تكونين قادرة على الشعور بتلك الحركات، ربما هم فقط يحاولون التعرف على البيئة؛ لذلك عندما تشعرين بتلك الركلات، فإنهم فقط يقومون بشقلبات أو يتدحرجون.

7. يستعدون للوصول الكبير

بما أن أطفالنا الصغار لديهم أرواح فضولية، فإن المغامرات تبدأ عندما يكونون في الرحم نفسه، يحاولون لمس أطرافهم والتحقق من المناطق المحيطة والقيام بالعديد من الأشياء الرائعة الأخرى؛ ولهذا السبب عندما يصلون إلى العالم، يكونون جميعًا على استعداد للقيام معكِ برحلة تعلم جديدة.

أسرار جنينك بداخل الرحم 

1. تبدأ حركات طفلك الأولى في الأسبوع التاسع من الحمل تقريبًا، على الرغم من أن الأم قد لا تشعر بهذه الحركات بعد، إلا أنه يمكن رؤيتها عبر الموجات فوق الصوتية.
2. تبدأ الأمهات في الشعور بحركة الجنين بين الأسبوع السادس عشر والأسبوع العشرين من الحمل عندما يشعرن بتمدد الطفل، والتواءه، وركله، وفي الأسبوع الخامس والعشرين تقريبًا، سيكون طفلك قادرًا على توسيع رئتيه والاستعداد للحياة خارج الرحم.
3. بعد الأسبوع السادس عشر، يستطيع طفلك التحرك 50 مرة أو أكثر كل ساعة، وبحلول الأسبوع التاسع والعشرين، قد تشعرين أن الطفل يتحرك عشر مرات في الساعة، يمكن أن تتضمن الحركات تمديد الجسم، والثني، وتحريك الرأس أو الوجه، وتحريك الأطراف، ومحاولة لمس المناطق الدافئة المحيطة، كما قد يحاول الطفل لمس وجهه، أو تحسس إحدى يديه باليد الأخرى، أو قد يصل إلى الحبل السري.
4. يمكن أن تكون الحركات الغريبة الأخرى لعق جدار الرحم، ومحاولة دفع قدميه إلى المساحة الضيقة.
5. بحلول الأسبوع العشرين من الحمل، قد يطور طفلك بعض الإيماءات التي ستستمر في سنوات ما بعد الولادة.

1. ينشط الأطفال خلال النهار مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار؛ لذا كوني مستعدة لتجربة الكثير من الركلات أثناء الجلوس أو الاستلقاء، وعندما تتحركين لتجلسي بشكل مريح، سيحاول الطفل التحرك أيضًا.
2. عندما يكبر طفلك من الداخل، سيكون هناك تحول في الحركات، حيث قد يتم استبدال الشقلبات بالركلات تقريبًا نظرًا لوجود مساحة صغيرة بالداخل ليتحرك طفلك كثيرًا.
3. في بعض الأحيان قد لا تشعرين بحركة الطفل، سيكون هذا هو وقت قيلولة طفلك، ويمكن أن تختلف أوقات قيلولة طفلك، ومع تقدمك في فترة الحمل، ستشعرين أن مدة نوم طفلك تدوم لفترة أطول.
4. في الأسبوع 32 تقريبًا، ينام طفلك نومًا عميقًا بنسبة 90-95% من اليوم، وفي بعض الأحيان، يمكن أن يكون نوم حركة العين السريعة (REM) حيث يستطيع طفلك تحريك عينيه ذهابًا وإيابًا، ويعتقد بعض العلماء أن الأجنة يمكن أن تحلم خلال هذا الوقت، وفي أوقات أخرى، قد يكون طفلك في حالة نوم غير محددة بسبب عدم نضج دماغه.
5. في حوالي الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل، يمر الأطفال بدورات نوم تتناوب بين النوم العميق والخفيف، والتي تستمر حوالي 70-90 دقيقة، على عكس النوم العميق، في النوم الخفيف، يتحرك طفلك قليلاً ويرضع إصبعه أو إبهامه.
6. بما أن طفلك أصبح على وشك الولادة، فإنه ينام حوالي 85-90% من المرات، وهو نفس الوضع بعد ولادته.
7. قد يوصي طبيبك بحساب حركات الجنين بدءًا من الأسبوع الثامن والعشرين، حيث يمكنكِ أن تشعري بحركة طفلك عدة مرات في اليوم، قد يساعدك حساب ركلات ولكمات طفلك على تحديد المشاكل المحتملة ويكون مفيدًا في منع ولادة جنين ميت.
8. قد تجد بعض الأمهات صعوبة في الشعور بالركلات؛ لذا إذا كنتِ تعانين من زيادة الوزن أو إذا كانت المشيمة في الجانب الأمامي من الرحم، فقد تشعرين بركلات أقل.
9. تجد معظم الأمهات أن النوم على الجانب الأيسر مريح لأنه يوفر أقصى قدر من الراحة ويجعله فعالاً في مراقبة أطفالهن، كما أنه يساعد في تنشيط الدورة الدموية، مما يجعل طفلك أكثر نشاطًا.
10. أظهرت الموجات فوق الصوتية أن الجنين يقفز لأعلى ولأسفل عندما تضحك الأم.
11. في حالة الحمل الثاني أو الثالث، يكون لدى طفلك مساحة أكبر في الرحم بسبب كبر حجم الرحم والحبل السري الأطول، يتمتع هؤلاء الأطفال بخبرة حركية أكبر في الرحم ويصبحون أطفالًا نشيطين.
12. يبدأ طفلك بالتعرف على صوتك مباشرة في الرحم.

والآن أنتِ تعرفين كيف يتحرك طفلك ويقضي الوقت داخل الرحم، فهم لا يركلون فقط، بل قد يستكشفون العالم من الداخل بدافع الفضول.