يأتي الحمل مع الكثير من التغييرات التي تتجاوز نتوء البطن، بعضها متوقع والبعض الآخر قد يفاجئك، وقد يكون التعامل مع التغيرات الجسدية المستمرة أثناء الحمل أمرًا صعبًا، ولكن من المهم أن تتذكري أن معظم هذه الأعراض مؤقتة، وقريبًا ستستعيدين شعورك الطبيعي بأنكِ نفسك مرة أخرى - أو ربما حتى نسخة جديدة ومحسنة منكِ.

هل سمعتِ عن "أنف الحمل" ؟ 

أنف الحمل هو حين يتورم أنف الحامل أو يتغير شكله أثناء الحمل، ورغم أن " أنف الحامل " ليست مصطلحًا طبيًا حقيقيًا، إلا أنه يمثل ظاهرة حقيقية للغاية ! وتحدث عادةً خلال الثلث الثالث من الحمل حوالي الأسبوع الثلاثين من الحمل، لكنها حالة لا تشكل أي قلق طبي، ولكن هل أنف الحمل يمكنها أن تساعدنا على معرفة نوع الجنين ؟ تابعي القراءة لتعرفي التفاصيل ! 

ما الذي يسبب أنف الحمل؟

من الكاحلين المنتفخين إلى الأصابع، غالبًا ما لا يكون أنفك الشيء الوحيد الذي يتورم أثناء الحمل، ومثل العديد من تغييرات الجسد أثناء الحمل، يرتبط هذا بتدفق الهرمونات، حيث أن تمدد الأوعية الدموية - أو ارتخائها واتساعها - يحدث بسبب ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين أثناء الحمل، ويؤدي هذا التمدد إلى زيادة حجم الدم، حيث يعرف الجسم من التطور أن ولادة الطفل تنطوي على خسارة كبيرة من الدم، ويتطلب الأمر المزيد من الحجم للبقاء على قيد الحياة.

الجدير بالذكر أن هناك العديد من الآثار الجانبية غير المتعلقة بالحمل لهذا التمدد، بما في ذلك الدوالي في الساقين والصداع النصفي، ولكن نظرًا لأن أنفك يقع في منتصف وجهك، فقد يكون أنف الحمل أكثر وضوحًا، حيث تتمدد الأوعية الدموية في الأنف أثناء الحمل، ونظرًا لأن هذه المنطقة الصغيرة من الجسم تحتوي عمومًا على القليل جدًا من الأنسجة أو الدهون، فإن هذا التمدد يمكن أن يغير بشكل كبير حجم وشكل الأنف.

هذا ليس كل شيء: قد تعاني الحوامل أيضًا من التهاب تجاويف الأنف يسمى التهاب الأنف، هذه الحالة الشائعة، تسبب العطاس والاحتقان وسيلان الأنف، وقد وجدت الأبحاث أن التهاب الأنف أثناء الحمل يؤثر على 39٪ من الحوامل، كما قد تؤدي الزيادة في تدفق الدم أثناء الحمل في بعض الأحيان إلى نزيف الأنف - وهو أمر غير ضار عادةً.

هل هناك طرق لمنع أنف الحمل؟

لا توجد طريقة حقيقية لمنع أنف الحمل، حيث أن التغييرات التي تسببه هي جزء طبيعي من الحمل الصحي، كما يقول الخبراء، لكن هناك بعض الأشياء الصغيرة التي يمكنكِ القيام بها للمساعدة في تخفيف التورم، من البقاء رطبة إلى رفع رأسك حتى لا تتراكم السوائل في المنطقة.

متى يختفي أنف الحمل؟

الخبر السار هو أن أنف الحمل مؤقت عادةً، حيث تختفي التغييرات تمامًا بعد ستة أسابيع بعد الولادة، فإذا لم يعد أنفك إلى طبيعته خلال هذا الإطار الزمني، تحلي بالصبر - فالتعافي بعد الولادة يختلف من امرأة لأخرى.

هل هناك علاقة بين كبر الأنف في الحمل ونوع الجنين​ ؟

هل يمكن حقًا معرفة نوع الجنين من حجم الأنف ؟!

التخمينات تقول أنه إذا أصبح وجهك ممتلئًا أثناء الحمل بشكل عام وكبر أنفك، فقد تكونين حاملًا بفتاة، لكن العلم يقول لكِ إذا كنتِ تعانين من انتفاخ شديد مفاجئ في وجهك، فاستشيري الطبيب، لأن هذا قد يكون أحد أعراض تسمم الحمل.

كيفية معرفة نوع الجنين

إذا كنتِ مهتمة بمعرفة نوع الجنين، يمكنكِ إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية، والذي يتم إجراؤه عادةً بين الأسبوعين 18 و20 من الحمل، بشرط أن يحصل فني الموجات فوق الصوتية على رؤية جيدة بين ساقي طفلك، وبعد إجراء التصوير ستكونين قادرة على معرفة نوع الجنين بدقة تتراوح بين 80% و90%.

قد يفيدكِ قراءة :- تورايخ مهمة لأهم فحوصات الحمل

متى يجب استشارة الطبيب بشأن أنف الحمل ؟

في حين أن أنف الحمل هو عادةً مشكلة جمالية مؤقتة، لكن إذا استمرت وأزعجتك، فلا بأس من استشارة الطبيب، وإذا كنتِ تعانين من صعوبة في التنفس، أو أصبتِ بنزيف في الأنف أو شعرتِ بأن أيًا من أعراض أنفك أثناء الحمل تؤثر على أنشطتك اليومية، فيجب عليكِ بالتأكيد استشارة الطبيب.

متى يكون أنف الحمل مثيرًا للقلق ؟

في حين أن الأنف المتنامي أثناء الحمل لا يكون غالبًا سببًا للقلق، إلا أنه في بعض الأحيان قد يشير إلى حالة خطيرة، تسمى تسمم الحمل، وهي حالة الحمل التي تسبب الوذمة (التورم)، حيث يمكن أن تساهم أيضًا في ظهور بعض الأنوف بشكل أكبر !

يمكن أن يسبب تسمم الحمل، الذي يحدث عادةً بعد 20 أسبوعًا، ارتفاع ضغط الدم والصداع ومشاكل الرؤية وتورم اليدين والوجه، كما يمكن أن يؤدي إلى الولادة المبكرة وانخفاض وزن الطفل عند الولادة؛ لذا تأكدي من إخبار الطبيب إذا كنتِ قلقة أو تعانين من أي من هذه الأعراض.

خاتمة

في الحقيقة لا يمكن معرفة نوع الجنين من حجم الأنف، وهي مجرد فكرة خاطئة شائعة ولا يوجد أي دليل علمي يربط بين حجم أنف الأم أثناء الحمل وبين جنس الجنين، ويعتبر السونار هو الطريقة الأكثر دقة لمعرفة نوع الجنين، ونصيحة إذا كنتِ ترغبين في معرفة نوع الجنين، فاستشيري طبيبكِ، فهو الشخص المؤهل لإعطائكِ المعلومات الصحيحة حول هذا الموضوع وإرشادك إلى الطرق العلمية لمعرفة نوع الجنين.