الحمل.. تلك الزوبعة من التغييرات التي تطرأ على جسدك والتي لا تحبين أعراضها المزعجة (مثل غثيان الصباح أو الإمساك أثناء الحمل)، لكن هناك إحساس واحد محبوب عالميًا وغالبًا ما يكون سببًا للكثير من الإثارة وهو الركلة الأولى للجنين، ولكن بعد أن تشعري بأول خفقة، قد تلاحظين أن ركلات طفلك تبدو وكأنها تتجول وتتغير، ومع تقدم الحمل ونمو طفلك، قد تشعرين بحركة الجنين تحت عند المثانة، فهل هناك خطورة منها ؟

وكيف تشعرين بحركة الجنين الطبيعية أثناء الحمل؟ إليك بعض حركات الجنين الشائعة التي قد تشعرين بها، بما في ذلك ما يمكن توقعه ومتى يجب عليكِ الاتصال بالطبيب.

الحركات الأولى للجنين: الخفقان والفقاعات والتسارع

على الرغم من أن الجنين المتنامي سيبدأ في الحركة بحلول الأسبوع الثاني عشر من الحمل، فإن أول حركة للجنين تكتشفها الأمهات تسمى "التسارع" وعادة ما يتم الشعور بها بين الأسبوع السادس عشر والعشرين من الحمل.

هل تعلمي ؟ الرحم والأمعاء، خلف الرحم، لا تحتويان على أعصاب يمكنها استشعار كل تلك الركلات التي يقوم بها الطفل، وهذا يعني أنه بحلول الوقت الذي تبدأين فيه الشعور بالحركة في رحمك، يكون الطفل قويًا بما يكفي للدفع ضد الجزء الأمامي من بطنك، حيث يمكن للأعصاب في بطنك وجلدك التقاط الأحاسيس.

بعض الأسباب التي تجعل بعض الأمهات الحوامل يشعرن بالتسارع بعد 20 أسبوعًا من الحمل قد تكون:

• السائل الأمنيوسي : كلما زاد السائل الأمنيوسي، زادت المساحة المتاحة للجنين المتنامي للتحرك.
• السمنة : إذا كنتِ تعانين من زيادة الوزن أو السمنة، فإن جدار البطن لديكِ يكون أكثر سمكًا، مما قد يجعل الشعور بالركلات الأولى يستغرق وقتًا أطول قليلاً.
• المشيمة : إذا كانت المشيمة تقع في الجزء الأمامي من الرحم، فقد يجعل ذلك الشعور بالركلات أكثر صعوبة نظرًا لوجود حشوة إضافية بين الطفل وجلد بطنك.

يختلف وصف الأمهات للشعور بـ "التسارع" ولكن غالبًا ما يتم وصفه على أنه خفقان أو فقاعات أو انزلاق خفيف أو حتى إحساس بالنبض، ونظرًا لأن الحركات قد تكون خفيفة، فإن العديد من الأمهات الحوامل لأول مرة يرفضن الحركة، ويعتبرنها مجرد غازات أو تشنجات عضلية، لكن لا تقلقي، ستزداد هذه الركلات قوة.

كم مرة يجب أن يتحرك طفلك خلال كل مرحلة من مراحل الحمل ؟

• فواق الجنين

نحن نعلم أن البشر سيصابون بالفواق في وقت مبكر من الرحم، ففي إحدى الدراسات، وجد الباحثون أنه عندما يصاب الجنين النامي بالفواق، وخاصة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، إذن كيف يشعر الجنين بالفواق ؟ إذا لاحظتِ حركات صغيرة متتابعة سريعة تبدو وكأنها لها بعض الإيقاع، فقد يكون طفلك مصابًا بالفواق، لكن لا تقلقي؛ ففواق الجنين هو حركة طبيعية وعادة لا داعي للقلق بشأنها؛ ومع ذلك، إذا لاحظتِ أن فواق الجنين يستمر لفترات طويلة (أكثر من 15 دقيقة)، أو يتبعه انخفاض حركة الجنين، فاتصلي بطبيبك.

• حركة الجنين تحت عند المثانة

قد تتوقعين أن تحدث حركة الجنين تحت عند المثانة، ولكن هذا ليس هو الحال دائمًا، لكن لا يمنع من أنه قد تفاجئك حركة الجنين تحت عند المثانة، وعندها لا تقلقي، فحركة الجنين تحت عند المثانة أو في منطقة العانة طبيعية وشائعة جدًا، هي فقط مزعجة.

• الضغط بالقدم على بطنك الحامل

في وقت ما خلال الثلث الثالث من الحمل، قد تلاحظين أن بطنك الحامل الذي كان مستديرًا تمامًا في السابق به أحيانًا بعض الكتل التي تبدو مريبة مثل... قدم طفل صغير؟ وذلك لأن هناك مساحة صغيرة جدًا متبقية في رحمك، وعندما يتمدد طفلك ويتحرك، قد تتمكنين من رؤية مخطط كعبه أو مرفقه أو مؤخرته أو ركبتيه تبرز قليلاً أثناء تدحرجه عبر بطنك، ناهيك عن الشعور بركلة كبيرة جدًا، وهذا أمر طبيعي تمامًا، ولا يسبب أي ألم، ويمكن أن يكون سببًا في إنتاج بعض مقاطع الفيديو العائلية الممتعة.

وتذكري كلما اقتربتِ من المخاض، كلما قلّت المساحة المتاحة لطفلك لممارسة الألعاب البهلوانية، لذا استمتعي بها قدر الإمكان.

• حركات الجنين تتباطأ

بحلول الأسابيع الأخيرة من الحمل، قد يطلب منك طبيبك متابعة عدد الركلات، حيث يمكن أن تساعدك عدد الركلات في تحديد أي مشاكل محتملة وقد تساعدك أيضًا في تحديد أنماط الحركة مثل وقت غفوة طفلك المتنامي، فإذا كنتِ تتابعين عدد الركلات، فتأكدي من اختيار وقت من اليوم يكون فيه طفلك أكثر نشاطًا.

إليكِ بعض الأسباب الشائعة لعدم شعورك بحركات الجنين:

1. الجماع: يمكن للحركات الإيقاعية لممارسة الجنس أن تجعل طفلك الذي لم يولد بعد ينام.
2. التمارين الرياضية: على غرار ممارسة الجنس، يمكن للمشي والركض والحركات المتكررة الأخرى أن تهز طفلك لينام.
3. القيلولة: ينشئ جنينك أنماطًا للنوم تمامًا مثل المولود الجديد.

ومع ذلك، فإن فترات الهدوء المذكورة أعلاه في حركة الجنين يجب أن تختفي في النهاية في غضون ساعة؛ لذا اتصلي بطبيبك إذا كنتِ تعتقدين أن طفلك لا يتحرك بالقدر الكافي أو أقل من ذلك بكثير.

حيث يمكن أن يكون ذلك علامة على بعض المشكلات التالية:

1. التفاف الحبل السري حول عنق الجنين.
2. يمكن أن يؤدي خلل المشيمة إلى تقييد النمو وتباطؤ الحركات.
3. قلة السائل الأمنيوسي، وهي حالة نادرة عندما لا يكون هناك ما يكفي من السائل الأمنيوسي للجنين.
4. يمكن أن تتسبب العدوى أو المرض في تعب طفلك وقلة حركته.

هل تعلمي أن طفلك يغير وضعيته في الثلث الثالث من الحمل ؟

يغير طفلك وضعتيه عادةً نحو نهاية الثلث الثالث من الحمل، في أي وقت من ثلاثة أو أربعة أسابيع قبل بدء المخاض إلى بضع ساعات قبل الولادة. إذا كنت تتساءلين "في أي أسبوع اشعر بالطفل أسفل بطني؟" لا يوجد أسبوع محدد يحدث فيه ذلك؛ ومع ذلك، يحدث عادةً في وقت ما في الشهر الثامن أو التاسع من الحمل.

علامات تدل على تغيير الجنين وضعتيه لأسفل البطن

في حين أن بعض الحوامل لا يعانين من أي علامات تدل على تغيير الجنين وضعتيه لأسفل البطن، فقد تعاني بعضهن من علامات واضحة، وإليكِ بعض العلامات والأعراض التي يجب الانتباه إليها عند هبوط الرحم:

• الضغط في الحوض والوركين
• زيادة الضغط على المثانة، مما قد يسبب التبول المتكرر أو تسرب البول
• سهولة التنفس بسبب انخفاض الضغط على الرئتين والحجاب الحاجز
• الشعور بمزيد من حركة الجنين تحت عند المثانة
• تغير في مركز الثقل لديك - قد تشعرين بعدم التوازن قليلاً
• تغير في وضعيتك أو في شكل وحجم نتوءك - قد يبدو بطنك الحامل منخفضًا وكأنه قد سقط، أو يميل إلى الأمام أكثر

تذكري أن كل حمل فريد من نوعه، وقد تكتشفين أو لا تكتشفين بعض أو أي من علامات وأعراض هبوط طفلك، وقد تعتمد تجربتك أيضًا على ما إذا كان هذا هو حملك الأول أو حمل لاحق، ومدى انخفاض حملك بطفلك طوال فترة الحمل.

ماذا تفعلين إذا توقف طفلك عن الحركة ؟

اتصلي بطبيبك إذا لاحظتِ تباطؤ حركات الجنين بشكل كبير أو إذا لم تشعري بأي ركلات بحلول الأسبوع الرابع والعشرين، وعلى الرغم من أنه قد يكون هناك تفسير بسيط وحتى حميد لأي توقف في النشاط أثناء أي نقطة من الحمل، فاتصلي دائمًا بطبيبك على الفور إذا كنتِ قلقة.

الخلاصة

إن الشعور بنزول طفلك هو إشارة إلى أن المخاض قريب وأن مولودك الجديد على وشك الولادة، وهو عملية طبيعية تعني أن طفلك الصغير يستقر في عمق الحوض استعدادًا للولادة.

في الأسابيع أو الساعات التي تسبق المخاض، قد تشعرين بأن طفلك قد هبط إلى الأسفل، مما قد يسبب شعورًا أخف من أي ضغط على الحجاب الحاجز أو الرئتين، كما قد تشعرين أيضًا بمزيد من الضغط في الجزء السفلي من جسمك، أو تعانين من كثرة التبول، أو تلاحظين أن نتوءك يبدو منخفضًا أو يميل إلى الأمام أكثر، وبلا شك ستشعرين بمزيد من حركة الجنين تحت عند المثانة؛ لذا فلا داعي للقلق فالأمر طبيعي.